أكد اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، أن جميع العاملين بجهاز أمن الدولة، سواء ضباط أو أفراد شرطة ممنوعين من استعمال العنف فى أثناء الاستجوابات، خاصة اثناء التحقيق مع أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية وقيادتها.

وأكد أن التحقيقات كانت تسير بشكل مثالي مع استعمال بعض الأساليب الملتوية وأساليب الترهيب للضغط عليهم للحصول على معلومات، خاصة أن أعضاء الجماعة كانو مدربين لأقصى درجات الامتناع عن الحديث مع رجال الداخلية وإبداء اى معلومات.

وقال اللواء فؤاد علام، خلال حواره مع «صدى البلد»، إنّه شارك في التحقيق مع أفراد جماعة الإخوان الإرهابية في قضية 1965المعروفة بـ"قضية سيد قطب"، حيث كان القائد الفعلي لجماعة الإخوان الإرهابية آنذاك، واصطحبته من مكان إقامته إلى التحقيق في سجن القلعة، عندما تمكنا من القبض عليه لكنه كان صامتا، واستخدمت جميع الأساليب للحديث معه لكنها جميعا باءت بالفشل ولم يتكلم أبدا، وأتذكر أنه نطق بكلمتين فقط "واخدنى فين".

وأوضح وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، ان جميع ما يثار بأن رجال الداخلية تعدو على سيد قطب عار تماما من الصحة: «مفيش مخلوق أذاه بكلمة، وكان يعامل كضيف وليس متهما خطيرا يرأس تنظيما مسلحا وإرهابيا»، مشيرا أن اللواء أحمد رشدي، تولى التحقيق معه لدى وصوله إلى سجن القلعة، كما شارك اللواء فؤاد علام في بعض أجزاء التحقيق، واصفا سيد قطب بـ " الغباء السياسى" لكنه "داهية" فى الصمت لدرجة التي جعلته يتاكد بأنهم مدربين على كيفية مواجهة الاستجواب.

اغتيال السادات

وكشف اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، تفاصيل قضية اغتيال الرئيس محمد أنور السادات، مؤكدا أنه لم يشارك في التحقيقات؛ بسبب قرار رئيس الجهاز حينها، بتجميد عمله؛ لوجود خلافات كبيرة بينهما، إلا أنه كان يتابع بشكل شخصي، إجراءات التحقيقات في هذه القضية الخطيرة، وأكد أن الدكتور محمود جامع، الصديق المقرب للرئيس السادات، حذره من استعانته بجماعة الإخوان لمواجهة الناصريين والشيوعيين.

فتنة سياسية 

وأضاف اللواء فؤاد علام، أن الدكتور محمود جامع، أكد على الرئيس السادات، أنه لو اعتمد على جماعة الإخوان؛ فإنهم سيتخلون به، لكن الرئيس السادات لم يقتنع بهذا الكلام، مشيرا إلى التقارير الكثيرة التي تم إرسالها إلى الرئيس السادات، بضرورة إبعاد جماعة الإخوان عن المشهد السياسي؛ حتى لا تحدث فتنة سياسية بين الأحزاب، إلا أن الرئيس السادات لم يستجب لهذه التقارير.

وأوضح وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، أن الدكتور محمود جامع، كان يعقد اجتماعات لجماعة الإخوان في منزله، بمدينة طنطا في محافظة الغربية، وكان يدعو إليها، لدرجة أننا كنا راصدين لهذا التحرك منهم، لافتا إلى أن الكارثة كانت حضور الرئيس السادات، لإحدى الاجتماعات، حيث كان الدكتور محمود جامع، يقوم بعمل تآلف ما بين الجماعات السياسية من الوفد، والشيوعيين، الإخوان المسلمين.

وأشار اللواء فؤاد علام إلى أن هناك الكثير من الأنباء التي ترددت بشأن عدم التفات اللواء نبوي إسماعيل وزير الداخلية، إلى عملية اغتيال الرئيس السادات، معقبا: “قيل في هذه النقطة الكثير من الأقاويل، وأتمنى ألا نتطرق إليها، إنما لا أعتقد أن الكلام الذي قيل له نصيب من الصحة”.

وأشار إلى أن التحقيقات كانت مكثفة والتحريات كانت بشكل أكبر، إلا أن الخطأ الأهم ، هو عمليه التامين التى حدثت للرئيس السادات فى مثل هذه الاحتفالات، وكيفية إدارتها، لا سيما أن جميع الأجهزة في الدولة كانت على دراية بوجود أعضاء جماعات إرهابية في هذه الاحتفالية.

كشافة الإخوان

وكشف اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، علاقته بجماعة الإخوان الإرهابية، وبداية معرفته بهم، خاصة وأنه تعرض للأذية أكثر من مرة بسببهم، وقاموا بالاعتداء عليه بالضرب بسبب انتخابات اتحاد الطلاب، لاسيما وأن اول معرفته عن الجماعة كانت فى طفولته حينما حاول أعضاء الجماعة استقطاب الأطفال فى القرى والنجوع، واقناعهم بأعمالهم للانضمام اليهم فى الكبر.

وقال اللواء فؤاد علام، إنّ أول مرة يعرف فيها جماعة الإخوان الإرهابية، كانت في قريته التي شهدت بؤرة إخوانية رئيسية، حينما اصطحبه والده ضابط الشرطة، إلى قريتهم، ميت خاقان، بندر شبين الكوم، التابعة لمحافظة المنوفية؛ لزيارة الأهل، وشاهد أعضاء الجماعة يرتدون زيا يقترب من الزي العسكري، وكانوا يقومون بجولة في القرية، وينظمون عرضا عسكريا؛ لجذب الأطفال الصغار الذين كانوا يلحقون بهم.

وتابع وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، كان أعضاء الكشافة يأخذون الأطفال حتى مقر الشعبة الاخوانية الخاصة بهم في القرية ليمنحوا كل طفل هدية، بها شعار واسم الجماعة، وحصل حينها على قميص إخواني، كهدية من الجماعة، وارتداه، وكان فرحا به؛ بسبب حداثة سنه، خاصة وأن عمره لم يتعدى العقد الأول، لكن والده غضب كثيرا، واضطر إلى ضربه للمرة الأولى والأخيرة؛ عندما رآه يرتدي القميص وعليه اسم وشعار الجماعة.

ضربوني في الجامعة

وأشار اللواء فؤاد علام، إلى أنه تعرض للضرب مرة ثانية بسبب الإخوان أيضا؛ عندما كان طالبا في كلية التجارة، التي التحق بها قبل الانضمام لرجال الشرطة، وأكد أنه في أحد الأيام، وجد مظاهرة ضخمة جدا، وكان الموجودون ينادون بـ محمود العناني وجلال خاطر مرشحا الجماعة في انتخابات اتحاد الطلاب، واستمع إلى برنامجهم الانتخابي، ودارت معهم مناقشات حول كيفية تطبيق ذلك البرنامج على أرض الواقع، ولكنه لم يقتنع بحديثهم وبرنامجهم الانتخابي؛ فقرر أن يستمع الى البرامج الانتخابية للمنافسين.

وقال:" سألت عن المرشح المنافس لهما، واستمعت إليه وقررت أن أرشحه، وأمنحه صوتي، وفي أثناء خروجي من اللجنة الانتخابية؛ تعرضت للضرب، لأن الجماعة كانت ترسل من يراقبون اللجان، لمعرفة الطلاب الذين لم يصوتوا لمرشحيهم، ثم يعتدون عليهم، مستطردا: "كانوا بيعلموا على ظهر اللي مش بينتخبوهم بالطباشير، واللي كان بيخرج بالعلامة دي كان بيتضرب".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فؤاد علام امن الدولة جماعة الإخوان الإرهابیة اللواء فؤاد علام سید قطب إلى أن

إقرأ أيضاً:

شوقي علام: فقه التنزيل يضمن تحقيق مقاصد الشريعة «فيديو»

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن فقه التنزيل يُعد قسيماً لِـ فقه النص، حيث يتكاملان معًا لتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية التي تهدف إلى تحقيق مصالح الناس في الدنيا والآخرة.

وخلال حلقة برنامج «الفتوى والحياة»، الذي يُذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أشار الدكتور شوقي إلى أن فقه النص يتعلق باستنباط الأحكام الشرعية من مصادرها الشرعية من خلال الاجتهاد، بينما يتناول فقه التنزيل تطبيق هذه الأحكام على الوقائع المختلفة بما يحقق مقاصد الشرع الشريف.

وأوضح المفتي السابق أن الاجتهاد في الإسلام ينقسم إلى نوعين: الاجتهاد في استنباط الحكم من الأدلة الشرعية، والاجتهاد في تنزيل الحكم على الوقائع، مشيرًا إلى أن العلماء أطلقوا على النوع الثاني «الاجتهاد التنزيلي». وهذا النوع من الاجتهاد يتطلب إدراك الواقع وفهم ظروف النازلة وأبعادها الاجتماعية، لضمان توافق الحكم الشرعي مع المقصد التشريعي.

وشدد الدكتور شوقي علام على ضرورة تحقيق المناط في الفتوى المعاصرة، باعتباره آلية اجتهادية تساعد المفتي في تطبيق الأحكام الشرعية على الوقائع المستجدة بشكل صحيح، مشيرًا إلى أن هذا المفهوم كان قد قرره الإمام الشاطبي في تأصيله لمسألة «اقتضاء الأدلة للأحكام».

وفي ختام تصريحاته، دعا المفتي السابق إلى ضرورة أن يستوعب المفتي فقه التنزيل ويفرق بينه وبين الاجتهاد التنزيلي لضمان سلامة الفتوى وتحقيق مقاصد الشريعة، متمنيًا التوفيق والسداد في خدمة الأمة الإسلامية.

اقرأ أيضاً«المفتي»: الإكثار من الصلاة على النبي وسيلة للتقرب منه وتحقيق شفاعته

المفتي يوضح أحكام سجود السهو وصلاة التسابيح والقصر والاستخارة

«المفتي»: غزوة بدر مدرسة في التخطيط والشورى والإيمان الراسخ

مقالات مشابهة

  • تصاعد العنف في موزمبيق.. داعش يتراجع عدديًا لكنه يغير تكتيكاته
  • شوقي علام: الفتوى المؤسسية ضرورة لضبط الاجتهاد الفقهي وصناعة الحلال
  • زوجته كانت بتغير من نجوى فؤاد.. ذكريات تكشفها حفيدة إسماعيل يس
  • رئيس مدينة الغردقة يناقش ملفات الهندسة والتراخيص في اجتماع مع مسؤولي الأحياء
  • فؤاد من إيطاليا: بيانات المركزي تجهيز لخفض جديد في قيمة الدينار
  • أي هجوم مرفوض.. فريدة سيف النصر: بحب شيرين عبدالوهاب وصوتها لا يتكرر
  • شوقي علام: فقه التنزيل يضمن تحقيق مقاصد الشريعة «فيديو»
  • محافظ المنيا يهنئ « سناء فؤاد» لفوزها بلقب الأم المثالية على مستوى الجمهورية
  • استشهاد اللواء محمود أبو وطفة وكيل وزارة الداخلية في غزة
  • استشهاد اللواء محمود أبو وطفة وكيل وزارة الداخلية في قطاع غزة