أطياف
طيف أول:
في وقتٍ ما كنا نقول إن الشخص سيعلم معنى كل الأشياء التي يقولها ولا يعرفها، لكن آن الأوان لكي يعلم الشخص أن كل ما يعرفه يجب أن يقوله!!
وأكد الفريق ياسر العطا الحقيقة المؤكدة من قبل أن تراوده مشاعر البوح، أن الحرب هي بين تيارين من فلول الحركة الإسلامية التي تحدثنا عن أنها أشعلت الحرب لتقاتل بعضها من أجل البقاء على السلطة، وأن تزايد غرور نفوس الحكام هو الذي جعل أطماع حب السلطة والثروة والذهب مع الترصد بوأد ثورة ديسمبر أهداف لا تقبل القسمة على اثنين، فكل طرف أراد أن يكون حاكما ولا على هذه البلد (السايبة)
والفريق ياسر العطا يقر أنها حرب كيزانية خالصة بقوله إن الدعم السريع أساساً أسسه (الكيزان) بينما القوات المسلحة لم يؤسسها (الكيزان)، لذلك كل قيادات الدعم السريع ٨٠٪ من الفلول والحركة الإسلامية، وكانوا يشغلون مناصب رفيعة في حكومة المؤتمر الوطني، على رأسهم نائب البشير حسبو محمد عبد الرحمن وكثيرون كانوا يشغلون مناصب تنفيذية رفيعة في الولايات.
وأضاف العطا أنّ “أحد الأشخاص قال له إنّ الحركة الإسلامية هي التي ضربت احتفال جبيت بالمسيرات، فقال له ذلك صحيح، لأنّ الحركة الإسلامية هي التي تقود الدعم السريع، مشيراً إلى أن قائد المليشيا حميدتي ونائبه ومعظم قياداتهم كانوا أعضاءً في الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني).
والملاحظ أن العطا تحدث عن نسبه الكيزان في الدعم السريع، ولكن لم يتحدث عن نسبة قيادات الجيش في الحركة الإسلامية، وقفز للحديث عن تأسيس المؤسسة العسكرية، لكن ماذا حدث لها بعد التأسيس!! سؤال سقط عن خاطر المذيعة سهوا أو عمدا!!
وهنا يسقط أيضا القناع عن الوجه الحقيقي للعبثية التي تحدث عنها البرهان، لكنه لم يجد وقتا لكي يشرحها كما تفضل بها العطا.
وبهذا التصريح يحسم العطا كثير من نقاط الجدل السياسي أوله من الذي أطلق الطلقة الأولى!!
الجواب: أن أطلقها الدعم السريع أو هيئة العمليات. لا فرق المهم في الأمر أن الحرب أشعلها الكيزان، إن كانوا بالزي المدني أو زي الدعم السريع.
وبهذا يعني أن قوى الحرية والتغيير التي ظل الجيش يتهمها (بعلكة مسيخة) أنها قالت إما الإطارئ أو الحرب بطل هذا الاتهام بلسان العطا، لأن صراع الكيزان مع الكيزان سببه العودة والسيطرة الكاملة على الحكم، ولكن ما تصل فلول الجيش لهدفها صارعت فلول الدعم السريع!!
والأهم من ذلك أثبت العطا أن العلاقة بين الدعم السريع والكيزان أقوى من علاقة تقدم بالدعم السريع، وهذا يؤكد جليا أن الحاضنة السياسية للدعم السريع هي الحركة الإسلامية وليست تقدماً!!
وأن اتهام تنسيقية تقدم بالتعاون مع الميليشيا سياسيا، ثمة ما هو أقوى منه وهو مشاركة الفلول معها ميدانيا الأمر الذي يعد أكبر خطر؛ لأن كلاً ما قامت به قوات الدعم السريع من جرائم ينسب تلقائيا للحركة الإسلامية فالفعل الإجرامي على الأرض أشد فظاعة من التماهي السياسي!!
ولهذا أن هذا التصريح يجب أن يتبعه بلاغ عبر النيابة العامة ضد قيادات المؤتمر الوطني التي جعلت عضويتها داخل الدعم السريع تنتهك حرمات البيوت، وتغتصب الفتيات وتنهب وتسرق ممتلكات المواطنين.
وأن تكون 80% من قيادات الدعم السريع مؤتمر وطنياً، فيجب على ياسر العطا كعضو، مجلس سيادة أن يصدر أوامر بالقبض على قيادات المؤتمر الوطني والزج بهم في سجن بورتسودان فورا، حتى تضع عضويتها في الدعم السريع السلاح.
بمعنى آخر يجب على القوات المسلحة القبض فورا على “علي كرتي”، حتى يفرض سيطرته على عضويته المتفلتة في الجزيرة والفاشر وسنار وسنجة للحد من الجرائم التي ترتكبها في حق المواطن.
فقرار عسكري واحد بالقبض على القيادات سيوقف الحرب ويقي البلاد شر التدخل الأجنبي، وسيجعل الملايين من الشعب السوداني يعودون غدا إلى ديارهم التي يسكن فيها الآن دعامة المؤتمر الوطني!!
إذن كيف للمؤسسة العسكرية أن تقف عاجزة عن وقف الحرب وهي بيدها الحل.
فقوات الدعم السريع الآن تتحرك وتواصل اجتياح المدن بأوامر قياداتها الإسلامية فكيف لـ 80% أن تأتمر بأمر آل دقلو، وتترك شيوخ الحركة الإسلامية!!
فلأول مرة أجد تفسيرا لعبارة الحل السوداني سوداني المقصود منه اصطلاحا، الحوار (الكيزاني كيزاني)..
