بات الوضع يحتاج بالفعل لاتفاق دولي عام حول التجارة الرقمية. وتتفق كل الحكومات حول العالم، نحو هذه التجارة التي تتسع دائرتها بمعدلات سريعة، على أهمية الوصول إلى صيغة متوافق عليها، ليس فقط من أجل ضمان تشريعات قوية جديدة، بل لمواكبة النمو الكبير لها. 
وفق البيانات التي صدرت أواخر العام الماضي، فمن المتوقع أن تسجل مبيعات التجارة الرقمية بالتجزئة (مثلاً) نمواً بنسبة 39% في السنوات القليلة المقبلة، لتصل إلى نحو 8 تريليونات دولار بحلول العام 2027.

وفي السنة الفائتة، حققت هذه التجارة مبيعات بلغت 5.8 تريليون دولار. 
ومع نهاية العام الجاري، سيبلغ حجم مبيعات التجارة الرقمية (الإلكترونية) حوالي 6.5 تريليون دولار. أي أنها تتقدم، وتأخذ حصة متعاظمة لها من الحراك التجاري الدولي.
لم تتوقف البلدان ضمن منظمة التجارة العالمية، عن البحث في مسألة الاتفاق العالمي المطلوب، لكن حراكها كان يواجه مصاعب جمة، ليست غريبة على هذه المنظمة، التي اضطررت للانتظار عقوداً لإقرار اتفاقات مختلفة بين أعضائها البالغ عددهم 166 دولة. 
الخطوات الجديدة لاتفاق تجاري رقمي، أثمرت بعض الشيء، بعد خمس سنوات شاقة من المفاوضات والمباحثات والطروحات والتحفظات، وغير ذلك من المعطلات. لكن في النهاية نجاح 80 دولة في التوصل لاتفاق قبل أيام، يعد قفزة نوعية حقاً على الساحة الدولية، ولاسيما أنه يشتمل على الاعتراف بالتوقيعات الإلكترونية، والحماية من الاحتيال عبر الإنترنت. بالإضافة إلى نقاط أخرى مهمة، دفعت حتى الولايات المتحدة للإشادة بها، على الرغم من عدم مشاركتها في الاتفاق المشار إليه. 
ولا يزال المسار مفتوحاً للعمل المؤثر في المرحلة المقبلة، ولاسيما في ظل وجود تحفظات على الاتفاق الجديد، إلى درجة أن 11 دولة انخرطت في المفاوضات الأخيرة، لم توقع على الاتفاق بعد. لكن  الاتحاد الأوروبي عده «تطوراً تاريخياً» ووصفته بريطانيا بـ «الريادي». 
فالمسألة تتعلق بنقطة محورية، تتمثل في حتمية وضع قواعد واضحة للتجارة في الزمن الرقمي. فلا تزال هذه القواعد ضعيفة، وهناك فجوات خطيرة في هيكلية هذه التجارة المتنامية. يحتاج الأمر لبعض الوقت، لتوسيع دائرة اتفاق التجارة الرقمية، ولا شك في أن المراحل الصعبة من المفاوضات عدت كلها تقريباً، مع وجود دول محورية في نطاق التجارة، داعمة للاتفاق الذي طال انتظاره بالفعل.

أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: مخرجات اقتصادية لـ «أولمبياد باريس» محمد كركوتي يكتب: أبوظبي.. نمو كبير للقطاع غير النفطي

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: محمد كركوتي كلام آخر التجارة الرقمیة

إقرأ أيضاً:

رغم التطمينات الأمريكية..فرص الاتفاق على وقف الحرب في غزة ضئيلة جداً

في أجواء مشحونة تباعدت فيها مواقف الأطراف ذات الصلة، تتلاشى الآمال يوماً بعد يوم في التوصل إلى اتفاق يوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويحرر الرهائن الذين تحتجزهم حماس منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، رغم التصريحات الأمريكية، التي تتحدث عن ترتيبات لكشف مقترح جديد.

وذكرت القناة الـ 13 الإسرائيلية، مساء أمس الجمعة أن "التقديرات الإسرائيلية تستبعد التوصل إلى صفقة".

وأشارت إلى مناقشات "استراتيجية" عقدت في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، خلال الساعات الماضية ضمت وزراء ورؤساء الفريق المفاوض، وخلصت إلى أن "من غير المتوقع التوصل إلى صفقة وأن احتمالاتها باتت ضعيفة للغاية، وعلى إثر ذلك تستعد إسرائيل لمواصلة القتال في الشمال والجنوب".

????Update: Israel says No Deal!! Achieving the ceasefire in the Gaza Strip depends both on Palestine’s radical movement HAMAS and the Israeli government, and the United States hopes to get their response in coming days, US Secretary of State Antony Blinken said! pic.twitter.com/hg6LQkpUHQ

— US Civil Defense News (@CaptCoronado) September 6, 2024

ونقلت عن مصدر وصفته بالمطلع "لا مفاوضات حالياً مع حركة حماس، هناك محادثات بين الوسطاء وواشنطن لطرح مقترح تسوية، وذلك غير جدي". وفي سياق متصل، قالت هيئة البث الإسرائيلية مساء الجمعة، إن البيت الأبيض "يؤخر تقديم الخطوط العريضة للمقترح الجديد"، وأشارت إلى شعور "لدى جميع الأطراف بأن فرصة التوصل إلى اتفاق ضئيلة جداً".

ونقلت الهيئة عن مصادر "كل طرف في المحادثات يرى أن الطرف الآخر غير راغب في إبرام صفقة، وهذا يجعلها مستحيلة". وأشارت الهيئة إلى أن "حماس تتمسك بعدد الأسرى الفلسطينيين رغم انخفاض عدد المحتجزين لديها". ونقلت الهيئة عن مصادر عسكرية أن الجيش سيغير طبيعة القتال في الأنفاق لتجنب إلحاق الأذى بالرهائن.

وأصدر الجيش الإسرائيلي تعليماته لسكان الجليل الغربي، وعدد من بلدات الجليل الأعلى على الحدود مع لبنان، بتقليل التجمعات، والبقاء قرب الأماكن الآمنة، والملاجئ.

US Secretary of State Antony Blinken said it was incumbent on both Israel and Palestinian Islamist group Hamas to say yes on remaining issues to reach a Gaza ceasefire deal, which has faced obstacles in negotiations across months https://t.co/OtJJsJl98K

— Reuters (@Reuters) September 6, 2024

وفي الأثناء، أظهر استطلاع رأي للقناة الـ 12 الإسرائيلية، أن 60% من الإسرائيليين يعتقدون أن الصفقة أكثر أهمية من البقاء في محور فيلادلفيا، مقارنةً مع 28% يعتقدون عكس ذلك. كما أظهر الاستطلاع أن 61% لا يثقون في بذل الحكومة الإسرائيلية ما في وسعها لإعادة الرهائن.

ويمثل بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا على حدود قطاع غزة مع مصر، إحدى أبرز نقاط الخلاف العالقة التي تحول دون التقدم في مفاوضات التوصل إلى اتفاق.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر مطلعة على سير المفاوضات، أن "رسائل نتانياهو المتضاربة تربك محادثات وقف إطلاق النار"، في إشارة لإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي أخيراً في أكثر من مناسبة أنه متمسك بالبقاء في هذا الممر، لمنع استخدامه لتهريب الأسلحة لحماس، وهو ما ترفضه الحركة، ومن قبلها مصر تماماً، بينما يبلغ رئيس وفد التفاوض الإسرائيلي الوسطاء أن الجيش سينسحب في نهاية المطاف من المحور.

وفي هذا السياق، تحدث تصريحات مصدر مصري بارز عن "تعنت" رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يظل "عقبة أمام أي جهود للهدنة وإقرار السلام".

ونقلت "القاهرة الإخبارية" عن المصدر، الذى لم تكشفه، مساء أمس الجمعة، أن "استمرار الفشل العسكري والسياسي الإسرائيلي يدفع حكومة نتانياهو لمزيد من التعنت وإفشال جهود الوسطاء للتغطية على إخفاقها".

وترى القاهرة، أن تصريحات نتانياهو "تفتقد للواقعية، ويسعى من خلالها إلى تحميل الدول الأخرى مسؤولية فشله في تحقيق أهدافه في قطاع غزة الذي شهد إبادة جماعية. الأشهر الماضية أثبتت أن نتانياهو لا تهمه عودة المحتجزين الإسرائيليين أحياء، طالما ذلك يتعارض مع أهدافه ومصالحه الشخصية".

ونقلت وسائل إعلام عبرية عن رئيس الشاباك السابق نداف أرغمان: "نحن في طريقنا نحو نظام حكم ديكتاتوري، أنا أخشى على مصير إسرائيل"، وأضاف "محور فيلادلفيا مجرد ذريعة لاستمرار حكم نتانياهو".

وفي ظل هذه المواقف المتباعدة، ينظر مراقبون بعين الدهشة، لتصريحات مسؤولين في الإدارة الأمريكية،عن تقدم كبير في المفاوضات، خاصةً عندما أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن "التوافق على 90% من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة".

ويرى مراقبون، أن ما كشف من الجانب الإسرائيلي من تلميحات عقب الاجتماعات الداخلية الأخيرة عن فشل جهود الوساطة، والاستعداد لجولة تصعيد عسكري جديدة في الشمال، سيشعل المظاهرات في الشارع الإسرائيلي، المنادي بضرورة إبرام صفقة فورية تضمن إطلاق سراح من تبقى من الرهائن لدى حماس أحياء، بعد مقتل عدد منهم أخيراً، ولعب حماس بهذه الورقة، ببث مقاطع مصورة لهم، قبل مقتلهم، يناشدون فيها ذويهم زيادة الضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق.

مقالات مشابهة

  • «معلومات الوزراء»: 27 تريليون دولار حجم مبيعات التجارة الإلكترونية في 2022
  • المملكة تشارك في مفاوضات التجارة بين دول المجلس واندونيسيا
  • د. فكري فؤاد يكتب: بناء المهارات الرقمية
  • 4.5 مليار دولار قيمة صادرات إيران الى العراق بـ5 أشهر
  • البنك المركزي العراقي يسجل أكثر من مليار دولار مبيعات العملة خلال أسبوع
  • بدران: نتنياهو يعطل التوصل لأي اتفاق ولم نضف أي شروط جديدة
  • رغم التطمينات الأمريكية..فرص الاتفاق على وقف الحرب في غزة ضئيلة جداً
  • بغداد تتوصل إلى اتفاق تاريخي يشمل مغادرة الأميركيين للعراق
  • بلينكن: اتفاق وقف الحرب على غزة جاهز بنسبة 90%
  • اتفاق يحدد تاريخ انسحاب قوات التحالف من العراق