شبكة انباء العراق:
2024-12-18@20:00:57 GMT

ماهي أسباب تكالب الدول لإحتلال العراق ؟

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

بقلم : د. سمير عبيد ..

تمهيد :- سؤال كبير وهو :لماذا ان دول الجوار واليونان والرومان والانكليز والأمريكان سال لعابهم جميعا لإحتلال العراق؟ الجواب:-لأنهم يدركون جيدا أهمية العراق من الناحية الجيواستراتيجية والحضارية .وان سكان العراق هم الذين لا يدركون قيمة العراق ولا ينتمون اليه ولم يستفيدوا من خيراته.

هؤلاء السكان الذين عرفوا بالتطرف في كل شيء “فعندما يحبون يؤلهون ، وعندما يكرهون يُشيطنون “.وإليكم بعض أسباب احتلال العراق من قبل دول الجوار والدول الأخرى:-
أولا:- أُحتل العراق مراراً بسبب الموقع الجغرافي له و الذي يُعد من أهم المواقع في العالم كونهُ موقعاً استراتيحياً وله تاريخ طويل جدا .فهو يقع على مفترق طرق القارات. ويقع في قلب الشرق الأوسط ( اي هو قطب الرحى فيه) .فأصبح نقطة تقاطع آسيا واوربا وأفريقيا. وبالتالي وعبر مرور الزمن ” القرون” بات العراق نقطة اتصال بين الحضارات الشرقية والغربية عبر التاريخ . ولهذا فالعراق اليوم مطمع للولايات المتحدة والصين ولروسيا والغرب ولتركيا الصاعدة ولإيران الصاعدة. ومطمع لإسرائيل التي تريد قيادة الشرق الأوسط الجديد والتي تعتبر لا سلام في المنطقة ان لم يكن مع العراق لانه جوهر الشرق الأوسط !
ثانيا:-قُدّرَ للعراق التحكم في طرق التجارة الدولية والعالمية منذ زمن بعيد . ويُفترض ان هذه الورقة الفريدة يستعملها قادة العراق لتركيع الدول الكبرى والاقليمية وتخوي من وراءها شركات العالم كافة . ولكن وللأسف لم يمتلك العراق القيادة الوطنية التي تفكر بذلك . ولم يمتلك وحدة الفريق الوطني لكي يستفيد العراق من ذلك . . ومن الجانب الآخر فالعراق جزء مهم واستراتيجي من طريق الحرير القديم الذي كان يربط بين الصين وأوروبا، ويمر عبر آسيا الوسطى والشرق الأوسط. كما أن العراق قريب من ممرات مائية هامة مثل الخليج العربي، ما يجعله بلداً محوريًا في تجارة النفط العالمية وخطوط الامداد.كل هذا والقيادة العراقية منذ عام 2003 وحتى الساعة تهمل ذلك ومنهمكة بخدمة مصالح دول خارجية، ومنهمكة بنشر الطائفية والفرقة والجهل والخرافة وتدمير الزراعة والصناعة والصحة والتربية والتعليم وتفتيت المجتمع ….. الخ .وكأن لسان حالها يقول ( نفذت المشروع الصهيوني التلمودي بحذافيره العراق وبدون ان تطلق إسرائيل رصاصة واحدة )
ثالثا:- تنتشر في العراق الموارد الطبيعية الهائلة. اي ان العراق غني جدا بالموارد الطبيعية، خصوصًا النفط والغاز. ويُعتبر العراق واحدًا من أكبر منتجي النفط في العالم، ما يضفي على موقعه الجغرافي أهمية اقتصادية كبيرة ناهيك ان النفط العراقي قريب من سطح التربة وبنقاوة عالية لهذا ان إنتاج برميل النفط العراقي رخيص قياسا بالدول النفطية الأخرى مثل النرويج وغيرها . ولازالت هناك مساحات نفطية غير مكتشفة أصلا . وهناك معادن مختلفة في الارض العراقية . اما موضوع الشمس فهذا حديث آخر كونه من الدول المنتجة للطاقة الشمسية وبغزارة ( ولكن العراق ابتلى بقيادة سياسية تكره ان ترى العراقيين في تنمية وبحبوحة ) قيادة تكره النور والتنوير !
رابعا:-أما موضوع العراق القريب من مصادر المياه فهذا تنوع مغري جدا . فالعراق يقع بين نهري دجلة والفرات، واللذان يعدان من أهم مصادر المياه العذبة في المنطقة. ولدى العراق خزين استراتيجي من المياه الجوفية وقُدّر للعراق ان يكون أقل انخفاضا من الأراضي السعودية وبالتالي اصبح المستودع الأضخم للمياه الجوفية في الشرق الأوسط . وهذا الأمر ساهم في تطور الحضارات الزراعية القديمة في العراق اي لدى السومريين والبابليين. وان قطع المياه عن العراق اخيرا وتجفيف المستنقعات المائية ” الأهوار” هي جريمة اشتركت بها جميع الدول التي لا تريد للعراق النهوض والتنمية والبقاء متفرداً .وهناك قيادة عراقية ومثلما اسلفنا تعمل لصالح هذه الدول ضد تنمية ونهوض العراق. وتراها لا تحرك ساكنا وهي ترى جفاف الأهوار وموت الثروة الحيوانيّة وتبخر الثروة السمكية وأنواع الطيور الفريدة والهجرة السكانية من محاذاة الأهوار والانهار وهي جريمة تاريخية. وعدم الاكتراث للحضارة السومرية التي هي تحت الأهوار لانها حضارة طينية !
خامسا:- للعراق تأثير سياسي وجغرافي واجتماعي على الجيران والمنطقة ومنذ القدم لانه البلد الذي ازدهرت فيه العلوم والفنون والحضارة العريقة . وان هذا التأثير جعل للعراق اهمية استراتيجية في التوازنات السياسية في الشرق الأوسط والاقليم .فالعراق جسر بين الشمال والجنوب ، ويتوسط دولاً هامة مثل إيران، تركيا، السعودية، وسوريا، ما يجعله لاعبًا رئيسيًا في المنطقة بحيث استقراره يعني استقرار الاوسط، وعدم استقراره يعني عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
سادسا:- للعراق تاريخ حضاري عريق جدا ويمتاز العراق بحضارة لازالت حيّة وهي ( حضارة وادي الرافدين ) وهي الوحيدة الباقية على قيد الحياة من الحضارات العالمية كافة ( وهنا يكمن السر الأعظم والمتعلق بنهوض العراق ليكون مناراً /ويحتاج بحث آخر ) . فالعراق وبسبب موقعه الفريد ومدح الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم للعراق وتراب العراق جعله الله مهداً للعديد من الحضارات القديمة مثل ( السومرية والأكدية والبابلية والآشورية )والتي أثرت بشكل كبير في تاريخ البشرية جمعاء . وان سر التكالب الدولي على العراق حاليا ليس من اجل نفطه وثرواته ” فهذه أُخذت بعد احتلاله” بل من اجل معرفة اسرار حضارة وادي الرافدين التي لازالت حيّة والتي منها سوف يكون الانبعاث الجديد!
سابعا:-يتمتع العراق بتنوع كبير جدا في موضوع الثقافات والاديان والأعراق بحيث ان هذا التنوع جعل العراق نقطة انبعاث عبر العصور . وبنفس الوقت جعل العراق قبلة للعالم !
الخلاصة: ان الموقع الجغرافي للعراق جعله مركزًا حضاريًا وتاريخيًا ذا أهمية كبيرة للغاية .ولكنه أيضًا جعله منطقة ساخنة على الدوام من الناحية السياسية والاستراتيجية. ولا ندري كيف تُحل هذه الجدلية ليكون العراق بلداً مميزا ومتميزاً ثانيةً!
سمير عبيد  
٥ آب ٢٠٢٤

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

القصيبي وأزمات الشرق الأوسط

القصيبي وأزمات الشرق الأوسط

 

 

بادئ ذي بدء، أعتقد أن أغلب الناس يعرفون من هو غازي القصيبي الشاعر، والأديب، والدبلوماسي، والوزير السعودي فكل هذه الصفات مارسها القصيبي بكفاءة نادرة من شخص تنقل بين أكثر من وزارة تخصصية وأكثر من سفارة.
ولديه الكثير من المؤلفات في الإدارة وفي الشعر وهناك روايات تحولت لان تكون مسلسل تلفزيوني ومنها رواية “شقة الحرية” كما أن كتابه “الحياة في الإدارة” يحكي فيها تجربته في العمل الحكومي وكيف أنه استطاع أن يتغلب على الكثير من التحديات الإدارية والتغلب على الصراعات الفكرية مع الذين يرفضون التغيير. ومع أنه توفي عام 2010 إلا أنه تزال كتبه مرجعاً للكثيرين ممن عشقوا العمل الإداري أو الشعر بل هناك من يرون فيه أنه أستاذ لهم مع أنهم لم يلتقوا به.
تلاميذ غازي القصيبي ممن أعرف بعضهم، تجدهم يرددون جملة باتت شهيرة عندما تأتي سيرته “القصيبي أستاذي الذي لم يدرسني” ويكاد أنهم يعرفون كل كتبه ويحتفظون بنسخ منها وعليك الحذر أن تبدي نقداً أو وجهة نظر فيما كتبه القصيبي، وهم لديهم كل الحق فهو يجمع الأستاذية بين الدراسة والعمل.
ومنذ أيام والناس مهتمة بالوضع السوري منذ سقوط نظام بشار الأسد بتاريخ 8 ديسمبر الجاري؛ في محاولة لفهم ما حدث والذي كان مفاجئاً للجميع على الأقل لأنه النظام الوحيد الذي استطاع أن يتجاوز أحداث ما كان يعرف بـ”الربيع العربي” قبل ما يزيد من عقد ومحاولة تقييم مستقبل سوريا الدولة المليئة بتفاصيل ديموغرافية ودينية وطائفية وتحيطها دول كل لديه مطامعه الخاصة فيه وهي مطامع ليست جديدة وإنما الفرصة الآن مواتية لهم وهو ما دفع بالدول العربية لأن تبدي قلقها وترفض التدخلات الإسرائيلية والتركية في الوضع السوري(ففي زحمة هذا النقاش) جاء غازي القصيبي من أحد تلاميذه النجباء ولكن هذه المرة في كتابه “الوزير المرفق” الذي يشرح فيه أن هناك مهام تأخذ الوزير من دوامة العمل الروتيني اليومي أبرز هذه المهام مرافقة الملك وولي العهد، في هذا الكتاب سرد القصيبي مجموعة من الأحداث جمعته برؤساء دول العالم منهم الرئيس جيمي كارتر.
فقد نقل القصيبي عن جيمي كارتر أنه كان على إطلاع واسع بمشكلة الشرق الأوسط (فلسطين) التي نراها اليوم بأنها “أم المشاكل” في هذا الإقليم فالكل تدخل فيها، وكل الأزمات والخلافات في الإقليم والعالم تمر من خلالها، والأحداث التي نعيشها اليوم في سوريا هي أحد إفرازات أحداث السابع من أكتوبر2023 المرتبطة بها والحديث اليوم أبعد من سوريا إلى تغيير الشرق الأوسط بأكمله.
حضور غازي القصيبي المتوفي في 2010 ولكن وجود تلاميذه وكأنه حاضر في وقتنا كان في تعليقه علة الرئيس الأمريكي في السبعينيات وبداية الثمانينات القرن الماضي حيث قال القصيبي: “لو كانت القدرة على حل مشاكل عويصة مرتبطة بالمعرفة وحدها لكان الرئيس جيمي كارتر هو من حل مشكلة الشرق الأوسط”، ما يعني أن الأمر يحتاج إلى جملة من العوامل.
المذهل في الأمر كله، رغم مغادرة غازي القصيبي عن دنياينا إلا أن ما يزال على مستوى متألق من الأحداث التي نعيشها بكتبه وشعره وتاريخه.


مقالات مشابهة

  • بابا الفاتيكان يكشف عن محاولتي اغتيال له خلال زيارته العراق في 2021
  • القصيبي وأزمات الشرق الأوسط
  • اليمن يعيدُ تعريفَ المقاومة في الشرق الأوسط
  • البابا فرنسيس يكشف عن تعرضه لمحاولتي اغتيال خلال زيارته للعراق
  • المبادرات الدبلوماسية أبرزها.. كيف يتعامل العالم مع قضية الشرق الأوسط
  • معادلة السلامة للعراق.. ابتعدوا عن سوريا
  • وزير الخارجية الإيطالي: نأمل أن يكون 2025 عام سلام على منطقة الشرق الأوسط
  • الأمن النيابية:إرهاب جبهة تحرير الشام لايصل للعراق
  • مبادرة الرافدين: هل يسعى العبادي لفرض دور جديد للعراق في الملف السوري؟
  • سياسي عراقي يكشف أسباب الزيارات المكوكية التي تشهدها العاصمة بغداد