الأسبوع:
2024-09-09@14:53:54 GMT

أمريكا وشعار وقف الحرب على غزة

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

أمريكا وشعار وقف الحرب على غزة

منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي 2023، وما تبعه من عدوان وحشي وإجرامي من جانب قوات الكيان المحتل في حق أبناء الشعب الفلسطيني، وما خلَّفه هذا الإجرام من قتل وتجويع وخراب ودمار، تقدَّم الكثير من الدول بمقترحات كثيرة إلى مجلس الأمن تدعو فيها إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

إلا أن أمريكا وخلال الأشهر الأولى من الحرب كانت تقف بالمرصاد في مجلس الأمن لرفض كل تلك المقترحات بحجة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وإعلان أمريكا جهرًا مع قادة الغرب عن الوقوف مع إسرائيل ومساندتها في تلك الحرب الوحشية على أبناء غزة. ومع تعالي أصوات شعوب العالم الحر المعترض على جرائم إسرائيل المروعة، ومع فضح المؤسسات الدولية والحقوقية لجرائم إسرائيل غير المسبوقة في حق الإنسانية، فإن العالم قد انكشف له خداع أمريكا وبعض دول الغرب التي تناصر إسرائيل ضد شعب أعزل بهدف توسيع الاحتلال والاستيطان في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، ما أجبر أمريكا على أن تتبنى دبلوماسيةً ناعمةً من أجل إيهام العالم بنواياها الطيبة لوقف الحرب على قطاع غزة، ومنها الزيارات الكثيرة لوزير خارجيتها أنطوني بلينكن إلى المنطقة بهدف إحداث توافق بين قادة إسرائيل، وبين الأطراف المتحاورة، حاملًا شعار وقف الحرب على غزة دون أن يحقق هدفًا واحدًا. ولكيلا تنكشف أمريكا تمامًا أمام العالم أعلن الرئيس الأمريكي «چو بايدن» أوائل شهر يونيو الماضي ٢٠٢٤ عن نصٍّ يتضمن خطة إسرائيلية جديدة منها وقف العدوان على قطاع غزة، وبالرغم من ترحيب حركة حماس والمجتمع الدولي بتلك الخطة، ومع الدبلوماسية النشطة للأطراف المتفاوضة ومنها قادة إسرائيل ومصر وقطر وغيرهم، فإن إسرائيل بقيادة نتنياهو وحكومته قد تملَّصوا من الخطة، وواصلوا عدوانهم الوحشي على قطاع غزة، ما يثبت أن أمريكا هي المسئولة عن مخططات وجرائم إسرائيل في غزة والمنطقة.

لقد كانت أمريكا المعرقل الأول لمقترحات الدول في مجلس الأمن الداعية لوقف الحرب على غزة باستخدامها حق النقض «الفيتو» وعرقلتها ورفضها لكل المقترحات، ما جعل إسرائيل وخلال أكثر من عشرة أشهر تواصل وتتمادى في إجرامها وعدوانها على قطاع غزة، الضفة الغربية، جنوب لبنان، سوريا، اليمن، وغيرها من جرائم الاغتيالات البشعة والغادرة التي طالت قادة حماس في الداخل والخارج، وآخرها اغتيال إسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية، بل وباغتيال إسرائيل لقادة حزب الله، واستهدافها المدنيين في جنوب لبنان، وغيرها من الجرائم المتواصلة على غزة والمنطقة. وللأسف فإن أمريكا -ورغم جرائم إسرائيل المتواصلة- تصدِّر للعالم تمسكها بشعار وقف الحرب في غزة، بل وبدعوة قادتها ووزير خارجيتها أطرافِ النزاع في المنطقة إلى ضبط النفس وعدم التصعيد لمنع الحرب الموسعة بالمنطقة. يحدث ذلك في الوقت الذي تستغل فيه إسرائيل شعارات أمريكا الزائفة، لتنفيذ مخططاتها الاستيطانية والإجرامية في المنطقة، ما يكشف للعالم بأن أمريكا هي الداعم الأول والراعي لما تفعله إسرائيل في المنطقة، ففي الماضي تسببت أمريكا -التي جعلت من نفسها راعيةً للسلام- في تأخير قيام الدولة الفلسطينية، لأنها كانتِ المسئولة عن عدم رغبتها في تنفيذ قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة الداعية لإقامة الدولة الفلسطينية، بل والتسبب في شيطنة إسرائيل في المنطقة، من أجل تنفيذ مخططاتها في غزة والأراضي العربية المحتلة.

فإلى متى سيظل العالم منخدعًا فيما تفعله أمريكا وتتسبب فيه من إشعال بؤر التوتر في العالم؟! إلى متى ستظل أمريكا تخدع العالم بشعاراتها المزيفة عن الحرية والديمقراطية ونصرة الشعوب المقهورة وغيرها من شعاراتها الزائفة؟! فهل تتنبه شعوب العالم وبلدان المنطقة إلى هذا المخطط الأمريكي الإسرائيلي الذي يعمل على إطالة أمد الحرب في غزة وصولًا إلى إجبار سكان غزة على النزوح منها، وتمكُّن الكيان المحتل من الاستيلاء على غزة في النهاية؟!

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وقف الحرب على على قطاع غزة مجلس الأمن إسرائیل فی فی المنطقة على غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

«القدس للدراسات»: أمريكا لا تستطيع الضغط على نتنياهو بشأن إنهاء الحرب

قال الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية، إنّ حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو تشهد كثيرا من الخلافات مع المنظومة الأمنية الإسرائيلية حول إدارة هذه الحرب، وقد يؤدي ذلك تغيير في طبيعة المعارك الدائرة، مشيرا إلى أنّ الضغط الأمريكي ضعيف ولم يستطع إجبار إسرائيل على وقف الحرب.

«عوض»: تراجع الضغط على إسرائيل

وأضاف «عوض»، خلال مداخلة هاتفية على قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ الإقليم العربي والإسلامي توقف منذ زمن عن الضغط أو تقديم مبادرات أو اقتراحات أو حتى حماية مقترح اللجنة العربية الإسلامية الخماسية التي توقفت عن العمل، مما أدى إلى تراجع الضغط على الحكومة الإسرائيلية، مردفا أنّ الرؤية الإسرائيلية تتقدم بشكل كبير سواء في العدوانية أو العنف المدعوم بالغرب الاستعماري.

حرب الإبادة الجماعية

وواصل «عوض»، بأنّه منذ 7 أكتوبر 2023 أكد عدد كبير من الدول الغربية دعمها لإسرائيل بل وأيدت حرب الإبادة الجماعية، لافتا إلى أنّ أمريكا لا تستطيع أن تضغط على نتنياهو بشأن إنهاء الحرب وإتمام صفقة التبادل، كون القرار المتعلق بالقضية الفلسطينية أو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يقع بأيادي وجماعات صهيونية ويهودية وإسرائيلية في داخل أمريكا، فضلا عن كون أمريكا شريكة مع إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • بعد إطلاق صواريخ منها..إسرائيل تأمر بإخلاء مناطق في شمال غزة
  • «القدس للدراسات»: أمريكا لا تستطيع الضغط على نتنياهو بشأن إنهاء الحرب
  • متوعدا بالوصول إليهما.. غالانت في انتظار خطأ الشقيقين السنوار
  • مصطفى عمار: إسرائيل لم تحقق أي مكاسب من عدوانها على غزة
  • إسرائيل تزعزع أمن المنطقة
  • إسرائيل: الوثائق الملفقة أغضبت قادة أجهزة أمنية وقد تزيد حدة التوتر
  • عائشة نور.. ناشطة حقوقية غادرت أمريكا لدعم فلسطين فقتلتها إسرائيل
  • إعلام إسرائيل يناقش خطة تدعو لتهجير وتجويع سكان شمال غزة
  • محقق الأمم المتحدة يتهم إسرائيل بشن حملة تجويع ضد سكان قطاع غزة
  • أستاذ بجامعة السوروبون: نتنياهو تسبب بنفور قادة الغرب من إسرائيل