عربي21:
2025-01-31@09:14:02 GMT

الأزمات السياسية لا تُحسم بالاغتيال

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

في المنظور القانوني يعتبر الاغتيال «قتلا خارج إطار القانون» وبالتالي فهو جريمة غير مبرّرة، أيا كان فاعلها. لذلك اعتُبر القضاء العادل من أهم مميزات الدول المتحضّرة لأنها لا تمارس الانتقام خارج إطار القانون. كما يمثل الاغتيال تجاوز سلطة القانون والانطلاق بدوافع الانتقام والرغبة بتحقيق الغلبة على الطرف الآخر.

كما أنه لا يحسم المعركة السياسية في أي بلد، ونادرا ما يُحدث خللا في التوازن السياسي. ولكنه أحيانا يُدخل الخوف في نفوس المعارضين خصوصا إذا كان نظام الحكم في بلدهم دمويا وشرسا. وكثيرا ما يتلازم مع الاغتيال قتل نفوس بريئة كالنساء والأطفال.

ويمكن القول كذلك إن اللجوء للقتل خارج القانون يمثل ضعفا وليس قوة.

وبشكل عام ليس هناك عمليات اغتيال «نظيفة» بمعنى عدم سقوط ضحايا أبرياء خلال عملية القتل الانتقامي. فما مدى ما يسمح به القانون من قتل غير المذنبين خلال تلك العمليات؟
وتمارس القوات الأمريكية عمليات الاغتيال على نطاق واسع، ويندر أن تراعي الضحايا المدنيين المتوقع قتلهم أو إصابتهم عند إطلاق صاروخ او قصف بالطائرات.

العالم العربي، شهد موجة من الاغتيالات السياسية بعد إجهاض ثورات الربيع العربي، وهذا يمثل تحديا للوضع الأمني في منطقة تشهد احتقانا سياسيا وتوترا مجتمعيا في ضوء ذلك. ونجم عن ذلك دورة من العنف والعنف المضاد، اتسع نطاقها لتشمل عددًا من الفئات، مثل السياسيين والعسكريين ورجال القضاء والشرطة والفنانين والنشطاء السياسيين. حدث ذلك في تونس وليبيا واليمن وبلدان أخرى. ومع إطلاق الزمام لأجهزة الأمن غير المنضبطة، انتشر الخوف بين المواطنين على نطاق واسع في السنوات العشر التي أعقبت استهداف الثورات والتنكيل بالمشاركين فيها.

وتتواصل عمليات الاغتيال في بلدان العالم كذك. ففي يناير 1948 اغتيل المهاتما غاندي بثلاث رصاصات من بندقية هندوسي متطرف، واغتيل الرئيس الامريكي جون كنيدي في نوفمبر 1963، كما قتل رئيس الوزراء الياباني السابق، شينزو أبي في يوليو 2022. واغتيل الرئيس محمد أنور السادات في ما سمي «حادث المنصة» خلال عرض عسكري أقيم بمدينة نصر بالقاهرة في 6 أكتوبر 1981 احتفالاً بذكرى حرب أكتوبر مع «إسرائيل» في 1973. وفي سبتمبر 2001 اغتال تنظيم «القاعدة» أحمد شاه مسعود في داره. وكان مسعود آخر قائد بارز مقاوم لحركة طالبان حليفة التنظيم الجهادي في شمال أفغانستان. وفي عام 2004 لقي الرئيس الشيشاني احمد قديروف مصرعه إثر انفجار عبوة ناسفة في ملعب لكرة القدم في العاصمة الشيشانية غروزني، وذلك خلال الاحتفال بعيد النصر على ألمانيا الفاشية. وفي سبتمبر 2011 اغتيل برهان الدين ربّاني الرئيس الأفغاني الأسبق الذي كان يقود جهود السلام في أفغانستان في هجوم انتحاري استهدف منزلهِ في كابول. وفي يوليو 2021 اغتيل رئيس هايتى «جوفينيل مويس» على أيدي مجموعة مسلحة تتألف من 26 كولومبيا واثنين من هايتي، وسط حالة من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي. واغتيل محمود المبحوح في يناير 2010 فى دبي وناجي العلي في أغسطس 1987 في لندن.

هذه الأمثلة تكشف طبيعة الاغتيال وفضاءاتها ودوافعها ذات الطابع السياسي في الأغلب، كما تكشف إصرار الأطراف على التخلص من مناوئيهم بالعنف إذا اقتضى الأمر. ولإظهار قدرتها على استهداف أي شخص في أي مكان، نفذت «إسرائيل» اغتيالات ومحاولات اغتيال استهدفت قادة وعناصر بارزة من معارضيها. فمنذ العام 1972 تبنّت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية سياسة اغتيال المناضلين الفلسطينيين. فاغتيل في يوليو من ذلك العام غسان كنفاني، المناضل والأديب، بتفجير سيارته في بيروت، ثم وائل عادل زعيتر (ممثل منظمة التحرير) ومحمود الهمشري (ممثل المنظمة في فرنسا). وشهد العام التالي (1973) اغتيالات إسرائيلية متواصلة أدت لاستشهاد عدد كبير من المناضلين منهم: حسين أبو الخير وباسل الكبيسي ومحمد يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر وزيد مقصي ومحمد بودية وأحمد بوشيقي. وفي العام 1979 اغتال الإسرائيليون كلا من علي حسن سلامة (قيادي بمنظمة أيلول الأسود) وزهير محسن (زعيم منظمة الصاعقة). أما في الثمانينات فطالت الاغتيالات كلا من فضل الضاني ومحمد حسن بحيص وباسم سلطان (حمدي) ومروان كيالي ماجد أبو شرار وخليل الوزير.

وفي التسعينيات طالت الاغتيالات عددا من القياديين الفلسطينيين من بينهم: صلاح خلف وهايل عبد الحميد وأبومحمد العمري والسيد عباس الموسوي (أمين عام حزب الله) وعاطف بسيسو وعماد عقل (كتائب القسّام)، وسعيد السبع، وفتحي الشقاقي ويحيي عياش.

وشهدت السنوات العشر الأولى من الألفية الجديدة اغتيالات بالجملة من بينهم جمال عبد الرزاق وثابت ثابت (حركة فتح) ومسعود عياد (منظمة التحرير)، جمال منصور (حماس)، جمال سليم (حماس)، عماد ابوسنينة (فتح)، أبوعلي مصطفى (الجبهة الشعبية )، محمد أبو هنود (كتائب القسّام)، راشد الكرمي (كتائب شهداء الأقصى)، محمود الطيطي (شهداء الأقصى)، حكم أبو عيشة (شهداء الأقصى)، رياض بدير (قائد معركة مخيم جنين)، ياسر سعيد رزق (القسّام)، مهد الطاهر (القسّام)، صلاح شحادة (القسّام)، إبراهيم المقادمة، إسماعيل أبوشنب (حماس)، الشيخ أحمد ياسين (مؤسس حماس)، عبد العزيز الرنتيسي (أحد مؤسسي حماس)، عز الدين خليل، عدنان الغول (حماس)، إحسان شواهنة (حماس) ومبارك الحسنات.

عندما استهدفت القوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي محل إقامة إسماعيل هنيّة في طهران وقتل معه حارسه الذي كان معه في المنزل، لم يكن الاغتيال مفاجئا لأحد. ففي ظل مسلسل الاغتيالات أصبح واضحا أن القيادات الفلسطينية تتصدر قائمة الاستهداف. وهي تعلم ذلك، ولذلك تتخذ إجراءات أمنية احترازية دائما. فقد كان هنيّة مدعوّا لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، الذي انتخب حديثا. المشكلة تكمن في حجم هذه الإجراءات. فالزعيم القائد يرفض التوقف عن العمل لتحرير أرضه، ويسعى لإحداث توازن بين أمنه الشخصي وما يعتبره «واجبا» وطنيا أو شرعيا. وتؤكد قوائم الاغتيال عمق إصرار القيادات الفلسطينية، على تعدد خلفياتها الأيديولوجية والتنظيمية على تصدر المشهد وعدم الانكفاء أمام احتمالات الاستهداف من قبل العدو، لأن ذلك يمنح المحتلين هيبة لا يستحقونها. ويعتمد الإسرائيليون بشكل كبير على الدعم الأمريكي المتواصل الذي لم يتوقف يوما، حتى عندما تستخدم قوات الاحتلال ذلك الدعم لقتل الفلسطينيين وارتكاب جرائم ضد الإنسانية لا يمكن حصرها.

هذا يعني أن قضية فلسطين وصلت مرحلة «كسر العظم» بين أصحاب الأرض ومحتليها. وهذا أمر مقلق للطرفين. فالإسرائيليون لم يحقّقوا ما يحلمون به من أمن في ما يسمونه «أرض الميعاد» بعد مرور أكثر من ثلاثة أرباع القرن من الاحتلال. ولم تصل أمريكا مرحلة الرشد المطلوب من قوة عالمية كبرى مطالبة بقيادة تحقق أمن العالم واستقراره. كما أن الفلسطينيين لم يتزعزعوا تحت وطأة الضغوط الإسرائيلية وسياسات القتل والتدمير التي يمكن وصف بعضها بالإبادة. ومن هذا يتضح أن القضية الفلسطينية لا يمكن حسمها بالضربة القاضية، كما يعتقد بعض زعماء «إسرائيل». أما الفلسطينيون فهم أمام خيارين: الرضوخ للاحتلال بالاعتراف بالهزيمة والتخلي عن الأرض أو الاستمرار في مشروع النضال بانتظار تطورات قد تزلزل التوازن القلق الذي تعيشه المنطقة. أما الاغتيالات فلن ترجّح الكفة الإسرائيلية كثيرا، بل ستكرّس شعور الفلسطينيين بضرورة التصدّي للاحتلال مهما كان الثمن. فبرغم المجازر التي تعرّضوا لها في العقود الأخيرة (ابتداء من دير ياسين مرورا بصبرا وشاتيلا وصولا إلى مجزرة غزة التي راح ضحيتها قرابة الأربعين ألفا) ما زالت قضية فلسطين تنجب أبطالا يحملون الراية ويتحدّون الاحتلال ويحلمون بتحرير أرضهم. إنهم يعرفون بوضوح ما ينتظرهم من مصير من قبل المحتلّين القساة، ولكنهم راضون بذلك القدر. لذلك عجز المحتلون وداعموهم الغربيون عن حسم الأزمة برغم تفوقهم العسكري الهائل، والسبب أن التمسك بالحق يضاعف قوّة الإنسان وإرادته فتصغر التضحيات في عينيه، ويتمرد على شبح الموت والاغتيال. أليس صمود أهل فلسطين مصداقا عمليا لذلك؟ وعندما يلجأ المحتل للاغتيال والقتل الجماعي وانتهاك القوانين الدولية فإنما يؤكد خسارته، ليس الأخلاقية فحسب، بل الميدانية كذلك. لطالما حلم الفلسطيني المشرّد بالعودة إلى وطنه، فاستبسل في الثبات والصمود، حتى حملته الملائكة إلى عالم الخلود، أليس هذا ما حدث لإسماعيل هنيّة؟
(القدس العربي)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيين غزة فلسطين غزة هنية مقالات مقالات مقالات صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الأردن في مواجهة العواصف: صمود وطني وإرادة لا تلين

#سواليف

#الأردن في #مواجهة_العواصف: صمود وطني وإرادة لا تلين

بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

في عالم تملؤه #الاضطرابات والصراعات المتسارعة، برز الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب كأحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل على المسرح العالمي. فقد اختار نهجًا قائمًا على المواجهة والصدام، متجاهلًا الأعراف الدبلوماسية ومتحديًا التوازنات السياسية ومبادئ القانون الدولي التي تحفظ استقرار النظام الدولي. هذا النهج جعل اسمه مرتبطًا بالفوضى السياسية وإثارة التوترات على كافة المستويات، داخليًا وخارجيًا.

مقالات ذات صلة مقتل جندي صهيوني بنيران صديقة قرب محور نتساريم 2025/01/28

ترامب، الذي لطالما وصف نفسه برجل “الصفقات الكبرى”، أطلق سلسلة من التصريحات والسياسات التي تجاوزت حدود المنطق السياسي. فمن دعوته إلى ضم كندا كولاية أمريكية، إلى اقتراحه تغيير اسم خليج المكسيك إلى “خليج أمريكا”، أثار حفيظة دول عدة واتُهم بالتعدي السافر على سيادتها. ولم تتوقف طموحاته عند هذه الحدود، بل امتدت إلى طرح فكرة استعادة السيطرة على قناة بنما، ذلك الممر الحيوي للتجارة العالمية، وشراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك، في خطوة اعتبرها المراقبون محاولة لإحياء عقلية الهيمنة الاستعمارية. هذه التصريحات، التي عكست انحيازًا واضحًا للغطرسة السياسية، لم تكن سوى وقود أشعل غضب الدول المعنية وأثار تساؤلات حول مدى استدامة السياسة الأمريكية في ظل هذه القيادة.

