خليل المعلمي
للكلمة دورها كما للرصاص دوره، ويحمل التاريخ الفلسطيني الحديث الكثير من المناضلين الذين وضعوا على عاتقهم القضية الفلسطينية فمن لم يستطع أن يحمل البندقية، حمل الكلمة وبثها فكان للتكامل فيما بينهم الدور البطولي في النضال ضد الكيان السرطاني الصهيوني، والذي لا شك نجد طريقه إلى الهلاك.
ومن أبرز من ساهموا في النضال في حقل الكلمة والإبداع الأديب غسان كنفاني وناجي العلي ومحمود درويش وإدوار سعيد والدكتور سلمان أبوستة وغيرهم الكثير ممن أسهموا في نشر كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية سواء في مجال التاريخ والجغرافيا أو من أوصلوا القضية الفلسطينية إلى مصافي المنابر العالمية، بإبداعاتهم المختلفة سواء بالشعر أو القصة أو الرواية أو البحث والدراسة.

الذكرى الـ52 لرحيله
وإحياءً لذكرى هؤلاء الأبطال في كل الميادين فقد أحيا الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين في شهر يوليو الماضي الذكرى الثانية والخمسين لرحيل الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني الذي اغتاله الكيان الإسرائيل بتفجير مركبته في منطقة الحازمية قرب العاصمة اللبنانية بيروت، وهذا النهج الذي قام عليه الكيان الإسرائيلي من اغتصاب الأرض إلى اغتيال الأبطال سواء المناضلين السياسيين أو العسكريين أو المبدعين من الأدباء والشعراء والفنانين، وكلهم ينظر إليهم هذا الكيان بعين الغضب لأنه يعرف مدى تمسك الفلسطينيين بأرضهم وصمودهم ونضالهم الذي يكشف للعالم زيف هذا الكيان الغاصب الذي يجثم على الأرض العربية في فلسطين لأكثر من ثمانية عقود، حيث مر نصف قرن ولا تزال ذكرى الكاتب والمناضل حاضرة في الساحة الأدبية العربية، في تأكيد على قدرة الكلمة على الصعود رغم محاولات الطمس.
تمر علينا الذكرى الثانية والخمسون على اغتيال المناضل والصحافي والقاص والروائي غسان كنفاني، لم يكن كان غسان مناضلاً وصحافياً وقاصاً وروائياً فقط، بل كان عاشقاً وإنساناً نبيلاً ومحبا للحياة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
كما يعد أحد أبرز أعلام الأدب والثورة الفلسطينية، عاش النكبة وهو في سن الطفولة، وعايش معاناتها بكل وقائعها السياسية والاجتماعية، رسخ فكرة المقاومة في أدبه، وواكب حياة الفلسطينيين وكتب عن مآسيهم من منطلق إخلاصه لقضيته الإنسانية الكبرى فلسطين وللقضايا الإنسانية الأخرى.

المولد والنشأة
ولد الشهيد غسان كنفاني يوم 9 أبريل 1936م في عكا لعائلة متوسطة الحال، والده كان محاميا، شهد وهو طفل نكبة 1948م، وهرب على إثرها مع عائلته سيراً على الأقدام إلى المخيمات المؤقتة في لبنان، ومنها انتقل إلى العاصمة السورية دمشق.
التحق بمدرسة الفرير في مدينة يافا حيث تعلم الإنجليزية وأتقنها، وخالف طموح والده لأن يصبح تاجرا فاتجه إلى عالم الأدب، ونال إجازة في الأدب -قسم اللغة العربية من جامعة دمشق، وكانت الرسالة التي قدمها بعنوان «العرق والدين في الأدب الصهيوني».
كما درس الأدب العبري بكل جد، وكتب عنه وتبحر في ثقافة الأعداء، ونال العديد من الجوائز العالمية وترجمت إبداعاته إلى كل لغات الكون، كما كان غسان ناطقاً باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومتكلماً بارعاً باللغة الإنجليزية، ويذكر الجميع حواره الشهير مع الصحافي الأسترالي ريتشارد كارلتون بالإنجليزية في العام 1970م حيث طلب منه الأخير بدء حوار مع الإسرائيليين فأجابه غسان بطريقة صاعقة «هو كحوار السيف والرقبة».

