إيران وإسرائيل: هل ينذر اغتيال هنية باندلاع حرب إقليمية جديدة؟
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
أغسطس 5, 2024آخر تحديث: أغسطس 5, 2024
المستقلة/- في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، بات اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، قضية محورية في المنطقة.
وقع هذا الحادث في العاصمة الإيرانية طهران، مما زاد من حدة النزاع بين الأطراف المتورطة. في هذا السياق، يتناول هذا المقال التطورات الأخيرة والأبعاد المحتملة لهذه الأزمة.
في محاولة لخفض التوتر، زار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي طهران لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين الإيرانيين. وسلم الصفدي رسالة من العاهل الأردني عبد الله بن الحسين تتعلق بالتطورات الإقليمية بعد استهداف هنية.
خلال الزيارة، حملت طهران الوزير الأردني رسالتين إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، تأكيدًا على انتهاك السيادة الإيرانية واستعدادها للرد بقوة على هذا الهجوم.
وفقًا للمصادر، ترى إيران أن إسرائيل تجاوزت الحدود القانونية، ومن غير المرجح أن تستجيب لأي مناشدات لتجنب الرد أو أن يكون الرد شكليًا.
التحقيق الإيراني وموقف طهرانأعلن مساعد رئيس السلطة القضائية الإيرانية، السيد صادق رحيمي، عن تشكيل ملف قضائي حول اغتيال هنية، مشيرًا إلى أن إيران تتهم إسرائيل بتنفيذ الجريمة.
التحقيقات مستمرة لمعرفة ما إذا كانت إسرائيل قد نفذت الجريمة مباشرة أم عبر عملاء وجواسيس. وحدة الاستخبارات المتخصصة في التجسس التابعة للحرس الثوري الإيراني تقوم بملاحقة المشتبه بهم في محاولة للوصول إلى أعضاء فريق الاغتيال.
الشكوك والتكهناتتقارير غربية زعمت أن هنية قُتل بقنبلة مزروعة قبل شهرين في منزله في طهران. في الوقت ذاته، انتشرت شائعات حول اعتقال قائد القوات الخاصة في الشرطة الإيرانية، حسن كرمى، بتهمة التجسس. ومع ذلك، نفت وكالة “تسنيم” الإيرانية هذه الادعاءات، مؤكدة أن كرمى كان في موقعه الرسمي أثناء وقوع الأحداث.
تأثير الاغتيال على السياسة الإيرانية والعلاقات الدوليةتوقع مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، جون بولتون، أن اغتيال هنية لن يكون له تأثير كبير على أجندة الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان في العلاقات مع الغرب.
وأوضح بولتون أن الرئيس الإيراني ليس سوى منفذ للسياسات التي يضعها المرشد الأعلى بشأن قضايا الأمن القومي. كما أشار إلى أن النظام الإيراني يشكل التهديد الرئيسي للسلام والأمن، وأن الاستقرار في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بإزاحة النظام الحالي.
المواقف الدولية تجاه إيرانتناولت التحليلات السياسية موقف الإدارة الأمريكية من إيران، سواء في ظل ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب أو النائبة الحالية كامالا هاريس. بولتون أشار إلى عدم استعداد ترامب لاتخاذ خطوات ملموسة لمساعدة الشعب الإيراني في الإطاحة بالحكومة، بينما لم يتضح بعد كيف ستتعامل إدارة هاريس مع الوضع.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
بعد تنفيذ أكثر من 75 عملية إعدام منذ بداية 2025 في طهران.. سجناء إيران يتحدون قرارات النظام.. واحتجاجات واسعة تجوب البلاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ظل تنفيذ السلطات الإيرانية لما لا يقل عن 75 عملية إعدام منذ بداية هذا العام، يواصل السجناء في مختلف أنحاء البلاد احتجاجهم ضد عقوبة الإعدام من خلال حملة "ثلاثاء بلا إعدامات".
وصرّح محمود أميري مقدم، مدير منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها النرويج، لقناة إيران إنترناشيونال قائلًا: "هذه هي المرة الأولى التي يتحد فيها سجناء من خلفيات سياسية متباينة للاحتجاج بشكل منظم ومستمر ضد الإعدامات".
ارتفاع غير مسبوق في أرقام الإعدامبحسب تقارير مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، شهد عام 2024 تنفيذ أكثر من 900 حكم بالإعدام في إيران، وهو أعلى رقم منذ عام 2015. هذا الارتفاع أثار قلقًا متزايدًا بين خبراء الأمم المتحدة الذين دعوا إلى وقف فوري لعقوبة الإعدام.
