بجوائز 7 ملايين دولار.. تتويج أبطال” KPL و BDS و Alliance ” ضمن كأس العالم للرياضات الإلكترونية
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
الرياض – هاني البشر
اختتمت أمس منافسات بطولات الأسبوع الخامس ضمن كأس العالم للرياضات الإلكترونية، الحدث الأكبر في تاريخ قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، والذي يحظى بتغطية إعلامية واسعة عبر 59 منصة محلية وعالمية تنقل مجريات الحدث العالمي عبر ما يزيد عن 30 لغة طوال فترة إقامته من 3 يوليو حتى 25 أغسطس 2024.
وعلى مدار 5 أيام في الفترة من 31 يوليو حتى 4 أغسطس، شاركت مجموعة من أفضل اللاعبين والفرق من مختلف أرجاء العالم في 3 بطولات هي؛ Honor of Kings و Rainbow Six Siege و Apex Legends، وسط حضور جماهيري كبير في جميع مسارح SEF أرينا، الصرح الفريد من نوعه والذي يعتبر أكبر منطقة للألعاب والرياضات الإلكترونية عالميًا بمساحة تقارب 35,000 متر مربع وطاقة استيعابية تتجاوز 8000 شخص.
وتُوّج الفريق الصيني KPL Dream Team بلقب بطولة أونر أوف كينغز بعد تغلبه على الفريق الماليزي LGD Gaming MY في النهائي الكبير بنتيجة 3-0، وهو ما جعله أول فريق ينجح في إحراز لقب بطولة ضمن كأس العالم للرياضات الإلكترونية بدون تلقي أي هزيمة طوال رحلته في المنافسات. ليحصل على جائزة المركز الأول البالغة مليون دولار من مجموع جوائز البطولة البالغ 3 ملايين دولار بالإضافة إلى 1000 نقطة في رصيده الخاص بالترتيب العام لكأس العالم للرياضات الإلكترونية. كما حصل لاعبه Yinuo على مبلغ 50,000 بعد اختياره كأفضل لاعب خلال النهائيات.
وتحدث Gemini مدرب الفريق لوسائل الإعلام في المؤتمر الصحفي الذي أقيم بعد التتويج قائلًا: “المرافق الموجودة هنا مميزة، وكان من الرائع المشاركة فيها. العمل الجماعي هو السبب في إحرازنا للقب. لدينا استراتيجيات جيدة وعملنا بجد من أجل هذا الحدث العالمي، وهي الطريقة الوحيدة التي يمكنك بها تحقيق الفوز في بطولة من هذا النوع. وأود أن أتوجه بالشكر لجماهيرنا التي حضرت من الصين وتواجدت هنا في المملكة”.
وأما في بطولة رينبو 6 سيج، فقد اختتم الفريق السويسري Team BDS مسيرته القوية خلال المنافسات وجميع مراحلها بتحقيق الفوز في المواجهة النهائية أمام خصمه الفريق البرازيلي w7m esports ليرفع درع البطولة ويخطف جائزة المركز الأول البالغة 750,000 دولار، ويحسّن من موقعه في جدول الترتيب العام للحدث العالمي بعد إضافة 1000 نقطة لرصيده الإجمالي. وأكمل الفريق بهذا الفوز سلسلة ثلاثية من الألقاب في مدينة الرياض بعد حصوله على لقب بطولة اللعبة ضمن موسم الجيمرز في نسختيه الأولى والثانية.
وعبّر eaglemees محلل الفريق عن سعادتهم الكبيرة بتحقيقهم للقب، مؤكدًا على شعورهم بالفخر لتمكنهم من تحقيق الألقاب بشكل متتالي في المملكة. وأضاف بأنه إنجاز غير مسبوق ويجعلهم في مكانة مميزة كفريق على الصعيد الدولي. وبأن الفريق سيقوم بالراحة وبعد ذلك الاستعداد للبطولة المقبلة.
وذهب لقب بطولة أبيكس ليجيندز للفريق السويدي Alliance، الذي تفوق على جميع الفرق الـ20 في مرحلة النهائيات التي شهدت رقمًا قياسيًا من حيث عدد الجولات، حيث استمرت المنافسات إلى الجولة 14 من أصل 8 مخصصة للنهائي الكبير، ليخطف اللقب من الفريق السعودي Team Falcons الذي حلّ في مركز الوصافة. وحصل بذلك على مبلغ 600,000 دولار المخصص للفائز من مجموع الجوائز البالغ مليوني دولار.
وقال اللاعب السويدي Hakis بعد تتويج فريقه باللقب: “شعور لا يضاهى. ولا يمكننا أن نصدق بأننا فزنا باللقب بعد 14 جولة، إنه أمر مرهق بالفعل ونشعر بالتعب، ولكننا سعداء جدًا. عودتنا بقوة في آخر جولة كانت مهمة، وفي اعتقادي كانت هذه البطولة هي الأقرب من حيث المنافسة مقارنة بجميع البطولات التي شاركنا فيها. ولعب فريق فالكونز بشكل مميز وهو فريق يحظى بالاحترام ويعتبر من أنجح الفرق على مستوى اللعبة. جماهيرهم كانوا رائعين ومنحوا المنافسات زخمًا عاليًا واستمتعنا باللعب في تلك الأجواء الحماسية “.
ومع إسدال الستار على بطولات الأسبوع الخامس، يستعد الحدث العالمي لمنافسات بطولات الأسبوع السادس والتي ستنطلق يوم الخميس 8 أغسطس وتستمر حتى يوم الأحد 11 أغسطس، وتُقام في 3 ألعاب شهيرة هي؛ Teamfight Tactics و Fortnite و Street Fighter 6.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الاسبوع الخامس الرياض كأس العالم للرياضات الإلكترونية العالم للریاضات الإلکترونیة
إقرأ أيضاً:
مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم (الحلقة 5)
فبراير 20, 2025آخر تحديث: فبراير 20, 2025
محمد الربيعي
بروفسور متمرس ومستشار علمي، جامعة دبلن
في قلب ولاية كاليفورنيا المشمسة، حيث تتراقص اضواء التكنولوجيا وتتلاقى عقول المبتكرين، تقبع جامعة ستانفورد، شامخة كمنارة للعلم والمعرفة. ليست مجرد جامعة، بل هي قصة نجاح ملهمة، بدات بحلم، وتحولت الى صرح عظيم، يضيء دروب الاجيال.
منذ سنوات خلت، تشكلت لدي قناعة راسخة بجودة جامعة ستانفورد، وذلك من خلال علاقات علمية بحثية مشتركة في مجال زراعة الخلايا. فقد لمست عن كثب تفاني علماء الجامعة وتميزهم، وشهدت انجازات علمية عظيمة تحققت بفضل هذا التعاون المثمر.
ولعل ما يزيد اعجابي بهذه الجامعة هو شعار قسم الهندسة الحيوية (الرابط المشترك بيننا) والذي يجسد رؤيتها الطموحة: “بينما نستخدم الهندسة كفرشاة، وعلم الاحياء كقماش رسم، تسعى الهندسة الحيوية في جامعة ستانفورد ليس فقط الى الفهم بل ايضا الى الابداع”. انه شعار ينم عن شغف اعضاء القسم بالابتكار وتطوير المعرفة، ويؤكد التزامهم بتجاوز حدود المالوف.
البداية: قصة حب ملهمة
تعود جذور هذه الجامعة العريقة الى قصة حب حزينة، ولكنها ملهمة. ففي عام 1885، فقد حاكم ولاية كاليفورنيا، ليلاند ستانفورد، وزوجته جين ابنهما الوحيد، ليلاند جونيور. وبدلا من الاستسلام للحزن، قررا تحويل محنتهما الى منحة، وانشا جامعة تحمل اسم ابنهما، لتكون منارة للعلم والمعرفة، ومصنعا للقادة والمبتكرين.
ستانفورد اليوم: صرح شامخ للابداع
تقف جامعة ستانفورد اليوم شامخة كواحدة من اعرق الجامعات العالمية، ومنارة ساطعة للابداع والابتكار. فهي تحتضن بين جدرانها نخبة من الاساتذة والباحثين المتميزين الذين يساهمون بشكل فعال في اثراء المعرفة الانسانية ودفع عجلة التقدم الى الامام. ولا يقتصر دور ستانفورد على تخريج العلماء والمهندسين المهرة، بل تسعى جاهدة ايضا الى تنمية مهارات ريادة الاعمال لدى طلابها، لتخريج قادة قادرين على احداث تغيير ايجابي في العالم.
ويعود الفضل في هذا التميز لعدة عوامل، لعل من ابرزها تبنيها لمفهوم الحريات الاكاديمية. وكما اجاب رئيس الجامعة على سؤال لماذا اصبحت ستانفورد جامعة من الطراز العالمي في غضون فترة قصيرة نسبيا من وجودها اجاب لان: “ستانفورد تكتنز الحرية الاكاديمية وتعتبرها روح الجامعة”. هذه الحرية الاكاديمية التي تمنح للاساتذة والباحثين والطلاب، هي التي تشجع على البحث العلمي والتفكير النقدي والتعبير عن الاراء بحرية، مما يخلق بيئة محفزة للابداع والابتكار.
من بين افذاذ ستانفورد، نذكر:
ويليام شوكلي: الفيزيائي العبقري الذي اخترع الترانزستور، تلك القطعة الصغيرة التي احدثت ثورة في عالم الالكترونيات، وجعلت الاجهزة الذكية التي نستخدمها اليوم ممكنة.
جون فون نيومان: عالم الرياضيات الفذ الذي قدم اسهامات جليلة في علوم الحاسوب، والفيزياء، والاقتصاد. لقد وضع الاسس النظرية للحوسبة الحديثة، وكان له دور كبير في تطوير القنبلة الذرية.
سالي رايد: لم تكن ستانفورد مجرد جامعة للرجال، بل كانت حاضنة للمواهب النسائية ايضا. من بين خريجاتها المتميزات، سالي رايد، اول امراة امريكية تصعد الى الفضاء، لتثبت للعالم ان المراة قادرة على تحقيق المستحيل.
سيرجي برين ولاري بيج: هذان الشابان الطموحان، التقيا في ستانفورد، ليؤسسا معا شركة كوكل، التي اصبحت محرك البحث الاكثر استخداما في العالم، وغيرت الطريقة التي نجمع بها المعلومات ونتفاعل مع العالم.
هؤلاء وغيرهم الكثير، هم نتاج عقول تفتحت في رحاب ستانفورد، وتشربت من علمها ومعرفتها، ليصبحوا قادة ومبتكرين، غيروا وجه العالم. انهم شهادة حية على ان ستانفورد ليست مجرد جامعة، بل هي منارة للعلم والمعرفة، ومصنع للاحلام.
وادي السيلكون: قصة نجاح مشتركة
تعتبر ستانفورد شريكا اساسيا في نجاح وادي السيلكون، الذي اصبح مركزا عالميا للتكنولوجيا والابتكار. فقد ساهمت الجامعة في تخريج العديد من رواد الاعمال الذين اسسوا شركات تكنولوجية عملاقة، غيرت وجه العالم. كما انشات ستانفورد حاضنات اعمال ومراكز ابحاث، لدعم الطلاب والباحثين وتحويل افكارهم الى واقع ملموس.
ولكن، كيف اصبحت ستانفورد شريكا اساسيا في هذا النجاح؟
الامر لا يتعلق فقط بتخريج رواد الاعمال، بل يتعدى ذلك الى عوامل اخرى، منها:
تشجيع الابتكار وريادة الاعمال: لم تكتف ستانفورد بتدريس العلوم والتكنولوجيا، بل عملت ايضا على غرس ثقافة الابتكار وريادة الاعمال في نفوس طلابها. وشجعتهم على تحويل افكارهم الى مشاريع واقعية، وقدمت لهم الدعم والتوجيه اللازمين لتحقيق ذلك.
توفير بيئة محفزة: لم تقتصر ستانفورد على توفير المعرفة النظرية، بل انشات ايضا بيئة محفزة للابتكار وريادة الاعمال. وشجعت على التواصل والتفاعل بين الطلاب والباحثين واعضاء هيئة التدريس، وتبادل الافكار والخبرات.
انشاء حاضنات الاعمال ومراكز الابحاث: لم تكتف ستانفورد بتخريج رواد الاعمال، بل انشات ايضا حاضنات اعمال ومراكز ابحاث، لتوفير الدعم المادي والمعنوي للطلاب والباحثين، ومساعدتهم على تحويل افكارهم الى شركات ناشئة ناجحة.
جذب الاستثمارات: لم تكتف ستانفورد بتوفير الدعم للطلاب والباحثين، بل عملت ايضا على جذب الاستثمارات الى وادي السيليكون، من خلال بناء علاقات قوية مع الشركات والمستثمرين، وعرض الافكار والمشاريع المبتكرة عليهم.
وبفضل هذه العوامل وغيرها، اصبحت ستانفورد شريكا اساسيا في نجاح وادي السيليكون، وساهمت في تحويله الى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.
ومن الامثلة على ذلك:
شركة غوغل: التي تاسست على يد اثنين من طلاب ستانفورد، وهما سيرجي برين ولاري بيج.
شركة ياهو: التي تاسست ايضا على يد اثنين من طلاب ستانفورد، وهما ديفيد فيلو وجيري يانغ.
شركة هيوليت-باكارد: التي تاسست على يد اثنين من خريجي ستانفورد، وهما ويليام هيوليت وديفيد باكارد.
هذه الشركات وغيرها الكثير، هي دليل على الدور الكبير الذي لعبته ستانفورد في نجاح وادي السيليكون، وتحويله الى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.
ستانفورد: اكثر من مجرد جامعة
ستانفورد ليست مجرد جامعة، بل هي مجتمع حيوي، يجمع بين الطلاب من جميع انحاء العالم، ليتبادلوا الافكار والخبرات، ويبنوا مستقبلا مشرقا لانفسهم ولوطنهم. كما انها مركز للبحث العلمي، حيث تجرى ابحاث رائدة في مختلف المجالات، تساهم في حل المشكلات العالمية، وتحسين حياة الناس.
الخلاصة: ستانفورد، قصة نجاح مستمرة
باختصار، جامعة ستانفورد هي قصة نجاح ملهمة، بدات بحلم، وتحولت الى واقع ملموس. انها صرح شامخ للعلم والمعرفة، ومصنع للقادة والمبتكرين، ومركز للابداع والابتكار. وستظل ستانفورد تلهم الاجيال القادمة، وتساهم في بناء مستقبل مشرق للانسانية جمعاء.