الأسبوع:
2025-04-29@13:49:02 GMT

اغتيال ممنهج..

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

اغتيال ممنهج..

فجر الأربعاء الماضى جرى اغتيال "إسماعيل هنية" رئيس حركة حماس فى غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته فى طهران إثر مشاركته فى احتفال تنصيب الرئيس الإيرانى الجديد "مسعود برشكيان". وهكذا عاد الحديث من جديد عن سياسة الاغتيالات الإسرائيلية إلى الواجهة مع قيام إسرائيل باغتيال قادة فلسطينيين خلال حرب غزة التي لا زالت مشتعلة إلى الآن.

الجدير بالذكر أن سياسة إسرائيل القائمة على اغتيال القادة العسكريين التابعين للفصائل الفلسطينية ليست بالجديدة، إذ أنها سياسة متبعة منذ قيام هذا الكيان الغاصب عام 1948.

واقعة اغتيال إسماعيل هنية تستدعى لنا عمليات اغتيال كثر قامت إسرائيل بارتكابها، نذكر منها على سبيل المثال اغتيال "غسان كنفانى" فى يوليو 1972 بعبوة ناسفة نفذها جهاز الموساد الإسرائيلى، واغتيال "خليل الوزير"- أبو جهاد- فى 1988، وصلاح خلف" فى 1991، و"فتحى الشقاقى" فى أكتوبر 1996، و"أبو على مصطفى" أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فى 2001. والقائمة المذكورة لا تشمل جميع الاغتيالات التي قامت بها إسرائيل، وإنما تركز على الاغتيالات التى طالت شخصيات بارزة.

كان "نتنياهو" قد قال بأن قتل قيادات حركة حماس يقرب إسرائيل من تحقيق أهدافها الرامية إلى تصفية شخصيات فلسطينية رائدة، ليدعم هذا كل أهداف الحرب، وأهداف إسرائيل فى كسر إرادة حركة حماس وإرادة الشعب الفلسطيني، وتحقيق ما تصبو إليه من أهداف وهمية. وفى خضم ذلك تنسى إسرائيل أن "حماس" مؤسسة ومفهوم وليست أشخاصًا، وأن مثل هذه العمليات ستدفعها نحو مواصلة سيرها فى الطريق الذى رسمته مهما كانت التضحيات، ولذا فإن العمل الجبان الذي قامت به إسرائيل لن ينال من عزيمة المقاومة الباسلة، وستظل سائرة على طريق الصمود والثبات.

وهنا وجب التساؤل: أين المجتمع الدولى الذى تحول وللأسف إلى متفرج ومشاهد لا يحرك ساكنًا حيال إسرائيل؟. لقد كان عليه فيما لو أنصف تحمل مسؤولياته فى اتخاذ إجراءات فورية تفرض وقف العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، ووقف خروقات إسرائيل للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وهى القرارات التي تحمي أمن المنطقة واستقرارها، وتقوم بتأمينها من التبعات الكارثية الناجمة عن استمرار العدوان الإسرائيلي، واستمرار تفاقم انتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان وحقوق الشعب الفلسطيني، ووقف جرائمها ضده، وهى الجرائم التى ستؤدى فى النهاية إلى جر المنطقة نحو توسيع الصراع، وإلى تهديد الأمن، والسلم الإقليميين، والدوليين.

يحمد لمصر مواقفها المشرفة، فلقد سارعت وأدانت سياسة التصعيد الإسرائيلية الخطيرة، وحذرت من أن ذلك يمكن أن ينذر بإشعال المواجهة فى المنطقة بشكل قد يؤدى إلى تداعيات، وعواقب وخيمة. ولهذا بادرت مصر فطالبت مجلس الأمن والقوى المؤثرة دوليًّا الاضطلاع بمسؤوليتها فى وقف هذا التصعيد الخطير فى الشرق الأوسط، ووضع حد لسياسة حافة الهاوية. معتبرة أن تزامن هذا التصعيد الإقليمى مع عدم تحقيق تقدم فى مفاوضات وقف إطلاق النار، من شأنه أن يزيد من تعقيد الموقف لا سيما مع غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية للتهدئة.

ولا شك أن عملية الاغتيال والسلوك الإسرائيلى المستهتر القائم على الاستهداف المستمر للمدنيين فى غزة سيؤدي حتمًا إلى انزلاق المنطقة إلى دائرة الفوضى، وتقويض فرص السلام.

واليوم يتعين وقف عمليات إسرائيل فى اغتيال المدنيين، ووقف نهج الاغتيالات السياسية توطئة لإفساح المجال أمام استمرار التفاوض بين الأطراف المعنية. مع الأخذ فى الاعتبار بأن السلام الإقليمى والدولى بحاجة إلى شركاء جادين، وموقف دولى ضد التصعيد والاستهتار بأرواح شعوب المنطقة.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

تطور جديد داخل محكمة العدل الدولية بشأن إسرائيل

تبدأ - اليوم الإثنين - في لاهاي جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في قضية منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في خطوة قد تؤدي إلى اتهام إسرائيل بانتهاك القانون الدولي. ستعرض عشرات الدول مرافعاتها أمام المحكمة على مدار عدة أيام بدءًا من اليوم.

القيود المفروضة على دخول المساعدات إلى غزة

منذ الثاني من مارس 2025، تمنع إسرائيل دخول أي إمدادات إنسانية إلى قطاع غزة، الذي يضم نحو 2.3 مليون نسمة. وقد نفدت تقريبًا جميع المواد الغذائية التي تم إدخالها خلال فترة وقف إطلاق النار في بداية العام.

القرار الأممي حول التزامات إسرائيل بتسهيل المساعدات

في ديسمبر 2024، كُلِّفت محكمة العدل الدولية بتقديم رأي استشاري حول التزامات إسرائيل بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، التي يتم إرسالها من دول ومنظمات دولية مثل الأمم المتحدة. وتصر إسرائيل على أنها لن تسمح بدخول أي مساعدات إلى غزة إلا بعد أن تفرج حركة حماس عن جميع الرهائن المتبقين.

دول أوروبية تطالب إسرائيل بالامتثال للقانون الدولي

وفي خطوة متزامنة، طالبت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إسرائيل الأسبوع الماضي بالامتثال للقانون الدولي والسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعدما أكدت إسرائيل أنها لن تسمح بدخول أي مساعدات لتضغط على حركة حماس.

تصريحات الرئيس الأمريكي حول المساعدات إلى غزة

من جهته، صرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في تصريح يوم الجمعة بأنه مارس ضغطًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

اتهامات متبادلة بين إسرائيل وحماس بشأن سرقة المساعدات

وتتهم إسرائيل حركة حماس بسرقة المساعدات الإنسانية التي دخلت غزة، وهو ما تنفيه حماس، مشيرة إلى أن إسرائيل هي المسؤولة عن نقص الإمدادات.

القرار الأممي والموقف الدولي

في ديسمبر، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يدعو إسرائيل للامتثال لالتزاماتها تجاه الفلسطينيين، وأعرب عن "القلق البالغ" تجاه الوضع الإنساني في القطاع. وصوتت 137 دولة لصالح القرار، بينما رفضت إسرائيل والولايات المتحدة و10 دول أخرى، وامتنعت 22 دولة عن التصويت.

المرافعات الفلسطينية أمام المحكمة

اليوم، سيبدأ ممثلو الأراضي الفلسطينية بتقديم مرافعاتهم أمام محكمة العدل الدولية، وهي محكمة لا تملك سلطة إنفاذ قراراتها رغم أن آرائها الاستشارية تتمتع بثقل قانوني وسياسي.

انتظار رأي محكمة العدل الدولية
من المتوقع أن تستغرق المحكمة عدة أشهر لتقديم رأيها بعد جلسات الاستماع التي ستختتم يوم الجمعة.

 

مقالات مشابهة

  • السعيطي: طرابلس تواجه خطر الفوضى وعودة ظاهرة الاغتيالات
  • إسرائيل ترفض مقترحاً لوقف النار في غزة 5 سنوات مقابل المحتجزين
  • وسط تعثر المفاوضات.. إسرائيل تمهد لتوسيع العمليات في غزة
  • ممثلة مصر أمام العدل الدولية: إسرائيل قامت بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل ممنهج
  • نتنياهو: إسرائيل ستسيطر على غزة عسكريا ولن تسمح للسلطة باستبدال حماس
  • تطور جديد داخل محكمة العدل الدولية بشأن إسرائيل
  • عراقجي: توهم إسرائيل بأنها قادرة على إملاء سياسة إيران بعيد عن الواقع
  • خطة السنوار لتفجير إسرائيل من الداخل.. وثائق سرّية تكشف ما لم يكن في الحسبان
  • أحمد موسى: إسرائيل كيان له أطماع توسعية في المنطقة
  • الجيش الإسرائيلي يعمل على إقامة منطقة إنسانية جديدة جنوب غزة