وفي أعقاب موجة إعدامات طالت أسرى سياسيين في مدينة كرج بداية العام، أطلق سجناء سجن "قزل حصار"، المعروف بظروفه القاسية وارتفاع معدلات الإعدام فيه، الحملة في 30 يناير.
بدأت الحملة تحت اسم "إضراب ثلاثاء الإعدامات السوداء"، إذ يرتبط يوم الثلاثاء في السجون الإيرانية عادة بنقل المحكوم عليهم بالإعدام إلى الحبس الانفرادي قبل تنفيذ الحكم.
وفي نفس اليوم، انضم سجناء سياسيون من القسم النسائي في سجن "إيفين" سيء السمعة إلى الإضراب، من بينهم الحائزة على جائزة نوبل للسلام نرجس محمدي، وذلك بعد تنفيذ إعدامات بحق محمد قبادلو وفَرهاد سليمي قبل أسبوع فقط.
توسيع نطاق الحملةوفقًا لمنظمة حقوق الإنسان الإيرانية، شارك مئات السجناء السياسيين من 34 سجنًا على الأقل في حملة "ثلاثاء بلا إعدامات" على مدار عام كامل، ممتنعين عن الطعام والماء كل يوم ثلاثاء.
ويؤكد السجناء أن الجمهورية الإسلامية تستغل عقوبة الإعدام لقمع المعارضة السياسية، وهو ما أيدته منظمات دولية مثل منظمة العفو الدولية. وطالب المشاركون في الحملة بإلغاء ما وصفوه بـ"القتل العمد الذي ترعاه الدولة".
وصف أميري مقدم الحملة بأنها "نقطة تحول" في نضال الشعب الإيراني ضد عقوبة الإعدام، معربًا عن أمله في أن تكون بداية لحركة اجتماعية أوسع. وأضاف: "ندعو النقابات والمجموعات الطلابية والجمهور العام للمشاركة في هذه الحملة، والتعبير عن رفضهم للإعدامات بأي وسيلة ممكنة كل يوم ثلاثاء".
أوضاع السجناء المحكوم عليهم بالإعدامبحسب وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا)، يوجد في إيران حاليًا 54 سجينًا سياسيًا على قائمة الإعدام، بينهم 19 صدرت بحقهم أحكام نهائية من المحاكم العليا.
ومن بين هؤلاء السجينة الكردية الإيرانية پاخشان عزيزي، وهي ناشطة حقوقية وعاملة اجتماعية، حُكم عليها بالإعدام بتهمة "التمرد المسلح ضد الدولة". وأدانت منظمة العفو الدولية هذا الحكم، معتبرةً إياه جزءًا من سياسة استهداف الأقليات والنشطاء.
إيران: النسبة الأعلى عالميًا في الإعداماتتمثل إيران 74% من عمليات الإعدام المسجلة عالميًا خارج الصين، وفقًا لمنظمة العفو الدولية، رغم أن تعداد سكانها يشكل 1.1% فقط من سكان العالم.
في عام 2024، أعدمت السلطات الإيرانية 31 امرأة، وهو العدد السنوي الأعلى منذ 17 عامًا، أغلبهن في قضايا تتعلق بالعنف المنزلي أو الزواج القسري. كما أن إيران تتصدر قائمة الدول في إعدام الأقليات العرقية، الذين يواجهون تمييزًا منهجيًا ومحاكمات غير عادلة.
وشهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في إعدامات قضايا المخدرات، إذ زادت عمليات الإعدام المتعلقة بهذه القضايا 18 ضعفًا مقارنة بالفترة بين 2018 و2020، بحسب منظمة حقوق الإنسان الإيرانية.
تحذيرات من "مجزرة" وشيكةفي ديسمبر 2024، حذر السجين السياسي أحمد رضا حائري، من سجن قزل حصار، من أن السلطات تخطط لإعدام جميع السجناء المدانين بتهم مخدرات والذين صدرت بحقهم أحكام نهائية قبل حلول السنة الإيرانية الجديدة في 21 مارس.
وقال حائري: "السجون مكتظة بما يفوق طاقتها بثلاثة أضعاف، والمدعين العامين في المناطق المحيطة بطهران قرروا تسريع تنفيذ هذه الأحكام".
مع تصاعد الحملة وازدياد أعداد المشاركين، يبقى الأمل معقودًا على استمرار الضغط الداخلي والدولي لإنهاء عقوبة الإعدام في إيران، التي يصفها الناشطون بأنها أداة للقمع السياسي والانتهاكات الحقوقية الممنهجة.