سودانايل:
2024-09-09@16:17:03 GMT

الإعلام تحت سلطة الجيش السوداني في مهمة عسكرية

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

هناك فرق وأشياء أخرى
تعول الأطراف المتحاربة في السودان على وسائل الإعلام لإيصال رسائلها والترويج والدعاية للانتصارات، ومع عودة قناة النيل الأزرق إلى البث من أم درمان التي يسيطر عليها الجيش فإن المهمة الإعلامية للقناة محددة وواضح توجهها.

الخرطوم - افتتح والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة مقر قناة النيل الأزرق الجديد بأم درمان تمهيدا لمعاودة بث القناة قريبا، لتكون صوتا للجيش لتغطية الأحداث وفقا لمنظوره ورؤيته، إذ دأبت المنصات الإعلامية الموالية له على بث رسائل متنوعة بمضمون واحد هو “تمجيد الجيش وشيطنة الدعم السريع”.



وقال عثمان إن قناة النيل الأزرق من المنصات المهمة ذات الصيت الواسع وتتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة وتحظى بمتابعة من خلال برامجها المميزة، لافتا إلى أن “مقر القناة في أم درمان جاء في توقيت مهم لنقل الأحداث وحركة المجتمع من داخل كرري وأم درمان وأمبدة”.

وقال مدير قناة النيل الأزرق عمار شيلا إن القناة جهزت موقع أم درمان لإيمانها القاطع بأهمية وجود كاميرا القناة وسط الأحداث، معربا عن تقديره لوالي الخرطوم وتشجيعه للقناة وكل الراغبين على استعادة نشاطهم.

وتعهد “بأن تعمل القناة على نقل نبض الشارع وحركة الجماهير وإتاحة الفرصة لكل المبدعين الذين ظلوا صامدين بأم درمان وكرري وأمبدة”.

صحافة المواطن تفتقد للمصداقية لأن غالبية الناشطين فيها عرضة للاستقطاب، ما أدى إلى أزمة معلومات

وتشير التصريحات الرسمية التي أطلقها والي الخرطوم ومدير القناة إلى مدى اهتمام السلطات الموالية للجيش بالخطاب الإعلام وسط حالة من الاستقطاب تشهدها البلاد، فيما يستشري خطاب الكراهية تحت مسمى التغطية الإخبارية للأحداث.

وتحول الخطاب مع اندلاع المواجهات المسلحة إلى وصف قوات الدعم السريع بأنهم غير سودانيين و”عرب الشتات”، وهو خطاب انخرط فيه سياسيون وصحافيون ومؤثرون في مواقع التواصل الاجتماعي انضم إليه كل الداعمين والمستفيدين من الجيش إضافة إلى الإسلاميين.

وتم استغلال الصراع لخلق فوضى إعلامية، من خلال إنشاء العشرات من المواقع الإلكترونية والحسابات الوهمية على منصات التواصل الاجتماعي، بهدف التحكم في تدفق المعلومات ونشر الأخبار الكاذبة والمضللة وخطاب الكراهية والعنصرية.

كما أن المواطنين الصحافيين الذين يحاولون عكس مجريات الأحداث، غالبا ما يكونون عرضة للاستقطاب وللرأي الشخصي مما أدى إلى حدوث أزمة معلومات ومصداقية لافتقاد صحافة المواطن لمعايير العمل الصحفي.

في المقابل، واجهت الصحافة المستقلة تحديات كبيرة هددت وجودها ودورها في المجتمع. حيث أدت الحرب إلى إغلاق العديد من المؤسسات الإعلامية، وتعطيل عمل الصحافيين، وانتشار المعلومات المضللة والدعاية الحربية.

وقال رئيس تحرير صحيفة الجريدة أشرف عبدالعزيز في تصريحات لوسائل إعلام محلية، “من المؤكد غياب الصحافة عن نقل الأحداث خاصة في مثل هذه الحرب العبثية والكارثية له تأثير واضح، فالصحافة لم تستطع العمل منذ اليوم الأول للحرب لأن هناك استهدافا للصحافيين وكذلك لكل وسائل الإعلام في المناطق التي تشتعل الحرب في أوراها وبالتالي هذا سمح للجنود بارتكاب الكثير من المجازر والفظائع التي من الصعب جدا أن يتم رصدها ونقلها إلى الرأي العام”.

وأضاف أن “أكثر شريحة تضررت من هذه الحرب وتشرددت هي الصحافيون وكذلك أكثر شريحة تأثر الرأي العام لغيابها هي الصحافيون لأنهم لم يستطيعوا نقل كل تفاصيل هذه الحرب العبثية لأنهم محل استهداف لدى كل الأطراف المتحاربة والمتنازعة”.

وأشار إلى أن بعضهم طالته الاعتقالات وبعضهم تعرض للقتل أو الإصابة وغيرها من الانتهاكات التي عانى منها الصحافيون ورصدتها نقابة الصحافيين في تقارير مفصلة.

