سودانايل:
2025-02-23@14:04:00 GMT

نحن وهُم : أزمة الضمير في السودان

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

نحن وهُم : أزمة الضمير في السودان
(1)
-،-،-،-،-،-،-،-،-،-،-،-،-،-،-،-،-،-،-
• جبير بولاد

_ مايكل كروليوني:" لقد عملت علي حمايتكم من كوابيس العالم "
ترد زوجته :" لكنك أصبحت كابوسنا "
( The Godfather _ part 3)

.. في بداية هذه الكتابة هممت أن يكون العنوان هو( أزمة الضمير السوداني ) ، ثم تراجعت الي تعديله ليكون( أزمة الضمير في السودان ) تحاشيا للتعميم الذي يظلم قلة رغم قلتها إلا انها كانت الوهج المُضيء الذي شذّ عن التعميم و ترك أثرا كبيرا تحققت فيه وصفية القلة الهائلة .


.. نحن و منذ أن ينشأ الفرد فينا كسودانيين، يبدأ المحيط الذي حولك بمنازعتك في تشكُلات ذاتك ، و حبسها في أُطُر تراكمية شيدها المحيط/ القطيع بأتقان لسنوات طويلة متراكمة، و أوُلي هذه الأطُر التقسيمة الأولية التي تصبح حجر الزواية فيما بعد لكل الأحكام و التصورات حول الآخر و الأنا، بدءاً من ثنائية(الولد/البنت) و مرورا ب(الجيران/نحن) و الي نشأت قاموس كامل واحدة من اخطر مفرداتها الذين يشبهوننا و الذين لا يشبهوننا في مجافة مريعة لدولة كان إفتخار خطاب مثقفيها هو التنوع و التعدد الذي يعتريها ثم تأتي قمة التطورات المُتشكلة فيما بعد حول الآخر عموما لتصل الي إشكالية ال(نحن/ العالم) ، هذه تطورات في طبيعة المجتمعات البشرية حدثت و تحدث بأستمرار و لكن في المجتمعات المتطورة ذات الخبرات المتراكمة و النوعية، كثيرا ما تمت إنحيازات لصالح ال(هُم) ضد ال( نحن) و ذلك لمعارف تطورت حول إتهام ال(نحن) بأستمرار كونها مهما بلغت تظل قاصرة و في مرحلة التعلم و الإضافة التراكمية المستمريين، و ال(نحن) أولي احجارها في البناء هي (الأنا) و في المرويات و الاساطير و قصص الأديان كانت دوما المَهلكة تأتي من تضخم الأنا هذه التي مجموعها ال(نحن) ، و تكفينا إشارة قصة إبليس مع الله في بدايات خلق آدم و أيضا قصة النبي موسي _ لاحظ النبي _ مع الخضر و الذي ظهر له بعد أن استشعرت أناه العلم الأوحد فوق كل ( الهُم) و هكذا دواليك .
.. في عودة لنشأتنا الإجتماعية السودانية، تظل الحدود الفاصلة بين ال(نحن) و ال(هُم) هي الحدود الأولي لفهم العالم الخارجي و شروطه و تبدأ من حدود حواف البيت(الجدران) و التساؤلات اللا بريئة حول من (هُم) الذين يجاورننا و من أي منطقة هم في السودان و هل سوف ينصاعون الي منظومتنا في السلوك و التصورات و حتي طريقة و انواع الطعام؟ أم سيكون هذا الفاصل الطيني القائم بيننا متجاوز لكونه جدار طيني الي جدارات أخري! .
.. في فترات سابقة من فترات نشوء الدولة السودانية ، حُظينا كمجتمعات سودانية بعقليات نادرة انتبهت مُبكرا لهذه الهوات المُهلكة مستقبلا، فأجتهدت في حدود إمكانياتها و إمكانيات الدولة في معالجات بدت عظيمة في وقتها، مثل الاعتناء بالمدارس القومية و التعدد الاستيعابي فيها، مثل خورطقت و حنتوب و وادي سيدنا و ...الخ، ثم لاحقا الخطط الاسكانية التي تراعي أيضا التعدد والتنوع المجتمعي، و بالرغم من أن المدينة و منذ أيام المستعمر حفلت بهذا التنوع، إلا انها في كثيرا من الأحيان لم تنجو من الارخبيلات القائمة علي تحوصل القرابة القبلية مثل ان تجد فريق الدناقلة و حلة الجعليين حلة فلاتة و ...الخ و لكن رغم هذه الارخبيلات فقد زاحمها التنوع و بقيت التسميات مع تنوع يكبر و يتسع كل يوم و أصبحت هذه سمة المدن او البنادر، هذه المزاحمة التي تأتي احيانا بالتخطيط و أحيانا اخري عفوا، كانت من المقترض ان تتحول من مزاحمة الي معايشة لو رافقها مشروع ثقافي/ اجتماعي ترعاه الدولة و و لكن كانت المحاولات الشحيحة التي كانت تحدث عبر الحكومات كانت نتيجة لمجاهيد شخصيات ألمعية تمر كالطيف في تشقلبات السلطة و اروقتها المتصارعة بأمراض تضخم الذات و محسدة المجايلة و كثيرا من الأمراض التي ما كانت تضع فكرة الوطن من أولوياتها بقدر ما كانت معايير الإنتصار تخص فقط هذه الأنا المتضخمة بأستمرار نتاج نشأتها الأولي التي أشرنا لها في بداية هذه السطور و لعب المحيط حولها الدور الاكبر في مسلكها في هذا الإتجاه.

... نواصل

jebeerb@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان ال نحن

إقرأ أيضاً:

هل كانت 5G مزحة…لا شيء تغير بعد ثلاثة أشهر على إعلان الحكومة قرب إطلاق الخدمة

زنقة 20. الرباط

أعلنت تونس إطلاق خدمة 5G بشكل رسمي بعد إستكمال كافة التدابير اللازمة لاستفادة التونسيين من التطور التكنولوجي وتحسين خدمات الإنترنت في البلاد.

وفي المغرب، غداً السبت 22 فبراير، يكون تعهد وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة أمل الفلاح السغروشني، قد مر عليه ثلاثة أشهر بالتمام والكمال، بكون الحكومة وضعت اللمسات الأخيرة لإطلاق خدمات 5G بداية 2025.

السغروشني التي أعلنت من قبة البرلمان، في 23 دجنبر من السنة الماضية، أن المغرب يضع آخر اللمسات لإطلاق خدمة الإنترنت من الجيل الخامس “5G” ، فى أفق تنظيم المملكة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية 2025 ونهائيات كأس العالم 2030، إختفت عن الأنظار وإختفت معها الوعود، لتتواصل معاناة المغاربة مع الصبيب الكارثي الذي جعل المغرب يتذيل بلدان أفريقيا فضلاً عن الإرتفاع الصاروخي لسعر الإنترنت مقارنة مع دول الجوار.

وكانت السغروشني, قد أعلنت خلال جلسة عمومية بمجلس النواب, في 23 دجنبر 2024, أنه سيتم إطلاق خدمة الإنترنت من الجيل الخامس “5G” بهدف تغطية نسبة 25 بالمائة من الساكنة في أفق 2026 ، و70 بالمائة في أفق 2030.

وأوضحت الوزيرة أن جميع المدن المغربية المستضيفة لنهائيات كأس العالم 2030 ستكون مغطاة بشكل كامل بخدمة “5G”.

وفي السياق ذاته أشارت المسؤولة الحكومية إلى أنه سيتم تأمين التغطية بشبكة الإنترنت عبر الألياف البصرية على مستوى 6300 موقع عمومي إداري في أفق 2026, وتجهيز 5,6 مليون منزل بهذه التقنية في أفق 2030.

ويرى متابعون أن قطاع الإتصالات بالمغرب بحاجة لتطوير جذري وكبير، يواكب التطورات المتسارعة التي إنتقلت إلى الذكاء الاصطناعي والسرعة الخيالية لصبيب الإنترنت في دول مجاورة كإسبانيا والبرتغال، متجاوزة ما يعتبر طموحاً للمغاربة، وهو الانتقال لخدمة 5G فقط.

5gأورانجإتصالات المغربإنويالمغربمونديال 2030

مقالات مشابهة

  • اكتشاف مذهل في أعماق المحيط يثير الدهشة!
  • زلزال بقوة 5.6 درجات يضرب جزر سليمان في المحيط الهادئ
  • زلزال قوي يضرب جزر سليمان في المحيط الهادئ
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • الضمير الإيراني العامري: حكومة الشرع صهيونية أمريكية تركية يجب إسقاطها
  • هل كانت 5G مزحة…لا شيء تغير بعد ثلاثة أشهر على إعلان الحكومة قرب إطلاق الخدمة
  • نائب ترامب: لولا الكرم الأميركي ما كانت أوكرانيا موجودة
  • جائحة مؤامرونا التي تجتاح السودانيين
  • الجزيرة نت تكشف التعديلات الدستورية التي أجازتها حكومة السودان
  • منظمة الصحة العالمية: الصراع المستمر جرّ السودان إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة