الثورة نت/..

أكد نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة خليل الحية، أن استشهاد رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، أعطى الشعب الفلسطيني ومقاومته روحاً جديدةً وعزماً جديداً وقوةً جديدةً.
ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن الحية في كلمة له الليلة الماضية، في بيت عزاء الشهيد هنية في العاصمة القطرية الدوحة، قوله: “إن استشهاد القائد إسماعيل هنية أحيا الأمة من جديد، كما أحيا طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر الماضي في الأمة عزماً ونضالاً لقرب تحرير فلسطين من الغاصبين”.


وأضاف: “يفارقنا الشهيد أبو العبد بجسده، وعيون الرجال تبكي، لا جزعاً ولا خوفاً، إنما يبكي الرجال عندما تتحول الدموع إلى ثورة وعزيمة في قلوبنا”.
ونوه بأن الشهيد هنية كان وفياً لمبادئ الشعب الفلسطيني والأمة، وكان حريصاً وأميناً على عُهدة الأمة في مسرى النبي صلى الله عليه وسلم”.
وتابع قائلاً:: “لقد كان رئيساً لوزراء الشعب الفلسطيني، ولمقاومة الشعب الذي يريد أن يصل إلى الحرية والعودة، ولقد خطا خطوات الأبطال، يحمل في عنقه معاني الرجولة والبطولة، يحمل إرث العهدة العمرية ويحمل القرآن الذي وعدنا الله فيه بالنصر والحرية”.
ونبه إلى أن كل من قدّم العزاء باستشهاد القائد هنية “إنما هو يعزي الأمة في شخص العزاء في استشهاد القائد إسماعيل، الذي لطالما كان ملهماً بكلماته وخطبه وسيرته وأخلاقه، قال كلمات خالدة هي قيد في أعناقنا حتى نؤديها”.
واعتبر القيادي في حماس أن توحد الأمة جمعاء على الصلاة على الشهيد إسماعيل هنية “دليل احتضان الأمة لخيار إسماعيل هنية الذي يمضي نحو تحقيق حقوقنا المشروعة”.
ولفت النظر إلى أن حركة حماس وفصائل الفلسطينية المقاومة “جاءت واصطفت جسداً واحداً تستقبل المعزين باستشهاد أخيهم القائد إسماعيل”.
وقدم الشكر لقطر وشعبها على “الترتيبات الكبيرة” لبيت عزاء الشهيد القائد إسماعيل هنية.. مؤكدًا أن “العزاء كان لائقاً بقطر وبالأمة وبإسماعيل هنية”.
كما تقدم بالشكر لقادة الفصائل والعمل الوطني الفلسطينية “الذين جاءوا من كل مكان ليشاركوا في عزائنا جميعاً باستشهاد الأخ إسماعيل هنية، كل التقدير لإخواننا في الفصائل، ونقول لهم: هذا هو دربنا ودربكم، دربنا نحو الحرية”.
وشدد على أن الأمة الإسلامية والعربية، جاءوا يُعزون باستشهاد القائد إسماعيل هنية “كل هؤلاء جاءوا وهم يستشعرون أننا فقدنا شيئاً ثميناً في هذه الأمة”.
وقال الحية في كلمته: “أيها الإخوة، قضى إسماعيل هنية شهيداً على طريق مبادئ شعبنا وقضية شعبنا، ونحن نقول لكم، وليشهد القاصي والداني أننا سنبقى أوفياء لشعبنا ولأمتنا ولشهدائنا ولأبطالنا ولإسماعيل هنية”.
واستدرك بالقول: “سنمضي على طريق النضال والجهاد والمقاومة حتى تحرير فلسطين بإذن الله سبحانه وتعالى”.. مضيفاً: “إرادتنا قوية صلبة، لا يكسرها استشهاد قائد ولا اثنان ولا ثلاثة، فنحن ماضون بإذن الله”.
وختم خليل الحية كلمته بالقول: “نحن قيادة موحدة بفضل الله، نعقد اجتماعاتنا وندير أعمالنا بكل مسؤولية وبكل حب بيننا، وإن شاء الله تعالى، ما هي إلا أيام وننهي مشاوراتنا لاختيار قائد جديد لحركة حماس”.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: استشهاد القائد القائد إسماعیل إسماعیل هنیة

إقرأ أيضاً:

ثمار الشهادة في سبيل الله

 

الثورة /متابعات

الشهادة كقيمة أخلاقية وإنسانية
الشهادة هي في جوهرها قيمة أخلاقية وإنسانية عظيمة، تمثل أسمى درجات الإيمان والشجاعة في سبيل الله. هذه القيمة تعبر عن استعداد المؤمن للتضحية بنفسه من أجل قضية عادلة، وتجعل الشهداء مثالًا يُحتذى به في قمة الأخلاق والتفاني. ومن خلال الشهادة، يضع الشهيد نفسه في أعلى مراتب العطاء، فالشهادة لا تُعطي فقط للمؤمن حياة خالدة، بل تجعل من تضحياته إرثًا خالدًا يساهم في بناء مجتمع قوي قائم على القيم الإيمانية والإنسانية.
التصدي للعدو وحماية الأمة.. يأتي على يد الشهداء وتضحياتهم
الشهادة في سبيل الله تمثل الدرع الذي يحمي الأمة ويعزز مكانتها أمام أعدائها. المؤمنون الذين يضحون بأنفسهم من أجل حماية أمتهم وتحريرها من الظلم ينالون بذلك أعلى درجات الإخلاص والتضحية. وقد ورد في القرآن الكريم تشجيع على مقاومة الأعداء والوقوف ضد الظلم، كما في قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” فالآية تحث المؤمنين على الثبات وتذكر الله في مواجهة العدو، مما يعكس عظمة الصمود والشجاعة في سبيل الله.
اليوم المعركة هي معركة الأمة كلُّ الأمة، والاستهداف ليس جديدًا في واقع هذه الأمة؛ وإنما هو وفق مراحل مستمرة، ونحن في مرحلة مهمة وحساسة، ووجدنا أن ثمرة مفهوم الشهادة في سبيل الله وفق المفهوم الصحيح، التقديم الصحيح، أثمر نصرًا في واقع هذه الأمة، وأصبحت نماذجه قائمة في الساحة وحاضرة في الساحة بكل نجاحٍ ملموسٍ وواضح. التجربة في فلسطين تجربة الجهاد والاستشهاد أثمرت نصرًا، حريةً، عزةً، كرامةً، ما نراه في قطاع غزة هو نموذج حي، يشهد لصحة وإيجابية وأهمية وضرورة هذا المفهوم، عندما يقدَّم بشكل صحيح كيف يصنع في واقع الأمة متغيرات مهمة وإيجابية، يصنع الحرية بإرادة الله “سبحانه وتعالى”، والكرامة والعزة والاستقلال، يصنع النصر.
عندما نجد النموذج في لبنان أمامنا متجسدًا ومنذ سنوات عديدة، منذ بداية انطلاقة المقاومة الإسلامية في لبنان، ثم ما صنعته من انتصارات كبيرة في عام 2000م وفي عام 2006م، وما منَّ الله به -أيضًا- من انتصارات لاحقة في لبنان وسوريا وغيرها، وكذلك ما تقدمه المقاومة الإسلامية في لبنان اليوم من ثبات وتضحيات عظيمة رغم استشهاد قادتها و في المقدمة أمين الأمة وشهيدها السيد حسن نصر الله وكذلك الثبات الأسطوري للمقاومة الفلسطينية رغم همجية العدو وحجم التضحيات و الدمار في قطاع غزة ما تزال ثابته منذ أكثر من عام, كما نجد ما قبل ذلك نموذجًا عظيمًا وكبيرًا متمثلًا بالثورة الإسلامية في إيران، حررت إيران الإسلام من هيمنة أمريكا، ومن نفوذ إسرائيل، ومن الأداة التي كان يعتمد عليها الأمريكيون والإسرائيليون في السيطرة على الشعب الإيراني المسلم، متمثلةً بالنظام الملكي و(الشاه) آنذاك، ثم فتحت المجال أمام الجمهورية الإسلامية لتكون نموذجًا ورائدًا كبيرًا في الساحة الإسلامية، في الحرية والاستقلال، والتصدي للهيمنة الأمريكية، والتصدي للعدو الإسرائيلي.
النموذج القائم في سوريا والعراق، والنموذج القائم والمتجسد في التضحيات الكبيرة وفي العزم الذي لا يلين الذي يقدمه شعب البحرين، نماذج تاريخية كثيرة في مختلف الأقطار العربية والإسلامية، وفي مختلف المراحل لأمتنا.
إن كل ذكرى من العزة، وإن كل ذكرى للنصر هي مرتبطة بهذا المفهوم العظيم، وهذا كافٍ في أن ندرك مدى أهميته، ومدى قيمته، ومدى ما يترتب عليه في واقع هذه الحياة الدنيا والآخرة.