إذن لماذا يحدثنا العطا عن تحالف جديد فالسودان ليس بحاجة إلى روسيا ولا أمريكا ولا إيران البلاد بحاجة عاجلة إلى علي كرتي وأحمد هارون و(بالمرة كده) معهم سناء حمد هؤلاء هم القوة الكبرى التي يمكنها أن توقف الحرب دون ابتزاز بقواعد عسكرية.
فهل يستطيع العطا أن يلقي القبض عليهم!!
لن يستطيع ليس لضعف الجيش ولا لأنهم أقوياء، ولكن لأن العطا نفسه كوز، فهو جزء من هذا التنظيم الذي يلقي عليهم أوامره كما يلقيها على قيادات الدعم السريع في الميدان ولأن التنظيم يريدها حربا لا سلاما لذلك كانت وما زالت مستمرة فمثلما بالدعم السريع 80% كيزان بالمؤسسة العسكرية 90% لذلك هي العلة التي جعلت البلاد على صفيح الحرب تلطمها رياح الموت، والنزوح لتلقي بها على هاوية المجاعة!!.
طيف أخير
ذكرنا من قبل أن الجيش سيقبل مباحثات جنيف والبرهان قد لا يذهب، ولكن سيرسل وفدا للتفاوض وبالأمس جاءت الأخبار أن الجيش يرتب للدفع بوفد إلى هناك بتمثيل أعلى.
الوسومصباح محمد الحسنالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: صباح محمد الحسن الحرکة الإسلامیة المؤتمر الوطنی الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
38 قتيلا بالفاشر واتهامات للدعم السريع بارتكاب عنف جنسي
أسفر هجوم شنته قوات الدعم السريع بطائرة مسيّرة عن 38 قتيلا على الأقل في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، في حين اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال عنف جنسي في السودان.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيان لتنسيقية "لجان المقاومة-الفاشر" ارتفاع حصيلة قتلى "مجزرة" حي أولاد الريف بالفاشر إلى 38 منذ وقوع الهجوم في وقت متأخر السبت.
وكانت التنسيقية قالت في بيان سابق "قصفت طائرة مسيرة إستراتيجية تابعة للمليشيا، ليلة أمس، حي أولاد الريف وسط المدينة بـ4 صواريخ شديدة الانفجار"، معلنة مقتل 3 مدنيين وإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح خطيرة.
وترزح مدينة الفاشر منذ أشهر تحت وطأة حصار تفرضه قوات الدعم السريع، كما تشهد اشتباكات توصف بالأكثر عنفا، في ظل سيطرة قوات الدعم السريع بشكل شبه كامل على إقليم دارفور.
ومساء الجمعة، نفّذت قوات الدعم السريع هجوما آخر بطائرة مسيّرة على مستشفى رئيسي في الفاشر، وفقا لوزارة الصحة التابعة للحكومة السودانية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن 9 أشخاص قُتلوا وأصيب 20 بجروح في هذا الهجوم، في حين أفاد طبيب بأن المنشأة اضطرت إلى التوقف عن العمل.
من جانب آخر، أورد إعلام مجلس السيادة الانتقالي تصريحات لقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، قال فيها إن "العالم غير مهتم بما يجري في السودان"، مشيرا إلى قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن فك الحصار عن الفاشر، والتي لم يتم تنفيذها بجانب استمرار إمداد المليشيا بالسلاح".
إعلانوخلال تفقده مواقع للجيش بمنطقة البطانة، أفاد البرهان بأن ما سماها "معركة الكرامة" مستمرة بفضل الإسناد الشعبي، مؤكدا أنه "لا تفاوض ولا هدنة" مع المتمردين.
"عنف جنسي"من جهتها، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش "قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة" معها في السودان بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب البلاد التي تشهد حربا دامية منذ أكثر من عام ونصف العام.
وأكّدت المنظمة -في تقرير نشرته الاثنين- أن "عشرات النساء والفتيات، تراوح أعمارهن بين 7 سنوات و50 عاما، تعرّضن للعنف الجنسي في ولاية جنوب كردفان".
وبحسب "هيومن رايتس ووتش"، تعرضت الكثير من الضحايا للاغتصاب الجماعي في منازلهن أو منازل جيرانهن أو أمام عائلاتهن، بينما اختطفت بعضهن واستُعبدن.
واعتبرت المنظمة أن هذه الحالات من العنف الجنسي "انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، وجريمة حرب" داعية "الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التحرك بشكل عاجل لمساعدة الضحايا، وحماية النساء والفتيات الأخريات، وضمان العدالة في هذه الجرائم الشنيعة".
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر حذّر الشهر الماضي -أثناء زيارة للسودان- من "وباء عنف جنسي" تتعرض له النساء، محذرا من أن نطاق هذه الاعتداءات "غير مقبول".
وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول، قالت الأمم المتحدة في تقرير إن جرائم الاغتصاب في السودان أصبحت "معممة"، في حين أوضحت المنظمة الأممية أنها أجرت تحقيقا أكد أن معظم أعمال الاغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع.
وقال رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان محمد شاندي عثمان في بيان "لقد صعقنا بالنطاق المهول للعنف الجنسي الذي نقوم بتوثيقه في السودان".
وأضاف عثمان، الذي يرأس هذه البعثة التي أُسِّست أواخر العام الماضي من جانب مجلس حقوق الإنسان لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ بدء الصراع في أبريل/نيسان 2023، "لا يوجد مكان آمن في السودان الآن".
إعلانواندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وبين قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وقد خلفت هذه الحرب عشرات آلاف القتلى، وشردت أكثر من 11 مليون سوداني، وتسببت -وفق الأمم المتحدة- بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، في ظل اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية.