وزير الأشغال والإسكان الفلسطيني عاهد بسيسو لـ«الاتحاد»: 1.8 مليون نازح في غزة يفتقدون أدنى مقومات الحياة
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
شعبان بلال (رفح)
أخبار ذات صلةكشف المهندس عاهد فائق بسيسو، وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني، أن الحرب الدائرة في غزة دمرت جميع مقومات الحياة في القطاع، مستهدفة تهجير سكانه إلى الخارج، من خلال تدمير البنية التحتية من كهرباء ومياه وصرف صحي ومبان سكنية وعامة وطرق ومستشفيات ومنشآت تعليمية.
وأوضح في حوار مع «الاتحاد»، أن حوالي 1.8 مليون من سكان غزة في أماكن إيواء تفتقد إلى أدنى حد من المقومات الأساسية للحياة، بالإضافة إلى تعرضهم للنزوح القسري عدة مرات داخل حدود جنوب غزة.
وقال بسيسو إن رفح أصبحت منطقة منكوبة، وإن أكثر من ثلثي المدينة دمر كليا، بالإضافة لنزوح العدد الأكبر من سكانها باتجاه منطقة المواصي، والتي تتعرض باستمرار إلى هجمات الجيش الإسرائيلي وعمليات القصف من الجو والبحر.
ووصف الوزير الفلسطيني الوضع الإنساني في قطاع غزة بـ«الكارثي بمعنى الكلمة» نتيجة تدمير البنية التحتية، وتراكم ما يقارب من 5 ملايين طن من الركام والذي أدى بطبيعة الحال إلى انتشار الأمراض نتيجة تواجد جثث لقتلى تحت الأنقاض، بالإضافة إلى تلوث التربة والمياه الجوفية.
ولفت إلى أن تراكم آلاف الأطنان من القمامة وتعطل مضخات الصرف الصحي تسبب أيضاً في انتشار الأمراض مثل الكبد الوبائي وشلل الأطفال. وأضاف بسيسو أن تعطل ما يقارب 35 مستشفى ومئات المراكز الصحية أدى إلى عدم القدرة على تقديم الخدمة، في ظل نقص حاد في الأدوية وخصوصاً للأمراض المزمنة مما تسبب بآلاف الوفيات.
وشدد على أن الأولوية هي وقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لنبدأ عملية الإغاثة العاجلة بالشراكة مع المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية لتلبية احتياجات سكان القطاع الذين عانوا من النزوح القسري. وذكر بسيسو أن المرحلة التالية هي ضرورة التدخل الفوري لإزالة الركام من الطرقات لإتاحة الفرصة لعمليات الإنعاش المبكر والإيواء للسكان الذين فقدوا مساكنهم، إذ يقدر عدد الوحدات السكنية المدمرة كلياً وجزئياً بحوالي 300 ألف وحدة، ومن ثم إقامة تجمعات سكنية للإيواء تتوافر بها مقومات الحياة والبنية التحتية وإعادة البناء.
وأوضح بسيسو أنه من المهم أن يسبق ذلك تدخل الفرق الهندسية لإزالة الألغام والمقذوفات التي لم تنفجر وتقدر بـ7 الآف مقذوف، والبحث عن جثث القتلى تحت الأنقاض والتي تقدر بحوالي 20 ألف جثة، وإزالة المخلفات التي أدت إلى تلوث البيئة.