واجب الأمة تعزيز روح التضحية بين الأجيال
واجب الأمة تجاه شهدائها لا يتوقف عند إحياء ذكراهم، بل يتعدى ذلك إلى تعزيز روح التضحية في نفوس الأجيال المقبلة، يجب أن يُزرع في نفوس الشباب حب التضحية لأجل الله واستعدادهم لبذل أرواحهم في سبيل القيم والمبادئ النبيلة. فالحفاظ على إرث الشهداء يتمثل في إحياء هذا العطاء الخالد في قلوب المسلمين، ليصبحوا على أتم الاستعداد للذود عن حياض الأمة وقيمها.
ويأتي ذلك في إطار قوله تعالى: “وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ” (الأنفال: 60)، فالآية تحث المسلمين على الاستعداد الدائم وتربية النفوس على الجهاد والصبر.

الاعتناء بأسر الشهداء
تقتضي مسؤولية الأمة نحو الشهداء الاعتناء بأسرهم، ومواساتهم والوقوف إلى جانبهم، لأنهم فقدوا أحب الناس إليهم من أجل رفعة الأمة، وهذا الوفاء لا يقل أهمية عن التضحية ذاتها، إذ يجسد تقدير المجتمع لذوي الشهداء ولتضحياتهم. ينبغي أن يكون لكل أسرة شهيد مكانة خاصة في المجتمع، وأن يكون هناك نظام كامل من الدعم والرعاية لهم، تعبيرًا عن تقدير الأمة لعطاء ذويهم وتكريمًا لما قدموه في سبيل الله.
ختامًا، يتبين لنا أن الشهادة ليست مجرد تضحيات عابرة، بل هي قمة العطاء في سبيل الله، هذا العطاء الخالد يزرع في الأمة الثبات، والعزيمة، والقوة لمواجهة كل الصعاب، ويحصنها من هيمنة الأعداء، من الطواغيت والمنافقين، كما أن عطاء الشهداء يخلق إرثًا من الإيمان والشجاعة يحافظ على بقاء الأمة، ويدفع بها نحو النصر.
أن واجبنا تجاه الشهداء في إحياء ذكراهم، وتعزيز روح التضحية في نفوس الأجيال، وتكريم أسرهم تقديرًا لما قدموه.
في كل شهادة نبض جديد لقلب الأمة، وفي كل تضحية تفتح أبواب العزة والكرامة، تحقيقًا لوعود الله لعباده المؤمنين بالنصر والثبات.

مقالات مشابهة

  • دم الشهيد سبب في الحرية الاستقلال
  • في البياضة ووادي حامول.. هذا ما يحدث بين حزب الله وقوة إسرائليية
  • برمة ناصر: بيان مؤسسة الرئاسة بحزب الأمة القومي غير شرعي والقرار الذي اتخذ في مواجهة إسماعيل كتر جاء بعد مخالفات واضحة، تتجاوز صلاحياته كمساعد الرئيس
  • ثمار الشهادة في سبيل الله
  • الشهيد العفيف
  • ذكرى الشهيد.. محطة سنوية لاستلهام الدروس والعبر من تضحيات الشهداء
  • نائب وزير الخارجية والسفير الإيراني يزوران ضريح الشهيد الصماد
  • نائب وزير الخارجية والسفير الإيراني بصنعاء يزوران ضريح الشهيد الصماد
  • اللواء الخامس مندب بالساحل الغربي يقيم فعالية بذكرى سنوية الشهيد
  • اللواء الخامس مندب بالساحل الغربي يقيم فعالية بذكرى سنوية الشهيد 1446هـ