تكنولوجيا إسرائيل العسكرية أمام إيران وأذرعها.. لمن الغلبة؟
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
أثار إعلان الجيش الإسرائيلي، إكمال التجارب على نظام جديد لإرسال رسائل تحذير عامة قائمة على تحديد المواقع، تساؤلات بشأن كفاءة تكنولوجيا الحرب الإسرائيلية، في خضم الاستعداد المكثف للتصدي لهجوم متوقع من إيران وأذرعها.
وقال محللون عسكريون ومراقبون إن إسرائيل طورت على مدار العقود السابقة عددا من الأنظمة التكنولوجية فائقة الدقة، والتي ستلعب دورا هاما في التصدي للهجوم الإيراني الذي قد يكون كبيرا، بعدما توعدت طهران تل أبيب بالرد بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية.
وتستخدم إسرائيل عددا من التقنيات العسكرية الأكثر تقدما لقيادة أنظمة الدفاع الجوي متعددة المستويات، وقد أثبتت مناعتها في منتصف أبريل الماضي، حينما أطلقت إيران نحوها ما يزيد على 330 مسيرة وصاروخا في عملية استمرت قرابة 5 ساعات، ردا على هجوم القنصلية الإيرانية في دمشق.
تكنولوجيا متعددة الأنظمة
كانت التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية حاضرة بقوة خلال السنوات الماضية، إلا أن استخدامها برز بشكل أكبر خلال حرب غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر.
واستعان الجيش الإسرائيلي بقواعد بيانات مدعومة بالذكاء الاصطناعي في عمليات القصف على بعض المناطق، كما نفذ اعتقالات باستخدام نظام يُعرف باسم "لافندر".
ومن القبة الحديدية، التي تستخدم في أحدث إجراءات تطويرها الذكاء الاصطناعي لتحسين الدقة عند إطلاق صواريخ أرض-أرض قصيرة المدى، إلى منظومة "مقلاع داوود" التي تعترض صواريخ أرض - أرض قصيرة إلى بعيدة المدى، إلى الطائرات التي يحركها الذكاء الاصطناعي وغيرها من التكنولوجيا، تقول إسرائيل إن دفاعاتها ذات فعالية فائقة.
كذلك تعد المسيرات واحدا من هذه الأنظمة التكنولوجية المهمة بالنسبة لإسرائيل، والتي تعتبرها أداة لا غنى عنها للسيطرة تحركات الخصم، ومنها على سبيل المثال "إيتان" القادرة على القيام بمهام بعيدة المدى ولها عمر 36 ساعة للتحليق في الأجواء، ويمكنها تحمل جميع الظروف الجوية، ويمكن دمجها مع العديد من أجهزة الاستشعار.
كما أدخلت إسرائيل نظاما يعرف باسم "مقلة العين"، لتصوير الأشخاص داخل المبنى قبل اقتحامه، إذ يُخرج أحد الجنود كرة سوداء صغيرة ويلقي بها داخل المبنى، وبعد ثوان، تستقر وتنقل صورة بزاوية 360 درجة للغرفة بينما يبقى الجنود في الخارج، ما يُمكنهم من رؤية وسماع كل ما يحدث في الداخل والحصول على جميع المعلومات اللازمة لاقتحام المبنى.
وإلى جانب ذلك، يستخدم الجيش الإسرائيلي منصة تحديد الأهداف بالذكاء الاصطناعي المعروفة باسم "غوسبل"، والتي تقترح الأهداف الأكثر صلة بالهجوم داخل محيط معين، وتحسب كمية الذخيرة اللازمة للهجوم.
ووفق مركز كارنيغي للشرق الأوسط، فإن التفوق التكنولوجي الذي تتمتع به إسرائيل في مجال الذكاء الاصطناعي يساعدها على إعادة تشكيل رؤيتها لطرق إدارتها للحرب، لا سيما من خلال استخدامها للطائرات بدون طيار، أو المركبات الجوية الآلية.
وتعد طائرة النسر الذهبي الآلية، خفيفة الوزن وغير المكلفة اقتصاديا، مثالا على الأسلحة الإسرائيلية المعززة بالذكاء الاصطناعي، حيث تستخدم هذه الآلية تقنيات الذكاء في التصويب على الأهداف الثابتة والمتحركة وتتبعها بسلاسة ودقة في الوقت الفعلي، مما يضمن توجيه ضربات دقيقة للهدف على الأرض أو في الجو، بغض النظر عن ظروف الإضاءة.
أما النظام الجديد الذي أعلنت عنه قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي، لإرسال رسائل تحذير عامة قائمة على تحديد المواقع، فيعتمد على تقنية البث الخلوي، وهي طريقة لإرسال رسائل قصيرة إلى مستخدمين متعددين للهواتف في منطقة محددة.
وذكرت قيادة الجبهة الداخلية أن النظام سيمكّن من "استلام رسالة في حالات الطوارئ واسعة النطاق، مثل إطلاق الصواريخ على إسرائيل"، إذ ستظهر التنبيهات على هاتف المستخدم دون الحاجة إلى تثبيت تطبيق أو اتخاذ أي إجراء مسبق، كما سيصدر صوت إنذار مع رسالة الطوارئ.
هل تنجح كل هذه التقنيات في التصدي لهجوم إيران؟
اعتبر المحاضر بمركز أبحاث الأمن السيبراني بالجامعة العبرية، تال ممران، أنه سبق أن استخدمت الأساليب الإلكترونية وتقنيات الذكاء الاصطناعي في عملية الدفاع "الناجحة" ضد الهجمات الإيرانية في أبريل الماضي.