المعركة مستمرة

ويرى الصحافيون أن في حال توفر منصات مستقلة لهم كانوا سيعرضون جزءا من اتجاهات وأخبار ومصادر المعركة لكنهم أصبحوا جزءا من الصراع، وهذا ما أعطى الإعلام الخارجي صوتا أكبر لإيصاله إلى الجمهور والرأي العام.

لكن الإعلام الخارجي شابه أحيانا ما تعاني منه مواقع التواصل الاجتماعي، لأن المصادر والمعلومات هي نفسها مما أدى إلى السقطات الكبيرة التي وقعت فيها بعض الفضائيات لأنها استندت على معلومات مضللة أو معلومات أخرجت من سياقها حتى تخدم أعراضا عسكرية سياسية معينة، وتسبب ذلك في ملء هذا الفراغ بالأخبار ذات الأجندات المحددة.

وتفاقمت المشكلة في ظل الحرب وتخوف المصادر المسؤولة من الإدلاء بالمعلومات الصحية والإغاثية إضافة إلى المعلومات العسكرية.

وأجبرت الحرب المئات من الصحافيين المستقلين على مغادرة مناطق النزاع المسلح والبلاد مع اتساع رقعة الصراع، بحثا عن الأمان، تحاصرهم اتهامات التخوين والموالاة مهددين بالاحتجاز والاعتقال التعسفي أو الإخفاء القسري أو الموت إذا حاولوا أن يكونوا موضوعيين ولا ينخرطوا في الانحياز.

كما تواجه الصحافيات بصورة خاصة مخاطر أكبر بسبب العنف القائم على النوع، حيث تتعرض النساء والفتيات في السودان، بما في ذلك النساء الصحافيات، إلى كافة أشكال التمييز والعنف الجنسي.

وخلال عام من الحرب قُتلت صحافية وأربع صحافيين آخرين، واعتقل وأوقف لأوقات متفاوتة العشرات من الصحافيين، ونُهبت منازل وممتلكات وأدوات عمل لإعلاميين وصحافيين، وتمت مطاردة وملاحقة آخرين وأُخريات لمجرد التعليق، أو التعبير عن أرائهم المخالفة لرأي أحد طرفي الحرب، الأمر الذي أدى إلى فرار العشرات من الصحافيين والصحافيات إلى دول الجوار والإقليم، أو ترك المهنة اضطرارا، أو الاختفاء عن الأنظار، ومواجهة واقع جديد مليء بالتحديات الأصعب، في مواصلة العمل في المهنة الصحفية والإعلامية، أو تركها، والتفكير فى البحث عن مهن بديلة.

الصحافيات يواجهن مخاطر أكبر بسبب العنف القائم على النوع، حيث تتعرض النساء والفتيات في السودان، بما في ذلك النساء الصحافيات، إلى كافة أشكال التمييز والعنف الجنسي

ولا يستطيع الصحافيون التنقل من منطقة إلى أخرى، أو داخلها بحرية للتغطية، وذلك لانعدام الحماية، بسبب عدم التزام الأطراف المتحاربة بالاتفاقيات الدولية الملزمة لهم، باحترام حرية الصحافة والتعبير، وحماية وسلامة الصحافيين، وضمان حقهم في التغطية الصحفية المستقلة للنزاعات المسلحة.

ورغم مرور عام على الحرب في السودان، مازالت دور ومقرات الصحف بالعاصمة الخرطوم والولايات، ومحطات الإذاعات والتلفزيونات المحلية الحكومية والخاصة ومراكز التدريب الصحفي والإنتاج والخدمات الإعلامية متوقفة تماما عن العمل، أو متعثرة، إمّا بسبب وقوعها وسط مناطق الاقتتال، مما يجعل الوصول إليها صعبا، أو بسبب نهبها وتخريبها أو احتلالها، كما باتت الولايات والمدن والقرى التي نزح إليها الملايين من السودانيين والسودانيات بحثا عن ملاذات آمنة خارج التغطية الإعلامية في معظم الأوقات وسط قيود هائلة، وإرهاب ممنهج من طرفي الصراع المسلح، ضد الصحافيين، وحركتهم في هذه الولايات، ما جعل من التغطية الصحفية، والعمل الصحفي المهني والمستقل، ونقل الحقائق والمعلومات الدقيقة والمرئية نادرا وصعبا في كل الأوقات.

وعزلت الحرب البلاد بجعلها خارج التغطية الصحفية مع انقطاع شبكات الاتصالات وضعف الإنترنت وانقطاعه المتكرر، وأصبحت الحرب في السودان حربا منسية، واتجهت المؤسسات الإعلامية والصحفية العالمية والإقليمية إلى تغطية نزاعات مسلحة في مناطق أخرى من العالم مثل غزة وقبلها أوكرانيا، وغيرها من الحروب، تاركة الحرب في السودان بعيدة عن التغطية الصحفية المواكبة للأحداث المتسارعة. ويشجع هذا “الإظلام الإعلامي” طرفي الحرب على مواصلة الانتهاكات بعيداً عن أعين شعوب العالم ودوله ووسائل الإعلام العالمية والإقليمية.

ومع تزايد خطاب الكراهية والعنصرية والتحشيد الإثني والمناطقي والقبلي الذي يتغذى من انتهاكات الطرفين تجاه المدنيين، والدعوات إلى تسليح المدنيين للانخراط في الحرب، يبدو شبح الحرب الأهلية الشاملة قريبا في السودان ما لم يتخذ الطرفان، القوات المسلحة والدعم السريع، خطوات مبنية على إرادة حقيقية لوقف الحرب، تبدأ بوقف إطلاق النار ووقف العدائيات، والإيفاء بالتزاماتهما بتحسين اللغة الإعلامية والمحتوى الإعلامي.

العرب اللندنية  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قناة النیل الأزرق التغطیة الصحفیة فی السودان الحرب فی أدى إلى

إقرأ أيضاً:

من هي الشخصيات التي غادرت مسلسل قيامة عثمان الجزء السادس حتى الحلقة الأخيرة؟

يحظى مسلسل المؤسس عثمان بمتابعة قوية من داخل دول الوطن العربي، حيث يحاكي المسلسل أجواء تأسيس الدولة العثمانية وحروب الصليبيين والمكر والدهاء والحنكة للقادة والأمراء، وقد تم بالفعل عرض خمسة أجزاء من ذلك العمل الدرامي التاريخي الناجح، وينتظر المتابعين بشغف بدء عرض حلقات الموسم السادس التي سوف تشهد غياب من بعض أبطال العمل خلال ذلك الموسم مما جعل هناك بحث وتهافت لمعرفة من هي الشخصيات التي غادرت المسلسل.

من هي الشخصيات  التي غادرت مسلسل قيامة عثمان الجزء السادس

كشفت بعض الصحف الرسمية عن غياب عدة أبطال من أبطال المسلسل التركي التاريخي قيامة عثمان أثناء تصوير الجزء الجديد، حيث يشهد الموسم السادس غياب كلا من (  السيدة مالهون الزوجة الثانية لعثمان –  السيدة سعادات والدة غونجا وزوجة يعقوب – شخصية كونور ألب والذي كان من المحاربين المقربين لقلب عثمان – السيد قراصي – السيد يعقوب – يونس إمره) على مدار الموسم بأكمله.

ويحاكي الموسم الجديد والمنتظر رد فعل حاكم بورصة على ما فعله عثمان تجاه قسطنطين بولوغوس ابن حاكم بورصة وذلك مع نهاية الحلقة الأخيرة من الموسم الخامس، وأيضاً ينقل ذلك الجزء أحداث وفاة الشيخ أديبالي ثم تلحقه زوجة عثمان وبالا بعد أيام وجيزة والمزيد من الأحداث الشيقة الممتعة.

تردد قناة الفجر الجزائرية

أعلنت إدارة قناة الفجر الجزائرية عن امتلاك حقوق عرض الجزء السادس والمنتظر من مسلسل المؤسس عثمان، والذي سوف يعرض مع بداية شهر أكتوبر من العام الجاري، ولاستقبال القناة يتم استخدام احداثيات الضبط التالية:

القمر الصناعي: نايل سات.تردد القناة: 12647.اتجاه البحث: أفقي.معدل الترميز :27500.معامل تصحيح الخطأ: ¾.

تردد أخر للقناة 

القمر الصناعي: نايل سات.تردد القناة: 11034.اتجاه البحث: عمودي.معدل الترميز :27500.معامل تصحيح الخطأ: ⅚.

مقالات مشابهة

  • الإعلام العبري يتحدث عن حدث أمني شرق تل أبيب
  • مؤسسة الثورة تنظم ندوة علمية بعنوان «الاستراتيجية الإعلامية للرسول الأعظم»
  • بمشاركة أمير القصيم ووزير الإعلام.. استعراض برامج وزارة الإعلام والهيئات الإعلامية المرتبطة بها
  • رئيس شباب النواب: الشركة المتحدة للرياضة أعادت مصر للريادة الإعلامية
  • وزير الإعلام يرأس ندوة بعنوان “الاستراتيجية الإعلامية للرسول الأعظم” بمؤسسة الثورة للصحافة
  • الأستاذ الصحفي فتحـي الضـو عن الحرب العبثية الدائرة ومآلاتها والسيناريوهات التي يمكن أن تحدث حال إستمرارها
  • كتيبة المجاهدين: نفذنا 40 مهمة عسكرية في الضفة
  • من هي الشخصيات التي غادرت مسلسل قيامة عثمان الجزء السادس حتى الحلقة الأخيرة؟
  • المتحدة للخدمات الإعلامية قصة نجاح.. منصات الشركة تحقق 6.1 مليار مشاهدة
  • حشد الشعب السوداني لوقف الحرب نحو دعوة للسلام والاستقرار