عقد الجامع الأزهر الشريف الحلقة الثانية من الموسم السادس عشر من برامجه الموجهة للمرأة تحت عنوان "قدوات عالمات"، وحاضر فيها كل من؛ الدكتور فاطمة عبد المجيد، أستاذ البلاغة والنقد بجامعة الأزهر ووكيل كلية الدرسات العليا للقطاع الشرعي والعربي، والدكتور هدى عرفان، مدرس الحديث بجامعة الأزهر، وأدارت الندوة الدكتور حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.

مستشارة شيخ الأزهر: قوة الشعوب تتجلى في شبابها رئيس جامعة الأزهر يكرم رئيس منطقة الإسكندرية الأزهرية

أوضحت الدكتور هدى عرفان، أن من أبرز القدوات العابدات، السيدة عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما، فلقد اختار لها الله أبوين كريمين مؤمنين، وجعل لها الله نسبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من جهة الأب والأم، وقد ورثت أُمّ المؤمنين عَائِشَة رضي الله عنها الكثير من الصفات الحسنة التي تميزت بها قبيلتها؛ كالكرم والشجاعة والنجدة ونصرة المظلوم وإعانة الضعيف، وغيرها من الصفات التي أثرت في شخصيتها، لافتة إلى أن علاقة أم المؤمنين مع والديها كانت علاقة متينة قائمة على محبتهما وخوف إغضابهما مع أنها أُما لجميع المؤمنين، كما أحاطت السيدة عائشة نفسها بصحبة صالحة لتحافظ على ما نشأت عليه،  فلم ينسها الجلوس بين أصحابها ما تعاهدت عليه مع الله في العبادة مما رأته من سيد العُباد من المحافظة على صلاة الضحى وغيرها من الأعمال الصالحة.

وأضافت: قامت علاقة عائشة رضي الله عنها مع إخوتها وأخواتها على ثلاثة محاور؛ الحب والتقدير، والاحترام المتبادل، والتعاون والتكاتف، وكان من مواقف حبها لإخواتها، أنها قامت بتربية أختها أم كلثوم في بيتها، وأولاد أخيها محمد عندما قتل، وكانا ابنا وبنتًا، حتى أصبح الابن القاسم بن محمد أحد الفقهاء السبعة بالمدينة وعلّامة التابعين، فكانت عائشة مع أشقائها، تؤسس لدور المرأة في صناعة الحياة وتماسك الأسرة والمجتمع، وفي صناعة الحب والوفاء بين الإخوة والأخوات.

فيما تناولت الدكتور فاطمة عبد المجيد هنداوي، الحديث عن السيدة أم سلمة رضي الله عنها، مبينة بعض الدروس من حياتها، كالتضحية لدين الله، والصبر على الأذى وعلى الفراق، ورجاحة عقلها لإعانة الزوج، والتفقه في الدين ورواية الحديث، وحسن التبعل وحسن تربية الولد.

من جهتها بينت الدكتور حياة العيسوي، أن الإسلام حرص كل الحرص على تعليم المرأة حتى تكون عنصر صلاح وإصلاح في مجتمع إسلامي متطور إلى الكمال، متقدم إلى القوة والمجد، آمن مطمئن سعيد، ولتحقيق هذا الهدف؛ رغب بأن تحضر صلاة الجماعة، وأن تشهد صلاة الجمعة وخطبتها ، وأن تشهد صلاة العيد وخطبتها وإن كانت في حالة العذر المانع لها من أداة الصلاة ، وأمرها بالحج والعمرة، وحثها على حضور مجالس العلم، وخاطب الله النساء بمثل ما خاطب به الرجال، وجعلهنَّ مندرجات في عموم خطاب الرجال في معظم الأحوال ؛ حرصًا على تعليمهن وتثقيفهنَّ وتعريفهنَّ أمور دينهنَّ.

