زيارة فاشلة.. الأردن في محاولة أخيرة لمنع إيران من الرد على مقتل هنية
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
أجرى وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، زيارة نادرة إلى إيران في محاولة أخيرة لإقناعها بالامتناع عن مهاجمة إسرائيل ردا على مقتل الزعيم السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في طهران الأسبوع الماضي.
وذكر تقرير مطول لصحيفة "الغارديان" أن الأردن الحليف مع الغرب، والذي يضم عددا كبيرا من الفلسطينيين، يواجه مهمة صعبة في ظل دعوات محلية لقطع العلاقات مع إسرائيل والتوقف عن حمايتها بعد إسقاط صواريخ إيرانية كانت تستهدف إسرائيل في أبريل الماضي.
ويبدو أن الزيارة محكوم عليها بالفشل نظرا لإصرار إيران، الأحد، على عدم وجود مجال للتسوية وأنها سترد بشكل حاسم على مقتل هنية. وفي اجتماع مع الصفدي، قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إن مقتل هنية كان "خطأً كبيراً" ارتكبته إسرائيل "ولن يمر دون رد"، حسبما ذكر التلفزيون الإيراني الرسمي.
وقالت الولايات المتحدة إنها ستدافع عن إسرائيل في حالة وقوع هجوم إيراني، ونقلت سفنا حربية وطائرات مقاتلة إلى المنطقة. وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، جون فينر، لشبكة ABC يوم الأحد: "نحن نبذل قصارى جهدنا للتأكد من عدم تفاقم هذا الوضع".
كما تحدث وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وأكد على "أهمية اتخاذ جميع الأطراف خطوات لتهدئة التوترات الإقليمية وتجنب المزيد من التصعيد وتعزيز الاستقرار"، حسبما ذكرت وزارة الخارجية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن بلاده في "مستوى عال جدا" من الاستعداد لأي سيناريو "دفاعي وهجومي".
واختتم وزير الخارجية الأردني زيارة نادرة لإيران، الأحد، دعا خلالها إلى وقف تصاعد العنف والإسهام في "بناء منطقة يعمها الأمن والسلام"، وفقا لرويترز.
وتأتي زيارة الصفدي لإيران في أعقاب اتصالات دبلوماسية مستمرة من قبل الولايات المتحدة وشركائها بما في ذلك فرنسا وبريطانيا وإيطاليا ومصر لمنع المزيد من التصعيد بالمنطقة بعد مقتل هنية.
وتسعى إيران والأردن إلى تحسين علاقاتهما في أعقاب التوتر الذي حدث في الآونة الأخيرة بسبب اتهام المملكة لفصائل متحالفة مع إيران في سوريا بتهريب المخدرات إلى البلاد وإعلان الأردن مشاركته في اعتراض أول هجوم مباشر تشنه إيران على إسرائيل في أبريل الماضي، وفقا لرويترز.
وقال الصفدي في مؤتمر صحفي عقده في طهران مع نظيره الإيراني إن الملك عبد الله الثاني كلفه بأن "يلبي الدعوة إلى طهران لإجراء حديث أخوي واضح وصريح حول تجاوز الخلافات ما بين البلدين بصراحة وشفافية بما يحمي مصالح البلدين".
وأضاف "أنا وزير خارجية المملكة الأردنية الهاشمية، التي لم تكن يوما إلا سباقة في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وفي الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وفي إدانة الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة، وفي رفض كل ما تقوم به إسرائيل من إجراءات تصعيدية تحول دون تحقيق الأمن والاستقرار والسلام العادل الذي نريده".
وندد الصفدي بمقتل هنية يوم الأربعاء الماضي، ووصفه بأنه "جريمة نكراء، وخطوة تصعيدية تشكل خرقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واعتداء على سيادة الدول، ونرفضها بالمطلق".
وتابع "نطالب بأن يكون هنالك تحرك فاعل يوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ويوقف مثل هذه الخطوات اللاشرعية الإسرائيلية، وارتكاب جرائم ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، لنحمي المنطقة كلها من تبعات حرب إقليمية سيكون أثرها مدمرا على الجميع".
وأضاف "نحن نريد لمنطقتنا أن تعيش بأمن وسلام واستقرار، ونريد للتصعيد أن ينتهي".
واحتدم التوتر بالمنطقة عقب مقتل هنية وغداة غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت أدت إلى مقتل، فؤاد شكر، القائد العسكري الكبير في جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران.
واتهمت حماس وإيران إسرائيل بقتل هنية وتوعدتا بالرد. ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن قتل هنية ولم تنفها.
وقبل لقاء بزشكيان، أصر الصفدي على أنه لم يكن يحمل رسالة إلى أو من إسرائيل. وذكرت الغارديان أن أحد مخاوفه هو أن يتعرض الأردن لهجوم من قبل إيران إذا ساعد في الدفاع عن إسرائيل من الهجمات الإيرانية.
وفي الهجوم الإيراني السابق على إسرائيل في أبريل الماضي، أسقط الأردن بعض الصواريخ الإيرانية التي كانت تحلق فوق أجوائه، مؤكدا أنه لن يسمح لبلاده بأن تصبح ساحة معركة لصراعات أخرى. كما أعطى الأردن الإذن للبحرية الفرنسية بنشر رادارات.
وتواجه المملكة أيضا مظاهرات حاشدة دعما لغزة، وهي غاضبة من نتانياهو بعد مقتل هنية، وأكثر من نصف سكان الأردن فلسطينيون أو من أصل فلسطيني، وفقا للغارديان.
ولفتت الصحيفة إلى أن زيارة الصفدي لإيران هي الزيارة الأولى لوزير خارجية أردني منذ نحو عقدين، وتعكس فشل مكالمة هاتفية بين الجانبين لإيجاد حل دبلوماسي، ومنع توسع الصراع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وزیر الخارجیة إسرائیل فی مقتل هنیة
إقرأ أيضاً:
إيران: تهديدات إسرائيل مشينة وتعزيز قدراتنا الدفاعية ضروري
ندّدت طهران الخميس بالتهديدات الإسرائيلية "المشينة" بعد أن قال وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر إن "الخيار العسكري" قد يكون ضروريا لمنع إيران من حيازة سلاح نووي.
وفي مقابلة أجراها معه موقع بوليتيكو الإخباري الأميركي، قال ساعر إن إيران خصّبت ما يكفي من اليورانيوم لبناء "قنبلتين" ذريّتين، محذّرا من أن الوقت ينفد لمنعها من حيازة سلاح نووي.
وأضاف الوزير الإسرائيلي في المقابلة: "أعتقد أنه من أجل وقف البرنامج النووي الإيراني قبل أن يصبح سلاحا، يجب أن يكون هناك على الطاولة خيار عسكري موثوق به".
والخميس، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي هذه التصريحات بأنها "مشينة وغير منطقية".
وقال بقائي في منشور على منصة إكس أوردت ترجمته بالعربية وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" إن "وزير الخارجية ومسؤولين آخرين في الكيان الصهيوني يهددون إيران باستمرار بتنفيذ عمليات عسكرية، وفي الوقت نفسه يلوم الغرب إيران بسبب قدراتها الدفاعية. هذا أمر غير منطقي ومشين".
وأوضح أنه "في منطقة تعاني من وجود كيان احتلالي مدمن على العدوان والسلوكيات غير القانونية" في إشارة إلى إسرائيل، "فإن تعزيز قدراتنا الدفاعية هو بالتأكيد عمل مسؤول وضروري تماما".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال في وقت سابق من فبراير الجاري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال زيارته الدولة العبرية، إن إسرائيل "ستنهي المهمة" ضدّ إيران بدعم من الولايات المتحدة.
ووفق تقرير غير معدّ للنشر للوكالة الدولية للطاقة الذرية اطلعت عليه وكالة فرانس برس الأربعاء، فإن إيران زادت بطريقة "مقلقة للغاية" مخزوناتها من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 بالمئة القريبة من عتبة 90 اللازمة لصنع سلاح نووي.