شبكة اخبار العراق:
2025-02-07@01:57:32 GMT

حروب من أجل سلام زائف

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

حروب من أجل سلام زائف

آخر تحديث: 5 غشت 2024 - 9:41 صبقلم: فاروق يوسف عشنا حروبا كثيرة. والحرب ليست ما نسمعه في محطات الإذاعة وما نراه على شاشات التلفزيون وما نقرأ عنه في الصحف والمواقع الالكترونية. الحروب التي نجونا منها كنا قد عشناها لا بصفتنا أبطالا صناديد بل كنا ضحايا لها ولصانعيها. وهي لم تكن حروبنا الوطنية أو العائلية.

بالنسبة إليّ على سبيل المثال لم يأخذ أحد رأيي فيما إذا كنت أرغب في ملاقاة الإيرانيين في ساحة الحرب. كنت أفضل أن نلاقيهم في ملعب كرة القدم. ولكن هناك مَن يضع النصر في جيبه كما لو أنه حلوى. ذلك ما يتحدث عنه حسن نصرالله. وهو مواطن في بلد يعاني مواطنوه من بلاء الفقر ووباء الفساد وضيق العيش بحيث أنهم ينتظرون بوق إسرافيل لكي ينتقلوا إلى القيامة. سيُقال عني إني مواطن قديم لا أفهم معادلات الحياة الجديدة القائمة على حرب لا ترغب أطرافها إلا في السلام. كل الأطراف تنادي بالسلام. وهم على حق في ذلك. إنهم يفعلون ما هو مطلوب منهم من أجل إظهار احترامهم لشعوبهم. وهو احترام تنقضه الحروب التي تطحن الأخضر واليابس. لذلك لا أفهم كيف تكون الصواريخ والطائرات المسيرة طريقة في التعبير عن السلام. هناك ممرات أخرى للسلام غير أنفاق غزة والضاحية الجنوبية ببيروت. ولكن هناك مَن يضحك علينا بالسلام من أجل أن يمرر حربه. وهي الحرب التي ستكون حربنا بالإكراه؛ حربنا التي يجب علينا أن ندفع ثمنها. وهو ثمن باهظ. يقول الرئيس الأميركي المغادر جو بايدن “إن اغتيال إسماعيل هنية لا يخدم السلام” وفي الوقت نفسه يدعو إلى تعزيز جبهة إسرائيل بمزيد من الأسلحة النوعية. حرب إسرائيل هي حربه أما السلام الذي سبق له وأن زل لسانه في الحديث عنه فهو ليس سلام الفلسطينيين. هذه ليست متاهة أو لغزا. لم تقل إسرائيل يوما إنها تريد الحرب. غير أن جنرالاتها يعتبرون الفلسطينيين حشرات ينبغي القضاء عليها. لعبة الحرب والسلام تضيع فيها الحقيقة فيما يتدثر قتلاها الأبرياء بأناشيد زائفة ورايات تتبدل ألوانها من غير أن يتبدل الجوهر. السلام كذبة تقول حقيقتها من خلال الحرب وكان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يردد أن أية دولة عربية تتعرض لاعتداء خارجي ينبغي الوقوف معها بغض النظر عن الموقف من نظامها السياسي. في نهاية الأمر فإن الرجل المعروف بأفكاره القومية كان أول من خرج على اتفاقية الدفاع العربي المشترك وحطم الأمن القومي حين احتل الكويت ووجه دعوة صريحة لقوات 33 دولة برئاسة الولايات المتحدة لتدمير العراق. كانت الحرب هي رسالته إلى العالم. وهي رسالة ملغومة بلعنات تاريخية. اليوم إذ تعيش المنطقة على وقع طبول حرب لا يمكن توقع حدودها الجغرافية لا أحد من أطرافها يرغب في وقوعها غير أن الأطراف كلها متأكدة من أنها ستقع. يحتاجها الجميع كما لو أنها القدر الذي لا يمكن الهروب منه. لن يسأل حزب الله اللبنانيين عما إذا كانوا يرغبون في الحرب أم لا. أما أنصار الله وهم جماعة عبدالملك الحوثي فإن إرادتهم ليست من الطراز الوطني لكي يفتشوا عن مواطنيهم ليسألوهم، ثم أين يقع مواطنوهم وقد تحولوا إلى رعايا وأتباع. وعلى الجبهة العراقية فإن خيار الحرب بالنسبة إلى الحشد الشعبي وقد صار جزءا من السلطات الثلاث هو خلاصة الاستفتاء الديمقراطي الذي أقره الشعب عبر أكثر من عشرين سنة من الحياة السياسية الديمقراطية. تعرف إسرائيل ما يجري في العالم العربي. تعرف أن الميليشيات بكل جعجعة سلاحها وضجيج إعلامها لا يمكن أن تشكل شيئا بعد انهيار دولتي العراق وسوريا، وأن إيران لا تشكل خطرا عليها بالقدر الذي تشكله على العالم العربي وقد باتت أربع دول تحت هيمنتها. في الوقت نفسه تعرف أن إيران ستخبئ رأسها حين تقع الحرب. فهي ليست حربها وهي لن تحمي وكلاءها وحرب غزة خير دليل على ذلك. وبالرغم من أن إيران لا تدعو إلى السلام ولم يسبق لها أن فعلت ذلك فإنها ستتحاشى التورط في حرب قد تؤدي بها إلى طريق الهلاك. ستكون حربها حربنا. وإسرائيل التي تريد حربا على طريقتها لا أتوقع أنها ستُجر إلى التورط في حرب عبثية، عدوها فيها ليست له صلة بالأرض التي يقف عليها. فهو لا يدافع عن وطن وليست لديه قضية وطنية يستميت في الدفاع عن سلامها.لعبة الحرب والسلام تضيع فيها الحقيقة فيما يتدثر قتلاها الأبرياء بأناشيد زائفة ورايات تتبدل ألوانها من غير أن يتبدل الجوهر. السلام كذبة تقول حقيقتها من خلال الحرب.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: غیر أن

إقرأ أيضاً:

ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)

سألني كثيرون عن عدم ذكر شرائح مجتمعية مهمة كان لها إسهام كبير في هزيمة مشروع حميدتي الانقلابي.

لكن القائمة التي أوردتها لم تكن حصرية لمصادر القوة الخفية الناعمة في الدولة السودانية، بل كانت مجرد نماذج، دون أن يعني ذلك امتيازها على الآخرين.

بدأت أشعر بالقلق من أن معارك جديدة ستنشب بعد الحرب الحالية، محورها: من صنع النصر؟ ومن كانت له اليد العليا فيه؟!
لا شك أن هناك من لعبوا أدوارًا مركزية في هزيمة مشروع الميليشيا بعيدًا عن الأضواء، وسيأتي ذكرهم في يوم ما.

بعض الأصدقاء والقراء لاموني على عدم ذكر مشاركة السلفيين وجماعة أنصار السنة، وآخرون تساءلوا عن عدم الإشارة إلى دور الشعراء وكبار المغنيين، مثل الرمز والقامة عاطف السماني.
أما اللوم الأكبر فجاء من عدد كبير من القراء، بسبب عدم التطرق لدور الإعلاميين، لا سيما في الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي.

نعم، لم تكن الحرب التي اندلعت في السودان يوم 15 أبريل 2023 مجرد مواجهة عسكرية تقليدية بين جيش نظامي ومجموعة متمردة، بل كانت حربًا شاملة استهدفت الدولة والمجتمع معًا.
فبينما كانت الرصاصات والقذائف تحصد الأرواح، كانت هناك معركة أخرى، لا تقل ضراوة، تدور في ميدان الوعي والمعلومات، حيث لعب الإعلام الوطني الحر دورًا محوريًا في التصدي لهذا المشروع الغاشم.

في بدايات الحرب، أصيبت مؤسسات الدولة بالشلل، وغابت الأجهزة التنفيذية والإعلام الرسمي.
أما القوات المسلحة، فكانت محاصرة بين الهجمات الغادرة ومحاولات التمرد فرض واقع جديد بقوة السلاح.

وفي تلك اللحظة الحرجة، برز الإعلام كسلاح أمضى وأشد فتكًا من المدافع، يخوض معركة الوعي ضد التزييف والخداع، ويقاتل بالحجة والمنطق لكشف الحقائق ودحض الأكاذيب.
راهن المتمردون ومناصروهم على التلاعب بالسردية الإعلامية، فملأوا الفضاء الرقمي بالدعاية والتضليل، محاولين قلب الحقائق وتقديم أنفسهم كقوة منتصرة تحمل رسالة الحرية والديمقراطية.

لكن الإعلام الوطني الحر كان لهم بالمرصاد، فكشف فظائعهم، وفضح انتهاكاتهم، وعرّى أكاذيبهم.
لم تعد جرائمهم مجرد روايات ظنية مبعثرة، بل حقائق موثقة بالصوت والصورة، شاهدة على مشروعهم القائم على النهب والدمار وإشاعة الفوضى.

لم يكتفِ الإعلام بتعرية التمرد، بل حمل لواء المقاومة الشعبية، فكان منبرًا لتحفيز السودانيين على الصمود، وحشد الطاقات، وبث روح الأمل.

اجتهد الإعلام الوطني في رفع معنويات الجيش، مؤكدًا أن هذه ليست نهاية السودان، وأن القوات المسلحة ستنهض مهما تكالبت عليها المحن، وأن الشعب ليس متفرجًا، بل شريك أصيل في الدفاع عن وطنه.
لم يكن هذا مجرد تفاعل إعلامي عابر، بل كان إعادة تشكيل للوعي الجمعي، وصناعة رأي عام مقاوم يحمي السودان من السقوط في مستنقع الفوضى.

ومع مرور الوقت، استعاد الجيش أنفاسه، وعاد أكثر تنظيمًا وقوة، والتحم بالمقاومة الشعبية التي بشّر بها الإعلام.

وهكذا، تحولت الحرب من مواجهة بين جيش ومتمردين إلى معركة وطنية كبرى ضد مشروع تدميري عابر للحدود.

لقد أثبت الإعلام الوطني أن الكلمة الصادقة، حين تكون في معركة عادلة، تملك من القوة ما يعادل ألف طلقة، وأن الوعي، حين يُدار بذكاء وصدق، يصبح درعًا لا يخترقه التضليل، وسيفًا يقطع أوهام الباطل من جذورها.

هكذا انتصر السودان في معركة الوعي، وهكذا هُزم التمرد قبل أن يُهزم في ميادين القتال.

ضياء الدين بلال

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • إيران ترد على تصريحات ترامب حول "السلام النووي"
  • الرئاسة الفلسطينية: أراضينا ليست للبيع وليست مشروعا استثماريا
  • الرئاسة الفلسطينية: بلادنا بأرضها وتاريخها ومقدساتها ليست للبيع
  • الخارجية الصينية: غزة ليست ورقة مساومة سياسية
  • الصيغة الوزارية التي اقترحها الرئيس المكلّف( بالاسماء)
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • دبي تستضيف أكبر قمة عالمية للعدالة والحب والسلام
  • هل تقلل الأسواق المالية من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب؟
  • الحرب ليست قدرًا.. أوقفوا نزيف الوطن!