انطلقت، اليوم، أعمال المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي، الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، تحت عنوان: "دور وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال"، بمشاركة وزراء ومفتين ورؤساء مجالس وجمعيات ومؤسسات إسلامية من 60 دولة، وذلك بفندق هيلتون للمؤتمرات بمكة المكرمة.

ونوه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الرئيس التنفيذي للمؤتمر الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ في كلمته خلال المؤتمر بالرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لأعمال المؤتمر، مبيناً النهج الراسخ للمملكة في جمع الكلمة، ووحدة الصف وتفعيل مبدأ التشاور والتعاون على البر والتقوى.

وقال: "إن المملكة قامت على منهج الوسطية والاعتدال منذ تأسيسها على يدي الملك عبدالعزيز وأبنائه الملوك البررة من بعده وفي عهدنا الزاهر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حيث حملاً على عاتقهما نشر رسالة الإسلام الوسطي المعتدل ومحاربة الغلو والتطرف والمبادرة إلى ما يخدم هذا المنهج القويم والعناية بالثوابت والقيم الإسلامية والمحافظة عليها والدعوة الصادقة لها مع الأخذ بكل أسباب التقدم والتطور والازدهار، إذ إن التمسك بالدين القويم سبب للخير والنماء والازدهار".

وأوضح أن المؤتمر سيناقش مواجهة مستجدات التطرف والإرهاب ، وسبل تحصين المنابر من خطابات الغلو والتشدد ، وتعزيز قيم التعايش والتسامح وتصحيح فهم الخطاب الديني ، وترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال ، وتعزيز المواطنة في دول العالم الإسلامي وأثره في استقرار المجتمعات ، والحديث عن الخصوصية الإسلامية في ظل العولمة الثقافية, مؤكداً أن هذا يتطلب التعاون والتشاور وتفعيل البرامج المشتركة، وتبادل الخبرات الناجحة، وتفعيل دور الأئمة والخطباء والدعاة، وأداء رسالة المسجد مع العناية بكل ما يخدم ذلك فنياً ومعمارياً، وتعزيز دور الأوقاف والصناديق الوقفية بما يحقق النماء والاستدامة.

وقال آل الشيخ: "إن ما لدينا من الثوابت والقيم الإسلامية والرغبة الصادقة -بحمد الله- يجعلنا نخوض المواجهة والتحديات بثبات وعزم، سلاحنا الإخلاص لله والعلم والحكمة مع الإفادة من كل الوسائل الممكنة، بما في ذلك ما استجد من وسائل وتقنيات من الذكاء الاصطناعي وغيرها التي فرضت نفسها بصفتها وسيلة مؤثرة في المجتمع، ولها دور في التأثير في الرأي والفكر سلباً أو إيجاباً، وقد استغلها كثير من جماعات الغلو والتطرف ودعاة الإلحاد والانحلال الأخلاقي، وأصبحت ميداناً للدعوة إلى مخالفة الثوابت والقيم مما يتطلب وقفة جادة لتفعيل دور تلك الوسائل بما يحقق المصلحة الشرعية ويحمي المجتمعات من خطرها.

عقب ذلك ألقى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في المملكة المغربية أحمد التوفيق كلمة أكد فيها؛ أن وزارة الشؤون الإسلامية بمملكة المغرب هي الجهة المختصة التي تعمل على حماية تعاليم الدين من خلال ضمان حياد المساجد تجاه مختلف أنواع التيارات العقدية والسياسية والاجتماعية، كما يسهر العلماء على بيان قيم الوسطية والاعتدال، وأن مختلف الوزارات تخدم الدين من حيث ضمان يقين الأمة وخدمة مصالح الناس في الأمن والعدل وأسباب المعاش وكرامة الناس.

من جانبه أكد وزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية أسامة الأزهري أهمية محاربة الغلو والتطرف وصور العنف والتشدد حتى تنطفئ نيران العنف والإرهاب.

وأشار إلى أن المؤتمر اختار عنواناً مهماً وهو قضية القيم الإنسانية المشتركة، وأهمية المواطنة في ظل زمن نشطت فيه جماعات الإرهاب والتطرف في خطاب يقزّم شأن الوطن ويصغره، مؤكداً أن قضية القدس وفلسطين ستظل القضية الأولى في وجدان كل مسلم.

 بدوره ألقى وزير الأراضي والشؤون الدينية بجمهورية غامبيا حمات، كلمة أشاد فيها بجهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال في العالم، متمنياً أن يحقق هذا المؤتمر الإسلامي العالمي أهدافه.

من جهته أوضح وزير الأوقاف والشؤون الدينية بسلطنة عمان الدكتور محمد بن سعيد المعمري، أن العالم يواجه تحديات ثقيلة تتمثل في اضطراب المفاهيم القيمية واختلال التوازن الأخلاقي، مضافاً إليها الصراعات والنزاعات والحروب، وخطابات الكراهية التي صورت مجتمعاتنا وكأنها عالة تاريخاً ومستقبلاً على الحضارة والحداثة.

وشدد على المسؤولية الملقاة على المسؤولين في وزارات الشؤون الإسلامية والدينية للتعاون وتكثيف العمل من أجل حماية مجتمعاتنا، وتعزيز مرونتها وقدرتها للحفاظ على أسسها القيمية والأخلاقية من خلال تجديد الفهم للخطاب الديني بما يتسق مع التحديات الراهنة، تعزيزاً لوعي ديني يتسم بالوسطية والاعتدال.

وأشاد بالجهود الاستثنائية لعقد المؤتمر الذي يجسد الاهتمامات المشتركة لحكوماتنا ومجتمعاتنا، ويؤكد قيمة الإنسان وأهمية العمل من أجل تحقيق مصالحه الحاضرة والمستقبلية.

إثر ذلك بدأت أولى جلسات المؤتمر التي رأسها وزير الأوقاف والإرشاد في الجمهورية اليمنية الدكتور محمد بن عيضة شيبة، وناقشت محوراً بعنوان "مواجهة مستجدات التطرف والغلو والإرهاب وأهمية تحصين المنابر من خطاباتها " فيما تتوالى بقية جلسات المؤتمر لليوم الأول على فترتين صباحية ومسائية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مكة السعودية الرياض الخارجية السعودية الوسطیة والاعتدال الشؤون الإسلامیة الأوقاف والشؤون الإسلامیة فی وزیر الأوقاف

إقرأ أيضاً:

فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمدينة المنورة ينهي استعداداته لاستقبال شهر رمضان

المناطق_واس

أنهى فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة المدينة المنورة استعداداته لاستقبال شهر رمضان المبارك لعام 1446هـ، حيث تم تجهيز الجوامع والمساجد ومرافقها، والتأكد من جاهزيتها لاستقبال المصلين، بما يضمن لهم أداء عباداتهم في أجواء من الطمأنينة والخشوع.

وأوضح المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة المدينة المنورة الشيخ أسامة بن زيد المدخلي، أن الجهود شملت تكثيف جولات الصيانة الدورية للتأكد من خلو المساجد من أي أعطال أو ملاحظات، مع تشكيل فرق ميدانية متخصصة للتعامل مع أعمال الصيانة الطارئة على مدار الساعة، لضمان استمرار الخدمات دون انقطاع.

أخبار قد تهمك أمير منطقة المدينة المنورة يلتقي أهالي محافظة وادي الفرع ومديري الإدارات الحكومية 19 فبراير 2025 - 7:58 مساءً السفير الكندي لدى المملكة يزور غرفة المدينة المنورة 19 فبراير 2025 - 7:40 مساءً

كما تم تعزيز الجولات الرقابية لمراقبي المساجد، بهدف الوقوف على احتياجاتها والعمل على تهيئتها بالشكل الأمثل، إضافةً إلى متابعة الأئمة والخطباء والمؤذنين لضمان التزامهم بتوجيهات الوزارة التي تصب في خدمة بيوت الله والمصلين، حيث بلغ عدد الجولات الرقابية وجولات الصيانة (10945) جولة، والتي شملت (4155) جامعًا ومسجدًا في المنطقة.

وفي إطار الجهود الدعوية والتوعوية، أعد الفرع (1510) برامج توعوية وعلمية، تمثلت في محاضرات، ودروس دينية، وكلمات وعظية، وندوات توعوية، وغيرها من المناشط التي ستنفذ بمشيئة الله في كافة جوامع ومساجد المنطقة والمساجد الكبرى والتاريخية والتي تتركز حول فضائل الشهر الكريم، وأحكام الصيام والقيام، بهدف تعزيز الوعي بأهمية استثمار هذا الشهر المبارك في الطاعات والأعمال الصالحة.

كما يقدم حزمة من الخدمات الدعوية والتوعوية والإرشادية من خلال المنافذ الجوية والبرية والبحرية ومراكز التوعية الإسلامية والكبائن الميدانية في الجوامع الكبرى والمساجد التاريخية، وميقات ذي الحليفة في المدينة المنورة، إضافة لطرح العديد من الفرص التطوعية عبر المنصة الوطنية للعمل التطوعي والتي تتضمن تنظيم دخول المصلين ومساعدة كبار السن وتطييب وتبخير وتنظيف المساجد والجوامع ومساعدة الأطفال التائهين وتوزيع وجبات إفطار الصائم.

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف والإرشاد في مؤتمر الحوار الإسلامي يدعو الى توحيد الجهود لمكافحة الطائفية والتطرف وتعزيز قيم التسامح والتعايش
  • وزارة الشؤون الإسلامية تعلن انطلاق التصفيات النهائية لمسابقة القرآن الكريم والسنة النبوية في شرق إندونيسيا غدًا
  • انطلاق أعمال مؤتمر رؤساء البرلمانات العربية لدعم فلسطين
  • بريطانيا: انطلاق أعمال مؤتمر الاستثمار المباشر بمشاركة كويتية
  • وزير الأوقاف يلتقي رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالبحرين
  • وزير الأوقاف بالبحرين: لا سبيل للحفاظ على القضية الفلسطينية إلا باتحاد الدول الإسلامية
  • فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمدينة المنورة ينهي استعداداته لاستقبال شهر رمضان
  • وزير الأوقاف لـ(أ ش أ): مصائر المسلمين مترابطة ولا يمكن عزل مستقبلهم عن باقي الأمة
  • اللجنة الملكية للحج، تحدد مبلغ مصاريف الحج لسنة 1446هـ ، و مصالح بريد بنك، تشرع في إرجاع الفرق المالي للمواطنين
  • «الشؤون الإسلامية» وجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تخرجان 14 إماماً