أما في الشرق الأوسط، فقد كانت سياسات ترامب أشد استفزازًا وتأثيرًا. دعمه المطلق لإسرائيل وطرحه فكرة توسيع حدودها على حساب الحقوق الفلسطينية الشرعية، اقترن بمحاولات لفرض حلول قسرية على القضية الفلسطينية. ومن بين هذه المحاولات، فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو مقترح أثار غضبًا واسعًا ورفضًا قاطعًا. لم تكن هذه الأفكار مجرد اقتراحات عابرة، بل هي جزءًا من خطة متكاملة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية خدمةً لمصالح إسرائيل. وإلى جانب ذلك، هدد ترامب بوقف المساعدات الخارجية عن الدول التي لا تسير في فلك سياساته، مما وضع العديد من الدول الحليفة أمام ضغوط شديدة.

داخليًا، أطلق ترامب سلسلة من الأوامر التنفيذية التي مست قضايا حساسة، مثل الهجرة والجنسية والسياسات التجارية والرعاية الصحية. هذه القرارات أدت إلى تفاقم الانقسامات السياسية والاجتماعية داخل الولايات المتحدة، وجعلت من إدارته عنوانًا دائمًا للجدل والصدام.

وسط هذه العواصف التي أشعلتها سياسات ترامب، أظهر الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني قدرة استثنائية على الصمود والمناورة. الأردن، الذي يدرك حجم التحديات الجيوسياسية التي تحيط به، تمكن من تثبيت مواقفه الرافضة لأي حلول تنتقص من الحقوق الفلسطينية أو تهدد أمنه واستقراره. فقد جاء رفض الملك عبد الله الثاني القاطع لمشاريع التهجير وتجريد الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة ليؤكد أن الأردن لن يقبل أي مساس بثوابته الوطنية ، فهذه المسالة خط احمر لا مساومة عليها .

في مواجهة سياسات ترامب، يتبنى الأردن استراتيجية تقوم على الصمود بحكمة والمناورة بدبلوماسية، معتمداً على إرثه العريق في التعامل مع الأزمات. فعلى الرغم من موارده المحدودة، أظهر الأردن قدرة فائقة على التكيف مع الظروف الصعبة، ونجح في كسب الوقت حتى تمر العاصفة. هذا النهج ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج قيادة واعية وشعب يتمتع بإرادة لا تلين، قادر على تحويل التحديات إلى فرص.

صمود الأردن في هذه المرحلة المضطربة يمثل رسالة قوية للعالم بأن الحكمة والإرادة الوطنية كفيلة بتجاوز أصعب الأزمات. فالقيادة الأردنية، التي تجمع بين الصلابة والمرونة، قدمت للعالم نموذجًا في الحفاظ على التوازن والاستقرار في وقت عصفت فيه الأزمات بالمنطقة.

الأردن ليس مجرد دولة صغيرة على الخارطة الجغرافية، بل هو قوة إقليمية تتمتع برؤية ثاقبة ووعي استراتيجي. وبفضل هذه القيادة الواعية التي يلتف حولها الشعب الاردني ، يظل الأردن قلعة حصيتة للأمن والاستقرار، وحصنًا منيعًا في منطقة تشهد تغيرات عميقة واضطرابات متتالية.

ختامًا، فإن الأردن، سيبقى نموذجًا يحتذى به في مواجهة العواصف والتحديات، مجسدًا الإرادة التي تصنع المستقبل، مهما اشتدت الأزمات واضطربت الموازين ،وتخاذل المتخاذلين.

مقالات مشابهة

  • استمرار الخلافات السياسية بشأن شكل قانون الانتخابات البرلمانية المقبلة
  • استمرار الخلافات السياسية بشأن شكل قانون الانتخابات البرلمانية المقبلة - عاجل
  • الصحفيين والإعلاميين: خلال لقاء محافظ الدقهلية كلنا خلف الرئيس في جميع القرارات السياسية التي تحافظ على الأمن القومي
  • الكشف عن قادة حماس الذي قتلوا إلى جانب محمد الضيف (أسماء)
  • مجموعة الأزمات: التمرد في غوما بالكونغو الديمقراطية قد يؤدي إلى حرب إقليمية
  • حماس: عملية الاغتيال في طمون لن تكسر مقاومتنا
  • الرئيس الفلسطيني: مواقف مصر الرافضة للتهجير تتوافق مع القانون الدولي
  • سلطة النقد : حافظنا على الاستقرار المالي رغم كل الأزمات المالية
  • حزب الجيل: نقف خلف القيادة السياسية في دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني
  • الأردن في مواجهة العواصف: صمود وطني وإرادة لا تلين