من البلابسة والفلنقايات إلى أم قرون ..مصطلحات الحرب تغزو السودانيين
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
أفرز واقع الحرب في السودان عبارات ومصطلحات جديده و أخرى مستحدثة تداولها السودانيون على مستوى الواقع الحقيقي ووسائل التواصل الاجتماعي.
التغيير ــ عبد الله برير
وتشير هذه المصطلحات إلى جماعات معينة سواء سياسية أو أو عسكرية او مصطلحات للمكايدات بين فئات مختلفة.
وساهمت الحرب في تعريف السودانيين بالعديد من أنواع الأسلحة الحربية والسيارات القتالية والطائرات ومصطلحات أخرى مثل التمشيط وغيرها .
كما برزت على الساحة العديد من الأغنيات والانماط الموسيقية لدى بعض المجموعات من الدعم السريع المنتمية إلى غرب السودان وكذلك التعريف ببعض القبائل والمناطق.
وتعرف بعض الناس على مصطلحات جديدة تماما فيما تغيرت مدلولات بعض الكلمات السوقية مثل «بل» ليتحور معناها الأصلي.
وتعد عبارة «بل بس» هي الأشهر في مصطلحات الحرب الحالية و منها اشتق لفظ «البلابسة» ومفردها «بلبوس» وهو الداعم للحرب والحل العسكري لانهاء الصراع في السودان .
وظهرت معها مرادفات مثل «جغم» التي تدل على القضاء على شيء معين أو موت أحد أو كل الجنود او القادة.
وفي معسكر المنتمين للدعم السريع يطلق منسبوهم مصطلح «فلنقاي» على الضابط أو الجندي من القوات المسلحة السودانية ويستخدم لفظ «بلدة أب قاش» لذات الغرض. و يسخر مناصرو الجيش السوداني من «الدعامة» بإطلاق لفظ الجنجويد عليهم وهو مصطلح قديم تجدد بعد الحرب الحالية.
ويتنمر هؤلاء على الجنجويد بعبارات مثل «كنتقدر» وتعني إذا كنت قادرا والتي ظهرت إبان غارة للطيران الحربي على تجمع للدعم السريع أدى لإصابة أحد افراد القوة وفقد القدرة على الكلام ليلقنه زميله بعباره «اتشهود كنتقدر» أي حاول نطق الشهادة. وبالمقابل يسخر أفراد «الجاهزية» وهو مصطلح يشير لشعار الدعم السريع من الانسحابات المتكررة لبعض الفرق العسكرية للجيش السوداني الذي يتهمونه بأنه «عرد» أي انسحب من مواجهه معينة.
وظهر مثل شعبي من غرب السودان يسمى «شرك ام زيدو» وهو فخ ينصبه الصيادون للطيور او الحيوانات و اصبح يستخدم بصورة واسعة لدى الدعامة.
وفي وقت يطلق فيه الجيش وداعموه لفظ المرتزقة على قوات الدعم السريع و يرفض أفراد الأخير المصطلح ويستبدلونه بلفظ الاشاوس .
وتعرف السودانيون لا إرادياً على المقصود بـ «أم قرون» التي يقصد بها الشابة الجميلة عند بعض قبائل غرب السودان التي كثيرا ما تغنى لها أفراد الجاهزيه من الذكور.
وبرزت كذلك الموسيقى والايقاعات الخاصة باغنيات غرب البلاد التي وجدت رواجا مقبولا لدى الكثيرين رغم موقفهم المعادي للمليشيا.
وساهمت الحرب كذلك في التعريف ببعض المناطق الجغرافية في السودان مثل جبل موية وقطاع عريض من القرى خاصة في ولايات سنار والجزيره والنيل الأبيض وغيرها.
عسكرة الحياة فرضت على السودانيين بمن فيهم الأطفال والنساء التعرف على أنواع كثيرة من الأسلحة من الكلاشنكوف والثنائي والرباعي والتاتشر وطائرات الأنتينوف والمسيرات والميج وغيرها .
ومنذ تفجر ثورة ديسمبر تنامى الوعي لدى بعض السودانيين الذين لم يكونوا يهتموا قبلاً بالسياسه بهذه الصورة الحالية فتعرفوا على الحركات المسلحة عن كثب وكذلك بعض الأحزاب من قوى الحرية والتغيير «قحت» والتي حور اعداؤها المصطلح إلى «قحاطة» مع الإشارة إلى لفظ الكيزان الذي عرف به منذ التسعينيات عناصر النظام البائد. وجهة نظر علمية مبدئياً يرى الدكتور وليد عوض الجيد أستاذ اللغويات بجامعه الخرطوم أن بعض المصطلحات كانت موجودة اصلا ثم تحور معناها و اختلف مدلولها لتستخدم في سياق آخر .
و أشار دكتور وليد إلى أن عبارة «بل» كانت تدل في بداية الالفينيات على مصطلح ينطوي على ايحاءات جنسية في اللغة السوقية وكانت غير مقبولة ثم تطورت لتستخدم في مباريات كره القدم حتى وصلت لمصطلح عادي في الحرب الحالية.
ونبه وليد إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بقدر كبير في نشر هذه العبارات وتداولها بشكل كبير.
وقال :في السابق كانت بعض العبارات حكراً على جماعة مهنية معينه أو جنس معين «ذكور أو إناث لكن الآن تمددت هذه الكلمات ولم تصبح مقتصرة على نطاق جغرافي أو فئة معينة». وأضاف: «تمدد الحرب ساعد في نشر هذه المصطلحات وتداولها يوميا بكثافة، ولا أتوقع لها قريبا أن تندثر لأن الحرب وصلت إلى كل بيت سوداني».
الوسومبلابسة جغم جنجويد فلنقا كنتقدرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: بلابسة جغم جنجويد
إقرأ أيضاً:
البرهان في القاهرة… دلالة الزيارة ومآلاتها والرسائل التي تعكسها
زار رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان القاهرة اليوم (الأثنين) وسط جملة من التحديات المحلية والإقليمية، مايؤكد ضرورة تنسيق الرؤى بين البلدين وضرورة توحيدها، لمجابهة أي عواصف عكسية قد تعكر صفو أمن واستقرار المنطقة.
العلاقات الثنائية
الرئيس السيسي استقبل الفريق البرهان بمطار القاهرة، وعقد الطرفان جلسة مباحثات مشتركة بقصر الاتحادية، واستعرضت المباحثات، آفاق التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية القائمة بينهما والإرتقاء بها، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين.
مواقف مصر
من جانبه عبر الفريق البرهان عن تقديره لمستوى العلاقات السودانية المصرية، والتي وصفها باالإستراتيجية، مبيناً أنها علاقات تاريخية راسخة وذات خصوصية. مؤكداً حرصه على تعزيزها وتطويرها لخدمة مصالح الشعبين، وتحقيق التعاون الاستراتيجي المشترك بين البلدين، مشيدا بمواقف مصر وقيادتها الحكيمة، الداعمة للسودان في المحافل الإقليمية والدولية، ودعمها لمؤسسات الدولة السودانية، ووقوفها بجانب الشعب السوداني، وحرصها على سلامة وأمن وإستقرار السودان وسيادته، مشيرا إلى الدور الكبير الذي تضطلع به القيادة المصرية تجاه قضايا المنطقة.
دعم الإعمار
من جهته جدد الرئيس السيسي موقف مصر الداعم والثابت تجاه قضايا السودان ، مؤكداً وقوف بلاده مع مؤسسات الدولة السودانية ، وسعيها الدائم لتحقيق الأمن والاستقرار ووحدة الأراضي السودانية ، ودعم عملية إعادة الإعمار والبناء في السودان، مشيداً بمستوي التعاون المشترك بين البلدين ، مؤكداً حرصه على توطيد وتمتين روابط الإخوة ودعم وتعزيز علاقات التعاون الثنائي، بما يحقق تطلعات الشعبين، معرباً عن إعتزاز مصر الكبير بما يربطها بالسودان من علاقات استراتيجية قوية على المستويين الرسمي والشعبي.
مشروعات مشتركة
وتناولت المباحثات سبل تعزيز التعاون الثنائي، والمساهمة المصرية الفعالة في جهود إعادة إعمار وإعادة تأهيل ما أتلفته الحرب بالسودان، بجانب مواصلة المشروعات المشتركة في عدد من المجالات الحيوية مثل الربط الكهربائي، والسكك الحديدية، والتبادل التجاري، والثقافي، والعلمي، والتعاون في مجالات الصحة، والزراعة، والصناعة، والتعدين، وغيرها من المجالات، بما يحقق هدف التكامل المنشود بين البلدين. فضلاً عن الإستغلال الأمثل للإمكانات الضخمة للبلدين وشعبيهما.
التطورات الميدانية
كما تطرقت المباحثات أيضاً للتطورات الميدانية الأخيرة في السودان، والتقدم الميداني الذي حققته القوات المسلحة السودانية باستعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم، حيث اتفق الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود لتوفير الدعم والمساعدة اللازمين للسودانيين المقيمين في مناطق الحرب، وشهدت المباحثات كذلك، تبادلاً لوجهات النظر حول الأوضاع الإقليمية الراهنة، لاسيما بحوض نهر النيل والقرن الأفريقي، حيث تطابقت رؤى البلدين في ظل الإرتباط الوثيق للأمن القومي لكلا البلدين، وتم الاتفاق على مواصلة التنسيق والعمل المشترك لحفظ الأمن المائي للدولتين.
ضرورة التشاور
تأتي الزيارة في وقت دقيق ومفصلي يمر به السودان، وبدعوة من الرئيس السيسي، مايؤكد متانة العلاقة بين البلدين، وتجديد المواقف المصرية الثابتة تجاه السودان، والتنسيق العالي بينهما في القضايا الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك، إضافة إلى رمزية استقبال الرئيس السيسي للفريق البرهان بالمطار، مايؤكد اعتراف مصر بشكل عملي للحكومة الشرعية بالسودان، وتنسحب هذه الرسالة أيضاً على مليشيا الدعم السريع وأعوانها، بأن مصر لا يمكن أن تعترف بأي حكومة في السودان سوى الحكومة الشرعية في بورتسودان، أيضا الزيارة تأتي بعد انتصارات كبيرة للجيش السوداني على أرض الميدان، وانحسار المليشيا في أماكن بسيطة في دارفور، إلا أنها مازالت تمارس سياسية الأرض المحروقة، برد فعل انتقامي للهزائم الكبيرة التي تكبدتها في الميدان، وتدميرها للمنشآت المدنية والبنى التحتية بالبلاد، وضرب وقتل المواطنين العزل بطريقة وحشية، مايستدعي ضرورة التشاور مع مصر واطلاعها بآخر مستجدات الأوضاع في السودان… فماهي دلالات زيارة البرهان للقاهرة في هذا التوقيت، وماهي الرسائل التي ترسلها، ومآلات التنسيق العالي بين البلدين.
مشاكل الجالية
وكشف مصدر دبلوماسي سوداني أن مباحثات الرئيسين السيسي والبرهان، تطرقت إلى مشاكل الجالية السودانية في مصر في التعليم والإقامات والتأشيرات. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته لـ “المحقق” إن الجانب السوداني طرح هذه المشاكل على الجانب المصري، مضيفا أن هناك تعاون كبير من الجانب المصري في هذه الملفات، مبينا أنه كانت هناك توجيهات من الرئيس السيسي بتذليل أي عقبات أمام السودانين بمصر، وكذلك استمرار الرعاية المصرية للوجود السوداني بها، وقال إن هناك أيضا تسهيلات كبيرة من الجانب المصري للسودانيين العائدين من مصر، بعدم تكليفهم أي غرامات من انتهاء الإقامات أو من الدخول إلى مصر عن طريق التهريب.
توقيت مهم
من جهته أكد مساعد وزير الخارجية المصري ومسؤول إدارة السودان وجنوب السودان بالخارجية المصرية السابق السفير حسام عيسى أن زيارة البرهان للقاهرة تأتي في توقيت مهم، بعد أن أحرز الجيش السوداني إنتصارات كبيرة على أرض المعركة. وقال عيسى لـ “المحقق” إن الجيش السوداني بعد تحريره لمدن وسط وشرق السودان، بدأ يتوجه إلى دارفور، بعد التطورات الأخيرة بها من هجوم المليشيا على معسكرات النزوح في زمزم وأبوشوك وغيرها، إضافة إلى هجمات الدعم السريع على المنشآت الحيوية والبنى التحتية ومحطات الكهرباء، مؤكدا أن مصر هي الداعم الأول للدولة السودانية والقوات المسلحة، وقال إن الزيارة مهمة لنقاش هذه التطورات المتسارعة بالسودان مع الجانب المصري الذي يدعم الحفاظ على أمن واستقرار السودان بقوة.
الدعم المصري
وأوضح عيسى سفير مصر السابق بالخرطوم أن هناك مشروعات مصرية بالسودان يمكن استئنافها بعد الحرب، وبعد انتفاء خطر المليشيا، وقال إن من هذه المشروعات مشروع إعادة تطوير ميناء وادي حلفا، والربط الكهربائي، وزيادته من 70 ميجاوات حتى 300 ميجاوات، وكذلك المدينة الصناعية، وعدد من المشروعات الزراعية، إضافة إلى إعادة إعمار البنى التحتية التي دمرتها الحرب، بإعادة تأهيل جسر شمبات بالخرطوم وغيره من المشروعات، مشدداً على الدعم المصري الكامل للسودان في هذه الفترة الحرجة، وقال إن مصر تدعم السودان سياسيا وتنمويا ودبلوماسيا وفي المحافل الدولية.
رسالة عملية
ولفت عيسى إلى أن أهمية الزيارة تأتي من منطلق الدعم المصري وإلى دراسة بداية مرحلة إعادة الإعمار في السودان، منوها إلى أن استقبال البرهان في هذا التوقيت وهذه الطريقة، يؤكد موقف مصر من الشرعية في السودان، وقال إنها رسالة مصرية بطريقة عملية بأن مصر لن تعترف بأي حكومة أخرى في السودان، وأنها تعترف فقط بمجلس السيادة والحكومة في بورتسودان، مشيرا إلى تطابق الرؤى بين البلدين في ملف المياه، وقضايا القرن الأفريقي، وقال إن مصر والسودان لديهما رؤية مشتركة وتنسيق عال في هذين الملفين باعتبارهما من الملفات المشتركة والمهمة والتي تهم الأمن القومي بهما.
عنوان الزيارة
بدوره وضع الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوداني الدكتور خالد التيجاني عنوانين لزيارة البرهان للقاهرة. وقال التيجاني لـ “المحقق” إن العنوان الأول هو تتويج للموقف المصري الحاسم في الوقوف إلى جانب السودان والحفاظ على مؤسساته، مضيفاً أنه موقف تفوقت فيه مصر ولعبت دورا كبيرا في تثبيت شرعية الدولة السودانية والحفاظ عليه، وتابع أنه كان موقفا استراتيجيا يعبر عن الوعي المصري بمدى الارتباط العضوي بين الأمن القومي والاستراتيجي للبلدين، لافتا إلى أن الموقف المصري أثبت أنه غير متعلق بنظام بعينه بل أنه مبنى على رؤية استراتيجية للعلاقة بين البلدين.
أجندة مستقبلية
ورأى التيجاني أن العنوان الثاني للزيارة هو أن هذه الوقفة المصرية القوية ساعدت على صمود الدولة السودانية وتعزيز قدراتها سياسيا ودبلوماسيا، واستعادة الجيش السوداني لزمام المبادرة في الحرب وأخذ خطوات كبيرة في عملية الحسم العسكري، وقال إن دعوة السيسي للبرهان تخاطب أجندة مستقبلية، وإن هذا تأكيد على أن الدولة السودانية استردت عافيتها، وترتب أوضاعها الآن مع الأخذ الإعتبار التحديات التي فرضتها الحرب، مضيفا أنه يتطلب من السودان الآن إعادة النظر في مفهوم الأمن القومي، بعد أن وجد نفسه وحيدا في هذه الحرب، باستثناء مصر التي دعمته على كل المستويات، مشددا على ضرورة التأكيد أن العلاقة مع مصر ذات خصوصية وأن لديها مؤشرات حيوية، مشيرا إلى جملة من المحاولات للتقارب بين البلدين كانت تتأثر بطبيعة الأنظمة السياسية في السودان، وقال أنه الآن جاء الوقت أن تبرمج هذه العلاقات إلى واقع عملي.
المسؤولية الأكبر
وأكد التيجاني أن مصر عملت مايليها في هذا الجانب، وأن على السودان أن يبني على هذه الشراكة، وعلى ارتباط الأمن القومي بالبلدين، مضيفا يجب أن تكون هناك شراكة حقيقية على كافة المستويات وعلى مستويات أعلى، وتابع أن الزيارة لذلك وضعت لبنات لمخاطبة أجندة مستقبلية، ورأى ضرورة ترتيب المواقف السودانية وفقا للمصالح الحقيقية من إعادة إعمار وشراكات اقتصادية، وقال إن الجانب السوداني يتحمل المسؤولية الأكبر من أجل تعزيز هذه العلاقات في الفترة المقبلة، مضيفا أن مصر لديها قدرات وامكانات كبيرة يمكن أن تساعد السودان بطاقات جديدة وتكامل اقتصادي حقيقي يعود بالمصلحة لشعبي البلدين.
القاهرة – المحقق – صباح موسى
إنضم لقناة النيلين على واتساب