الأسبوع:
2025-04-26@03:15:32 GMT

أمريكا وشعار وقف الحرب على غزة

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

أمريكا وشعار وقف الحرب على غزة

منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي 2023، وما تبعه من عدوان وحشي وإجرامي من جانب قوات الكيان المحتل في حق أبناء الشعب الفلسطيني، وما خلَّفه هذا الإجرام من قتل وتجويع وخراب ودمار، تقدَّم الكثير من الدول بمقترحات كثيرة إلى مجلس الأمن تدعو فيها إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

إلا أن أمريكا وخلال الأشهر الأولى من الحرب كانت تقف بالمرصاد في مجلس الأمن لرفض كل تلك المقترحات بحجة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وإعلان أمريكا جهرًا مع قادة الغرب عن الوقوف مع إسرائيل ومساندتها في تلك الحرب الوحشية على أبناء غزة. ومع تعالي أصوات شعوب العالم الحر المعترض على جرائم إسرائيل المروعة، ومع فضح المؤسسات الدولية والحقوقية لجرائم إسرائيل غير المسبوقة في حق الإنسانية، فإن العالم قد انكشف له خداع أمريكا وبعض دول الغرب التي تناصر إسرائيل ضد شعب أعزل بهدف توسيع الاحتلال والاستيطان في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، ما أجبر أمريكا على أن تتبنى دبلوماسيةً ناعمةً من أجل إيهام العالم بنواياها الطيبة لوقف الحرب على قطاع غزة، ومنها الزيارات الكثيرة لوزير خارجيتها أنطوني بلينكن إلى المنطقة بهدف إحداث توافق بين قادة إسرائيل، وبين الأطراف المتحاورة، حاملًا شعار وقف الحرب على غزة دون أن يحقق هدفًا واحدًا. ولكيلا تنكشف أمريكا تمامًا أمام العالم أعلن الرئيس الأمريكي «چو بايدن» أوائل شهر يونيو الماضي ٢٠٢٤ عن نصٍّ يتضمن خطة إسرائيلية جديدة منها وقف العدوان على قطاع غزة، وبالرغم من ترحيب حركة حماس والمجتمع الدولي بتلك الخطة، ومع الدبلوماسية النشطة للأطراف المتفاوضة ومنها قادة إسرائيل ومصر وقطر وغيرهم، فإن إسرائيل بقيادة نتنياهو وحكومته قد تملَّصوا من الخطة، وواصلوا عدوانهم الوحشي على قطاع غزة، ما يثبت أن أمريكا هي المسئولة عن مخططات وجرائم إسرائيل في غزة والمنطقة.

لقد كانت أمريكا المعرقل الأول لمقترحات الدول في مجلس الأمن الداعية لوقف الحرب على غزة باستخدامها حق النقض «الفيتو» وعرقلتها ورفضها لكل المقترحات، ما جعل إسرائيل وخلال أكثر من عشرة أشهر تواصل وتتمادى في إجرامها وعدوانها على قطاع غزة، الضفة الغربية، جنوب لبنان، سوريا، اليمن، وغيرها من جرائم الاغتيالات البشعة والغادرة التي طالت قادة حماس في الداخل والخارج، وآخرها اغتيال إسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية، بل وباغتيال إسرائيل لقادة حزب الله، واستهدافها المدنيين في جنوب لبنان، وغيرها من الجرائم المتواصلة على غزة والمنطقة. وللأسف فإن أمريكا -ورغم جرائم إسرائيل المتواصلة- تصدِّر للعالم تمسكها بشعار وقف الحرب في غزة، بل وبدعوة قادتها ووزير خارجيتها أطرافِ النزاع في المنطقة إلى ضبط النفس وعدم التصعيد لمنع الحرب الموسعة بالمنطقة. يحدث ذلك في الوقت الذي تستغل فيه إسرائيل شعارات أمريكا الزائفة، لتنفيذ مخططاتها الاستيطانية والإجرامية في المنطقة، ما يكشف للعالم بأن أمريكا هي الداعم الأول والراعي لما تفعله إسرائيل في المنطقة، ففي الماضي تسببت أمريكا -التي جعلت من نفسها راعيةً للسلام- في تأخير قيام الدولة الفلسطينية، لأنها كانتِ المسئولة عن عدم رغبتها في تنفيذ قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة الداعية لإقامة الدولة الفلسطينية، بل والتسبب في شيطنة إسرائيل في المنطقة، من أجل تنفيذ مخططاتها في غزة والأراضي العربية المحتلة.

فإلى متى سيظل العالم منخدعًا فيما تفعله أمريكا وتتسبب فيه من إشعال بؤر التوتر في العالم؟! إلى متى ستظل أمريكا تخدع العالم بشعاراتها المزيفة عن الحرية والديمقراطية ونصرة الشعوب المقهورة وغيرها من شعاراتها الزائفة؟! فهل تتنبه شعوب العالم وبلدان المنطقة إلى هذا المخطط الأمريكي الإسرائيلي الذي يعمل على إطالة أمد الحرب في غزة وصولًا إلى إجبار سكان غزة على النزوح منها، وتمكُّن الكيان المحتل من الاستيلاء على غزة في النهاية؟!

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وقف الحرب على على قطاع غزة مجلس الأمن إسرائیل فی فی المنطقة على غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزيرا خارجية أمريكا وبولندا يبحثان هاتفيًا سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الأربعاء، اتصالًا هاتفيًا بنظيره البولندي رادوسلاف سيكورسكي، تناول خلاله سبل تعزيز التعاون الثنائي لدعم الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وأشاد روبيو، خلال الاتصال، بالدور الذي تلعبه بولندا على الساحة الأوروبية في دعم أوكرانيا سياسيًا وإنسانيًا، بالإضافة إلى الاستثمارات البولندية في البنية التحتية الأمنية واللوجستية لتعزيز استقرار المنطقة.

وأكد الجانبان التزامهما المشترك بدعم السيادة الأوكرانية، وضرورة الدفع نحو حل دبلوماسي يضمن الأمن والسلام الدائم في القارة الأوروبية.

ويأتي هذا الاتصال في إطار المشاورات المتواصلة بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين لتنسيق المواقف بشأن تطورات النزاع في أوكرانيا، وتقييم فرص التوصل إلى اتفاق سلام دائم.

مقالات مشابهة

  • طبيب نرويجي عائد من غزة: يجب الضغط على إسرائيل لوقف الحرب
  • أمريكا وسياستها في البحر الأحمر
  • المحكمة الجنائية الدولية تحاصر قادة إسرائيل | رفض تعليق مذكرات الاعتقال ينذر بمحاسبة تاريخية
  • مصطفى بكري: أمريكا تتجنب الصراعات مع دول تمتلك أسلحة متطورة
  • رحيل البابا فرنسيس.. قادة الكنائس حول العالم ينعون "صوت التواضع والوحدة"
  • وزيرا خارجية أمريكا وبولندا يبحثان هاتفيًا سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا
  • أمريكا والحرب البرية على اليمن
  • الفاتيكان يعلن موعد جنازة البابا فرنسيس بحضور قادة من جميع دول العالم
  • هكذا علقت روسيا على المحادثات النووية الجارية بين أمريكا وإيران
  • بـ"قرار الفرصة الأخيرة".. إسرائيل تحدد موقفها من مفاوضات غزة