مخاوف متزايدة تشهدها الأسواق المالية العالمية خاصة مع زيادة واحتدام التوترات في الشرق الأوسط، والاغتيالات التي نفذتها إسرائيل تجاه مسؤولين في دول مختلفة الأيام الماضية، ما ألقى بظلاله على أسعار النفط والذهب، لترتفع العقود الآجلة للنفط، بأكثر من دولار للبرميل، وتصعد من أدنى مستوياتها خلال الـ7 أسابيع الماضية، وساعد في عدم انفجار سعر النفط وجود ضغط وتخوف نتيجة ضعف الطلب الصيني عليه الفترة الحالية.

تقرير الوظائف الأمريكي أثر على جميع الأسواق العالمية

عززت حالة التوتر عالميًا ما تمّ إصداره من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي بخصوص تقرير الوظائف الأمريكية الجمعة الماضية، ما أدى إلى زيادة المخاوف في الأسواق المالية العالمية، بحسب رانيا جول محللة أسواق المال من عمان، والتي أضافت أنَّ الأسواق يومي الأربعاء والخميس الماضيين كانت تسير بطريقة ملائمه لما وقع قبيل أيام في إيران ولبنان، حتى ارتفعت أسواق النفط والملاذات الآمنة كالذهب والدولار بعد أن كانت تسير بطريقة طبيعية.

وأضافت «جول» في تصريح لـ«الوطن» أنَّ تقرير الوظائف الأمريكية الصادر الجمعة الماضية، جاء كالصاعقة للأسواق كافة، إذ أكّدت البيانات زيادة نسب البطالة وانكماش عدد الوظائف في أمريكا مع ضعف الاقتصاد، ما أعطى مخاوف بالنسبة للأسواق لما يسمي بـ«الركود التضخمي»، وهو الأمر الذي كانت تخشاه الأسواق الفترة الماضية.

الركود التضخمي أدى لارتفاع الأسعار والتضخم

وأوضحت محللة أسواق المال أنَّ الفيدرالي الأمريكي كان يأمل بوجود ركودا ناعما وأن لا يحدث ركود تضخمي، لكن ما حدث هو ركود تضخمي أدى لارتفاع الأسعار والتضخم، وفيه كانت الأسواق ضعيفة وارتفعت معدلات البطالة، وباتت عدد الوظائف قليلة، مشيرة إلى أنَّ الكثير من الخبراء يتوقعون أن يخفض الفيدرالي سعر الفائدة، ويظل الفيدرالي في ورطة حقيقية ولا يعلم هل سيخفض الفائدة أم سيحارب التضخم؟ خاصة أن الدين العام للولايات المتحدة الأمريكية تعدى حاجز الـ35 تريليون دولار، وهو مستوى تاريخي لم يصل له الدين الأمريكي من قبل، ويعادل 122.5% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة.

زيادة التوترات بالمنطقة سيؤثر على إمدادات النفط بالشرق الأوسط

التقلبات في أسعار النفط عالميا أمرا رآه ياسر هلال خبير أسواق النفط من بيروت، ضمن التوقعات وأصول السوق، ذلك لأن قرارات أوبك+ تهدف للتحكم في الأسعار والإمدادات والعرض والطلب، فيما لاتزال الأمور تسير حاليا ضمن ذلك الاتجاه، مشيرًا إلى أنَّ ما سيغير تلك المعطيات هو التوترات المتصاعدة في المنطقة، والتي تهدد أمن وحجم الإمدادات بدول الشرق الأوسط، ذلك لأن العامل النفسي وتأثير التوترات العسكرية والأمنية والعامل الفني لهم علاقات قوية بطبيعة السوق والإمدادات فيه.

وأوضح «هلال» في تصريح خاص لـ«الوطن» أنَّ مضيق هرمز وحده يعبر خلاله 21 مليون برميل نفط يوميًا من الدول الخليجية المنتجة له، ووجود أي صراعات أو حروب حول هذا المضيق يؤثر بدوره على إمدادات النفط عالميا، وسيحدث صدمة في الأسعار، لافتًا إلى أنَّ الصراعات الحالية في دول الشرق الأوسط لن ترقى لتكون حربا شاملة، إذ أن دول المنطقة ليسوا مشاركين في الحروب الجارية حاليا، غير أن إقدام إيران على حرب مع إسرائيل سيؤثر بدوره على خطوت الإمداد تلك ويعيق وصول النفط إلى وجهته الأخيرة.

إيران لن تقطع إمدادات النفط من مضيق هرمز حال دخولها في حرب مع إسرائيل

وأضاف أنَّه في حال حدوث حرب بين إيران وإسرائيل فلن تقطع الأولى إمدادات النفط من مضيق هرمز بالرغم من وجود إجماعا من قبل المراقبين حيال الضربة الإيرانية المرتقبة لإسرائيل، والتي قد تكون أقوى من الضربة الأولى التي حدثت من قبل، مشددًا على أنَ وجود حرب شاملة أو ضربة إيرانية كبيرة تجاه إسرائيل فلن تشهد قطع إمدادات النفط، خاصة أن 82% من النفط عالميًا يخرج من الدول الخليجية متوجها لدول أسيا كالصين والهند.

ويرى خبير أسواق النفط أنَّ إيران لن تهدد إمدادات النفط في مضيق هرمز من قبل إيران، لكن قد يقوم الحوثيين بهذا الأمر بشكل محدود، نظرا لعدة أمور، أولها تخوف إيران من رد الفعل الأمريكي، أو أن يكون هناك قرار أمريكي إسرائيلي كبير ضد حزب الله في لبنان، كما أن قطع إمدادات النفط سيؤثر على الصين بشكل مباشر، وليس من مصلحة إيران استعداء الصين، كما أن إيران ستدخل بمشكلة مباشرة مع سلطنة عمان وقطر والكويت والعراق، وجميع تلك الدول لديهم علاقات جيدة مع إيران.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشرق الأوسط توترات إمدادات النفط الفائدة الدين الأمريكي مضيق هرمز إمدادات النفط الشرق الأوسط مضیق هرمز من قبل

إقرأ أيضاً:

أسعار النفط ترتفع وسط تصاعد التوترات بين واشنطن والحوثيين

مارس 17, 2025آخر تحديث: مارس 17, 2025

المستقلة/- شهدت أسعار النفط ارتفاعًا في تعاملات اليوم الإثنين، بعد التصعيد العسكري في البحر الأحمر، حيث توعدت الولايات المتحدة بمواصلة استهداف حركة “أنصار الله” الحوثية في اليمن، ردًا على هجماتها المستمرة على السفن التجارية.

ويأتي هذا الارتفاع وسط مخاوف متزايدة من اضطرابات في إمدادات النفط العالمية، خاصة أن البحر الأحمر يعد ممرًا حيويًا لحركة التجارة الدولية. ومع استمرار الضربات العسكرية، تتزايد المخاوف بشأن تأثر عمليات الشحن وارتفاع تكاليف النقل البحري، مما ينعكس على أسعار النفط في الأسواق العالمية.

ويتابع المستثمرون تطورات الأوضاع بحذر، حيث إن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى مزيد من الارتفاع في الأسعار، في ظل تزايد المخاطر الجيوسياسية وتأثيرها على إمدادات الطاقة.

مقالات مشابهة

  • تتوقع تقارير تراجع إنتاج الغاز الطبيعي في أوروبا بحلول عام 2050، فيما تتأهب تركيا لتكون أحد اللاعبين الصاعدين في القطاع بالمنطقة، بفضل الحقول المحلية المكتشفة وخططها الطموحة للإنتاج. ووفقًا لتقرير صادر عن منتدى الدول المصدرة للغاز تحت عنوان “منظور 2
  • خبير فرنسي: نظام عالمي جديد ينطلق من الشرق الأوسط ويقصي أوروبا
  • الهجوم الأمريكي على الحوثيين يرفع أسعار النفط.. والبحث عن ملاذات آمنة ينعش أسواق الذهب
  • أسعار النفط ترتفع وسط تصاعد التوترات بين واشنطن والحوثيين
  • توترات الشرق الاوسط ترفع أسعار النفط.. برنت يصل لهذا المستوى
  • أسعار النفط ترتفع مع بدء “اكبر عملية عسكرية في الشرق الأوسط منذ مجيء ترامب”
  • تصاعد التوتر في حضرموت وسط تهديدات بقطع إمدادات النفط عن عدن
  • قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا
  • الجامعة العربية: روسيا داعمة لحل الأزمة الليبية
  • تقرير للجيش الأمريكي: صعود أنصار الله يُعيد تشكيل خريطة القوى في الشرق الأوسط