الثورة / وكالات

تحتار دعاء إسماعيل في كيفية العناية بغذاء طفلها الأول مع فقدان جميع الأغذية الصحية من أسواق شمال قطاع غزة في إثر الحصار الذي يفرضه الاحتلال على السكان منذ 300 يوم على حرب الإبادة الجماعية.
زُرقت دعاء بمولودها الأول “ريان” في قبيل اندلاع الحرب بأسابيع، وتقول إنها طيلة الأشهر الماضية اعتمدت في تغذية طفلها على الرضاعة الطبيعية وبعض الأطعمة الصلبة التي يتناولها الطفل بعد بلوغه الشهر السادس.


وتلفت إلى أن توفير هذه الأغذية كان تيسيراً من الله، إذ كان زوجها قد ادخر بعض المال، ولما رأى أن غزة مقبلة على مجاعة بفعل عدم سماح الاحتلال بدخول أي نوع من الخضار أو الفاكهة، حاول تأمين ما يستطيع من طعام لطفله، كشراء العديد من عبوات الحليب الصناعي والسيريلات والشوفان وتخزين بضع كيلوات من التمر.
لكن دعاء اليوم تقف عاجزة أمام طفلها وحاجته لتناول البيض والحليب كامل الدسم لاحتوائهما على كميات أكبر من الكالسيوم اللازم لنمو الأسنان والعظام في هذه المرحلة من عمره.
أغذية خاصة
في حين يبدي يوسف الحداد قلقلاً كبيراً على طفلته (3 أعوام) التي شخصها الأطباء حديثاً بأنها تعاني من فقر الدم نتيجة نقص عنصر الحديد اللازم لإنتاج بروتين “الهيموجلوبين”.
ويشير إلى أن المرض اكتشف بعد أن فقدت طفلته وعيها في يوم شديد الحرارة، “لاحظنا يومها شحوب في وجهها، وتعب عام، واعتقدنا أنه بسبب الرطوبة العالية وهو أمر شائع في الصيف، لكن عندما فقدت وعيها ونقلناها للمشفى أظهرت الفحوصات مستويات متدنية لنسبة الهيموجلوبين”.
وبوجه عام تتباين عواقب فقر الدم بين الأطفال، إذ يمكن أن يؤثر المرض على الأداء المدرسي بسبب التأخر في النمو والاضطرابات السلوكية من قبيل انخفاض النشاط الحركي والتفاعل الاجتماعي والاهتمام بالواجبات، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يسبب فقر الدم ضعف النمو المعرفي والحركي لدى الأطفال.
ويعجز الحداد عن تأمين ما نصحه الأطباء بفعله لتفادي تطور الحالة مستقبلاً، حيث لا تتوافر في الأسواق سوى المعلبات من قبيل الفول والبازلاء والحمص واللحوم المصنعة، وجميعها مضرة لا ينصح بها لمرضى فقر الدم الذين هم بحاجة للخضار الطازجة واللحوم الحمراء على وجه الخصوص.
ويبين أن الخضار والفواكه شبه مفقودة في السوق وما هو متوفر يباع بأسعار لم أكن أتخيلها في أحلامي.
وبينما يواصل الاحتلال حصار غزة منذ 10 أشهر، ويمنع منظمات الإغاثة من إدخال ما يكفي من الغذاء إلى القطاع، يقول الحداد إنه لا يملك خياراً سوى الانتظار والتعامل مع الواقع وفق إمكانياته، مبدياً أسفه وحزنه وهو يرى البؤس على وجوه المئات من الآباء وهم غير قادرين على فعل شيء لأطفالهم المرضى والجوعى.
فقر غذائي حاد
وتحذر وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة من أن جنوب قطاع غزة قد يشهد قريبا نفس “مستويات الجوع الكارثية” التي سجلت سابقا في الشمال، حيث ركزت سلطات الاحتلال هجومها العسكري في الأيام الأولى من حرب الإبادة.
ووفق معطيات نشرتها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فإن أكثر من 50 ألف طفل يحتاجون إلى العلاج من سوء التغذية الحاد.
وتقول أديل خضر، المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن خطر تزايد حالات سوء التغذية يترافق مع انهيار خدمات علاجه، “فاليوم، لا يعمل سوى مركزين فقط من أصل المراكز الثلاثة التي تعالج الأطفال المصابين بسوء التغذية الخطير في قطاع غزة”.
وتشير إلى أن خطط افتتاح مراكز جديدة تأخرت بسبب تواصل العدوان العسكري الإسرائيلي في جميع أنحاء القطاع، مبينة أن علاج الطفل من سوء التغذية الحاد عادة ما يحتاج 6 إلى 8 أسابيع من الرعاية المتواصلة ويتطلب أغذية علاجية خاصة والمياه المأمونة فضلاً عن الدعم الطبي الإضافي.
ويحذر برنامج التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، الذي يقيم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في العالم، في تقرير نشره في يونيو الماضي، من أن كل قطاع غزة تقريبا سيواجه المجاعة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
وتظهر معطيات منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” أن حوالي 9 من كل 10 أطفال يعانون من فقر غذائي حاد، ولا يحصلون على ما يكفي من الماء والغذاء والدواء، وأن قرابة 3000 طفل فقد إمكانية العلاج من سوء التغذية المعتدل والشديد في جنوب قطاع غزة، مما يعرضهم لخطر الموت أمام أعين أسرهم العاجزة عن فعل أي شيء أمام حالات النزوح المتكررة والعجز عن الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية وخدماتها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الكشف عن عدد الجثامين التي تحتجزها إسرائيل

قالت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين، الخميس 20 فبراير 2025 ، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل سياسة احتجاز جثامين الشهداء.

وتوثق الحملة "احتجاز 665 شهيدًا في مقابر الأرقام وثلاجات الاحتلال، بعضهم منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وآخرهم شهداء مخيم الفارعة"، مساء أمس الأربعاء.

وأكدت الحملة أنه "من بين الشهداء المحتجزة جثامينهم: 259 شهيدًا منذ بداية العدوان في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، و67 شهيدًا من الحركة الأسيرة، و59 شهيدًا من الأطفال تقل أعمارهم عن 18 عامًا، و9 شهيدات من النساء".

وختمت الحملة بالقول إن "هذه الأرقام لا تشمل الشهداء المحتجزة جثامينهم في قطاع غزة ، حيث لا تتوفر معلومات دقيقة حول أعدادهم. ومع ذلك، ذكرت مصادر عبرية أن الاحتلال يحتجز جثامين أكثر من 1500 شهيد في معسكر سدي تيمان".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين عبور أول دفعة من المنازل المتنقلة لمعبر كرم أبو سالم "مرحلتان تشملان إعادة التوزيع السكاني".. تفاصيل خطة مصر لإعمار غزة خلفا لحسين الشيخ.. الرئيس عباس يعين أيمن قنديل رئيسا للشؤون المدنية الأكثر قراءة صحة غزة: وصول مستشفيات القطاع 17 شهيدا آخر 24 ساعة التنمية في غزة تصدر إعلانا مهما للعائدين إلى شمال القطاع إذاعة الجيش الإسرائيلي: دخول الكرفانات والمعدات الثقيلة إلى غزة "مسألة وقت" توجه لعقد مؤتمر دولي لدعم خطة الحكومة الفلسطينية بشأن غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • «الأونروا» تعلن بدء المرحلة الثالثة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة
  • غزة: الكرفانات التي دخلت مخصصة لمؤسسات دولية وليست للإيواء
  • "يوروبول" يحذر: تصاعد المجتمعات الإلكترونية العنيفة التي تستهدف الأطفال
  • الكشف عن عدد الجثامين التي تحتجزها إسرائيل
  • استعدادات لتسليم جثامين 4 محتجزين إسرائيليين في قطاع غزة
  • ما هي الصورة التي أخفتها المقاومة على منصة التسليم ؟
  • كاميرا «القاهرة الإخبارية» ترصد استعدادات تسليم جثامين 4 محتجزين إسرائيليين بغزة
  • إطلاق حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة لحماية الأطفال وتعزيز الصحة العامة
  • تستهدف 591 ألفًا.. استئناف حملة تطعيم شلل الأطفال في قطاع غزة
  • "الصحة العالمية" تطلق حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة