الثورة / محمد شرف / وكالات

وسط توقعات باقتراب الرد الإيراني على جريمة اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران في 31 يوليو الماضي، تشهد المنطقة حراكاً أمريكياً وأوروبياً وعربياً محموماً في محاولة لكبح الغضب الإيراني، وتخفيف أضرار رد طهران على كيان الاحتلال الإسرائيلي.
الجهود الأميركية التي جمعت بين الترغيب والترهيب، لم تغيّر في الموقف الإيراني وإصراره على الثأر لاغتيال ضيفها في عاصمتها.


أمس الأحد، أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف، أن أمريكا والكيان الصهيوني سيندمان على فعلتهما باغتيال الشهيد هنية.
وقال قاليباف خلال اجتماع مجلس الشورى الإسلامي “تحولت حلاوة الاحتفال بالديمقراطية الشعبية التي تبلورت في حفل تنصيب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى مرارة مع استشهاد قائدين لمحور المقاومة وخاصة أن أحد هذين الشهيدين، إسماعيل هنية، كان ضيفنا واستشهد في بيتنا.
وأضاف: مما لاشك فيه ان شعوب وأحرار العالم وقوى المقاومة سيتذوقون من بعد هذه المرارة سكراً، وستطيب أيامهم مع رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحكيم والساحق وسوف يندم الكيان الصهيوني وداعمته أمريكا على فعلتهما و سيُلزمان بتصحيح حساباتها حتى لا يقعا في خطأ يضر بأمنهما وأمن المنطقة.
من جهته، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني «إبراهيم عزيزي» أن رد إيران على العمل الإرهابي الذي قام به الكيان الصهيوني في طهران سيكون قوياً يجعل الصهاينة يندمون على أعمالهم. و يكون بالوقت عينه رادعاً ويلقن العدو درساً لن ينساه أبداً.
وفي مقابلة مع وكالة « ارنا» اعتبر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني “إبراهيم عزيزي” ان استشهاد قادة في محور المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا وآخرها استشهاد هنية والسيد محسن سيعزز روح جبهة المقاومة ويعزز إيمان المجاهدين بهذا الطريق، ويشكل فرصاً لهزائم مستقبلية للكيان الصهيوني .
وتبذل الولايات المتحدة جهوداً حثيثة لكبح غضب القيادات الايرانية، للحيلولة دون تعرض الكيان إلى رد إيراني قوي .
ووفقاً لتقرير ورد في صحيفة «وول ستريت جورنال» رفضت إيران الجهود الأميركية والعربية لتخفيف ردها على مقتل رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية بطهران. الرفض الإيراني جاء بعد ان طلبت الولايات المتحدة من الحكومات الأوروبية وغيرها من الحكومات «الشريكة» نقل رسالة إلى إيران بعدم التصعيد، محذرة من أن أي ضربة كبيرة ستؤدي إلى رد فعل، ومشيرة إلى أن الجهود التي يبذلها الرئيس الإيراني الجديد لتحسين التعامل مع الغرب ستكون لها فرصة أفضل إذا أظهرت إيران ضبط النفس، حسب ما نقلت الصحيفة عن أشخاص شاركوا في المناقشات.
كما أوضحت الولايات المتحدة، كجزء من رسالتها، أنها تضغط على إسرائيل لتهدئة التوترات أيضا- بحسب الصحيفة .

الصفدي في طهران
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وصل أمس إلى طهران، في ظل تصاعد التوتر في المنطقة عقب اغتيال العدو الإسرائيلي رئيس المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في مقر إقامته بطهران الأسبوع الماضي.
وكان مصدر ايراني مسؤول قال إن طهران ستبلغ وزير الخارجية الأردني “أيمن الصفدي” خلال زيارته إلى طهران “رسالتين” إحداهما للقيادة الأردنية والأخرى لأمريكا و”إسرائيل”.
وأضاف : “إسرائيل” تحاول الآن دفع طهران لعدم الرد بهدف إظهارها كدولة ضعيفة بلا ردع حقيقي .. “إسرائيل” تجاوزت كافة المحرمات وعليها أن تدفع الثمن ولا شك لدينا بأنها ستدفعه وغالياً.
وكان الأردن تصدّى لعشرات المسيرات والصواريخ الإيرانية التي كانت متجهة إلى إسرائيل في الرابع عشر من أبريل الماضي، كما فتح مجاله الجوي للطائرات الإسرائيلية للتصدي للمسرات والصواريخ الإيرانية قبل وصولها مجال فلسطين المحتلة، بحسب تقارير وسائل إعلام عربية ودولية .
اذ اعتبرت صحيفة يديعوت أحرونوت ان تصدي عمان للمسيرات الإيرانية يأتي كجزء مما وصفته بتعاون غير مسبوق مع تل أبيب، رغم تحذير طهران لعمّان بأنها ستكون أحد أهدافها القادمة إذا تعاونت مع إسرائيل.
فيما قالت وكالة رويترز، إن صواريخ إيرانية اعترضت على الجانب الأردني من غور الأردن وكانت في طريقها نحو القدس، وتم اعتراض صواريخ أخرى بالقرب من الحدود الأردنية السورية.
كما توجّه وزير الخارجية اللبناني إلى القاهرة لمناقشة سبل تهدئة التوترات، فيما تلقى وزير الخارجية الإيراني المكلّف، اتصالا من نظيره المصري، بحثا فيه المخاطر المحتملة على المنطقة.
إلى ذلك، كشفت تقارير إعلامية أن قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، مايكل كوريلا، سيزور فلسطين المحتلة اليوم الاثنين كجزء من جولة إقليمية في إطار الاستعداد لهجوم إيراني محتمل على الكيان الإسرائيلي. وفي وقت سابق أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن الولايات المتحدة قررت إرسال حاملة طائرات، وطرادات ومدمرات إضافية إلى الشرق الأوسط لدعم الدفاعات الإسرائيلية.
وفي فلسطين المحتلة، حث المسؤولون الإسرائيليون السكان على إعداد الطعام والماء في غرف آمنة محصنة.وأجرى المسعفون تدريباً طارئاً في حالة اندلاع حرب واسعة النطاق.
كما استعدت المراكز الطبية في شمال فلسطين لاحتمال احتياجها إلى نقل المرضى إلى أجنحة تحت الأرض محمية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تعويلٌ على تشييع نصرالله... هل بدأت إيران بخسارة لبنان؟

شكّلت الحرب الأخيرة على لبنان ضربة لإيران، بسبب نتائجها السلبيّة على "حزب الله" الذي خسر أمينه العام حسن نصرالله، إضافة إلى قيام إسرائيل بتدمير أنفاق عديدة في الجنوب، والسيطرة على أعتدة عسكريّة تعود لـ"الحزب". وأتى إتّفاق وقف إطلاق النار ليمنع "المقاومة" من شنّ هجمات ضدّ المواقع الإسرائيليّة، على الرغم من أنّ الجيش الإسرائيليّ لا يزال يحتلّ 5 تلال لبنانيّة استراتيجيّة ولا يزال يستهدف البلدات الجنوبيّة ويقوم بعمليّات إغتيال في العمق اللبنانيّ.
 
كذلك، فإنّ سيطرة "هيئة تحرير الشام" على سوريا، قطعت خطوط الإمداد بين إيران و"حزب الله"، وبات الأخير مُحاصراً وغير قادر على إدخال السلاح إلى لبنان. أمّا سياسيّاً، فلم يستطع "الثنائيّ الشيعيّ" انتخاب مرشّحه سليمان فرنجيّة، كما أنّه شارك في حكومة لم يُسمّ فيها رئيسها ولا أغلبيّة الوزراء التابعين له، وأصبح مضطرّاً للسير مع رئيسيّ الجمهوريّة ومجلس الوزراء لترجمة خطاب القسم والبيان الوزاريّ، عبر دعم الجيش وحده لحماية سيادة البلاد، والعمل ديبلوماسيّاً من أجل الضغط على العدوّ الإسرائيليّ للإنسحاب الكامل من الأراضي اللبنانيّة في الجنوب.
 
ولعلّ السياسة الجديدة المتّبعة في لبنان، ساهمت كثيراً في تراجع ليس فقط نفوذ "حزب الله"، وإنّما إيران أيضاً، فقد تمّ تعليق الرحلات الجويّة من طهران وإليها، بينما أمست الطائرات المدنيّة الإيرانيّة تخضع لتفتيش دقيق، خوفاً من إدخال الأموال إلى "الحزب"، وتهديد العدوّ بأنّه سيستهدف مطار بيروت الدوليّ إنّ استمرّ تدفق المال إلى "المقاومة".
 
وكانت حركة الإحتجاج والشغب على طريق المطار لا تُعبّر فقط عن الرفض القاطع لإملاءات إسرائيل على الدولة اللبنانيّة، وإنّما على الخطوات التي استهدفت إيران وتحدّ من نفوذها في لبنان. فبعد سوريا، تخشى طهران بشدّة خسارة لبنان إنّ لم تستطع إعادة تنظيم حليفها الشيعيّ في بيروت عبر إيصال السلاح والمال له لينهض من جديد، ويُشكّل تهديداً لامن تل أبيب.
 
من هنا، أتت إحتجاجات المطار التي قد تُستأنف بعد تشييع نصرالله وهاشم صفي الدين إنّ استمرّ تعليق الرحلات والتضييق على الخطوط الجويّة الإيرانيّة، لتُعبّر عن الغضب الشيعيّ من مُقاطعة إيران، الراعي الرسميّ لـ"محور المقاومة" في الشرق الأوسط. وبحسب أوساط سياسيّة، فإنّ تلك التظاهرات تحمل في طياتها خشية من أنّ ينجر لبنان إلى المحور الغربيّ، وإضعاف "حزب الله" في الداخل غبر الضغط سياسيّاً عليه، كما عبر قطع الأوصال بينه وبين طهران.
 
ويجد "حزب الله" نفسه بعد الحرب وبعد انتخاب رئيس الجمهوريّة وتشكيل الحكومة الجديدة في موقعٍ ضعيفٍ، وقد تُؤثّر الإنتخابات النيابيّة المُقبلة كثيراً عليه إنّ لم يستطع مع الدولة إعادة بناء القرى الجنوبيّة، وإنّ لم يتبدلّ المشهد في المنطقة لصالحه. فهناك رغبة في تهجير سكان قطاع غزة إلى دول مُجاورة بهدف القضاء على حكم "حماس" في القطاع، وإبعادها عن الحدود الإسرائيليّة، كما أنّ هناك مُخططا لضرب النوويّ الإيرانيّ، الأمر الذي سيُشكّل إنتكاسة كبيرة للنظام في طهران ولكلّ "محور المقاومة".
 
ويُعوّل "الحزب" كما إيران على أنّ يُشارك أكبر عدد مُمكن من الجمهور في تشييع نصرالله وصفي الدين غدا الأحد ، كما مُشاركة شخصيّات بارزة من طهران ومن الدول حيث تتواجد "فصائل المقاومة" مثل العراق واليمن، لإرسال رسالة واضحة إلى الخارج من أنّ "حزب الله" لا يزال شعبيّاً يُحافظ على قوّته، وأنّه لم ينتهِ في الحرب الإسرائيليّة الأخيرة على لبنان، وأنّه سيظلّ ذراع طهران الأقوى في المنطقة. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • المجاهد خليل الحية يزأر من طهران لرفع صوت المقاومة لتحرير كامل تراب فلسطين
  • الخارجية الإيرانية: لافروف يزور طهران الثلاثاء لإجراء محادثات رفيعة المستوى
  • المجاهد /خليل الحية يزأر من طهران لرفع صوت المقاومة لتحرير كامل تراب فلسطين
  • الخارجية الإيرانية: لافروف يزور طهران لإجراء محادثات رفيعة المستوى
  • بعد أسابيع من زيارة الرئيس الإيراني موسكو.. وزير الخارجية الروسي في طهران
  • تعويلٌ على تشييع نصرالله... هل بدأت إيران بخسارة لبنان؟
  • رغم النفي الإيراني.. وفد من واشنطن سيصل بغداد قريبا لبدء مفاوضات مع طهران - عاجل
  • الرئيس الإيراني: نرغب في التفاوض لكن ترامب يضع يده على رقابنا
  • الرئيس الإيراني: نريد التفاوض مع أمريكا ودول المنطقة ولن نخشى إسرائيل
  • وزير الخارجية الإيراني: جيراننا هم أولويتنا