شبكة اخبار العراق:
2025-03-04@17:02:49 GMT

حروب من أجل سلام زائف

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

حروب من أجل سلام زائف

آخر تحديث: 5 غشت 2024 - 9:41 صبقلم: فاروق يوسف عشنا حروبا كثيرة. والحرب ليست ما نسمعه في محطات الإذاعة وما نراه على شاشات التلفزيون وما نقرأ عنه في الصحف والمواقع الالكترونية. الحروب التي نجونا منها كنا قد عشناها لا بصفتنا أبطالا صناديد بل كنا ضحايا لها ولصانعيها. وهي لم تكن حروبنا الوطنية أو العائلية.

بالنسبة إليّ على سبيل المثال لم يأخذ أحد رأيي فيما إذا كنت أرغب في ملاقاة الإيرانيين في ساحة الحرب. كنت أفضل أن نلاقيهم في ملعب كرة القدم. ولكن هناك مَن يضع النصر في جيبه كما لو أنه حلوى. ذلك ما يتحدث عنه حسن نصرالله. وهو مواطن في بلد يعاني مواطنوه من بلاء الفقر ووباء الفساد وضيق العيش بحيث أنهم ينتظرون بوق إسرافيل لكي ينتقلوا إلى القيامة. سيُقال عني إني مواطن قديم لا أفهم معادلات الحياة الجديدة القائمة على حرب لا ترغب أطرافها إلا في السلام. كل الأطراف تنادي بالسلام. وهم على حق في ذلك. إنهم يفعلون ما هو مطلوب منهم من أجل إظهار احترامهم لشعوبهم. وهو احترام تنقضه الحروب التي تطحن الأخضر واليابس. لذلك لا أفهم كيف تكون الصواريخ والطائرات المسيرة طريقة في التعبير عن السلام. هناك ممرات أخرى للسلام غير أنفاق غزة والضاحية الجنوبية ببيروت. ولكن هناك مَن يضحك علينا بالسلام من أجل أن يمرر حربه. وهي الحرب التي ستكون حربنا بالإكراه؛ حربنا التي يجب علينا أن ندفع ثمنها. وهو ثمن باهظ. يقول الرئيس الأميركي المغادر جو بايدن “إن اغتيال إسماعيل هنية لا يخدم السلام” وفي الوقت نفسه يدعو إلى تعزيز جبهة إسرائيل بمزيد من الأسلحة النوعية. حرب إسرائيل هي حربه أما السلام الذي سبق له وأن زل لسانه في الحديث عنه فهو ليس سلام الفلسطينيين. هذه ليست متاهة أو لغزا. لم تقل إسرائيل يوما إنها تريد الحرب. غير أن جنرالاتها يعتبرون الفلسطينيين حشرات ينبغي القضاء عليها. لعبة الحرب والسلام تضيع فيها الحقيقة فيما يتدثر قتلاها الأبرياء بأناشيد زائفة ورايات تتبدل ألوانها من غير أن يتبدل الجوهر. السلام كذبة تقول حقيقتها من خلال الحرب وكان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يردد أن أية دولة عربية تتعرض لاعتداء خارجي ينبغي الوقوف معها بغض النظر عن الموقف من نظامها السياسي. في نهاية الأمر فإن الرجل المعروف بأفكاره القومية كان أول من خرج على اتفاقية الدفاع العربي المشترك وحطم الأمن القومي حين احتل الكويت ووجه دعوة صريحة لقوات 33 دولة برئاسة الولايات المتحدة لتدمير العراق. كانت الحرب هي رسالته إلى العالم. وهي رسالة ملغومة بلعنات تاريخية. اليوم إذ تعيش المنطقة على وقع طبول حرب لا يمكن توقع حدودها الجغرافية لا أحد من أطرافها يرغب في وقوعها غير أن الأطراف كلها متأكدة من أنها ستقع. يحتاجها الجميع كما لو أنها القدر الذي لا يمكن الهروب منه. لن يسأل حزب الله اللبنانيين عما إذا كانوا يرغبون في الحرب أم لا. أما أنصار الله وهم جماعة عبدالملك الحوثي فإن إرادتهم ليست من الطراز الوطني لكي يفتشوا عن مواطنيهم ليسألوهم، ثم أين يقع مواطنوهم وقد تحولوا إلى رعايا وأتباع. وعلى الجبهة العراقية فإن خيار الحرب بالنسبة إلى الحشد الشعبي وقد صار جزءا من السلطات الثلاث هو خلاصة الاستفتاء الديمقراطي الذي أقره الشعب عبر أكثر من عشرين سنة من الحياة السياسية الديمقراطية. تعرف إسرائيل ما يجري في العالم العربي. تعرف أن الميليشيات بكل جعجعة سلاحها وضجيج إعلامها لا يمكن أن تشكل شيئا بعد انهيار دولتي العراق وسوريا، وأن إيران لا تشكل خطرا عليها بالقدر الذي تشكله على العالم العربي وقد باتت أربع دول تحت هيمنتها. في الوقت نفسه تعرف أن إيران ستخبئ رأسها حين تقع الحرب. فهي ليست حربها وهي لن تحمي وكلاءها وحرب غزة خير دليل على ذلك. وبالرغم من أن إيران لا تدعو إلى السلام ولم يسبق لها أن فعلت ذلك فإنها ستتحاشى التورط في حرب قد تؤدي بها إلى طريق الهلاك. ستكون حربها حربنا. وإسرائيل التي تريد حربا على طريقتها لا أتوقع أنها ستُجر إلى التورط في حرب عبثية، عدوها فيها ليست له صلة بالأرض التي يقف عليها. فهو لا يدافع عن وطن وليست لديه قضية وطنية يستميت في الدفاع عن سلامها.لعبة الحرب والسلام تضيع فيها الحقيقة فيما يتدثر قتلاها الأبرياء بأناشيد زائفة ورايات تتبدل ألوانها من غير أن يتبدل الجوهر. السلام كذبة تقول حقيقتها من خلال الحرب.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: غیر أن

إقرأ أيضاً:

الكرملين: يجب إرغام زيلينسكي على تحقيق سلام

حضّ الكرملين، الإثنين، على "إرغام" الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تحقيق "السلام"، بعد سجال بينه وبين الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يدعو إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا في أسرع وقت ممكن.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر صحفي "يجب على أحد ما أن يرغم زيلينسكي على تغيير رأيه. فهو لا يريد السلام. يجب على أحد ما أن يرغمه على الرغبة في تحقيق السلام".

وأكد الكرملين أن زيلينسكي أظهر خلال لقائه ترامب في البيت الأبيض افتقارا كاملا للقدرة الدبلوماسية.

وأوضح أن " أوكرانيا ترفض التسوية عبر المفاوضات. زيلينسكي لا يريد السلام".

وذكر الكرملين: "لم يتم إجراء اتصالات جديدة مع ترامب، لاقتا إلى أن "روسيا تواصل الحوار مع الولايات المتحدة بشأن تطبيع العلاقات الثنائية".

وتعليقا على أجواء قمة لندن، ذكر الكرملين: " تكثيف الدعوات لدعم أوكرانيا لا يهدف إلى التوصل لتسوية سلمية".

وتابع: "المطلوب من الأوروبيين مبادرات بنّاءة. قسم من الغرب يريد استمرار الحرب في أوكرانيا".

وحذر الكرملين: "إذا تم تسليم الأصول الروسية إلى كييف فستكون هناك عواقب قانونية خطيرة".

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: كييف مستعدة للعمل مع ترامب من أجل السلام
  • الرئيس السيسي: معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل نموذج يحتذى به لتحويل حالة الحرب إلى سلام ورخاء
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • زيلينسكي: أوكرانيا بحاجة إلى سلام حقيقي
  • محللون إسرائيليون: نتنياهو يماطل حفاظا على حكومته والعودة للحرب ليست خيارا
  • لافروف: رغبة أوروبا بإرسال قوات سلام لأوكرانيا وقاحة
  • مستشار ترامب: زيلينسكي غير مستعد لمحادثات السلام ومحفظة أمريكا ليست بلا حدود
  • الكرملين: تحقيق السلام لم يكن هدف قمة لندن بشأن أوكرانيا
  • الكرملين: يجب إرغام زيلينسكي على تحقيق سلام
  • لا حرب دون مصر ولا سلام أيضا