رفض الاتحاد الأوروبي الأحد، نتائج الانتخابات الرئاسية في فنزويلا التي أُعلن رسميا بموجبها فوز الرئيس نيكولاس مادورو بولاية ثالثة.

وقال الاتحاد الأوروبي في بيان إنه "لا يمكن الاعتراف بها".

وذكر مجلس الاتحاد الأوروبي في البيان أن "المجلس الوطني للانتخابات في فنزويلا لم ينشر بعد السجلات الرسمية لمراكز الاقتراع، على الرغم من تعهّده بذلك.

نظرا لغياب أدلة داعمة، فإن النتائج التي نشرها المجلس الوطني للانتخابات في الثاني من آب/أغسطس لا يمكن الاعتراف بها".

وبرغم ذلك، وخلافا للولايات المتحدة وغيرها من الدول، يمتنع الاتحاد الأوروبي عن الاعتراف بفوز مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا.

وذكّر البيان بـ"نشر المعارضة نسخا من سجلات مراكز الاقتراع راجعتها منظمات مستقلة عدة تشير إلى أن إدموندو غونزاليس أوروتيا يبدو الفائز بانتخابات الرئاسة بغالبية وازنة".

وتابع البيان "يطلب الاتحاد الأوروبي أن تجري جهة مستقلة، وإذا أمكن هيئة ذات سمعة دولية، تحقيقا جديدا في السجلات الانتخابية".

ودعا الاتحاد الأوروبي أيضا الحكومة الفنزويلية إلى "وضع حد للاعتقالات التعسفية والقمع والخطاب العنيف ضد أعضاء المعارضة والمجتمع المدني، وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين".

البابا يضغط
بدوره، دعا البابا فرنسيس الأحد فنزويلا إلى "البحث عن الحقيقة"، مصعّدا الضغوط الدولية على الرئيس مادورو بعد إعادة انتخابه المتنازع عليه.

وتأتي دعوة البابا فيما يطالب عدد من الدول كراكاس بنشر سجلات كل مركز من مراكز الاقتراع في انتخابات 28 تموز/يوليو التي أعلنت المعارضة فوزها فيها.

وخلّفت الاضطرابات التي أعقبت إعلان فوز مادورو 13 قتيلا (11 مدنيا و2 من أفراد قوات الأمن)، بينما اعتُقل أكثر من ألفي شخص، وفق منظمات معنية بحقوق الإنسان.

وأطلق البابا الأرجنتيني (87 عاما) الذي كان يخاطب حشودا في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان "نداء صادقا إلى جميع الأطراف للبحث عن الحقيقة وتجنب أي نوع من العنف"، مضيفا أن فنزويلا تمر "بوضع حرج".

كما دعا البابا البلاد إلى "تسوية الخلافات عبر الحوار ومراعاة المصالح الحقيقية للشعب، لا مصالح الأحزاب".


أزمة متصاعدة
وصادق المجلس الوطني الانتخابي الجمعة على فوز مادورو بنسبة 52% من الأصوات في مقابل 43% لإدموندو غونزاليس أوروتيا الذي حلّ محل زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو بعد إعلان السلطات عدم أهليتها.

ولم يقدم المجلس الوطني للانتخابات الذي تتهمه المعارضة بالتبعية للحكومة، تفاصيل عمليات التصويت في كل مركز اقتراع على حدة، مدعيا وقوعه ضحية قرصنة حاسوبية.

وتعتقد المعارضة أن هذه مناورة لتجنب الكشف عن النتائج الحقيقية، وقد نشرت على موقع إلكتروني سجلات كل مراكز الاقتراع.

وفقا لهذه الوثائق التي رفض مادورو صحتها، فاز غونزاليس أوروتيا في الانتخابات بنسبة 67% من الأصوات.

وشكرت ماتشادو الأحد الدول الأوروبية السبع التي طلبت من فنزويلا في إعلان مشترك "نشر كل سجلات" مراكز الاقتراع سريعا، مرحبة بالتزام هذه الدول بـ"الديموقراطية".

وقالت ماتشادو "نحن نؤيد طلب التحقق من السجلات التي قدمناها، في أقرب وقت ممكن، على المستوى الدولي والمستقل".

وأضافت "نحن نقدر أيضا الدعوة إلى وضع حد للاضطهاد والقمع الذي مورس في الساعات الأخيرة بقسوة ضد أبرياء يطالبون ببساطة باحترام السيادة الشعبية التي مارسوها الأحد".

وتعتقد الولايات المتحدة التي تبقي على عقوباتها ضد فنزويلا، أن هناك "أدلة دامغة" على فوز غونزاليس أوروتيا.

أما روسيا والصين، الحليفتان التقليديتان لكراكاس، فتدعمان مادورو.

وتبدي دول مثل البرازيل وكولومبيا والمكسيك حذرا أكبر، وتشدد على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة.

وفي حديثه أمام آلاف من أنصاره مساء السبت، حذر مادورو من أنه لن يسمح للمعارضة "باغتصاب الرئاسة مرة أخرى".

وكان ذلك تذكيرا منه بأن جزءا من المجتمع الدولي اعترف بزعيم المعارضة خوان غوايدو "رئيسا" موقتا عام 2019، وذلك بعد إعادة انتخاب مادورو المثيرة للجدل عام 2018، وهو اعتراف كان مصيره الفشل.

كما اعترف حاليا عدد من الدول بغونزاليس أوروتيا "رئيسا منتخبا".

وأكد مادورو في خطابه الحازم اللهجة أن "دوريات الجيش والشرطة متواصلة في كل أنحاء فنزويلا لحماية الشعب".

أما ماتشادو التي قالت الخميس إنها تعيش "مختبئة" و"تخشى على حياتها"، فقد وعدت السبت في تجمع حاشد في العاصمة بمواصلة النضال، قائلة "لن نغادر الشوارع".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الاتحاد الأوروبي مادورو البابا الاتحاد الأوروبي البابا مادورو غويدو المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاتحاد الأوروبی غونزالیس أوروتیا مراکز الاقتراع المجلس الوطنی

إقرأ أيضاً:

خروج مفاجئ لمرشح المعارضة الفنزويلي إدمونو غونزاليس إلى إسبانيا

مدريد "أ.ف.ب": منحت مدريد حق اللجوء السياسي لمرشح الرئاسة الفنزويلي المعارض إدموندو غونزاليس أوروتيا الذي اختار له منفى في إسبانيا بعد شهر أمضاه متخفّيا في بلده الغارق في أزمة سياسية عميقة.

وقد أصدرت السلطات الفنزويلية إذنا له بالمغادرة "لمصلحة السلام" في فنزويلا الغارقة في أزمة سياسية جديدة منذ انتخابات 28 يوليو، التي أعلن رسميا فوز مادورو فيها بولاية ثانية من ست سنوات، الأمر الذي تطعن به المعارضة مؤكدة فوز غونزاليس أوروتيا.

تجاهل غونزاليس أوروتيا ثلاثة استدعاءات للمثول أمام النيابة العامة، بحجّة أن مثوله كان من الممكن أن يكلّفه حريّته.

وكتبت نائبة الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريغيس على شبكات التواصل الاجتماعي "اليوم، 7 سبتمبر، غادر إدموندو غونزاليس أوروتيا البلاد. بعد لجوئه الطوعي إلى السفارة الإسبانية في كراكاس قبل بضعة أيام، طلب من الحكومة الإسبانية اللجوء السياسي... وقد منحته فنزويلا التصريح اللازم، وذلك من أجل مصلحة السلام والهدوء السياسي في البلاد".

وقال محامي مرشح المعارضة خوسيه فيسينتي هارو لوكالة فرانس برس "أؤكد أنه غادر إلى إسبانيا" مشيرا إلى أنه ليس بصدد الادلاء بالمزيد.

وقال مصدر مقرب من المعارضة إنه غادر فنزويلا مع زوجته مرسيديس.

وكتب وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس عبر وسائل التواصل الاجتماعي نقلا عن بيان للحكومة "بطلب منه، إدموندو غونزاليس في طريقه جوا إلى إسبانيا في طائرة لسلاح الجو الإسباني. تتعهد الحكومة الإسبانية احترام الحقوق السياسية والسلامة الجسدية لكل الفنزويليين".

وفي وقت لاحق، قال ألباريس للتلفزيون الحكومي إنّ غونزاليس أوروتيا "طلب الاستفادة من حق اللجوء... من الطبيعي أن تمنحه الحكومة ذلك".

وقال ألباريس إنّه تحدث إلى غونزاليس أوروتيا بينما كان في الطائرة العسكرية الإسبانية، مضيفا أنّه "بخير".

وأضاف أنّ إسبانيا تكرّر "ضرورة تقديم المحاضر" الصادرة عن مراكز الاقتراع خلال الانتخابات الرئاسية كي تتمكّن من "التحقّق منها". وأشار إلى أن إسبانيا "لن تعترف بأي انتصار مفترض" لمادورو إذا لم يتم استيفاء هذه الشروط.

وكان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أكد السبت خلال اجتماع لقيادة الحزب الاشتراكي الذي يتزعّمه، أنّ إسبانيا "لا تنوي التخلّي عن" غونزاليس أوروتيا الذي وصفه بـ"البطل".

