مشهد يقشعر الأبدان وتهتز له القلوب، ساعات الوداع الأخيرة للمنتجين الأربعة حسام شوقي، فتحي إسماعيل، محمود كمال، وتامر فتحي، الذي امتلأ عن أخره حشد كبير من محبيهم في الوسط الفني وخارجه من جميع الأعمار.

 

الصمت مع تمتة كلمات العزاء بين الحاضرين، الحزن يكوي القلب والصدمة هي سيدة الموقف، اللون الأسود غطى الحدث بأكمله من الداخل والخارج، صفوف من المعزيين فاقت الطاقة الاستيعابية للمكان في مشهد نادرًا مايحدث، ماهو إلا دليل قوي على السيرة الطيبة والحب الجم الذي زرعوه المنتجين الأربعة في قلوب الجميع.

 

شهد العزاء حضور عدد كبير من نجوم الفن صغيرهم وكبيرهم، للمشاركة في لحظات الوداع الأخيرة ومحاولة إلقاء كلمات من الصبر تبرد نيران قلوبهم المشتعلة بعد رحيلهم المفاجىء دون سابق إنذار.

 

 

لحظات مخيفة عاشها المنتجون الأربعة حسام شوقي، فتحي إسماعيل، محمود كمال، وتامر فتحي، بينما كانوا يستعدون لقضاء عطلة صيفية وأوقات من المتعة والترفيه بعيدًا عن أيام العمل الجادة والالتزامات والمسئوليات، ويشاء القدر أن تنقلب تلك الاستعدادت إلى نقيضها.

 

حادث مروع يقلب السيارة ويهشمها تماماً، وتظل امتعتهم وحقائبهم في مكانها لاتحرك ساكنًا، لم يحركها اصحابها بل تحولت إلى دليل للبحث عن هوية أصحاب السيارة بعد احتراقها وتصاعد ألسنة النيران منها وسط الطريق في منظر مهيب.

 

 

 

دقائق بعد الحادث صعدت أرواحهم إلى بارئها، وسط التجمهر حول السيارة ومحاولات اطفائها والتعرف على هوية من بداخلها، و تامر فتحي هو الناجي الوحيد الذي ما زال يلتقط بعض أنفاس الحياة ليهرولوا به سريعًا إلى أقرب مستشفى من مكان الحادث في حالة صحية خطرة ونزيف داخلي شديد وكدمات متفرقة من الجسد، لكنه ما زال على قيد الحياة.

 

 

لم يستطع تامر الصمود أمام جراحه الخطرة، ولحق بأصدقاءه الثلاثة منذ دقائق، فاستعدوا سويًا للعطلة ورحلوا سويًا ليتركوا منازلهم وأهلهم واصدقائهم في حالة من الصدمة والحزن الصامت والدموع التي لم تنهمر لشدة الفاجعة.

 

 

 

رحل المنتج تامر فتحي بعد ساعات من نجاته من الحادث الأليم الذي أودى بحياة أصدقاءه الثلاثة حسام شوقي فتحي إسماعيل محمود كمال، الذي وقع ظهر أمس الخميس، وبين الصدمة والحزن لوفاتهم حرص أصدقاؤه من الوسط الفني على الدعاء له بالشفاء العاجل نظرًا لإصاباته الخطيرة.

 

تعرض الراحل تامر فتحي لعدد إصابات خطرة، أثناء تواجده في نفس سيارة الحادث مع المنتجين حسام شوقي وفتحي إسماعيل ومحمود كمال، والذين لقوا مصرعهم بعد حادث مروري مروع على طريق الضبعة.

وكانت اللحظات الاخيرة في حياة تامر فتحي بين نجاته ووفاته، تدهورت بشكل كبير بعد توقف القلب 3 مرات وتسارع الاطباء في إنعاشه حفاظًا على حياته، بالإضافة إلى جرح قطعي بالوجه و في اليدين واشتباه في كسر القدم اليمنى.

 

 

وسط حزنهم على رحيله حرص عدد من نجوم الفن على توديع صديقهم تامر فتحي بآيات من القرأن الكريم وكلمات مؤثرة وآخرون عبروا عن مواقفه الشجاعة وصحبته الصالحة.

 

وقع الحادث ظهر  الخميس على طريق الضبعة متجهون جميعًا لقضاء عطلتهم الصيفية في الساحل الشمالي، إلا أن الحادث الأليم حال دون ذلك وأدى إلى وفاتهم فورًا.

 

 

ونعت شركة المتحدة للخدمات الإعلامية المنتجين في بيان جاء كالتالي:

"تنعى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية الزملاء حسام شوقي، وفتحي إسماعيل، ومحمود كمال جمال الدين، العاملين بشركة سينرجي، الذين وافتهم المنية إثر حادث أليم، داعية المولى عز وجل أن يلهم أسرهم وذويهم الصبر والسلوان، وتتقدم الشركة والعاملون بها بخالص العزاء لأسر المتوفين".

شارك المنتج محمود كمال في مختلف الأعمال الناجحة لعادل إمام وفي أدوار مختلفة ففي مسلسل "فرقة ناجي عطا الله" كان مديرا للانتاج وكذلك في مسلسل العراف ومسلسل عفاريت عدلي علام الذي كان به مديرًا لإدارة إنتاج ومسلسل "مأمون وشركاة" ومسلسل "صاحب السعادة" و"أستاذ ورئيس قسم".

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فتحی إسماعیل محمود کمال حسام شوقی تامر فتحی

إقرأ أيضاً:

آراء في وداع عام 2024

إذا سألنا المبتكرين ورواد الأعمال العلمية، وقادة الصناعة والقطاعات الإنتاجية عن أهم الدروس في عام 2024م، فإن الإجابات كثيرة، ولكن هناك محورا واحدا تجتمع حوله كل الآراء؛ وهو التحول الجذري في مناهج قيادة الابتكار، ففي العمق ساعد الذكاء الاصطناعي على دفع عجلة الابتكار التكنولوجي، وعلى مستوى التوجيه ظهرت مدارس فكرية جديدة أحدثت تغييرا شاملا في المفاهيم والفلسفات، ومن أبرزها التجديد الواسع في استراتيجيات الابتكار في شركات التكنولوجيا كثيفة المعرفة، والتي قدمت لمجتمعات الممارسة توجهات مغايرة لما سبقتها، ما أتاح العديد من الفرص أمام الشركات العلمية؛ فما أهم الأفكار التي تحتاجها هذه الشركات في عام 2025م وما بعدها من أجل تطوير ثقافات وممارسات «صديقة للابتكار»؟

تعالوا في البداية ننظر إلى قيادة الابتكار بالعدسة المكبرة، فهذا المصطلح لا يعبر عن الصورة الذهنية النمطية للرؤساء التنفيذيين الذين يتحدثون عن إنجازات شركاتهم في وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي، في المقابل؛ قادة الابتكار هم مجموعة العقول والخبرات والمعرفة والحكمة التي تعمل معا في مجال ابتكاري لتحقيق الاستدامة في التنافسية، وهي تشتمل في الأساس على 5 أبعاد وهي: الرؤية، والهدف المشترك، والتمكين، والانفتاح، والتشاركية في صنع القرار، وتؤدي القيادة الابتكارية داخل المجموعات البحثية والابتكارية أو في الشركات الناشئة دورًا محوريًا في تحقيق الميزة التنافسية، وضمان البقاء في مشهد الأعمال، فقيادة الابتكار تتطلب الاستعداد الكامل للتعامل مع مخاطر الابتكار التكنولوجي، وذلك وفق رؤية شمولية مدركة بأن جهود البحث والتطوير لا تكلل دوما بالنجاح، ومع ذلك لا بد من مواصلة تحفيز الفرق التنفيذية على الاستمرار في التطوير والتعلم من كل تجربة، لأن الطلب على الابتكار مدفوع بمتغيرات معقدة، ولا تقتصر على تحقيق التقدم التكنولوجي وحسب، ولكن هناك منطلقات اقتصادية واجتماعية وثقافية تحتم متابعة اكتشاف الفرص الاستراتيجية، والوصول إلى شتى أنواع المكاسب الآنية والمستقبلية، وهذا ما أكسب أنماط ومناهج قيادة الابتكار أهمية كبيرة في سياق تقنيات ومفاهيم عصرنا الرقمي.

ومن باب الشيء بالشيء يُذكر، فقد أطلقت مؤخرا شركة سيمنز (Siemens) استراتيجيتها للابتكار، وقدمت نموذجا متفردا وغير مسبوق في التعامل مع التنافس التكنولوجي، هذه الشركة هي إحدى عمالقة الصناعة القائمة على الابتكار والتكنولوجيا في أوروبا، وتعد من أقدم وأعرق الشركات الناشئة العلمية، فقد تأسست في عام 1847م، وهي من قامت ببناء أول خط تلغراف يغطي مسافات شاسعة في قارة أوروبا، ويشمل خط إنتاجها الحالي طيفا واسعا من الصناعات المتقدمة بفضل الأتمتة الصناعية، بدءا من الأدوات الكهربائية، والمعدات الطبية، إلى البنى الأساسية للنقل المستدام، والطاقات المتجددة، وبقراءة استراتيجية الشركة للابتكار فإنه يمكن استخلاص أهم ركائزها التي تتمحور حول توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسريع دورة الابتكار من جهة وتقليل تكلفة مدخلاتها، وكذلك إعادة تعريف المنافسة حسب متطلبات التكامل والتعاون، وقد وضعت الاستراتيجية توجهات واضحة نحو التغيير في خطط التميز وبناء التنافسية لمنتجاتها، وبدأت شركة سيمنز التي يبلغ عمرها 177 عاما من فتح قنوات التعاون والشراكة مع الشركات الناشئة، وقطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة من مبدأ تقاسم المنافع، و«البقاء في المقدمة معا».

وهذا النهج المستحدث في قيادة الابتكار يطرح فكرا عصريا للتعامل مع المنافسين والجهات التي تقوم بأنشطة ابتكارية مشابهة، وهي تُعد بالنسبة إلى المفكرين والمنظرين نقطة تحول ذات عمق، ففي الوقت الذي تضمنت الأدبيات مسارات بحثية كاملة في تحقيق التميز، والتفوق على المنافسين، وإدارة السمعة ذات البصمة المتفردة، جاءت أصوات تنادي بأهمية التكامل والابتعاد عن ما يعرف بالتفوق الكامل، أو «مشهد الرجل الواحد»، فبعد أن أصبحت دورات الابتكار أقصر، أصبح لزاما مواكبة سرعة التطورات بإسناد أجزاء من مراحل الابتكار إلى جهات أخرى في سلسلة القيمة الابتكارية، وعلى سبيل المثال، فإن استراتيجية شركة سيمنس قد وضعت برنامجا لدعم الشركات الناشئة (Siemens for Start-Ups)، والذي يُعنى بتوفير مسارات مجانية لإطلاق واحتضان الأفكار الابتكارية لهذه الشركات والتي تلبي احتياجات شركة سيمنز، ومن ثم اختبار المنتجات داخليًا، وبمجرد نجاح المنتج تقوم سيمنز بدعم الشركات الناشئة عن طريق التشبيك مع الفاعلين في سلسلة القيمة، والشركاء في الحصة السوقية، والاستفادة الحقيقية لشركة سيمنز تكمن في جلب أفكار جديدة كليا للتعامل مع تحدياتها، فالشركات الناشئة تضم العديد من العقول الشابة التي تنظر إلى المشكلات من زوايا متعددة تماما عن موظفي شركة سيمنز، وهذا هو مصدر الاستدامة في ابتكارات الشركة، وعندما سُئل المسؤولون في الشركة عن هذا النهج الجديد في قيادة الابتكار، وعما إذا كان لديهم الوعي الكافي بأنه وأثناء تحقيق هدفهم المتمثل في دعم استدامة الابتكار داخلياً يمكنهم بطريقة غير مباشرة تعزيز بناء منافسيهم المستقبليين، جاءت ردود المسؤولين على درجة عالية من الثقة، إذا أفادوا بأن المنافسة بطبيعتها نسبية، ففي بعض الأحيان تتقاطع المسارات بالتنافس، والمنافسون أنفسهم يمكن أن يصبحوا شركاء داعمين في سياق أعمال أخرى، ولذلك فإن إزاحة التركيز عن التنافس، والتركيز على الاستفادة من الموارد والإمكانات المتوفرة لدى الآخرين لدعم الابتكار هو بالأساس ممارسة «صديقة للابتكار».

إن التحولات الكبيرة في الابتكارات العلمية والتكنولوجية والتي حدثت عام 2024م تفرض على المجتمع العلمي والفاعلين في منظومات الابتكار أهمية البحث عن مناهج فكرية حديثة تدعم قيادة الابتكار، وتتماشى مع عصر التوأمة الرقمية، فكما بدأت شركات الابتكار العملاقة بإعادة النظر في مفاهيم التنافس والتكامل، كذلك يجب التفكير بعمق في القناعات الراسخة فيما يتعلق بأنماط قيادة الابتكار، إذ لا يمكن الوصول إلى هذه المرحلة سوى بالتوقف عن الاتباع المطلق للمنهجيات التقليدية التي أثبتت نجاحات سابقة باعتبارها المرجعية الأكثر ضمانا للنجاح، بل يتطلب واقع الابتكار الإدراك الواعي بأن المسافة إلى الإبداع تكون أقصر كلما بدأت المنظومة في توظيف تغييرات صغيرة و«صديقة للابتكار»، والتي يمكن أن يتضخم أثرها لتدعم التحولات المنشودة في المستقبل، وأهم الدروس التي جاء بها هذا العام هو أن التفكير بشكل مختلف هو قيمة في حد ذاته.

مقالات مشابهة

  • مفاجآت تنتظر برج الثور في العام الجديد 2025
  • آراء في وداع عام 2024
  • الشرقاوي: إمداد مزارعي المحاصيل البستانية من المنتجين والمصدرين
  • رانيا فريد شوقي تشيد بصناع فيلم "آخر الخط"
  • من هو كمال عدوان الذي سُمي مستشفى غزة باسمه؟
  • احترس من أمراض الشتاء الأربعة
  • لـ 3 أيام.. تامر عاشور يسيطر على المركز الأول بـ "ياه" عبر يوتيوب
  • شاهين: علينا أن نكون أكثر تناسقًا للعودة إلى المراكز الأربعة الأولى
  • نيويورك تشهد مظاهرة حاشدة دعماً لغزة
  • مظاهرة في نيويورك احتجاجاً على استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة