الأسبوع:
2025-03-04@13:11:52 GMT

السيد في كوكب البطيخ

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

السيد في كوكب البطيخ

حينما فكرت في اختيار عنوان المقال، تداعى إلى ذهني عنوان رواية موسى صبري (السيد من حقل السبانخ)، وبعيدًا عمَّا تدور حوله أحداثها فقد وجدته مناسبًا ورغبت في استعارته، ثم قررت اختيار عنوان آخر على غراره.

عزيزي القارئ، اسمح لي اليوم أن أصطحبك في رحلة إلى كوكب البطيخ، حيث الجهاز الإداري للكوكب في حالة ترهل وبيروقراطية وعبث، فلا مجال للحديث عن العلم، والكفاءة، والخبرة، وغيرها من المعايير الموضوعية، وإنما الأولوية للمقربين والمنافقين و(طبالي الزفة).

. إلخ.

السيد في كوكب البطيخ يعتقد أنه الحاكم الآمر الناهي المطاع دون نقاش، يختار معاونيه بعناية من الأذلاء، سيئي السيرة والسلوك، ويغدق عليهم عطاياه ليضمن الولاء والطاعة، قد تكون في صورة مِنح مادية من أموال كوكب البطيخ أو مميزات عينية (سلطة وهمية، مناصب إضافية) لا يحق لهم الحصول عليها.

السيد في كوكب البطيخ يبدأ مسيرته بمحاولة تجنيد البعض، وضمِّهم إلى إدارة العصافير التي تنقل له كل صغيرة وكبيرة، وينجح في ضمِّ ضعاف النفوس، والموتورين، والحاقدين، ومعدومي الكفاءة، ومَن لا يتوانى أن يدهس كلَّ شيء في سبيل (العصفرة)، وأول قاعدة يطبقونها: لا أخلاق، لا مبدأ، لا ضمير.

السيد الدخيل في كوكب البطيخ يجاهر علنًا بإعلان الحرب على أصحاب الكوكب الأصليين، ويتباهى بمساندة أحد الحكام له، ولا يتوانى عن تهديد مَن يعارضه، والتنكيل به، وكيل الاتهامات له!!

السيد في كوكب البطيخ ينفرد بالقرارات المتناقضة المخالفة للقوانين، يُصدر القرار تلو الآخر متشدقًا بأنها أوامر عليا بالرغم من أنها لا تحمل إلا توقيعه!! ثم يرسل معاونيه لسحب القرارات المعلنة وإخفائها!!

السيد في كوكب البطيخ يُشهر سلاحه مهاجمًا كلَّ مَن يقترب منه، ويهوى افتعال المشكلات مع الجميع، داخل الكوكب وخارجه، وأيضًا لم يسلم منه ضيوف الكوكب!!

السيد الدخيل يتعامل كأنه في (عزبته) الخاصة والجميع أجراء وعبيد يتحكم في أرزاقهم، فيمنح هذا ويمنع عن هذا!!

في يومٍ ما، يعلم أهل الكوكب بتنصيب واحد منهم سيدًا جديدًا، فيفرحون ويستبشرون خيرًا ويقيمون الأفراح والليالي الملاح، قبل أن يكتشفوا خلال أيام قليلة أن السيد الجديد قد صار ظلًّا للسيد الأول، مجرد حائط صد وربما كبش فداء وقت اللزوم!! السيد الظل لم يعُد ينتمي إليهم، بل ناصبَهم العداءَ وقرر الانتقام!!

السيد في كوكب البطيخ يظن أنه ماكث للأبد!! لكن فجأة يهتز رعبًا بسبب رحيل داعمه الأول عن كرسي الحكم، ويتخبط يمينًا ويسارًا، يترنح باحثًا عن ملجأ أو مخرج، ساعيًا لخداع أهل الكوكب وإقناعهم بالتصالح ولمِّ الشمل ونبذ الخلافات التي أشعل نارها بنفسه فور قدومه!! وفي الوقت نفسه يهرع إلى الحاكم الجديد محاولًا إقناعَه أنه الفارس المغوار طارد الأشرار، غيرُ مدرك أن رائحته قد فاحت وزكمتِ الأنوف ووصلت للحاكم!!

والحكاية لم تنتهِ بعدُ، ،

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

ليزدادوا إيمانًا.. من إطلالة السيد القائد البدر

يمانيون ـ بقلم ـ القاضي علي يحيى عبد المغني

كعادته ومع كُـلّ إطلالةٍ لشهر الله الفضيل؛ شهر رمضان المبارك، يطل علينا البدر الحيدري السيد القائد عبد الملك بن بدرالدين الحوثي؛ محاضرًا وموجِّهًا ومعلِّمًا، وينقل المتابع وفي دقائقٍ معدوداتٍ إلى رحاب الشهر الكريم، ويشده إلى تجسيد الغاية التي أرادَ اللهُ للمؤمنين تحقيقَها.

محاضراتٌ يُريدُ السيدُ القائد منها أن تجعلَ من كُـلّ المؤمنين في هذه الأرض، ينظرون إلى رمضان؛ كونه محطة سنوية لانطلاقةٍ عملية، وتعده فلترَ إيمانيًّا وروحانيًّا كفيلًا بتنقية وتزكية نفوسهم من أطماع الدنيا وجشع الحياة.

محاضرات السيد القائد تحمل البُعد الرسالي المخاطب للفطرة البشرية؛ فيسعى لتنوير القلوب التائهة في متاهات الانحراف الكبير عن جوهر الرسالة الإلهية، وتطهير هذه القلوب من عوالق النفاق، وشوائب الضلال، وشبهات الباطل، وترسبات الموروث المغلوط.

محاضرات جاءت في إطار السرد القصصي القرآني؛ وانعكاسها على الواقع، يهدف السيد القائد من خلالها أن تؤدي إلى انتشال النفوس الغارقة في ظلمات الذنوب المتراكمة، والأجساد اللاهثة خلف الغرائز والشهوات والملذات، والتي تعيش كالأنعام، ويحاول إرشادها والسير بها إلى مرافئ الارتقاء والاستقامة وسلامة الدين والدنيا والنجاة في الآخرة.

محاضرات نورانية تؤكّـد أن كُـلّ ما يُعرَضُ في رمضان من البرامج والمسلسلات والملهيات في شاشات التلفزة والقنوات المحسوبة على الإسلام والمسلمين؛ لم تكن لتأتي بالصدفة، بل جاءت في خطوات شيطانية حثيثة لاستهداف فطرة أجيالنا وخدش حياء نسائنا، وكسر حواجز رغباتنا، وهدر أوقاتنا فيما يضر ولا ينفع، وفيما يهدم ولا يرفع.

محاضرات تقول: خذوا دينَكم وتاريخكم من المجاهدين لا من المشاهدين، ومن فقهاء الخنادق لا من سُفهاء الفنادق، ومن أهل الله وخاصَّته، لا من أرباب الهوى وأصحاب بضاعتِه، من أهل التقى الحافظين لدين الله في صدورهم، لا من طاعنيهم في ظهورهم.

محاضرات تؤكّـد أن مثل هذا القائد يكوّن العلماءَ القادة؛ ذوي الفضل والعلم، وليس أُولئك القادة والعلماء الذين من حولهم تدندن الأُمَّــة وترقُص، ولو كان قدرُ العلماء باللحى الطويلة الأنيقة المشذَّبة، والثياب البيضاء الناصعة، لما اقتدينا بالنبي الأكرم والآل الأطهار وصحابته الأخيار وأهل الجهاد في غزة، والرباط في القدس والصفة.

رضي الله عن هذا القائد الهمام ونصره وأيده، ورضي الله عن شعبه وأنصاره وجيشه، رضي الله عن فصائل الجهاد والمقاومة وقادتها، وقواعدِها، وحواضنها، رضي الله عن كتائبها، وألويتها، وجُندها.. رضي الله عنهم وأرضاهم؛ فهم العقيدة فعلًا لا قولًا، والإسلام عملًا لا شكلًا، وهم الأخلاق تطبيقًا لا تنظيرًا.

مقالات مشابهة

  • محاضرات السيد القائد الرمضانية.. وقود العزيمة وزاد الإيمان
  • الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية يكشف عن آلية اختيار مبعوثي الأزهر للخارج
  • رئيس "الشارقة للتراث" في حواره لـ البوابة نيوز: المهرجان ولد كبيرًا.. ومجلس التعاون الخليجي السر في اختيار شعاره
  • الجبهة الوطنية يعلن اختيار 10 أمناء جدد للأمانات المركزية بالحزب
  • شركة عسكرية هندية تعلن اختيار المغرب مركزاً لعملياتها في أفريقيا (وثيقة)
  • تهنئة رمضانية من أبو تريكة إلى أهل غزة أفضل بشر على كوكب الأرض
  • ليزدادوا إيمانًا.. من إطلالة السيد القائد البدر
  • السيد حسن نصر الله: قائد المقاومة ورمز الصمود
  • هلال ليلة الثاني من رمضان يتألق في سماء عرعر تحت كوكب الزهرة وفوق كوكب عطارد
  • السيد القائد: كثير من الوعود الإلهية أتت في القرآن الكريم مبنية على أساس التقوى (إنفوجرافيك)