بسبب معلومات مضللة عن الانتخابات.. دعوات أميركية لماسك لإصلاح روبوت إكس
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
يعتزم مسؤولو الخارجية بخمس ولايات أميركية تقديم رسالة مفتوحة إلى الملياردير إيلون ماسك، الاثنين، يحثونه فيها على "تنفيذ تغييرات فورية" على روبوت الدردشة الذكي التابع لمنصة "إكس" بعد أن شارك معلومات خاطئة مع الملايين من المستخدمين بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وتدعو الرسالة التي وقعها مسؤولو خارجية ولايات مينيسوتا وبنسلفانيا وميشغان ونيو مكسيكو وواشنطن، ماسك على "تنفيذ تغييرات فورية على مساعد البحث الذكي غروك التابع لمنصة "إكس، لضمان حصول الناخبين على معلومات دقيقة في هذا العام الانتخابي الحاسم"، وفقا لـ"واشنطن بوست".
وأشار الوزراء الخمسة أنه في غضون ساعات من إعلان الرئيس بايدن تعليق حملته الرئاسية في 21 يوليو، "تم مشاركة معلومات خاطئة حول مواعيد الاقتراع التي أنتجها "غروك" على منصات التواصل الاجتماعي المتعددة."
واستشهدوا بمنشور من Grok انتشر بعد انسحاب بايدن من السباق: "لقد انتهت مهلة الاقتراع في عدة ولايات لانتخابات 2024،" وهي ألاباما، إنديانا، ميشيغان، مينيسوتا، نيو مكسيكو، أوهايو، بنسلفانيا، تكساس وواشنطن.
ولو كانت المواعيد النهائية قد انقضت فعلا في تلك الولايات، لتعذر على نائبة الرئيس أن تحل محل بايدن على بطاقة الاقتراع. غير أن هذه المعلومات كانت مغلوطة تماما. فالحقيقة أنه في جميع الولايات التسع المذكورة، لم تنقضِ بعد المواعيد النهائية للاقتراع. بل إن المواعيد المقبلة لا تزال تتيح إمكانية إدخال تعديلات على قائمة المرشحين.
وبحسب الصحيفة، لم يتم الرد فورا على رسالة إلى "إكس" تطلب تعليقا من إيلون ماسك.
وأطلق ماسك "Grok"، العام الماضي، كروبوت دردشة مناهض لـ "الوعي المفرط"، معربا عن إحباطه مما يقول إنه التحيز الليبرالي لـ "ChatGPT".
وخلافا لأدوات الذكاء الاصطناعي التي طورتها شركات "أوبن إيه آي" و"غوغل" و"مايكرسوفت"، والتي تم تدريبها على التعامل بحذر مع المواضيع الجدلية، صرح ماسك أنه يريد لـ" Grok" أن يكون صريحا وغير مقيد، قادرا على "الإجابة عن الأسئلة المثيرة للجدل التي ترفضها معظم أنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى".
ويعترض مسؤولو الخارجية، الذين هم كبار مسؤولي الانتخابات في ولاياتهم، ليس على نبرة Grok، ولكن على عدم دقته الواقعية وبطء الشركة في تصحيح المعلومات الخاطئة.
ويواجه المسؤولون بحسب المصدر ذاته. موجة من المعلومات المضللة المرتبطة بالانتخابات، والتي تغذيها تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك ما يُعرف بالمحتوى المزيف العميق (deepfakes)، وذلك قبيل انتخابات عام 2024.
كما أن العديد منهم ما زالوا يكافحون تداعيات نظريات المؤامرة الكاذبة واسعة الانتشار التي أثرت على الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وأثارت أجوبة "غروك" نقاشا عاما حول ما إذا كانت هاريس ستكون مرشحة شرعية للرئاسة، على الرغم من أنها أعلنت ترشحها ضمن المواعيد النهائية الضرورية للولاية.
ومثل هذه التأكيدات الكاذبة هي نوع المعلومات المضللة التي ساعدت في تغذية الأفكار واسعة الانتشار في عام 2020 بأن الانتخابات قد سُرقت من الرئيس السابق دونالد ترامب.
وتضمنت نسخة أخرى من معلومات Grok الخاطئة حول مواعيد الاقتراع إخبار المستخدمين بأن بطاقات الاقتراع للانتخابات الرئاسية القادمة كانت بالفعل "جاهزة ومحملة".
وأجاب روبوت الدردشة: "لذا، إذا كنت تخطط للترشح للرئاسة في أي من هذه الولايات، فقد ترغب في التحقق مما إذا كنت قد فوت الفرصة بالفعل. ولكن هناك دائمًا عام 2028، أليس كذلك؟".
وغروك متاح فقط لمشتركي "X Premium " و "Premium+"، لكن المعلومات الخاطئة بشأن مواعيد الاقتراع "تمت مشاركتها بشكل متكرر في منشورات متعددة تصل إلى ملايين الأشخاص"، كما ورد في الرسالة.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
رومانيا تقترب من روسيا وتدير ظهرها لأوروبا بعد فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية
تصدر المرشح المؤيد لروسيا كالين جورجيسكو نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في رومانيا، بحسب النتائج شبه النهائية، وسينافس سياسية مغمورة في الجولة الثانية من الانتخابات المقررة في 8 كانون الأول/ديسمبر.
وبعد فرز أكثر من 99% من الأصوات، حصل كالين جورجيسكو (62 عاما) المنتمي إلى اليمين المتطرف والمعارض لمنح أوكرانيا المجاورة مساعدات والمناهض لحلف شمال الأطلسي، على 22,94% من الأصوات، متقدما على إيلينا لاسكوني (52 عاما) وهي رئيسة بلدية مدينة صغيرة تترأس حزبا من اليمين الوسط وحلّت في المركز الثاني مع 19,17% من الأصوات في الانتخابات التي أجريت الأحد.
وتراجع رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا مارسيل شيولاكو الذي كان المرشح الأوفر حظا، الى المركز الثالث بفارق نحو ألف صوت فقط عن لاسكوني (19,15%).
وحقق جورجيسكو هذه النتيجة المفاجئة بعد أن قام بحملة عبر تطبيق "تيك توك" ركزت على ضرورة وقف كل مساعدة لكييف، وحققت انتشارا واسعا خلال الأيام الماضي.
وهو علّق الأحد بالقول "هذا المساء، هتف الشعب الروماني من أجل السلام، وهتف بصوت عالٍ للغاية".
وكان من المتوقع أن يبلغ الجولة الثانية جورج سيميون (38 عاما)، زعيم تحالف اليمين المتطرف من أجل وحدة الرومانيين (أور)، لكنه حل رابعا مع 13,87% من الأصوات.
وهنأ خصمه، معربا عن سعادته بأن "سياديا" سيترشح للجولة الثانية.
وعوّل سيميون المعجب بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، على خطاباته القومية للاستفادة من غضب مواطنيه الذين يعانون الفقر بسبب التضخم القياسي.
كما أراد أن يظهر نفسه معتدلا لكن ذلك "انعكس عليه سلبا بين الأكثر تطرفا"، وفق ما قال المحلل السياسي كريستيان بيرفوليسكو لوكالة فرانس برس.
تصويت مناهض للنظام
وأشار المحلل إلى أن "اليمين المتطرف هو الفائز الأكبر في هذه الانتخابات"، إذ نال أكثر من ثلث الأصوات، متوقعا أن تنعكس هذه النتائج لصالح اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية المقررة الأحد المقبل.
لكن حصول ذلك يؤشر الى مفاوضات صعبة لتشكيل ائتلاف.
ويحكم الديموقراطيون الاشتراكيون، ورثة الحزب الشيوعي القديم الذي هيمن على الحياة السياسية في البلاد لأكثر من ثلاثة عقود، حاليا في ائتلاف مع الليبراليين من حزب التحرير الوطني الذي هُزم مرشحه أيضا.
وبات الرومانيون يعوّلون على المرشحين المناهضين للنظام في ظل صعود الحركات المحافظة المتشددة في أوروبا، بعد عقد من حكم الليبرالي كلاوس يوهانيس، وهو من أشد المؤدين لكييف. وتراجعت شعبيته لا سيما بسبب رحلاته المكلفة إلى الخارج الممولة بالمال العام.
ويرى خبراء أن اليمين المتطرف أفاد من مناخ اجتماعي وجيوسياسي متوتر في رومانيا المنضوية في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وبات لهذه الدولة الواقعة على حدود أوكرانيا، دور استراتيجي منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، اذ ينتشر على أراضيها أكثر من خمسة آلاف جندي من الحلف، وتشكّل ممرا لعبور الحبوب الأوكرانية.
وتعد نتيجة الانتخابات بمثابة زلزال سياسي في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 19 مليون نسمة، وبقي الى الآن في منأى عن المواقف القومية على عكس المجر أو سلوفاكيا المجاورتين.
ويشغل رئيس الجمهورية منصبا فخريا الى حد كبير، لكنه يتمتع بسلطة معنوية ونفوذ في السياسة الخارجية.
وتباينت المواقف حيال هذه النتائج في شوارع بوخارست الاثنين.
ورأى البعض فيها مفاجأة سارة، مثل المتقاعدة ماريا شيس (70 عاما) التي اعتبرت أن جورجيسكو "يبدو رجلا نزيها وجادا ووطنيا وقادرا على إحداث التغيير".
وأوضحت أنها أعجبت بمقاطع الفيديو التي نشرها على تيك توك وأشار فيها إلى موقفه من الحرب في أوكرانيا وتعهده بـ "السلام والهدوء".
وأضافت "انتهى الخنوع للغرب وليُفسح المجال للمزيد من الاعتزاز والكرامة".
في المقابل، أعرب آخرون، مثل أليكس تودوز، وهو صاحب شركة إنشاءات، عن "الحزن وخيبة الأمل أمام هذا التصويت المؤيد لروسيا بعد سنوات عدة في تكتلات أوروبية أطلسية".
واعتبر أنها بمثابة تصويت ضد الأحزاب التقليدية التي لحقت بها حملة "تضليل" على الشبكات الاجتماعية أكثر من كونها موقفا مؤيدا للكرملين.
وحول الجولة الثانية، فقد اعرب عن خشيته من أن "الرومانيين ليسوا مستعدين لانتخاب امرأة"، هي لاسكوني، لصد اليمين المتطرف في هذا البلد حيث لا تزال النعرات الرجولية راسخة.