قامة إبداعية
كان غسان رساماً عظيما تفنن في رسم الكثير من اللوحات الفاتنة، إن شخصية غسان كنفاني العبقرية تحمل تشابها كبيراً مع الشاعر والرسام اللبناني العظيم جبران خليل جبران، وبالأخص فيما يتعلق بأدب الرسائل، رسائل غسان مع مي، ورسائل جبران مع ماري.
فعل غسان كنفاني ما فعله وحفر اسمه في سجل الخالدين واغتيل وهو في عامه السادس والثلاثين فقط، فماذا لو حالفنا الحظ قليلا وامتد عمر غسان أكثر لأصبحت لدينا قامة كبرى في الرواية والقصة يضاهي في الشعر محمود درويش.
على الرَّغم من كَون غسّان مُفكرًا سياسيًا وصحفيًا مُتمرسًا، إلّا أنّه كان يرى الأدب بمثابة الروح التي شكَّلت أفكاره وسياساته وتوجّهاته. وُصِف أسلوب كنفاني الأدبي بأنّه «واضح ومباشر»، حيث مثّل أسلوبه السردي الحداثي – باستخدام تأثيرات الفلاش باك ومجموعة واسعة من الأصوات السرديّة – تقدّمًا مُتميّزًا في الرواية العربية.
وفي سياق متصل فإن الشاعر الفلسطيني المعروف موسى حوامدة يؤكد في أحد أحاديثه بالقول: إن اليهود يستكثرون علينا غسان كنفاني ومحمود درويش وادوارد سعيد، وذلك لأنهم يقدرون قيمة الأدب والفن وهذه ملاحظة مهمة، ذلك أنه عندما يبزغ فجر مبدع فلسطيني فهذا يؤكد أن الشعب الفلسطيني شعب حي ومبدع ويستحق أن تكون له دولته كسائر شعوب الأرض.

التجربة الأدبية
اهتم كنفاني بالأدب وهو في سن الشباب، وكتب القصة القصيرة في عمر الـ19، وبعد انتقاله إلى بيروت وجد لنفسه مكانا بين المثقفين والأدباء، وحصل على الجنسية اللبنانية ولمع اسمه في عالم الكتابة.
أصدر غسان كنفاني حتى تاريخ وفاته المبكّر ثمانية عشر كتاباً، وكتب مئات المقالات والدراسات في الثقافة والسياسة وكفاح الشعب الفلسطيني، في أعقاب اغتياله تمّت إعادة نشر جميع مؤلفاته بالعربية، في طبعات عديدة، وجمعت رواياته وقصصه القصيرة ومسرحياته ومقالاته ونشرت في أربعة مجلدات. وتُرجمت معظم أعمال غسان الأدبية إلى سبع عشرة لغة ونُشرت في أكثر من 20 بلداً، وتمّ إخراج بعضها في أعمال مسرحية وبرامج إذاعية في بلدان عربية وأجنبية عدة، اثنتان من رواياته تحولتا إلى فيلمين سينمائيين، وما زالت أعماله الأدبية التي كتبها بين عامي 1956م و1972م تحظى اليوم بأهمية متزايدة.
على الرغم من أن روايات غسان وقصصه القصيرة ومعظم أعماله الأدبية الأخرى قد كتبت في إطار قضية فلسطين وشعبها فإن مواهبه الأدبية الفريدة أعطتها جاذبية عالمية شاملة.
كرس كنفاني كتاباته لنقل معاناة الفلسطينيين في الشتات، وكان يؤكد فيها أن اللجوء في المخيمات ليس حلا للشعب الفلسطيني، ففي روايته «موت سرير رقم 12» كتب كيف يتحول الغرباء إلى أرقام بالمنافي، ويعيشون حالة الوحدة دون التفكير في حل جماعي بالعودة، «فهم لم يكونوا يشعرون بالانتماء، والآخرون لم يشعروهم بأنهم عرب».
وفي روايته «رجال في الشمس» كما هو الحال في رواية «ما تبقى لكم» يؤكد كنفاني مجددا أن لا حل لعودة الفلسطينيين إلا بالعمل الجماعي، فهو كان مدركا وواعيا لحقيقة أنه لا يمكن الاعتماد على فكرة أن الدول العربية ستحارب لعودة الفلسطينيين، «فهي لم تسمح لهم بتشكيل تنظيمات».
كما عرف الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني أيضا باعتباره أديبا ساخرا وناقداً للقصة والشعر، وهذا ما يجهله الكثيرون، وظهر ذلك في مجموعة مقالات صحفية له خرجت بكتاب «فارس»، وقال إن كتابة أدب المقاومة لا تعني أن يمتلئ الأدب بالسلاح والشعارات والخطب، وقال» إن تكتب قصة قصيرة ناجحة فهذا أدب مقاوم».
تحدث غسان كنفاني عن سرقة المساعدات في قصته «القميص المسروق» تلك القصة التي فازت بمسابقة أدبية في الكويت، كما تحدث عن طمع المهربين في قصته الشهيرة «رجال في الشمس» وما أكثر من هذا الطمع واستغلال تجار الأعمال له لحاجة الفلسطينيين إلى النجاة بجلودهم من المحرقة الإسرائيلية، هناك وقد ذكرت صحيفة «التايمز» أن على كل شخص يرغب في مغادرة القطاع دفع مبلغ خمسة آلاف دولار ويخفض إلى النصف في حال كان عمره أقل من 15 عاماً، كما لغسان «أم سعد» وحديثه عن الخيام والحياة فيها والمعاناة اليومية التي لا تنتهي.
نال في 1966م جائزة أصدقاء الكتاب في لبنان عن روايته «ما تبقى لكم»، كما نال اسمه جائزة منظمة الصحفيين العالمية في 1974م، وجائزة اللوتس في 1975م، ومنح اسمه وسام القدس للثقافة والفنون في 1990م.

اسم خالد
لأن غسان حى، وثقافته حية بيننا، وكتاباته يتداولها الأدباء والنقاد، فأفضل إحياء لذكراه يكون بعودة النقاد والكتاب إلى كتابات غسان كنفاني وإسقاطها على واقع الشعب الفلسطيني الأليم في ظل حرب الإبادة التي يتعرض لها.
سيظل غسان حياً بيننا وأن مراجعات النقاد والكتاب ونقاشاتهم، وسيعلو اسمه حاضراً ومستقبلاً لأنه المتعمد بدم فلسطين وشقائق نعمانها القانية، وسيظل رحيق أوراقه يعطر خطابات المناضلين ورسائل العاشقين حتى قيام الساعة، وأقل ما يوصف بأنه كان شعباً في رجل، كان قضية، كان وطناً، ولا يمكن أن نستعيده إلا إذا استعدنا الوطن.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الفلسفة والأدب بين إدراك الحقيقة ونسج الخيال 1

هذه الكلمات أخُطها بمداد قلمي مضمخة بدمي، فما أن أُلهمتُ الكتابة عن هذا الموضوع، وقبضت على أسنات قلمي حتى خلتني " ميشال دي مونتاني" أو "فريدريك نيتشه " أو "كيركيجارد"، أو "دستويفسكي"، أو طه حسين ونجيب محفوظ.

نعم، وجدتني تغشاني الفرحة، فالحديث ذو شجون، يشتجر بالفروع والأغصان، يأتلق بالألوان والظلال، ومن هذا الشعور الألق النضير، خلتني ألج إلى روض زاهر، فقد قيل "إن من البيان لسحرًا" وأجدني أصدّق على هذه العبارة، وغشيتني حالة حب، وتلبسني الجمال، واستثارني الحدس والخيال، واستنهضتني العاطفة، ودفعني الفكر، وتملكتني هزة وجدانية جعلتني أغوص في لجة الكتابة أمخر عُبابها الساحر، معطياتي فيها الحق والخير والجمال والخيال والتأمل.

وأرى أن من دفعني للكتابة عن هذا الموضوع، ملاحظة قيمة لصديق لي عندما قرأ أحد أبحاثي، وبعضا من صحف ومذكرات، وأخبرني أن حظ الأدب في كتاباتي يطغى على حظ القانون، كما لا يخلو منها الحس الفلسفي، فراقني حديثه، وأكبرت ملاحظته، وقلت له: إن القانون من العلوم الإنسانية ولا يبعد عن الفلسفة والأدب، فجميعهم يرفدون من نبع واحد، فالقانون يهدف إلى تنظيم سلوك الأفراد في المجتمع، والأدب يعبر عن هذا السلوك، من خلال تناوله لهذا السلوك بأساليبه المختلفة من شعر ومقالة أو رواية أوقصة أو خاطرة أو مسرح، والفلسفة تُعبر عن الحقائق التي يتغيّاها هذا السلوك.

أنهيت حديثي ولا أدري هل اقتنع صديقي أم لا، وقد انصرف لبعض شؤونه وتركني ووجداني يحترق ونفسي تتوق للحديث عن علاقة الفلسفة بالأدب، وهل بينهما تقارب واتصال، أم تنافر وانفصال، وهل لغة الأدب بخصوصيتها الانفعالية والوجدانية لها علاقة بالفلسفة المنوط بها إبداع المفاهيم وإدراك حقيقة الوجود؟

وجدتني سعيدًا ومقبلًا للإجابة عن هذه الأسئلة في حدود رؤيتي المتواضعة وإن لم يسعفني الوقت ومحدودية المساحة هنا، فآمل في القريب أن أوفق في ذلك في غير موضع، وإلى أن يحين هذا الوقت، استهل البداية بتحديد العلاقة بين الفلسفة والأدب من خلال تحديد ماهيتهما، فالفلسفة، تعني التأمل والمعرفة والتفكير في الحقائق والبحث عن معاني الحياة، من خلال منهج التفكير في هذه الحقائق واستنباطها وتحليلها وتفسيرها، فالفلسفة معنية بالتفكير في الناس والموجودات والقيم والعالم من خلال طرح الأسئلة الوجودية الكبرى، كالموت والحياة، الحرية، الاختيار، النفس، الحرب، السلم.

أمّا الأدب فهو أحد أشكال التعبير الإنساني عن الإنسان ومشاعره واختلاجاته الداخلية والحياة وما يدور فيها، من خلال الأسلوب الشعري أو النثري، سواء كان على شكل قصيدة أو رواية أو قصة قصيرة أو مسرح.

من خلال تحديد ماهية الفلسفة والأدب، يتبين أن الفلسفة تهتم بطرح الأسئلة من خلال مناقشتها للموضوعات الوجودية الكبرى، وهي تميل لاستخدام العقل والتفكير والنقد واستخدام أساليب الاستقراء والاستنباط، أمّا الأدب فأسلوبه وطريقته تختلف فهو يعتمد على الخيال والإيحاء ويتم التعبير عن المشاعر في قالب شعري وسردي، قصيدة ورواية وقصة قصيرة ومسرح.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل الرؤية الفلسفية عند الفيلسوف والرؤية الأدبية عند الأديب بينهما ثمة التقاء أم تنافر؟، ولكي نجيب عن هذا السؤال، يلزم أن نحدد تاريخ كل منهما، وهل الفلسفة أسبق في النشأة أم الأدب؟

الفلسفة مرتبطة بالحضارة، فقد نشأت الفلسفة مع بزوغ شمس الحضارة، وقد تفجر ينبوع الحضارة مع معرفة الإنسان الزراعة، أما مرحلة ما قبل الزراعة والمتمثلة في مرحلة الصيد، كانت الفلسفة لا تزال في علم الغيب لم تولد بعد، في هذه المرحلة مرحلة الصيد وقبل ظهور الحضارة، كان الأدب يتنفس الحياة من خلال الآداب والفنون والرسومات والنقوش التي كانت على جدران الكهوف وعلى آلات الصيد، ومع ظهور الزراعة وبزوغ شمس الحضارة ولدت الفلسفة التي آمنت بالفكر والرؤية وناقشت الأسئلة الوجودية الكبرى، وبعدت عن فكرة الأسطورة التي عني بها الأدب منذ مولده، لذلك نجد علاقة التنافر والتضاد التي نشأت قديمًا بينهما جسدها الفيلسوف " أفلاطون "في كتابه" الجمهورية "واستبعد الشعر والأدب من مدينته الفاضلة، وراح يعزي سبب الاستبعاد إلى أن الشعر مجاف للحقيقة، لا يقولها أبدًا، بل ذهب أفلاطون أبعد من ذلك في توصيف العلاقة بينهما بأنها علاقة عداوة وحرب ومعارك.

"إن بين الفلسفة والشعر معركة قديمة"، نشبت المعركة بينهما بسبب اختلاف الرؤية والميول لكل من الفيلسوف والأديب، فأفلاطون يرى أن الشعراء يعتمدون على المعرفة الوهمية من خلال إدخالهم في النفس الإنسانية ميولًا تجافي المنطق العقلي ويضللون البصيرة بتصوراتهم المتخيلة، وهو بذلك ينزع عن الشعراء أي تفكير عقلي ومنطقي، فهم أبعد ما يكون عن استخدام العقل، في المقابل فالفيلسوف هو الأجدر على سبر غور الحقيقة لأن تصوراته قائمة على استخدام العقل والمنطق، فالفيلسوف من وجهة نظره هو وحده القادر على فهم حقيقة الكائنات، لذلك فالفيلسوف في رأيه يصنع الحقيقة، أمّا الشاعر أو الأديب فهو يصنع الوهم.

"للحديث بقية"

مقالات مشابهة

  • موعد مباراة فلسطين ضد الأردن في تصفيات كأس العالم والقنوات الناقلة
  • الموسوي: العدو يسعى قولا وعملا على إخلاء فلسطين من الفلسطينيين
  • "العالم الإسلامي" تدعو لوقف الوحشية المُمنهجة ضد المدنيين الفلسطينيين
  • حركة فتح: نتنياهو خطر على العالم كله.. وليس الشعب الفلسطيني فقط
  • المملكة تشارك دول العالم في الاحتفاء باليوم العالمي للعلاج الطبيعي 8 سبتمبر
  • تقرير يكشف البلد الذي يتصدر أكبر المقامرين في العالم
  • الملكة رانيا: الانتقاص من قيمة حياة الفلسطيني يجب أن يسمى بمسمّاه (شاهد)
  • «العربي للدراسات»: العالم الغربي يقدم دعما بلا حدود لإسرائيل لإبادة الفلسطينيين
  • الفلسفة والأدب بين إدراك الحقيقة ونسج الخيال 1
  • في مئوية «أستاذ الكوميديا».. كيف تنبأ فؤاد المهندس بنجومية محمد سعد؟