اغتالت إسرائيل القائد السياسي لحماس إسماعيل هنية في قلب طهران، والقائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت العاصمة، وزعمت حتى الآن أنها قتلت القائد العسكري لحماس محمد الضيف، وسبق لها عقب طوفان الأقصى أن اغتالت صالح العروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، وقتلت عشرات القادة والمستشارين من إيران، وحزب الله في سوريا، وطهران، ولبنان.
نجحت إذن، فرق الاغتيال الاستخباراتية الصهيونية في الوصول إلى قادة المقاومة، وتتحدث روايات عن أن محاولة اغتيال الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني، ورئيس مجلس السيادة في نفس يوم اغتيال إسماعيل هنية تمت بواسطة طائرتين مسيرتين انطلقتا من إحدى السفن العسكرية الإسرائيلية التي ترسو في جزيرة يمنية بالبحر الأحمر، أي أن التحقيقات يمكنها أن تثبت أن محاولة اغتيال البرهان التي قتل فيها خمسة من ضباط الجيش السوداني، وفجرت صواريخها على بعد 50 مترًا فقط من مكان البرهان في إحدى القواعد العسكرية ربما تثبت التحقيقات أنها إسرائيلية أرادت بها أجهزة استخباراتها أن تقول إننا قادرون على أن نضرب في بيروت، وفي طهران، وفي العراق، وفي اليمن، وفي السودان، وفي غزة، وفي الضفة الغربية، وفي دمشق، وأن ضرباتنا يمكن أن تكون في وقت واحد.
إسرائيل التي احترفت حرب الاغتيالات، وشكلت لنفسها صورة ذات رعب وردع عبر الزعم بأنها قادرة على الوصول لرؤوس أعدائها في أي مكان في العالم، نفذت 2700 عملية اغتيال منذ اغتصاب فلسطين وحتى العام 2018، وطالت تلك العمليات رؤوسا كبيرة جدًا في حركات المقاومة الفلسطينية، كان على رأسها رمز الثورة ياسر عرفات، الذي اغتيل بمادة كيميائية سامة، وقائد ومؤسس حماس، الشيخ أحمد ياسين، وقائد ومؤسس حركة الجهاد فتحي الشقاقي، وقائد أركان الثورة الفلسطينية، أبو جهاد، وقائد حماس عبد العزيز الرنتيسي، ومئات القادة الفلسطينيين من جميع الفصائل.
وأمام هذه الحقائق المكتوبة بالدم، والشهادة، سطرت المقاومة الفلسطينية صمودًا لم تشهده شعوب الدنيا من قبل، حيث كان يَخْلُف دائمًا كل قائد يموت ألف قائد يولد في ميدان المعركة.
ربما فرحت قلوب كثيرة لاغتيال القادة، لأنهم يتخيلون واهمين أن نجاح إسرائيل في قتلهم سيجعلها دولة مسالمة طيبة تصنع الخير لأبناء المنطقة، وإن لم يوصف هذا بأخس أنواع الخيانة، فإنه يوصف بأحط أنواع الجهل، لأن إسرائيل وقادتها المتطرفين لا يعيشون إلا على إفناء كل العرب، وهم لا يفرقون بين أحد منهم إلا بمقدار استخدام البعض كعملاء لقتل البعض الآخر.
وهناك تيار يدعي العقلانية ويقول إننا لا يجب أن نقف في وجه إسرائيل، لأننا بذلك نكون قد وقفنا في وجه أمريكا ودول الغرب، ونحن لا نملك الوقوف في مواجهة قدراتهم الفائقة.
ولكن العرب قد جربوا كل أنواع التسليم، ولم يبق هناك شيء يمكن أن يُجرَّب مرة أخرى لإثبات الخنوع والاستسلام، وتعمد الغرب مع طغيان وفائض كل القوة الذي يملكه أن يضع ظهرونا للحائط، فإما أن نقاوم لأجل البقاء، وإما أن نضع رقابنا على المذابح ونحن نستغفر الله على الخطأ من باب الاحتياط لأننا لم نسجد كثيرا لآلهة الغرب وإسرائيل.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
مشيداً بدروه في “طوفان الأقصى”.. حزب الله ينعى القائد الكبير محمد الضيف
يمانيون../ نعت المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله)، القائد العسكري البارز في حركة حماس محمد الضيف، مشيدا بدوره في التخطيط وتنفيذ هجوم “طوفان الأقصى”.
وقال حزب الله في بيان له اليوم الجمعة “يتقدم حزب الله من الإخوة المجاهدين في حركة حماس ومن جميع فصائل المقاومة الفلسطينية… بأحر التعازي والتبريكات باستشهاد قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف وثلة من رفاقه الكبار من أعضاء المجلس العسكري.”
وأضاف “إننا نعلن اعتزازنا بهؤلاء القادة الشرفاء الذين بقوا في ميدان الجهاد والمقاومة حتى آخر لحظات عمرهم، وقدّموا لشعبهم كل ما استطاعوا دفاعًا عن كرامته وفي سبيل استعادة حريته واستقلاله، وعلى رأسهم القائد الكبير محمد الضيف الذي أفنى عمره في مُقارعة العدو الإسرائيلي المحتل وأذاقه طعم الهزيمة لا سيما في معركة طوفان الأقصى والتي كان أبرز مهندسيها وقادتها في الميدان.
واعتبر حزب الله أن دماء الشهداء القادة وسائر الشهداء الذين قضوا في معركة طوفان الأقصى أثمرت نصرًا أرغم العدو على وقف إطلاق النار وتحرير أعداد كبيرة من الأسرى والمعتقلين.
ودعا البيان إلى مواصلة درب الشهداء القادة مهما غلت التضحيات” لتحقيق “النصر والكرامة.