واختتم الوزير الفلسطيني حديثه بالتأكيد على أن الحرب دمرت معالم غزة والتراث والهوية الفلسطينية، مضيفاً أن المدينة لم تعد صالحة للحياة، وتقدر تكلفة إعادة بنائها بما يفوق 60 مليار دولار، وبعدد ليس قليلاً من السنوات.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: فلسطين قطاع غزة إسرائيل غزة
إقرأ أيضاً:
"إرادة الحياة أقوى من الحرب".. محل فساتين زفاف في غزة يعيد فتح أبوابه من جديد
بعد 15 شهرًا من الحرب، بدأ سكان غزة في إعادة بناء حياتهم وسط الدمار الذي لحق بالمنازل والبنية التحتية. وفي خطوة تعكس روح الصمود، أعادت "سناء سعيد" فتح محلها لفساتين الزفاف في مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، بعد أن تعرض لأضرار جسيمة جراء القصف الإسرائيلي، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وتكشف مأساة غزة عن حجم الدمار الهائل الذي طال المناطق المكتظة بالسكان، حيث تحولت أجزاء واسعة من القطاع إلى أنقاض، ولم يبقَ سوى عدد قليل جدًا من المستشفيات قيد التشغيل، في حين لجأ المدنيون إلى المخيمات والمدارس بحثًا عن مأوى.
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فقد قُتل ما لا يقل عن 48,406 شخص منذ بدء الحرب، معظمهم من المدنيين، بينما قدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة العدد بأكثر من 61 ألف قتيل، مشيرًا إلى أن الآلاف لا يزالون مفقودين تحت الأنقاض. كما تجاوز عدد المصابين 111,852 شخصًا، في كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وتروي سناء سعيد، صاحبة محل فساتين الزفاف، حجم الخسائر التي لحقت بها، قائلة: "خسرت كل شيء في المحل. كل قطعة، كل فستان، كل زينة. كانت قيمة البضاعة وحدها 50 ألف دولار، غير الديكورات. كان لدينا 48 فستان زفاف أبيض، 40 بدلة ملونة، 400 فستان، بالإضافة إلى الإكسسوارات الكاملة. كان المتجر حلمًا عمره 25 عامًا، فتحته أخيرًا قبل سنة، لكن الحرب دمرت كل شيء في لحظة".
ورغم المأساة، تحاول سناء النهوض من جديد وإعادة فتح محلها، مؤكدة: "الحياة تستمر، وغزة ستداوي جراحها بإذن الله. نعم، نعيش المعاناة، لكننا نتمسك بالأمل. سنعود ونقف من جديد".
وفي ظل الدمار والحصار، تحاول العائلات في غزة الاحتفاظ ببعض مظاهر الحياة الطبيعية، حتى وإن كانت حفلات الزفاف تقام بشكل رمزي وسط المدارس والمخيمات. وتشير سناء إلى أن العديد من الفتيات اضطررن إلى استئجار الفساتين بأسعار زهيدة جدًا، فقط لالتقاط صور رمزية في ظل انعدام الظروف الملائمة للاحتفالات.
وتضيف بحسرة: "كيف يمكن للفرح أن يعيش وسط كل هذا الدمار؟ أكثر من عام ونصف لم أرَ الكهرباء بعيني، لم أستحم، لم أرتدِ ملابسي بشكل طبيعي. كنا ننام وسط الأنقاض، نحاول إعادة ترتيب حياتنا مما تبقى".
Relatedمخيمات النازحين في غزة تزداد اتساعًا.. دمارٌ وركامٌ وانتظارٌ لمصير مجهولما المتوقع من اجتماع القادة العرب في القاهرة بشأن مستقبل غزة؟تحذير أممي من مجاعة وشيكة في غزة: المخزون الغذائي لن يكفي لأكثر من أسبوعينبينما تواصل غزة التمسك بالحياة وسط الركام، تبقى قصص الصمود مثل قصة سناء شاهدًا على إرادة الناس في مواجهة المصاعب. وعلى الرغم من الخسائر الفادحة، فإن سكان غزة يؤكدون أن الأمل لا يزال موجودًا، وأنهم قادرون على إعادة بناء حياتهم، خطوةً بخطوة، مهما كانت التحديات.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ارتفاع جنوني في الأسعار في غزة.. القطاع بين الحصار الإسرائيلي والاحتكار المحلي الحوثي يمهل الوسطاء 4 أيام لإدخال المساعدات إلى غزة قبل استئناف الهجمات البحرية كتبٌ تُحرق.. مع شحّ غاز الطهي في غزة أصبحت المؤلفات هي الوقود حركة حماسغزةإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني