تشكل التغيرات التي يواجهها العالم اليوم تحديًا مهمًّا، نظرًا لما صَاحَب ظاهرة الاحتباس الحراري من انعكاسات طالت مختلف المجالات والأبعاد الإنسانية، كما أن مشكلة استخدام الموارد الطبيعية، وتدهور البيئة أصبح لها أثر واضح على إضعاف التنمية الاقتصادية، حيث إن التغيرات المناخية تشكل تهديدًا على الدول الفقيرة أكبر منه على الدول الغنية بالرغم من كونها لا تساهم بنسبة كبيرة من إجمالي انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ويعود ذلك إلى هشاشة اقتصاديات هذه البلدان في مواجهة تداعيات التغيرات المناخية، للضغوط المتعددة التي تُضاف إلى قدرات تكيف ضعيفة.

ولازال العديد من اقتصاديات دول العالم تعتمد بالأساس على قطاعات رهينة بالظروف المناخية، كالزراعة والصيد البحري واستغلال الغابات وباقي الموارد الطبيعية والسياحية، خاصة أن الأبحاث العلمية أثبتت أن موارد الطاقة كالبترول وغيرها، والتي تعتبر شريان الاقتصاد، هي معرضة بشدة إلى الزوال بسبب التغيرات المناخية والاستهلاك اللاعقلاني لها، مما يجعل الاقتصاد العالمي في مواجهة تحدٍ حقيقي، يفرض على كل دول العالم الاتحاد من اتخاذ التدابير الملائمة التي تسمح على الأقل بالتكيف مع هذه الظاهرة كون خيار مواجهتها أصبح بعيدًا عن كل الحسابات البيئية لأن المعطيات المناخية حاليًا تشير إلى بقاء آثار هذه التغيرات المناخية سيكون لعدة قرون متتالية.

ولمواجهة مخاطر ظاهرة التغير المناخي هناك بعض الحلول المقترحة وهي كالآتي، تطوير تعاون دولي من أجل تحسين الحصول على خدمات الطاقة الحديثة، وتقليل الاعتماد على الكتلة الإحيائية التي هي المصدر الرئيسي للطاقة لحوالي 2.5 بليون شخص، تقليل معدل الزيادة في انبعاثات الكربون في الدول العربية من خلال تقوية إصلاحات قطاع الطاقة بدعم التمويل ونقل التقنية، دمج تمويل الكربون على أساس مشاريعي من خلال آلية التنمية النظيفة، وغيرها من البنود المرنة الأخرى في اتفاقية كيوتو ضمن استراتيجيات برنامجية وقطاعية ووطنية لدعم التحول إلى إنتاج منخفض الكربون، توفير التمويل الكبير للتعاون العربي بشأن الفحم مع ابتكار محفزات لتطوير ونشر تقنية الدورة الموحدة المتكاملة للتحول الغازي وأسر الكربون وحجزه، تعزيز القدرة على تقييم مخاطر تغير المناخ، ودمج التكيف في كل جوانب التخطيط القومي، استكشاف عدد من خيارات التمويل المبتكرة المختلفة من مساعدات التنمية لتعبئة الدعم للتكيف بما في ذلك فرض الضرائب على الكربون ورسوم على الحصص الصادرة طبقًا لبرامج الحصص والمبادلة وضرائب النقل الجوي والإجراءات الأوسع، وضع إستراتيجية محكمة لإدارة المياه، نظرًا للتحديات المرتقبة التي يطرحها هذا الموضوع من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية، تمويل المشاريع الصديقة للمناخ، والتي تحقق خفضًا حقيقيًّا في انبعاثات غازات الدفيئة، مثل مشاريع الطاقة المتجددة ومشاريع كفاءة استخدام الطاقة، ترشيد استهلاك الطاقة الإحفورية، الإكثار من زراعة الأشجار، مع وضع سياسة عامة متكاملة لإدارة، وتنمية المناطق الساحلية، إصدار قوانين وطنية على ضوء قرارات اتفاقية باريس للمناخ، وضع آليات معينة لمراقبة سير أعمال المصانع، زيادة مستوى الوعي والثقافة البيئية لدى شرائح المجتمع المختلفة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: التغیرات المناخیة

إقرأ أيضاً:

حلقة فنية تبحث التحقق من نتائج جرد انبعاثات الغازات الدفيئة

العُمانية: بدأت اليوم بمسقط أعمال حلقة العمل الفنية حول إعداد تقرير الشفافية الأول والبلاغ الوطني الثالث بشأن تغير المناخ لتعزيز التزام سلطنة عُمان بتعهداتها المناخية، ودورها الفاعل في مواجهة تحديات التغيرات المناخية.

تهدف الحلقة التي تنفذها هيئة البيئة بمشاركة عدد من الجهات إلى المراجعة والتحقق من نتائج جرد انبعاثات الغازات الدفيئة، وضمان الدقة والشفافية في البيانات المبلغة، وتقييم وتأكيد نتائج تقرير التقييم حول الخسائر والأضرار، بما في ذلك التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية لتغير المناخ في سلطنة عمان.

وتأتي الحلقة التي تستمر ثلاثة أيام لإشراك أصحاب المصلحة الرئيسيين في عملية جمع المدخلات لتحسين التقارير وضمان إدخال وجهات نظر متنوعة وتعزيز الفهم الشامل للبيانات والمنهجيات.

وتركز على تعزيز فهم البيانات والمنهجيات المستخدمة، وضمان أن تكون جميع النتائج قوية وشاملة.

وتعد الحلقة خطوة حاسمة في استكمال تقارير الشفافية والبلاغ الوطني بشأن المناخ للتقديم، وضمان امتثالها للمعايير التي وضعتها اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وتوافقها مع التزامات سلطنة عُمان الوطنية والدولية تجاه تغير المناخ.

وتسعى هيئة البيئة من خلال إعداد هذه التقارير إلى تقديم صورة دقيقة وشفافة حول الجهود الوطنية المبذولة في الشؤون المناخية، ما يسهم في تعزيز التعاون الدولي وتحقيق التنمية المستدامة.

الجدير بالذكر أن هذه التقارير تعد جزءًا من التزامات سلطنة عمان ضمن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

مقالات مشابهة

  • أثر ​ التغيرات المناخية على النهضة الزراعية في اليمن
  • حلقة فنية تبحث التحقق من نتائج جرد انبعاثات الغازات الدفيئة
  •  الزراعة تواجه شبح التغيرات المناخية
  • البيئة: انبعاثات محطات الكهرباء الغازية غير خطرة
  • وزير الطيران يبحث مع رئيس المنظمة العالمية للأرصاد قضايا التغيرات المناخية
  • المنتدى الاقتصادي الليبي- الايطالي يبدأ أعماله في الـ 29 من القادم   
  • "أزمات وكوارث التغيرات المناخية"… تدريب خاص للعاملين بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية
  • وزير البترول يوجه بالإسراع بعمليات التنمية ووضع الاكتشافات الجديدة على خريطة الإنتاج
  • تفاصيل لقاء وزير التعليم مع مديري المدارس من 9 محافظات
  • "شرعية مُزن" تناقش الحلول المالية المتوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية