عربي21:
2025-03-16@15:09:53 GMT

اغـتـيـال هـنـيـة: وقـفـات

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

يشكل اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بلا شك، انعطافة في الحرب التي تشنها دولة الاحتلال ضد شعبنا، وهي انعطافة تشكل المساس بقادة التنظيمات الفلسطينية حتى في دول يمكن لوقوع الجريمة على أرضها أن يقود إلى نزاع مسلح.

لننتبه إلى تركيز الإعلام الإسرائيلي بعد عملية الاغتيال على عملية التفاوض من أجل وقف إطلاق النار.

ثمة تركيز على فكرة إيفاد الفريق التفاوضي وأخبار عن خلاف بين نتنياهو وقادة الأمن حول مستقبل الصفقة، وبظني أن كل هذا ليس إلا جزءا من الإعلام الموجه الذي تصوغه أجهزة الأمن الإسرائيلي في حربها على غزة. فكلما تصاعد الحديث عن الصفقة تواصلت عمليات تدمير الأماكن السكنية في القطاع، وهذه المرة وفيما الكل مشغول بتلك التفاصيل فإن الدبابات تواصل تدمير مناطق شرق المحافظة الوسطى والتقدم باتجاه النصيرات ودير البلح. يجب ألا يظن أحد أن ما نسمعه في الإعلام الإسرائيلي خاصة حين لا تتم الإشارة بالدقة لاسم المتحدث هو صحيح بل هو جزء مما يصوغه الرقيب العسكري والأمني من أجل توجيه دفة النقاش بعيداً عن الصراع الدائر. لنلاحظ أن الحديث عادة يكون عن مصدر للقناة كذا الإسرائيلية وهو بالتالي مجرد توجيه لفكرة ولنقاش محدد. أيضاً، في الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل باغتيال الشخص الأول في حركة حماس وفي قلب عاصمة ساخنة مثل طهران فإنها تتحدث عن الصفقة وتحاول إيجاد مخارج من أجل التفكير في إحداث اختراق في الجمود القائم، أي وداعة ولطافة تلك.

بالطبع، هنية لم يكن أول من يتم اغتياله من قيادة حركة حماس في الخارج إذ سبقه اغتيال صالح العاروري نائب رئيس الحركة والوجه الأبرز في قياداتها الجديدة بعد صفقة شاليط مع السنوار، لكن مرة أخرى، ما تم، لم يكن مجرد عملية اغتيال ولا هو توسيع لنطاق الحرب بل يعكس فهماً مختلفاً لمستقبل الحرب ولإدارة هذا الصراع المسلح. ومع ذلك، فإن النظر لاغتيال هنية بوصفه مجرد عملية اغتيال أخرى ليس إلا سوء تقدير لطبيعة المرحلة القادمة حيث ثمة أهداف متعددة تروم إسرائيل تحقيقها من وراء عملية الاغتيال تلك، وهي، أي تلك الأهداف، لا تقتصر على الصراع مع الفلسطينيين بل يحضر الملف الإيراني للطاولة بلا تردد.

ومع أننا يجب أن نكون حذرين عند الحديث عن الرد الإيراني إلا أن أي تصعيد مع إيران إذا قامت بما يمكن اعتباره رد ماء الوجه سيتم توجيهه في الخطاب الغربي أنه صراع لردع طهران من تطوير قدرات نووية ستهدد ليس المنطقة بل ربما العالم الغربي الذي لا يروقه نظام طهران بالطبع ولا توجهاتها ومساعيها لما يعرف بتصدير الثورة ودعم تنظيمات محددة في منطقة واسعة من الشرق الأوسط بدءا من العراق وسورية ولبنان وفلسطين وصولاً لليمن.

المؤكد أن إسرائيل إذا ما قامت طهران بتوجيه ضربة بصرف النظر عن طبيعتها وخرجت هذه الضربة عن السيطرة فإن ردها سيكون بمثابة إعلان حرب على البرنامج النووي الإيراني وبالتالي فإن الغرب الذي لا يريد لهذا البرنامج أن يتطور سيجد نفسه طرفاً في دعم إسرائيل حتى لو لم يكن هذا الدعم بطريقة مباشرة. إن الصورة غير واضحة المعالم ويصعب التكهن بالنهايات المتوقعة لحادثة الاغتيال هذه لكن ثمة تطورات ستجلب معها انحرافاً في مسار الأحداث وسيكون لها تأثير على الحرب على غزة.

لم يتحدث أحد عن الرد من غزة وإمكانية حدوثه ومعنى عدم وقوعه، فعدم رد "حماس" من غزة سيكون بالنسبة لإسرائيل فحصاً لقدرات "حماس" الصاروخية بعد أكثر من ثلاثمائة يوم من الحرب وبالتالي فهو مؤشر مفيد في تقييم ما وصلت إليه الحرب من نتائج. لا أحد يعرف إذا ما ستكون غزة جزءاً من الرد لأن ما يجري على الأرض في غزة، حماها الله، هو حرب إبادة يتعرض لها شعبنا دون توقف ولا انقطاع، ولكن أيضاً في مقاييس الحرب فإن ثمة من يتوقع أن غزة يجب أن تعبر عن غضبها مما جرى وأن ترد. الحديث يدور عن قدرات صاروخية تصل إلى تل أبيب وحيفا وهي قدرات يصعب الحكم إذا ما كانت متوفرة في غزة لكن النظر إلى إمكانية ذلك سيعني قياس قدرات "حماس" التي جعلها نتنياهو ضمن أهداف الحرب.