وتابعت: ومن التابعيات الفقيهات ذوات الحجة روايات صحيح البخاري، حفصة بنت سيرين، وكان لها ابنٌ بارٌّ قد مات في حياتها وافتقدته بشدَّة، قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ رَزَقَنِي اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الصَّبْرِ مَا شَاءَ أَنْ يَرْزُقَ، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أَجِدُ عَضَّةً لَا تَذْهَبُ، فَبَيْنَا أَنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ أَقْرَأُ سُورَةَ النَّحْلِ إِذْ أَتَيْتُ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ : " وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ، وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"؛ فَأَعَدْتُهَا فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَنِّي مَا أَجِدُ،

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر الجامع الأزهر السيدة عائشة رضی الله

إقرأ أيضاً:

بحضورٍ مهيب.. مفتي الجمهورية يؤدي صلاة الجنازة على الدكتور محمد المحرصاوي

أدى الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، صلاةَ الجنازة، اليوم الجمعة، على فقيد العلم والدعوة، وزميل الجامعة ورفيق درب العطاء لسنواتٍ طوال، الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر السابق، من ساحة الجامع الأزهر. 

جاء ذلك في وداعٍ يليق بمقامه العلمي ومسيرته الحافلة بالعطاء، وفي مشهد اجتمع فيه جلال الزمان والمكان، حيث حضر الجنازة د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، ود. سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، ود. حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء، والمستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، ولفيفٌ من كبار علماء الأزهر وطلابه ومحبيه الذين توافدوا من كل حدبٍ وصوبٍ لتشييع الراحل إلى مثواه الأخير، في مشهدٍ يليق برحلة عالمٍ أفنى عمره في خدمة دينه ووطنه وأزهره.

مفتي الجمهورية: العبادة ليست فقط صلاة وصياما بل تشمل كل أعمال الخير والإحسانمفتي الجمهورية: شهر رمضان مدرسة روحية وتربوية عظيمة يهذب النفوس ويرتقي بالقلوبمفتي الجمهورية: ترك الصلاة بعد رمضان قد يكون علامة على ضعف الإيمانمفتي الجمهورية: الإسلام أقر للمرأة ذمة مالية مستقلة قبل أكثر من 1400 عام

وقال فضيلة المفتي، إن الدكتور المحرصاوي كان مثالًا للعالِم الأزهري الجاد الذي جمع بين دقة التدريس وبراعة الإدارة، فحمل الأمانة بوعيٍ وإخلاص، وأدى رسالته بصمت الكبار، تاركًا أثرًا لا يُمحى في قلوب محبيه وطلابه وزملائه، وسيظل إرثه العلمي والفكري حاضرًا في أجيال طلبة العلم، الذي ألهمهم فكرًا جديدًا وأسَّس لهم أسلوبًا عميقًا في فهم العلم والعمل، مخلفًا بصمةً لا تُمحى في تاريخ الأزهر الشريف، ليبقى اسمه منارةً يُهتدى بها.

وأضاف مفتي الجمهورية، أننا إذ نودع فقيد العلم والأزهر، نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يغفر له ويجعل ما قدَّم من علمٍ نافع وعملٍ صالح في ميزان حسناته، وأن يشفع فيه صيامه وقيامه وقراءته للقرآن، وأن يربط على قلوب أبنائه وأهله ومحبيه، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

مقالات مشابهة

  • صلاة العشاء والتراويح في ليلة 29 رمضان من الجامع الأزهر |بث مباشر
  • بحضورٍ مهيب.. مفتي الجمهورية يؤدي صلاة الجنازة على الدكتور محمد المحرصاوي
  • تشييع جثمان الدكتور محمد المحرصاوي من رحاب الجامع الأزهر
  • بحضور علماء وقيادات الأزهر.. تشييع جنازة الدكتور المحرصاوي من الجامع الأزهر
  • بحضور علماء وقيادات المشيخة.. جنازة مهيبة للدكتور محمد المحرصاوي من الجامع الأزهر.. صور
  • خروج جثمان الدكتور محمد المحرصاوي من الجامع الأزهر إلى مثواه الأخير.. فيديو وصور
  • الآلاف يؤدون صلاة الجنازة على محمد المحرصاوي من الجامع الأزهر.. فيديو وصور
  • جامعة الأزهر تنعى الدكتور محمد المحرصاوي رئيس الجامعة السابق
  • بث مباشر.. صلاة العشاء اليوم في الجامع الأزهر بحضور آلاف المصلين
  • بث مباشر.. صلاة العشاء والتراويح من الجامع الأزهر في ليلة 27 رمضان