تحظي السيدة العذراء مريم بمكانة كبيرة في جميع قلوب المصريين؛ فقد وطأت قدميها منذ ألفي عام أرض مصر وتجولت في شوارعها وعلى كتفيها المسيح، ولام النور أعياد وأصوام عديدة على مدار السنة وغدًا يبدأ أهم هذه المناسبات؛ حيث يبدأ أقباط مصر الأرثوذكس فترة "صوم العذراء مريم" الذي يستمر لمدة 15 يوم بدءً من يوم 7 أغسطس، بينما تحتفل الكنائس الكاثوليكية حول العالم بعيد مريم العذراء في 15 أغسطس.

ويمثل هذا الصوم تكريمًا وتطويبًا لها، فيتحقق ما ذكر في إنجيل لوقا (فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني) لو48:1، ويرتبط هذا الصوم بالأديرة والكنائس الشهيرة التي تحمل اسمها حيث يذهب إليها الزوار والمصلين والعالم من كافة الأطياف من مختلف أنحاء مصر؛ فتصل أعدادهم إلى الملايين فيذهبون لنوال بركة هذه الأماكن، وأشهر تلك المعالم دير المحرق بالقوصية؛ ودير جبل الطير بالمنيا وفي دير المحرق ينطلق هناك أشهر موالد السيدة العذراء مريم، وتُعد هذه البقعة المقام عليها الدير آخر مكان وصلت له العائلة المقدسة في مصر قبل أن يعودون إلى الأرضي المقدسة.

وبمناسبة هذا الحدث ترصد "البوابة نيوز" أهم الأعياد والاحتفالات الخاصة بالعذراء مريم بجانب أبزر المعالم والمزارات الدينية التي تحمل اسم العذراء مريم "أم النور".

أديرة وكنائس باسم العذراء مريم

وتنقسم أعياد العذراء مريم بشكل عام إلى الأعياد الميرمية الكبرى، ويبلغ عددها سبعة أعياد، وتأتي أهميتها من كون جميع الكنائس في العالم تحتفل بها، القسم الثاني هو الأعياد المرتبطة بمراحل من حياتها، كالزيارة إلى أليصابات أو تقدمتها إلى هيكل سليمان، ويختلف الاحتفال بها حسب الرعايا والطوائف وحسب البلدان أيضًا؛ القسم الثالث هو الأعياد الخاصة بذكرى ظهورها أو طلب شفاعتها لبلد أو منطقة وتتميز بكونها محصورة في البلد والمنطقة وأحيانًا بالطائفة الخاصة بذلك أو الكنيسة المشادة على اسمها.

وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بـ"أم النور" تسع مرات فى العام، بالإضافة أن لها شهرًا خاصًا احتفاليًا في نهاية كل عام وهو شهر "كيهك" وذلك خلال الفترة من ثلث شهر ديسمبر إلى 7 يناير، وأعياد الكنيسة هى: (عيد البشارة 13 أغسطس، عيد ميلادها 9 مايو، عيد دخولها الهيكل 13 ديسمبر، عيد مجيئها مصر ومعها العائلة المقدسة، أول يونيو، عيد وفاتها 30 يونيو، عيد العذراء ومعجزة حل الحديد وهو يوم 21 من كل شهر قبطي، تذكارًا لنياحتها فى 21 طوبة (الموافق يوم 30 يناير تقريبًا)، عيد ظهورها فى الزيتون على قباب كنيسة العذراء وكان ذلك يوم 2 أبريل سنة 1968 واستمر على مدى سنوات ويوافق 2 أبريل).

وبالنسبة للمعالم الدينية فحملت العديد من الأديرة والكنائس فى مصر اسم العذراء مريم تكريمًا لاسمها وتخليدًا لسيرتها، وبلغ عدد الأديرة التي تحمل اسم العذراء فى مصر 13 ديرًا، أربعة منهم للراهبات، ومثلها للرهبان، والخمس أديرة البقية هم أديرة الأثرية، ويحرص في الأقباط على زيارتها والصلاة فيها في كافة المناسبات، وذكرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عبر موقعها الرسمي الأديرة المعترف بها وهم كالاتي: (دير السيدة العذراء بدرنكة، دير جبل الطير بالمنيا، دير المحرق، دير العذراء السريان، دير البراموس بوادي النطرون، دير الحواويش، دير الحمام بالفيوم الجنادلة، دير العذراء والملاك ميخائيل ديروط، دير السيدة العذراء مريم العامر بجبل اخميم، دير البتول ملوى...).

وحصر الموقع الكنسي "تكلا هيمانوت" جميع الكنائس التي تحمل اسم "ام النور" في مصر حيث وصلت ما يقرب من 500 كنيسة.

ونسلط الضوء خلال السطور الأتية على أبرز تلك المعالم دير المحرق بالقوصية.

العائلة المقدسة بالقوصية

عاشت السيدة العذراء والسيد المسيح ويوسف النجار فى مصر ثلاث سنوات وقضت منها 6 شهور و5 أيام فى دير العذراء المحرق بمنطقة القوصية بأسيوط وهى أطول فترة قضتها العائلة المقدسة فى مكان واحد، حيث عاشوا تلك الفترة فى منزل مهجور هو نفس مكان الكنيسة الأثرية بالدير.

وأجمعت الكتب الكنسية المعترف بها في الكنيسة القبطية والكتب القديمة (الموثق في صحتها) التي تطرقت للحديث عن العائلة المقدسة واتفق الباحثون في شبه إجماع تقريبًا على أن العائلة المقدسة بعد ما أرتحلت من أورشليم إلى مصر وانتقلت بين عدة بلاد وقرى، حطَّت رحالها في قسقام وقد دلّت الدراسات على أن سفح جبل قسقام بمركز القوصية بأسيوط حيث كانت في ذلك الزمان، صحراء قفرة لا يسكنها أحد على الإطلاق، إلا أنه كان يوجد بيت مهجور من اللَّبن وسقفه من سعف النخيل ويقع على منحدر هضبة شرقية واسعة، وفي خارجه من الجهة الشمالية يوجد بئر ماء.

والتجأت العائلة المقدسة إلى هذا البيت بتدبير إلهي استراحت فيه بعد عناء ومشقة الترحال، ولهذا المكان قدسية خاصة فى نفوس المصريين مسيحيين ومسلمين.

والجدير بالذكر أن صوم العذراء مريم يأتي بمناسبة ذكرى صعود جسد السيدة العذراء مريم إلى السماء، حسب المعتقد المسيحي، ويُعتبر الصوم من الدرجة الثانية بين أصوام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويسمح به أكل الأسماك، بالإضافة إلى الأكلات النباتية ويمنع أكل اللحوم والألبان وكل المنتجات الحيوانية كباقي الأصوام. الوحيد الذي فرضه الشعب القبطي على الكنيسة وقد صامه الرُسل أنفسهم لما رجع توما الرسول، تلميذ المسيح من التبشير فى الهند، فقد سأل التلاميذ عن العذراء، فقالوا له إنها قد ماتت. فقال لهم: «أريد أن أرى أين دفنتموها!»، وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك. فابتدأ يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعدا فصاموا 15 يومًا من أول مسرى حتى 15 مسرى، فأصبح عيدا للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطى، ومن المعروف أنه هو الصوم الوحيد الذي فرضه الأقباط الأرثوذكس على الكنيسة القبطية.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: السيدة العذراء مريم صوم العذراء مريم أم النور العائلة المقدسة السیدة العذراء مریم العائلة المقدسة الکنیسة القبطیة

إقرأ أيضاً:

بالصور . مناقشة كتاب "القدس تنادي" للشاعرة مريم توفيق بجناح الأزهر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

واصل جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الثلاثاء، عقد سلسلة ندوات "قراءة في كتاب"، وقدم في ندوته كتاب "القدس تنادي"، للشاعرة مريم توفيق، بمشاركة أ.د محمد عبد الدايم الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، وأ.د أحمد الشرقاوي، رئيس الإدارة المركزية لشئون التعليم بقطاع المعاهد الأزهرية، والشاعرة مريم توفيق، وأدار الندوة الدكتور محمد البحراوي، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة الأزهر.

قال الدكتور محمد عبد الدايم الجندي إن كتاب "القدس تنادي"، للكاتبة المبدعة مريم توفيق، كتاب يحمل رسالة نبيلة ترفض الدماء والخراب، فيه نداء شامل موجه للعاطفة والعقل والحس المرهف، يشخص عللا يعاني منها العالم  كله، مضيفا أنه كتاب يضم الكثير من صور الإبداع والخيال والتشبيه التي تسرق الخيال، كتاب يخاطب كل زمان ومكان بأسلوب جديد لتسطير السلام ومحو حروف من الدماء سطرتها آلة القتل والخراب الصهيونية، 

واشار الى أن الكاتبة عبرت في كتابها عن معاني قوله تعالى؛"ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق"، فحولتها إلى كلمات حية ترفض الدماء، لمست قلوب جميع محبي السلام في العالم، ومن ذلك قولها "القدس تنادي ولا حياة لمن تنادي من الصهاينة"، فلخصت بكلماتها حقيقة الحال والمعاناة الكبيرة لأهلنا في القدس وأراضي فلسطين جميعا.

وبين فضيلته أن الكاتبة ضمنت كتابها نداءات لشهداء الندالة الصهيونية بكتابات أدبية شاعرية تستلهم وتعايش واقعا مرا، ومن ذلك قولها؛ "يا عاشق الدماء ألا تستحي تجمع النار تغلق عليها الخطى"، ثم انتقلت بحديثها ناشدة فجرا جديدا للسلام، معربة عن أملها في انتهاء معاناة أهلنا في فلسطين، كما ضمنت كتابها عناوينا ثرية عكست ما أرادته الكاتبة من رسائل تتماشى مع فكر الأزهر ورسالته الرافضة للعدوان الغاشم وآلة القتل والتدمير الصهيونية، فكان هذا التوافق حري بأن يناقش كتابها المميز بين أيدينا في جناح الأزهر الشريف بمعرض الكتاب عرفانا بقيمته الكبيرة ورسالته السامية.