وأوضح ممران لشبكة "فوكس نيوز"، أن "الخوارزميات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تحلل الرادار وبيانات أجهزة الاستشعار الأخرى لتتبع الصواريخ الواردة وحساب أفضل وقت لاعتراضها بشكل أكثر فعالية وتحديد أولويات الأهداف".
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يجعل النظام أكثر فعالية ضد مجموعة واسعة من التهديدات، مثل الطائرات بدون طيار والأجسام الصغيرة الأخرى التي تحلق على ارتفاع منخفض.
ووفق ممران فإن القبة الحديدية، التي تستخدمها إسرائيل منذ أكثر من عقد لإحباط الهجمات الصاروخية من غزة ولبنان، تستخدم الآن "تطبيقا مهما للذكاء الاصطناعي لتحسين دقة النظام"، إذ أن هذه التطبيقات يزيد من معدل نجاح القبة الحديدية إلى أكثر من 90 بالمئة وتقلل من تكاليف التشغيل.
بدوره، أوضح نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط مايك ملروي، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن إسرائيل تستخدم بالفعل أنظمة دفاعية تعتمد إلى حد ما على الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة.
وبشأن نجاح الدفاعات الإسرائيلية في التصدي لهجوم إيران المحتمل، قال ملروي إن "ذلك يعتمد على ما إذا كانت الضربات ستكون جماعية من إيران وسوريا ولبنان واليمن، فإذا فعلوا ذلك فسيكون من الصعب الدفاع، لكنه غير مستحيل، وبالتالي يتطلب الأمر دعم الولايات المتحدة المباشر".
ورجح ملروي ألا يتطور التصعيد بين إيران وأذرعها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى إلى حرب شاملة، مضيفا: "كلما طال زمن الرد، زاد احتمال عدم تصعيد الموقف وأن يكون مشابها لما حدث في أبريل.. الكثير من الصواريخ والمسيرات لكن بدون تأثير كبير".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسرائيل حماس إسماعيل هنية التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية بالذكاء الاصطناعي رسائل قصيرة الأمن السيبراني لهجوم إيران إيران هنية حزب الله إسرائيل حماس إسماعيل هنية التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية بالذكاء الاصطناعي رسائل قصيرة الأمن السيبراني لهجوم إيران أخبار إيران بالذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
ميتا تطلق أداة لكشف فيديوهات الذكاء الاصطناعي
في ظل الانتشار الكبير للمحتوى المزيف عبر الإنترنت، أطلقت شركة "ميتا" أداة جديدة تُعرف باسم "فيديو سيل" (Video Seal) لتوقيع مقاطع الفيديو المنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي بعلامات مائية غير مرئية.
تهدف هذه الأداة إلى مكافحة انتشار تقنيات "التزييف العميق" (Deepfake) التي شهدت زيادة كبيرة بأربعة أضعاف بين عامي 2023 و2024، حيث أصبحت تمثل 7% من جميع عمليات الاحتيال على مستوى العالم وفقًا لمنصة التحقق من الهوية "Sumsub".
اقرأ أيضاً.. "ميتا" تكشف عن نظارات "أوريون": نافذة على المستقبل بتقنيات مبتكرة"
خصائص أداة Video Seal
تتميز أداة "فيديو سيل" بالقدرة على إضافة توقيع مائي غير مرئي إلى الفيديوهات، يمكن كشفه لاحقًا لتحديد مصدر الفيديو وأصله.
ووفقًا لـ "بيير فرنانديز"، الباحث في الذكاء الاصطناعي في "ميتا"، فإن الأداة مصممة لمقاومة التعديلات الشائعة مثل التشويش أو الاقتصاص، كما تتحمل تقنيات الضغط المستخدمة على منصات التواصل الاجتماعي.
بالإضافة إلى التوقيع المائي، يمكن للأداة تضمين رسائل مخفية داخل الفيديوهات تُستخدم لاحقًا لتأكيد أصالتها.
أخبار ذات صلة جوجل تطلق"Veo 2".. ثورة جديدة في عالم إنشاء الفيديو "أوبن إي آي" تطرح محرك البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي لجميع المستخدمين
تفوق الأداة مقارنةً بالحلول الأخرى
رغم وجود أدوات مشابهة من شركات مثل "ديب مايند" (DeepMind) التي طورت "SynthID" و"مايكروسوفت"، يرى فرنانديز أن معظم هذه الأدوات لا تقدم مقاومة كافية للضغط أو الكفاءة اللازمة للتشغيل على نطاق واسع، كما أن بعضها يعتمد على تقنيات مخصصة للصور، مما يجعلها غير فعّالة مع الفيديوهات.
التحديات وخطط المستقبل
تعترف "ميتا" بأن أداة "فيديو سيل" تواجه تحديات، منها التوازن بين وضوح العلامة المائية وقدرتها على مقاومة التعديلات المكثفة مثل الضغط الشديد أو التعديلات الكبيرة، مما قد يؤدي إلى فقدان العلامة أو صعوبة استرجاعها.
لمواجهة قلة تبني الأداة من قبل المطورين والشركات التي تعتمد حلولًا خاصة بها، أطلقت "ميتا" منصة تقييم علنية تُعرف بـ "ميتـا أومني سيل بنش" (Meta Omni Seal Bench) لمقارنة أداء مختلف تقنيات العلامات المائية. كما ستنظم الشركة ورشة عمل حول هذا الموضوع خلال مؤتمر ICLR، أحد أبرز المؤتمرات في مجال الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضاً.. "ميتا" تعتمد تقنية التعرف على الوجه لمنع الاحتيال بصور المشاهير
تأمل "ميتا" أن تُشجع هذه المبادرات الباحثين والمطورين على دمج تقنيات العلامات المائية في مشاريعهم لتعزيز مصداقية المحتوى الرقمي ومكافحة المحتوى المزيف بشكل فعال.
المصدر: وكالات