سودانايل:
2025-02-01@19:26:25 GMT

الإعلام تحت سلطة الجيش السوداني في مهمة عسكرية

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

هناك فرق وأشياء أخرى
تعول الأطراف المتحاربة في السودان على وسائل الإعلام لإيصال رسائلها والترويج والدعاية للانتصارات، ومع عودة قناة النيل الأزرق إلى البث من أم درمان التي يسيطر عليها الجيش فإن المهمة الإعلامية للقناة محددة وواضح توجهها.

الخرطوم - افتتح والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة مقر قناة النيل الأزرق الجديد بأم درمان تمهيدا لمعاودة بث القناة قريبا، لتكون صوتا للجيش لتغطية الأحداث وفقا لمنظوره ورؤيته، إذ دأبت المنصات الإعلامية الموالية له على بث رسائل متنوعة بمضمون واحد هو “تمجيد الجيش وشيطنة الدعم السريع”.



وقال عثمان إن قناة النيل الأزرق من المنصات المهمة ذات الصيت الواسع وتتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة وتحظى بمتابعة من خلال برامجها المميزة، لافتا إلى أن “مقر القناة في أم درمان جاء في توقيت مهم لنقل الأحداث وحركة المجتمع من داخل كرري وأم درمان وأمبدة”.

وقال مدير قناة النيل الأزرق عمار شيلا إن القناة جهزت موقع أم درمان لإيمانها القاطع بأهمية وجود كاميرا القناة وسط الأحداث، معربا عن تقديره لوالي الخرطوم وتشجيعه للقناة وكل الراغبين على استعادة نشاطهم.

وتعهد “بأن تعمل القناة على نقل نبض الشارع وحركة الجماهير وإتاحة الفرصة لكل المبدعين الذين ظلوا صامدين بأم درمان وكرري وأمبدة”.

صحافة المواطن تفتقد للمصداقية لأن غالبية الناشطين فيها عرضة للاستقطاب، ما أدى إلى أزمة معلومات

وتشير التصريحات الرسمية التي أطلقها والي الخرطوم ومدير القناة إلى مدى اهتمام السلطات الموالية للجيش بالخطاب الإعلام وسط حالة من الاستقطاب تشهدها البلاد، فيما يستشري خطاب الكراهية تحت مسمى التغطية الإخبارية للأحداث.

وتحول الخطاب مع اندلاع المواجهات المسلحة إلى وصف قوات الدعم السريع بأنهم غير سودانيين و”عرب الشتات”، وهو خطاب انخرط فيه سياسيون وصحافيون ومؤثرون في مواقع التواصل الاجتماعي انضم إليه كل الداعمين والمستفيدين من الجيش إضافة إلى الإسلاميين.

وتم استغلال الصراع لخلق فوضى إعلامية، من خلال إنشاء العشرات من المواقع الإلكترونية والحسابات الوهمية على منصات التواصل الاجتماعي، بهدف التحكم في تدفق المعلومات ونشر الأخبار الكاذبة والمضللة وخطاب الكراهية والعنصرية.

كما أن المواطنين الصحافيين الذين يحاولون عكس مجريات الأحداث، غالبا ما يكونون عرضة للاستقطاب وللرأي الشخصي مما أدى إلى حدوث أزمة معلومات ومصداقية لافتقاد صحافة المواطن لمعايير العمل الصحفي.

في المقابل، واجهت الصحافة المستقلة تحديات كبيرة هددت وجودها ودورها في المجتمع. حيث أدت الحرب إلى إغلاق العديد من المؤسسات الإعلامية، وتعطيل عمل الصحافيين، وانتشار المعلومات المضللة والدعاية الحربية.

وقال رئيس تحرير صحيفة الجريدة أشرف عبدالعزيز في تصريحات لوسائل إعلام محلية، “من المؤكد غياب الصحافة عن نقل الأحداث خاصة في مثل هذه الحرب العبثية والكارثية له تأثير واضح، فالصحافة لم تستطع العمل منذ اليوم الأول للحرب لأن هناك استهدافا للصحافيين وكذلك لكل وسائل الإعلام في المناطق التي تشتعل الحرب في أوراها وبالتالي هذا سمح للجنود بارتكاب الكثير من المجازر والفظائع التي من الصعب جدا أن يتم رصدها ونقلها إلى الرأي العام”.

وأضاف أن “أكثر شريحة تضررت من هذه الحرب وتشرددت هي الصحافيون وكذلك أكثر شريحة تأثر الرأي العام لغيابها هي الصحافيون لأنهم لم يستطيعوا نقل كل تفاصيل هذه الحرب العبثية لأنهم محل استهداف لدى كل الأطراف المتحاربة والمتنازعة”.

وأشار إلى أن بعضهم طالته الاعتقالات وبعضهم تعرض للقتل أو الإصابة وغيرها من الانتهاكات التي عانى منها الصحافيون ورصدتها نقابة الصحافيين في تقارير مفصلة.

المعركة مستمرة

ويرى الصحافيون أن في حال توفر منصات مستقلة لهم كانوا سيعرضون جزءا من اتجاهات وأخبار ومصادر المعركة لكنهم أصبحوا جزءا من الصراع، وهذا ما أعطى الإعلام الخارجي صوتا أكبر لإيصاله إلى الجمهور والرأي العام.

لكن الإعلام الخارجي شابه أحيانا ما تعاني منه مواقع التواصل الاجتماعي، لأن المصادر والمعلومات هي نفسها مما أدى إلى السقطات الكبيرة التي وقعت فيها بعض الفضائيات لأنها استندت على معلومات مضللة أو معلومات أخرجت من سياقها حتى تخدم أعراضا عسكرية سياسية معينة، وتسبب ذلك في ملء هذا الفراغ بالأخبار ذات الأجندات المحددة.

وتفاقمت المشكلة في ظل الحرب وتخوف المصادر المسؤولة من الإدلاء بالمعلومات الصحية والإغاثية إضافة إلى المعلومات العسكرية.

وأجبرت الحرب المئات من الصحافيين المستقلين على مغادرة مناطق النزاع المسلح والبلاد مع اتساع رقعة الصراع، بحثا عن الأمان، تحاصرهم اتهامات التخوين والموالاة مهددين بالاحتجاز والاعتقال التعسفي أو الإخفاء القسري أو الموت إذا حاولوا أن يكونوا موضوعيين ولا ينخرطوا في الانحياز.

كما تواجه الصحافيات بصورة خاصة مخاطر أكبر بسبب العنف القائم على النوع، حيث تتعرض النساء والفتيات في السودان، بما في ذلك النساء الصحافيات، إلى كافة أشكال التمييز والعنف الجنسي.

وخلال عام من الحرب قُتلت صحافية وأربع صحافيين آخرين، واعتقل وأوقف لأوقات متفاوتة العشرات من الصحافيين، ونُهبت منازل وممتلكات وأدوات عمل لإعلاميين وصحافيين، وتمت مطاردة وملاحقة آخرين وأُخريات لمجرد التعليق، أو التعبير عن أرائهم المخالفة لرأي أحد طرفي الحرب، الأمر الذي أدى إلى فرار العشرات من الصحافيين والصحافيات إلى دول الجوار والإقليم، أو ترك المهنة اضطرارا، أو الاختفاء عن الأنظار، ومواجهة واقع جديد مليء بالتحديات الأصعب، في مواصلة العمل في المهنة الصحفية والإعلامية، أو تركها، والتفكير فى البحث عن مهن بديلة.

الصحافيات يواجهن مخاطر أكبر بسبب العنف القائم على النوع، حيث تتعرض النساء والفتيات في السودان، بما في ذلك النساء الصحافيات، إلى كافة أشكال التمييز والعنف الجنسي

ولا يستطيع الصحافيون التنقل من منطقة إلى أخرى، أو داخلها بحرية للتغطية، وذلك لانعدام الحماية، بسبب عدم التزام الأطراف المتحاربة بالاتفاقيات الدولية الملزمة لهم، باحترام حرية الصحافة والتعبير، وحماية وسلامة الصحافيين، وضمان حقهم في التغطية الصحفية المستقلة للنزاعات المسلحة.

ورغم مرور عام على الحرب في السودان، مازالت دور ومقرات الصحف بالعاصمة الخرطوم والولايات، ومحطات الإذاعات والتلفزيونات المحلية الحكومية والخاصة ومراكز التدريب الصحفي والإنتاج والخدمات الإعلامية متوقفة تماما عن العمل، أو متعثرة، إمّا بسبب وقوعها وسط مناطق الاقتتال، مما يجعل الوصول إليها صعبا، أو بسبب نهبها وتخريبها أو احتلالها، كما باتت الولايات والمدن والقرى التي نزح إليها الملايين من السودانيين والسودانيات بحثا عن ملاذات آمنة خارج التغطية الإعلامية في معظم الأوقات وسط قيود هائلة، وإرهاب ممنهج من طرفي الصراع المسلح، ضد الصحافيين، وحركتهم في هذه الولايات، ما جعل من التغطية الصحفية، والعمل الصحفي المهني والمستقل، ونقل الحقائق والمعلومات الدقيقة والمرئية نادرا وصعبا في كل الأوقات.

وعزلت الحرب البلاد بجعلها خارج التغطية الصحفية مع انقطاع شبكات الاتصالات وضعف الإنترنت وانقطاعه المتكرر، وأصبحت الحرب في السودان حربا منسية، واتجهت المؤسسات الإعلامية والصحفية العالمية والإقليمية إلى تغطية نزاعات مسلحة في مناطق أخرى من العالم مثل غزة وقبلها أوكرانيا، وغيرها من الحروب، تاركة الحرب في السودان بعيدة عن التغطية الصحفية المواكبة للأحداث المتسارعة. ويشجع هذا “الإظلام الإعلامي” طرفي الحرب على مواصلة الانتهاكات بعيداً عن أعين شعوب العالم ودوله ووسائل الإعلام العالمية والإقليمية.

ومع تزايد خطاب الكراهية والعنصرية والتحشيد الإثني والمناطقي والقبلي الذي يتغذى من انتهاكات الطرفين تجاه المدنيين، والدعوات إلى تسليح المدنيين للانخراط في الحرب، يبدو شبح الحرب الأهلية الشاملة قريبا في السودان ما لم يتخذ الطرفان، القوات المسلحة والدعم السريع، خطوات مبنية على إرادة حقيقية لوقف الحرب، تبدأ بوقف إطلاق النار ووقف العدائيات، والإيفاء بالتزاماتهما بتحسين اللغة الإعلامية والمحتوى الإعلامي.

العرب اللندنية  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قناة النیل الأزرق التغطیة الصحفیة فی السودان الحرب فی أدى إلى

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يستعيد مدينة أم روابة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة على مدينة رئيسية في ولاية شمال كردفان من قوات الدعم السريع التي كانت تسيطر عليها منذ مايو 2023.

وقال الجيش في بيان: «طهَّرت قواتنا المسلحة مدينة أم روابة من مليشيا آل دقلو الإرهابية وكبدتهم خسائر فادحة».

تقع أم روابة على طريق سريع استراتيجي يربط شمال كردفان بوسط السودان. وهي ثاني أكبر مدن الولاية، وتبعد نحو 480 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة الخرطوم.

وتأتي استعادة السيطرة على أم روابة في وقت أعلن الجيش أيضاً إحراز تقدم في قطاع الخرطوم الشمالي (بحري).

وقال مصدر عسكري لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» الأربعاء: «أكمل الجيش السيطرة على وسط وجنوب بحري حتى جسر المك نمر الرابط ما بين بحري ووسط الخرطوم».

والأسبوع الماضي زار قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان مقر القيادة العامة في العاصمة الخرطوم، بعد يومين من استعادة جيشه المبنى الذي كانت تحاصره قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

وتعد استعادة الجيش لمبنى القيادة العامة أكبر انتصار له في العاصمة منذ استعادة أم درمان، المدينة الواقعة على الضفة الغربية للنيل، قبل نحو عام.

وأضاف الجيش أن قواته تمكّنت من «طرد (قوات الدعم السريع) من مصفاة الخرطوم للبترول بالجيلي».

وكانت قوات الدعم السريع تسيطر على المصفاة منذ اندلاع الحرب.

مقالات مشابهة

  • معاريف: مهمة صعبة لنتنياهو في واشنطن
  • من أين خرج كل هؤلاء.. قناة عبرية تشن هجوما على الجيش الإسرائيلي
  • فتّتّ قادة الجيش السوداني صخرة التمرد الصمّاء بعقلية عناد شجاعة ووثّابة
  • الفيلم السوداني «الخرطوم» يشارك في مهرجانين بأمريكا وألمانيا 
  • الفيلم السوداني ( الخرطوم ) يشارك في مهرجانين بامريكا وألمانيا 
  • الجيش السوداني يستعيد مدينة أم روابة
  • حزب الأمة القومية السوداني يقدم مبادرة سياسية لوقف الحرب
  • الجيش السوداني يعلن استعادته مدينة أم روابة بشمال كردفان جنوب البلاد
  • إعلام إسرائيلي: تقديرات الجيش بإطلاق سراح الرهائن اليوم على دفعات
  • الجيش الأمريكي: تحطم طائرة عسكرية على متنها 3 جنود بعد تعرضها لحادث