شبكة انباء العراق:
2025-01-19@17:41:45 GMT

ماهي أسباب تكالب الدول لإحتلال العراق ؟

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

بقلم : د. سمير عبيد ..

تمهيد :- سؤال كبير وهو :لماذا ان دول الجوار واليونان والرومان والانكليز والأمريكان سال لعابهم جميعا لإحتلال العراق؟ الجواب:-لأنهم يدركون جيدا أهمية العراق من الناحية الجيواستراتيجية والحضارية .وان سكان العراق هم الذين لا يدركون قيمة العراق ولا ينتمون اليه ولم يستفيدوا من خيراته.

هؤلاء السكان الذين عرفوا بالتطرف في كل شيء “فعندما يحبون يؤلهون ، وعندما يكرهون يُشيطنون “.وإليكم بعض أسباب احتلال العراق من قبل دول الجوار والدول الأخرى:-
أولا:- أُحتل العراق مراراً بسبب الموقع الجغرافي له و الذي يُعد من أهم المواقع في العالم كونهُ موقعاً استراتيحياً وله تاريخ طويل جدا .فهو يقع على مفترق طرق القارات. ويقع في قلب الشرق الأوسط ( اي هو قطب الرحى فيه) .فأصبح نقطة تقاطع آسيا واوربا وأفريقيا. وبالتالي وعبر مرور الزمن ” القرون” بات العراق نقطة اتصال بين الحضارات الشرقية والغربية عبر التاريخ . ولهذا فالعراق اليوم مطمع للولايات المتحدة والصين ولروسيا والغرب ولتركيا الصاعدة ولإيران الصاعدة. ومطمع لإسرائيل التي تريد قيادة الشرق الأوسط الجديد والتي تعتبر لا سلام في المنطقة ان لم يكن مع العراق لانه جوهر الشرق الأوسط !
ثانيا:-قُدّرَ للعراق التحكم في طرق التجارة الدولية والعالمية منذ زمن بعيد . ويُفترض ان هذه الورقة الفريدة يستعملها قادة العراق لتركيع الدول الكبرى والاقليمية وتخوي من وراءها شركات العالم كافة . ولكن وللأسف لم يمتلك العراق القيادة الوطنية التي تفكر بذلك . ولم يمتلك وحدة الفريق الوطني لكي يستفيد العراق من ذلك . . ومن الجانب الآخر فالعراق جزء مهم واستراتيجي من طريق الحرير القديم الذي كان يربط بين الصين وأوروبا، ويمر عبر آسيا الوسطى والشرق الأوسط. كما أن العراق قريب من ممرات مائية هامة مثل الخليج العربي، ما يجعله بلداً محوريًا في تجارة النفط العالمية وخطوط الامداد.كل هذا والقيادة العراقية منذ عام 2003 وحتى الساعة تهمل ذلك ومنهمكة بخدمة مصالح دول خارجية، ومنهمكة بنشر الطائفية والفرقة والجهل والخرافة وتدمير الزراعة والصناعة والصحة والتربية والتعليم وتفتيت المجتمع ….. الخ .وكأن لسان حالها يقول ( نفذت المشروع الصهيوني التلمودي بحذافيره العراق وبدون ان تطلق إسرائيل رصاصة واحدة )
ثالثا:- تنتشر في العراق الموارد الطبيعية الهائلة. اي ان العراق غني جدا بالموارد الطبيعية، خصوصًا النفط والغاز. ويُعتبر العراق واحدًا من أكبر منتجي النفط في العالم، ما يضفي على موقعه الجغرافي أهمية اقتصادية كبيرة ناهيك ان النفط العراقي قريب من سطح التربة وبنقاوة عالية لهذا ان إنتاج برميل النفط العراقي رخيص قياسا بالدول النفطية الأخرى مثل النرويج وغيرها . ولازالت هناك مساحات نفطية غير مكتشفة أصلا . وهناك معادن مختلفة في الارض العراقية . اما موضوع الشمس فهذا حديث آخر كونه من الدول المنتجة للطاقة الشمسية وبغزارة ( ولكن العراق ابتلى بقيادة سياسية تكره ان ترى العراقيين في تنمية وبحبوحة ) قيادة تكره النور والتنوير !
