عربي21:
2024-09-09@15:46:44 GMT

اغـتـيـال هـنـيـة: وقـفـات

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

يشكل اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بلا شك، انعطافة في الحرب التي تشنها دولة الاحتلال ضد شعبنا، وهي انعطافة تشكل المساس بقادة التنظيمات الفلسطينية حتى في دول يمكن لوقوع الجريمة على أرضها أن يقود إلى نزاع مسلح.

لننتبه إلى تركيز الإعلام الإسرائيلي بعد عملية الاغتيال على عملية التفاوض من أجل وقف إطلاق النار.

ثمة تركيز على فكرة إيفاد الفريق التفاوضي وأخبار عن خلاف بين نتنياهو وقادة الأمن حول مستقبل الصفقة، وبظني أن كل هذا ليس إلا جزءا من الإعلام الموجه الذي تصوغه أجهزة الأمن الإسرائيلي في حربها على غزة. فكلما تصاعد الحديث عن الصفقة تواصلت عمليات تدمير الأماكن السكنية في القطاع، وهذه المرة وفيما الكل مشغول بتلك التفاصيل فإن الدبابات تواصل تدمير مناطق شرق المحافظة الوسطى والتقدم باتجاه النصيرات ودير البلح. يجب ألا يظن أحد أن ما نسمعه في الإعلام الإسرائيلي خاصة حين لا تتم الإشارة بالدقة لاسم المتحدث هو صحيح بل هو جزء مما يصوغه الرقيب العسكري والأمني من أجل توجيه دفة النقاش بعيداً عن الصراع الدائر. لنلاحظ أن الحديث عادة يكون عن مصدر للقناة كذا الإسرائيلية وهو بالتالي مجرد توجيه لفكرة ولنقاش محدد. أيضاً، في الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل باغتيال الشخص الأول في حركة حماس وفي قلب عاصمة ساخنة مثل طهران فإنها تتحدث عن الصفقة وتحاول إيجاد مخارج من أجل التفكير في إحداث اختراق في الجمود القائم، أي وداعة ولطافة تلك.

بالطبع، هنية لم يكن أول من يتم اغتياله من قيادة حركة حماس في الخارج إذ سبقه اغتيال صالح العاروري نائب رئيس الحركة والوجه الأبرز في قياداتها الجديدة بعد صفقة شاليط مع السنوار، لكن مرة أخرى، ما تم، لم يكن مجرد عملية اغتيال ولا هو توسيع لنطاق الحرب بل يعكس فهماً مختلفاً لمستقبل الحرب ولإدارة هذا الصراع المسلح. ومع ذلك، فإن النظر لاغتيال هنية بوصفه مجرد عملية اغتيال أخرى ليس إلا سوء تقدير لطبيعة المرحلة القادمة حيث ثمة أهداف متعددة تروم إسرائيل تحقيقها من وراء عملية الاغتيال تلك، وهي، أي تلك الأهداف، لا تقتصر على الصراع مع الفلسطينيين بل يحضر الملف الإيراني للطاولة بلا تردد.

ومع أننا يجب أن نكون حذرين عند الحديث عن الرد الإيراني إلا أن أي تصعيد مع إيران إذا قامت بما يمكن اعتباره رد ماء الوجه سيتم توجيهه في الخطاب الغربي أنه صراع لردع طهران من تطوير قدرات نووية ستهدد ليس المنطقة بل ربما العالم الغربي الذي لا يروقه نظام طهران بالطبع ولا توجهاتها ومساعيها لما يعرف بتصدير الثورة ودعم تنظيمات محددة في منطقة واسعة من الشرق الأوسط بدءا من العراق وسورية ولبنان وفلسطين وصولاً لليمن.

المؤكد أن إسرائيل إذا ما قامت طهران بتوجيه ضربة بصرف النظر عن طبيعتها وخرجت هذه الضربة عن السيطرة فإن ردها سيكون بمثابة إعلان حرب على البرنامج النووي الإيراني وبالتالي فإن الغرب الذي لا يريد لهذا البرنامج أن يتطور سيجد نفسه طرفاً في دعم إسرائيل حتى لو لم يكن هذا الدعم بطريقة مباشرة. إن الصورة غير واضحة المعالم ويصعب التكهن بالنهايات المتوقعة لحادثة الاغتيال هذه لكن ثمة تطورات ستجلب معها انحرافاً في مسار الأحداث وسيكون لها تأثير على الحرب على غزة.

لم يتحدث أحد عن الرد من غزة وإمكانية حدوثه ومعنى عدم وقوعه، فعدم رد "حماس" من غزة سيكون بالنسبة لإسرائيل فحصاً لقدرات "حماس" الصاروخية بعد أكثر من ثلاثمائة يوم من الحرب وبالتالي فهو مؤشر مفيد في تقييم ما وصلت إليه الحرب من نتائج. لا أحد يعرف إذا ما ستكون غزة جزءاً من الرد لأن ما يجري على الأرض في غزة، حماها الله، هو حرب إبادة يتعرض لها شعبنا دون توقف ولا انقطاع، ولكن أيضاً في مقاييس الحرب فإن ثمة من يتوقع أن غزة يجب أن تعبر عن غضبها مما جرى وأن ترد. الحديث يدور عن قدرات صاروخية تصل إلى تل أبيب وحيفا وهي قدرات يصعب الحكم إذا ما كانت متوفرة في غزة لكن النظر إلى إمكانية ذلك سيعني قياس قدرات "حماس" التي جعلها نتنياهو ضمن أهداف الحرب.

الرسالة الوحيدة التي أوصلها نتنياهو هي أنه لا يأبه لمصير الصفقة ولا يهمه كثيراً كيف يمكن أن يؤثر هذا عليها، بل ربما يرى لذلك تأثيراً إيجابياً من باب الضغط على "حماس" خاصة أن الاغتيال جاء بعد ثلاثة أسابيع من عملية الاغتيال في خان يونس التي تزعم فيها تل أبيب اغتيال قادة بارزين في الجناح العسكري لـ"حماس" بمن في ذلك الضيف، وربما ليس بالصدفة أن يتم استحضار اغتيال عضوين بارزين في المكتب السياسي للحركة بعد اغتيال هنية وهما مشتهى والسراج رغم أن اغتيالهما قد تم في بدايات الحرب، لكن هناك من يريد أن يؤكد تواصل الضغط على بنية "حماس" العسكرية وهيكلها السياسي.

كاتب هذا المقال من الذين قالوا مبكراً، إن غاية الحرب بالنسبة لنتنياهو وللجيش سواء هي الحرب ذاتها، قد يطيب للبعض التمييز بين مواقف مختلفة للمؤسسة العسكرية وبين أخرى للحكومة وهو تمييز يخدم "أخلاق" الجيش المزعومة، علينا أن ننتبه منه، لكن الحقيقة أن هدف الحرب الوحيد الذي يمكن لكل ما يجري أن يقود إليه هو الحرب. ثمة أسباب كثيرة يمكن استخدامها وهناك الكثير من الدوافع يمكن استحضارها كما هناك الكثير من التحولات التي يصار للدفع باتجاهها من أجل ضمان استمرار الحرب وضمان عدم توقفها حتى أصبح، وهذا كتبناه هنا، التفاوض من أجل وقف إطلاق النار هو جزء من استراتيجية الحرب نفسها.
(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية غزة فلسطين غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من أجل

إقرأ أيضاً:

لقطات مفقودة من عملية اغتيال جون كينيدي تعرض للمرة الأولى في مزاد (فيديو)

#سواليف

سيتم طرح لقطات من موكب الرئيس الأمريكي #جون_كينيدي، والتي تم تصويرها في اللحظات الفوضوية التي أعقبت اغتياله، للبيع في مزاد علني في 28 سبتمبر الجاري، وفق مجلة “نيوزويك”.

وأكدت المجلة أن دار RR للمزادات في بوسطن ستستقبل عروض شراء الفيلم المنزلي الذي تم اكتشافه حديثا والذي تم تصويره على شريط 8 مم يوم 22 نوفمبر 1963 بواسطة ديل كاربنتر الأب، وهو رجل أعمال توفي عام 1991 عن عمر يناهز 77 عاما، وتمكن حفيده جيمس جيتس من استخراج المقطع والاحتفاظ بجودته.

وتمتد اللقطات لحوالي 10 ثوان من السفر بسرعة عالية على الطريق السريع 35، حيث تلتقط سرعة موكب السيارات إلى مستشفى باركلاند ميموريال في دالاس، #تكساس.

مقالات ذات صلة تشريح جثة المتضامنة الأميركية أكد مقتلها برصاص قناص إسرائيلي 2024/09/07

وقال بوبي ليفينغستون، نائب الرئيس التنفيذي لدار RR للمزادات: “هذه اللقطات رائعة ليس فقط بسبب لونها ولكن أيضا بسبب السرعة الخام والمكثفة للموكب”.

وأضاف ليفينغستون: “على عكس أي لقطات أخرى معروفة، يوثق هذا الفيلم لحظات توفر منظورا جديدا لواحدة من أكثر اللحظات تحليلا في التاريخ”.

ولفتت المجلة إلى أن كابتنر قاد سيارته عدة أميال إلى طريق ستيمونز السريع/ رقم 35 حيث قام بتصوير واحدة من أكثر اللحظات المروعة في تاريخ البلاد عندما انطلقت السيارة مسرعة نحو المستشفى.

وفي الفيديو يمكن رؤية عميل الخدمة السرية كلينت هيل، الذي قفز على ظهر سيارة الليموزين الشهيرة، واقفا بشكل خطير فوق الرئيس والسيدة الأولى جاكلين كينيدي، حيث ظهرت بدلتها الوردية المميزة في الفيلم.

وتقول دار “RR” للمزادات إن “اللقطات تقدم رؤية غير مسبوقة لأحد أكثر أيام أمريكا مأساوية، وتوفر مادة جديدة للمؤرخين والجمهور لفحصها”.

وقبل هذا الاكتشاف، لم تكن هناك سوى 3 صور ثابتة توثق سيارة الليموزين التي كان يركبها كينيدي على طريق نورث ستيمونز السريع، ولم يكن يعتقد وجود أي فيديو للحادثة.

وتقدر قيمة الفيلم بأكثر من 100 ألف دولار، وسيتم عرضه في مزاد Remarkable Rarities، بداية بالمزايدة عبر الإنترنت في الرابع من سبتمبر، يليه مزاد حي في بوسطن في 28 سبتمبر.

مقالات مشابهة

  • قائد الحرس الثوري الإيراني: إسرائيل ستتلقى ردًا حاسمًا على اغتيال إسماعيل هنية
  • ‏نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني: رد ⁧إيران⁩ على اغتيال هنية سيكون في التوقيت المناسب
  • لقطات لم يرها أحد من عملية اغتيال كينيدي تطرح للمزاد لأول مرة (شاهد)
  • مدير الاستخبارات البريطانية: حماس حركة وفكرة لا يمكن قتلها
  • الجنائية الدولية تسقط قضيتها ضد الشهيد إسماعيل هنية
  • لقطات مفقودة من عملية اغتيال جون كينيدي تعرض للمرة الأولى في مزاد (فيديو)
  • قرار أخير من الجنائية الدولية بحق الشهيد إسماعيل هنية
  • الجنائية الدولية تسقط قضية ضد إسماعيل هنية بعد اغتياله في طهران
  • الجنائية الدولية تسقط قضيتها ضد إسماعيل هنية
  • الجنائية الدولية تسقط قضية هنية