وحول كتاب "القدس تنادي"، قال  فضيلة  الدكتور أحمد الشرقاوي، إن  الكتاب يمثل صرخة إنسانية رافضة للظلم والعدوان، وتضمن حسا أدبيا عميقا عبر عن قضية القدس تعبيرا صادقا، ومن ذلك قول المؤلفة في أحد عناوينه "حال فلسطين تبين أن ذلك كله لا يصلي أي فلسطيني عن الدفاع عن نفسه وعرضه ولو كان مقابل ذلك الموت"، فقصدت بذلك أن الفلسطيني كالشهاب الوضاء في الدفاع عن أرض فلسطين، ثم تساءلت في موضع آخر "إلى متى الأفاعي ترتع في وادينا تحرمنا الحياة"، في كلمات بليغة تحمل الكثير من الدلالات، ثم انتقلت لشحذ الهمم فقالت "أين سنابل العرب أين شحذ الغضب"، في مطالبة للعرب بالتحرك دعما لأهالينا في فلسطين من المعاناة في ظل صمت عالمي يحمل الكثير من الألغاز.

وأوضح فضيلته أن المؤلفة ذكرت على سبيل الإنصاف والعدل محرر فلسطين صلاح الدين فقالت: "صلاح الدين ستظل نبراسا يذكرنا ببطولاتنا الشماء"، فنقلت بذلك رسالة مفادها أن صلاح الدين حي بيننا، وردا على تساؤل المؤلفة في كتابها: "إلى متى الأفاعي ترتع في وادينا"، أكد أنها سترتع في وادينا حتى نرى العدل عدلا والمساواة موضوعا في دنيا الناس، وحين تطبق المنظمات الدولية ما تردده من شعارات ومبادئ رنانة، وحين يخرج المجتمع الدولي عن سكوته وتتحول شعاراته إلى حقائق واقعة، لافتا أن هذا السكوت هو العدوان والظلم بعينه، لذلك أعدل القضايا قضية فلسطين، كما لم تغفل الكاتبة دور الأزهر في مناصرة فلسطين وإشادتها بهذا الدور المهم والمؤثر.


من جانبها عبرت  الشَّاعرةِ، مريم توفيق، مؤلفة الكتاب، عن سعادتها بالتواجد في جناح الأزهر الشريف لقراءة كتابها "القدس تنادي"، مؤكدة اعتزازها بالأزهر وشيخه، ودورهما الكبير في نصرة القدس وفلسطين، حيث استلهمت الكثير في كتابها منها، لتقدم هذا الكتاب للعالم تعبيرا عن رفضها خذلان العالم للقدس والتغافل عن معاناتها لسنين طويلة، معربة عن أملها في أن تصل رسالة كتابها لفضح الظلم وتحقيق السلام.

أدار الندوة الثقافية الدكتور محمد البحراوي، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة الأزهر، والذي أشاد بمحتوى الكتاب وما حمله من رسائل هادفه تفضح الظلم والعدوان الكبير الواقع على أهل فلسطين، عبر لغة راقية وأسلوب حمل الكثير من البلاغة اللغوية مع رقة وشاعرية في التعبيرات، لتقدم للقارئ الكثير من الحقائق الصادمة حول ما عانته فلسطين وشعبها من ظلم كبير طوال السنوات الماضية، مع محاولة لشحذ الهمم وتحقيق السلام المنشود.

يشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

مقالات مشابهة

  • قيادات الكنيسة الكاثوليكية يهنئون البابا تواضروس بالعيد
  • خلال استقبال البابا لسفيرها بالقاهرة.. خدمات طبية ومدرسة فنية من الكنيسة باسم مصر لكوت ديفوار
  • شباب الكنيسة السريانية الكاثوليكية يزورون كنيسة العائلة المقدسة ضمن برنامج حجاج الرجاء
  • تخيُّل الأرض المقدسة.. كتاب جديد يحكي قصة تطويع اليهودية لسرقة فلسطين
  • مريم الرميثي: «عام المجتمع» رسالة إنسانية ومبادرة ملهمة
  • بالصور . مناقشة كتاب "القدس تنادي" للشاعرة مريم توفيق بجناح الأزهر
  • وفد من الكنيسة المارونية بمصر الجديدة يزور كنيسة العائلة المقدسة بالمطرية
  • مريم الأحمدي: الإمارات تكرس حقوق الإنسان كجزء من النظام القانوني
  • صور.. مريم طاحون تتألق في حفل أوبرالي بفيينا بحضور مميز
  • بحضور نخبة ثقافية افتتاح معرض فن اعواد الكبريت بدار الأوبرا المصرية