رابعا:-أما موضوع العراق القريب من مصادر المياه فهذا تنوع مغري جدا . فالعراق يقع بين نهري دجلة والفرات، واللذان يعدان من أهم مصادر المياه العذبة في المنطقة. ولدى العراق خزين استراتيجي من المياه الجوفية وقُدّر للعراق ان يكون أقل انخفاضا من الأراضي السعودية وبالتالي اصبح المستودع الأضخم للمياه الجوفية في الشرق الأوسط . وهذا الأمر ساهم في تطور الحضارات الزراعية القديمة في العراق اي لدى السومريين والبابليين. وان قطع المياه عن العراق اخيرا وتجفيف المستنقعات المائية ” الأهوار” هي جريمة اشتركت بها جميع الدول التي لا تريد للعراق النهوض والتنمية والبقاء متفرداً .وهناك قيادة عراقية ومثلما اسلفنا تعمل لصالح هذه الدول ضد تنمية ونهوض العراق. وتراها لا تحرك ساكنا وهي ترى جفاف الأهوار وموت الثروة الحيوانيّة وتبخر الثروة السمكية وأنواع الطيور الفريدة والهجرة السكانية من محاذاة الأهوار والانهار وهي جريمة تاريخية. وعدم الاكتراث للحضارة السومرية التي هي تحت الأهوار لانها حضارة طينية !
خامسا:- للعراق تأثير سياسي وجغرافي واجتماعي على الجيران والمنطقة ومنذ القدم لانه البلد الذي ازدهرت فيه العلوم والفنون والحضارة العريقة . وان هذا التأثير جعل للعراق اهمية استراتيجية في التوازنات السياسية في الشرق الأوسط والاقليم .فالعراق جسر بين الشمال والجنوب ، ويتوسط دولاً هامة مثل إيران، تركيا، السعودية، وسوريا، ما يجعله لاعبًا رئيسيًا في المنطقة بحيث استقراره يعني استقرار الاوسط، وعدم استقراره يعني عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
سادسا:- للعراق تاريخ حضاري عريق جدا ويمتاز العراق بحضارة لازالت حيّة وهي ( حضارة وادي الرافدين ) وهي الوحيدة الباقية على قيد الحياة من الحضارات العالمية كافة ( وهنا يكمن السر الأعظم والمتعلق بنهوض العراق ليكون مناراً /ويحتاج بحث آخر ) . فالعراق وبسبب موقعه الفريد ومدح الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم للعراق وتراب العراق جعله الله مهداً للعديد من الحضارات القديمة مثل ( السومرية والأكدية والبابلية والآشورية )والتي أثرت بشكل كبير في تاريخ البشرية جمعاء . وان سر التكالب الدولي على العراق حاليا ليس من اجل نفطه وثرواته ” فهذه أُخذت بعد احتلاله” بل من اجل معرفة اسرار حضارة وادي الرافدين التي لازالت حيّة والتي منها سوف يكون الانبعاث الجديد!
سابعا:-يتمتع العراق بتنوع كبير جدا في موضوع الثقافات والاديان والأعراق بحيث ان هذا التنوع جعل العراق نقطة انبعاث عبر العصور . وبنفس الوقت جعل العراق قبلة للعالم !
الخلاصة: ان الموقع الجغرافي للعراق جعله مركزًا حضاريًا وتاريخيًا ذا أهمية كبيرة للغاية .ولكنه أيضًا جعله منطقة ساخنة على الدوام من الناحية السياسية والاستراتيجية. ولا ندري كيف تُحل هذه الجدلية ليكون العراق بلداً مميزا ومتميزاً ثانيةً!
سمير عبيد  
٥ آب ٢٠٢٤

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

دينيس روس: لدى ترامب فرصة تاريخية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط

طرح المبعوث الأميركي السابق للسلام في الشرق الأوسط دينيس روس، في مقال بصحيفة واشنطن بوست، رؤية جديدة لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط وتتضمن هدفين أساسيين.

واستهلّ روس -الذي عمل مساعدا خاصا للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما– بعبارة للجنرال البروسي كارل فون كلاوزفيتز (1780-1831) بأن الحرب أداة وليست غاية في حد ذاتها، حيث لا يمكن القطع بأن الوسائل العسكرية تطغى على الاعتبارات السياسية إلا في الظروف التي يخوض فيها المرء حربا من أجل البقاء.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إندبندنت: أرقام تكشف تفاصيل تكلفة الحرب الإسرائيلية على غزةlist 2 of 2هكذا أجبر مبعوث ترامب نتنياهو على قبول اتفاق وقف الحربend of list

وقال الدبلوماسي السابق في مقاله إن الإسرائيليين وجدوا أنفسهم في حالة صدمة ودولتهم تخوض "حربا من أجل البقاء" إثر هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

روس حذر من أنه في غياب بديل لحماس ستبقى غزة عبئا يثقل كاهل إسرائيل (الفرنسية)

وزعم أن إسرائيل حققت منذ ذلك الحين نجاحات كثيرة بتدميرها حماس كقوة مقاتلة وإزالة معظم بنيتها التحتية، في حين لم يكن سوى قلة من الناس يظنون أنها تستطيع القضاء على نسبة مهمة من الدفاعات الجوية والصاروخية الإستراتيجية الإيرانية والحد من قدرتها على إنتاج الصواريخ الباليستية في ليلة 26 أكتوبر/تشرين الأول 2024.

وأسهب روس -الذي يعمل حاليا مستشارا وزميلا متميزا في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى- في ذكر إنجازات إسرائيل العسكرية مؤخرا، لكنه حذر من أنه في غياب بديل لحماس، "وهو ما لا تستطيع إسرائيل إيجاده"، فإن غزة ستبقى عبئا يثقل كاهلها ولن يُعدّ بقاؤها في القطاع انتصارا.

وبسبب الخسائر التي مُنيت بها إيران وضعفها الحالي، فإن بعض مواطنيها يعتقدون أن على بلادهم الآن استعادة قوة الردع من خلال السعي لامتلاك سلاح نووي، طبقا لمقال واشنطن بوست الذي يرى كاتبه أن طهران تمثل خطرا حقيقيا بتخزينها ترسانة من المواد الانشطارية تجعلها على وشك أن تصنع أسلحة نووية.

إعلان

وحذر الكاتب إسرائيل من أن استخدام القوة لإحباط التهديد الذي تشكله بنية إيران النووية التحتية قد لا يقلل من خطرها، وفي هذه الحالة يجب أن تلعب الإستراتيجية دورا في في إرساء واقع سياسي جديد.

وأوضح أنه ينبغي أن تسترشد هذه الإستراتيجية بهدفين ملموسين في عام 2025؛ أولهما إنهاء إسرائيل الحرب في غزة والانسحاب عسكريا منها شريطة إطلاق سراح أسراها. وثانيهما ضرورة أن تقلص إيران من بنيتها النووية التحتية بحيث لا يصبح السلاح النووي خيارا.

لكنه لا يظن أن بمقدور إسرائيل تحقيق أي من هذين الهدفين إلا عبر اضطلاع الولايات المتحدة بدور نشط، ومن ثم إحداث تحول في الشرق الأوسط.

وإذا تسنى تحقيق ذلك، فإن روس يعتقد أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب سيمتلك، بعد تسلمه منصبه رسميا، من النفوذ ما يجعل القادة الإسرائيليين و"العرب الرئيسيين" على حد سواء يخشون من مغبة رفضهم لما يطلبه منهم.

وعلى حد تعبيره، فإن هذا الأمر قد يكون بالضبط ما هو مطلوب لإنهاء الحرب في قطاع غزة نهائيا، وإن وقف إطلاق النار المؤقت واتفاق تبادل الأسرى الذي أُعلن عنه يوم الأربعاء هو بالفعل انعكاس لتأثير ترامب.

وتابع أن ترامب إن استطاع أن يُثبت أنه أزال التهديد النووي الإيراني، فعندئذ سيكون من الممكن تحقيق الشيء الكثير.

مقالات مشابهة

  • مصدر أمني:إيران ترسل مخدراتها للعراق من خلال الشاحنات التي تحمل البطاطا وغيرها
  • عادل حمودة: طبيعة ترامب الزئبقية ستفتح المجال لروسيا والصين في الشرق الأوسط
  • الباركود وسياسة الهضم
  • الحسان من ذي قار: سيكون هناك حوار جيد مع الدول المجاورة للعراق لحل ازمة المياه
  • هذا هو القادم : بالنسبة للعراق .. ولدول الخليج!
  • أستاذ علوم سياسية: أتوقع سحب أمريكا قواتها من الشرق الأوسط عدا العراق وسوريا
  • الحرب في الشرق الأوسط تستفزّ البابا فرنسيس
  • دينيس روس: لدى ترامب فرصة تاريخية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط
  • موديز: الدول النفطية تقود النمو في الشرق الأوسط خلال 2025
  • العراق لاعب أساسي.. موديز: الدول النفطية تقود النمو في الشرق الأوسط خلال 2025