وكان غونزاليس أوروتيا الدبلوماسي السابق البالغ 75 عاما حل في اللحظة الأخيرة مكان زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو كمرشح للانتخابات الرئاسية، بعد صدور حكم قضائي في حقها يمنعها من الترشح.

وصدرت في حق المعارض الذي يعيش متخفيا منذ أكثر من شهر، مذكرة توقيف في الثالث من سبتمبر بسبب عدم تلبيته ثلاثة استدعاءات من النيابة العامة بشأن تحقيق حول الموقع الالكتروني للمعارضة الذي أعلن فوزه. ولم يظهر إلى العلن منذ 30 يوليو.

ويشمل التحقيق خصوصا اتهامات "بعصيان القوانين" و"التآمر" وغيرها. وتعتبر المعارضة والكثير من المراقبين أن القضاء في أمرة السلطة السياسية في فنزويلا.

وأعلن المدعي العام طارق وليام أنه سيدلي بـ"تصريحات مهمة" اليوم الأحد.

نال نيكولاس مادورو الذي صادقت المحكمة العليا على فوزه في 22 أغسطس، 52 % من الأصوات بحسب المجلس الوطني الانتخابي الذي لم ينشر محاضر مراكز الاقتراع مؤكدا أنه تعرض لقرصنة الكترونية.

لكن المعارضة والكثير من المراقبين يشككون في صحة حدوث هجوم إلكتروني ويعتبرون الأمر مناورة من السلطة لتجنب نشر التعداد الصحيح للأصوات. وتفيد المعارضة التي نشرت المحاضر التي وفرها المدققون بأن غونزاليس أوروتيا حصل على أكثر من 60 % من الأصوات.

لم تعترف الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ودول عدة في أميركا اللاتينية بإعادة انتخاب مادورو. وسبق لجزء كبير من المجتمع الدولي أن رفض الاعتراف بفوز مادورو بولاية ثانية في العام 2018 خلال اقتراع قاطعته المعارضة.

وبعد الاعلان عن إعادة انتخابه في 28 يوليو الماضي، نزلت تظاهرات عفوية إلى الشوارع. وتخلل هذه التظاهرات مقتل 27 شخصا وإصابة 192 فيما أوقف نحو 2400 شخص بحسب مصدر رسمي.

وحجبت مغادرة غونزاليس أوروتيا المواجهة القائمة السبت بين كراكاس وبرازيليا بشأن مقر إقامة سفير الأرجنتين الذي لجأ ستة مسؤولين من المعارضة إليه منذ مارس.

فقد سحبت كراكاس "بشكل فوري" الإذن الممنوح للبرازيل لتمثيل المصالح الأرجنتينية في البلاد ولا سيما إدارة مقر إقامة السفير.

وتؤكد السلطات الفنزويلية أنها تملك "أدلة" على "استخدام مقر البعثة للتخطيط لأعمال إرهابية" ومحاولات اغتيال الرئيس مادورو من قبل ستة معارضين.

وسارعت وزارة الخارجية البرازيلية إلى تذكير كراكاس ب"حرمة مقار البعثة الدبلوماسية الأرجنتينية".

قطعت فنزويلا في 29 يوليو علاقاتها الدبلوماسية مع سبع دول أمريكية لاتينية بينها الأرجنتين التي لا تعترف بإعادة انتخاب مادورو.

ونددت المعارضة الفنزويلية صباح امس بـ"الحصار" الذي تفرضه القوات الأمنية على المقر الذي قُطعت عنه الكهرباء بحسب ما تفيد، ومنذ مساء الجمعة تحاصر القوى الأمنية المقر على ما شاهد صحافيو وكالة فرانس برس اليوم الاحد.

مقالات مشابهة

  • خروج مفاجئ لمرشح المعارضة الفنزويلي إدمونو غونزاليس إلى إسبانيا
  • فنزويلا: مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس يغادر إلى إسبانيا بعد منحه اللجوء السياسي
  • فنزويلا.. مرشح المعارضة السابق للرئاسة إدموندو جونزاليس يغادر البلاد
  • فنزويلا: مرشح المعارضة للرئاسة غادر إلى إسبانيا طلبا للجوء السياسي
  • طائرة للجيش الإسباني تنقل مرشح المعارضة بانتخابات فنزويلا بعد طلبه اللجوء
  • مرشح المعارضة للرئاسية في فنزويلا يلجأ إلى إسبانيا
  • فنزويلا تلغي تفويضاً للبرازيل لتمثيل الأرجنتين
  • فنزويلا تبطل تفويض البرازيل لإدارة سفارة الأرجنتين وتحاصرها.. هل تقتحمها؟
  • فنزويلا تحاصر سفارة الأرجنتين في كاراكس
  • الأرجنتين تطالب الجنائية الدولية باعتقال رئيس فنزويلا