جهود عربية ودولية مكثفة لتجنب التصعيد في المنطقة
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
حسن الورفلي (القاهرة)
أخبار ذات صلةتتزايد الجهود العربية والدولية لتجنب تصعيد عسكري في الشرق الأوسط، ودعوة جميع الأطراف لممارسة أكبر قدر من ضبط النفس وتحمل أكبر قدر من المسؤولية لضمان أمن الشعوب.
ودعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والعاهل الأردني عبدالله الثاني أمس إلى تجنب تصعيد عسكري في الشرق الأوسط «بأي ثمن»، في ظل تصاعد التوتر بالمنطقة لاسيما بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران الأسبوع الماضي.
في السياق، يخطط وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لزيارة القاهرة والدوحة خلال الأيام المقبلة للدفع نحو إرساء الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد تصعيداً عسكرياً وسياسياً خلال الأسابيع الماضية، بحسب ما أكده مصدر عربي لـ«الاتحاد».
وأوضح المصدر أن زيارة وزير الخارجية الأميركي ستشمل الأردن وعدداً من دول المنطقة وإسرائيل، مؤكداً أن واشنطن تتخوف من اندلاع حرب إقليمية مفتوحة تؤدي لحالة عدم استقرار أمني وسياسي في المنطقة.
كما دعا مسؤولان بارزان في إدارة الرئيس الأميركي إسرائيل إلى مضاعفة جهودها للعودة إلى طاولة المفاوضات معتقدين أن الفجوات مازالت ضيقة بما يكفي لسدها واحتواء الموقف.
كما عبر بيان لوزراء خارجية مجموعة السبع خلال مؤتمر عبر الفيديو برئاسة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني عن «قلقهم الشديد إزاء الأحداث في الآونة الأخيرة التي قد تؤدي إلى اتساع نطاق الأزمة في المنطقة، بدءا من لبنان».
في غضون ذلك، غادر وفد المفاوضات الإسرائيلي القاهرة، أمس، بعد ساعات من وصوله العاصمة المصرية، دون أي تقدم في المباحثات، حسبما ذكرت وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية، نقلاً عن مسؤول مصري لديه معرفة مباشرة بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وتعثرت مفاوضات إطلاق سراح المحتجزين، ووقف إطلاق النار في القطاع، بعد المحادثات التي جرت بين وفد إسرائيلي رفيع المستوى ومسؤولين مصريين أمس الأول، بسبب مطالب جديدة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تتضمن تشكيل آلية دولية لمنع نقل الأسلحة من جنوب غزة إلى الشمال، حسبما أكد موقع «أكسيوس» الأميركي.
وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس، أن حركة حماس تحول دون التوصل لصفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بإصرارها على مطالبها التي تتضمن الانسحاب من محور فيلادلفيا جنوب القطاع، مؤكداً أنه «لن يفعل ذلك». وتابع: الجيش لن ينسحب من فيلادلفيا ومعبر رفح، اللذين وصفهما بأنهما «أنابيب الأكسجين لحماس التي ستسمح لها بالتسلح واستعادة قوتها». وأكد في السياق نفسه، مواصلة الضغط العسكري على حماس وقادتها حتى إعادة جميع المختطفين وتحقيق أهداف الحرب.
إلى ذلك، يشعر مسؤولون إسرائيليون وعائلات الرهائن بالقلق من أن نتنياهو، الذي شدد مؤخراً مطالبه وقدم شروطاً جديدة لاتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار، أرسل الوفد فقط لخلق مظهر من المفاوضات لتخفيف بعض الضغوط عليه من قبل الرئيس الأميركي جو بايدن.
من جانبها، رفضت حركة حماس الشروط الجديدة التي طرحها نتنياهو.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون: إن هذه المطالب وغيرها من المطالب الجديدة تجعل التوصل إلى اتفاق أمراً مستحيلاً. وبحسب «أكسيوس»، فإن رئيس جهاز المخابرات ديفيد برنياع ورئيس جهاز الأمن رونين بار وغيرهما من كبار المسؤولين الأمنيين والاستخباراتيين الإسرائيليين الذين شاركوا في المفاوضات بشأن صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار، مقتنعون بأن نتنياهو قرر عدم المضي قدماً في الصفقة بغض النظر عن الانطباع الذي تركه للرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته للمكتب البيضاوي قبل 10 أيام، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أمس الأول، أن نتنياهو عقد اجتماعاً مع فريق المفاوضات الإسرائيلي، الأربعاء، تطور إلى مشادة كلامية. وروى مسؤولان إسرائيليان التفاصيل، وقالا: إن مدير جهاز الأمن العام (الشاباك) واجه نتنياهو وأخبره أنه إذا كان يريد التراجع عن الاقتراح الإسرائيلي بشأن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار، فعليه أن يقول ذلك ببساطة. ورد نتنياهو بتوبيخ رؤساء أجهزة الأمن والمخابرات الإسرائيلية، ووصفهم بـ«الضعفاء»، واتهمهم بالعمل لصالح زعيم حماس، والضغط عليه (نتنياهو) بدلاً من الضغط على حماس.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: ايمانويل ماكرون فرنسا عبدالله الثاني الأردن طهران إسماعيل هنية إسرائيل فلسطين غزة قطاع غزة ووقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
لبنان تحت نيران الغارات وتصعيد داخلي ضد حركة فلسطينية
بين هدير الطائرات الإسرائيلية فوق بلدة حولا، وتحذيرات المجلس الأعلى للدفاع في بيروت، تتأرجح الساحة اللبنانية على حافة تصعيد خطير، في وقت يمدّ فيه الخليج العربي، وتحديداً الإمارات، يد الدعم للدولة اللبنانية عبر أفق تعاون استثنائي، وفي خضم هذا المشهد المتشابك، يبرز اتفاق وقف إطلاق النار كخط دفاع هش بين حرب محتملة وسلام مأمول.
ففي تصعيد جديد، أصيب خمسة مواطنين بجروح جراء غارة نفذتها طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت غرفتين مسبقتي الصنع قرب محطة وقود في بلدة حولا، جنوب لبنان، حيث تأتي الغارة رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ 27 نوفمبر الماضي، الذي نصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية وتولي الجيش اللبناني مسؤولية الأمن، بالتعاون مع “اليونيفيل”.
لبنان يحذر “حماس”.. لا نسمح بتهديد أمننا القومي
وجّه المجلس الأعلى للدفاع اللبناني تحذيراً شديد اللهجة لحركة “حماس”، متهماً إياها باستغلال الأراضي اللبنانية لشن عمليات قد تمسّ بالأمن القومي.
جاء ذلك عقب توقيف عدد من عناصر الحركة في مخيمات عدة ضمن حملة أمنية واسعة، وسط تحقيقات تشير إلى روابط مع مخطط أُحبط في الأردن.
وبناءً على تقارير أمنية، بدأ الجيش اللبناني تنفيذ خطوات تهدف لإنهاء نشاط “حماس” المسلح في الجنوب اللبناني، شملت مصادرة أسلحة وتقييد حركة المسلحين داخل المخيمات، لا سيما في صيدا وصور، والتحقيقات متواصلة بحق الموقوفين على خلفية إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل في مارس الماضي.
في السياق، اعتبر كبير مستشاري الرئيس ترامب، مسعد بولس، أن اتفاق وقف إطلاق النار كرّس سيادة الدولة اللبنانية ونزع سلاح “حزب الله”.
وأكد أن الجيش اللبناني مطالب ببسط سلطته على كامل الأراضي، لا فقط جنوب الليطاني، مشيداً بتعاون بايدن وترامب في تحقيق هذا “الإنجاز الأمني”.
وكان اختتم الرئيس اللبناني، جوزيف عون، زيارته الرسمية الأولى إلى الإمارات، مؤكداً على “الحفاوة والتفاهم العميق” مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد.
ونتج عن الزيارة اتفاقات في مجالات الأمن والتنمية، تشمل إنشاء مجلس أعمال مشترك، وزيادة التنسيق الدبلوماسي، ومشاركة الإمارات في تقييم مشاريع تنموية بلبنان.
يذكر أنه ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024 وحتى مطلع مايو 2025، قُتل ما لا يقل عن 68 شخصاً في لبنان نتيجة الغارات والضربات الإسرائيلية المتواصلة، معظمهم من المدنيين.