الرسالة الوحيدة التي أوصلها نتنياهو هي أنه لا يأبه لمصير الصفقة ولا يهمه كثيراً كيف يمكن أن يؤثر هذا عليها، بل ربما يرى لذلك تأثيراً إيجابياً من باب الضغط على "حماس" خاصة أن الاغتيال جاء بعد ثلاثة أسابيع من عملية الاغتيال في خان يونس التي تزعم فيها تل أبيب اغتيال قادة بارزين في الجناح العسكري لـ"حماس" بمن في ذلك الضيف، وربما ليس بالصدفة أن يتم استحضار اغتيال عضوين بارزين في المكتب السياسي للحركة بعد اغتيال هنية وهما مشتهى والسراج رغم أن اغتيالهما قد تم في بدايات الحرب، لكن هناك من يريد أن يؤكد تواصل الضغط على بنية "حماس" العسكرية وهيكلها السياسي.

كاتب هذا المقال من الذين قالوا مبكراً، إن غاية الحرب بالنسبة لنتنياهو وللجيش سواء هي الحرب ذاتها، قد يطيب للبعض التمييز بين مواقف مختلفة للمؤسسة العسكرية وبين أخرى للحكومة وهو تمييز يخدم "أخلاق" الجيش المزعومة، علينا أن ننتبه منه، لكن الحقيقة أن هدف الحرب الوحيد الذي يمكن لكل ما يجري أن يقود إليه هو الحرب. ثمة أسباب كثيرة يمكن استخدامها وهناك الكثير من الدوافع يمكن استحضارها كما هناك الكثير من التحولات التي يصار للدفع باتجاهها من أجل ضمان استمرار الحرب وضمان عدم توقفها حتى أصبح، وهذا كتبناه هنا، التفاوض من أجل وقف إطلاق النار هو جزء من استراتيجية الحرب نفسها.
(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية غزة فلسطين غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من أجل

إقرأ أيضاً:

حماس تدعو إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها لإنهاء الحرب

بغداد اليوم -  متابعة 

قال الناطق باسم حركة "حماس" عبد اللطيف القانوع، اليوم السبت (15 آذار 2025)، أن الحركة تعاملت بمسؤولية عالية وأبدت مرونة كبيرة في مسار المفاوضات الجارية برعاية الوسطاء، داعيا إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها والإلتزام ببنود الاتفاق لتجنيب المنطقة المزيد من التصعيد.

وأشار القانوع في تصريح صحفي، تابعته "بغداد اليوم"، إلى أن "موافقة الحركة على مقترح إطلاق سراح الأسير ألكسندر جاءت كتعبير عن تعاطيها الإيجابي مع الجهود الرامية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام".

وأوضح أن "وفد "حماس" المفاوض عاد إلى القاهرة الجمعة لمتابعة مستجدات المفاوضات مع المسؤولين المصريين ومناقشة المقترح المطروح، مؤكدا أن قبول الحركة بمقترح الوسطاء يهدف إلى تمهيد الطريق للانتقال إلى المرحلة الثانية من التفاوض، التي تهدف إلى إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من غزة، وليس بديلا لها". 

وشدد على أن رد "حماس" الإيجابي على مقترحات الوسطاء يأتي في إطار التزامها باتفاق وقف إطلاق النار والمفاوضات الجارية لتنفيذ جميع مراحله، مبينا أن الحركة لم تضع شروطا تعجيزية بل تسعى لتثبيت الاتفاق وإلزام إسرائيل ببنوده تحت ضمانة الوسطاء.

 واعتبر القانوع أن "المشكلة الرئيسية تكمن في إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المماطلة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، موضحا أن إسرائيل خرقت المرحلة الأولى من الاتفاق عبر وقف البروتوكول الإنساني ومواصلة حصار غزة للأسبوع الثاني على التوالي".

وأكد أن "حماس" تدعم أي مقترح يقدم عبر الوسطاء وستتعامل معه بإيجابية عالية، داعيا إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها والالتزام ببنود الاتفاق لتجنيب المنطقة المزيد من التصعيد. 

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • عون: لا يمكن أن تعود الحياة الطبيعية إلى المناطق المتضررة من الحرب دون تطبيق القرارات الدولية
  • عودة الحرب "على مراحل".. خيار إسرائيل البديل إن فشلت المفاوضات
  • هاليفي: حماس نجحت في خداع إسرائيل قبل عملية طوفان الأقصى
  • أغلبية في إسرائيل تفضل إعادة الأسرى على القضاء على حماس
  • حماس: نتنياهو لا يريد وقف الحرب ويركز فقط على تحرير الاسرى الصهاينة
  • لهذه الأسباب نتنياهو خائف
  • حماس تدعو إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها لإنهاء الحرب
  • لماذا لن يعود نتنياهو لقرار الحرب؟
  • أغلبية في إسرائيل تؤيد إنهاء الحرب على غزة
  • إعلام إسرائيلي: حماس متجذرة بالشعب الفلسطيني ولا يمكن تقويضها