صحيفة الاتحاد:
2025-04-07@18:42:00 GMT

«إعلامي المستقبل».. تصقل مواهب الأطفال

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

لكبيرة التونسي (أبوظبي)
من أجل تنمية مهارات التأثير والإقناع لدى الأطفال، ورفع كفاءة الإلقاء والتقديم، والتعرف على أحدث التقنيات، وبناء قدرات إعلامية في المجتمع، في ظل استثمار الإجازة الصيفية، تنظم مؤسسة التنمية الأسرية مبادرة «إعلامي المستقبل»، في دورتها الخامسة، لصقل مواهب الأطفال في مجال الظهور والتأثير والمسرح الاستعراضي، عبر ورش متخصصة وزيارات ميدانية، لمنحهم فرصة الظهور والتأثير الإعلامي عبر رسائل اجتماعية هادفة، ما يسهم في تنمية مهاراتهم.


هذه المبادرة المكثفة، تنظمها المؤسسة، وتتواصل حتى أكتوبر 2024، وتضم أكثر من 50 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 8 و18عاماً. 

ورش وجلسات
قالت فاطمة راشد الظنحاني، مسؤولة مبادرة «إعلامي المستقبل»، إن المبادرة التي تُنفذ حالياً في 3 مراكز تابعة للمؤسسة بشكل مكثف، وهي: مركز أبوظبي وجبل حفيت والمرفأ، تعتمد على تقديم مقطع فيديو مدته دقيقة واحدة، يعرض فيه المشاركون مهاراتهم الإعلامية المختلفة، من خلال فيديو هادف يحتوي على رسالة اجتماعية إيجابية، مشيرةً إلى أن الأطفال يستفيدون من عدة ورش، لاستثمار وقت الإجازات الصيفية بما يعود عليهم بالنفع، ضمن برنامج متكامل يستكشف مواهب الأطفال في مجالات الإعلام المختلفة وصقلها وإكسابهم مهارات جديدة، بالإضافة إلى تعزيز أسلوب الحياة الصحي والإيجابي، والعمل ضمن مجموعات، وتعمل المبادرة على تشجيع الأطفال على تنمية مهاراتهم الإعلامية المختلفة، وتسليط الضوء على المواهب وتشجيعها، وتوفير بيئة مرحة وآمنة للتعبير الإبداعي.
تقنيات التصوير
وأشارت الظنحاني إلى أن المبادرة تستهدف هذه السنة تنمية المهارات الإعلامية، وتأثير المسرح الاستعراضي والتعرف على تقنيات التصوير الحديثة في مجالات الكتابة، الإلقاء، المونتاج، وتصوير وتقديم الفيديوهات المجتمعية، وأضافت: «تضم المبادرة مجموعة من الأطفال الموهوبين في مجال الإلقاء والتصوير، لافتة إلى أن هناك أكثر من 10 أطفال يشاركون في «إعلامي المستقبل» منذ انطلاقها عام 2019، وباتوا حالياً يتمتعون بمهارات عالية في مختلف المجالات. 
شروط
وعن شروط الاشتراك في مبادرة «إعلامي المستقبل» أوضحت الظنحاني أنها تستقطب الأطفال من 8 إلى 18 عاماً، وتعتمد على إرسال مقطع فيديو للمشارك لا يتجاوز مدة دقيقة واحدة، يعرض فيها الطفل مهاراته الإعلامية، عبر رسالة هادفة تفيد المجتمع، وتقتصر مجالات المشاركة على: المثقف الصغير، المتحدث البارع، التمثيل، رائد التواصل الاجتماعي الصغير، عريف للحفلات، الراوي الصغير».

أخبار ذات صلة نور محمدوف يكسب ساندهاجن في «ليلة النزال» وفود «عالمية» الفنون القتالية المختلطة تبدأ الوصول إلى أبوظبي

مؤثرون إيجابيون
بدوره، قال المصور منصور المنصوري، إنه سعيد بالمشاركة في تدريب هؤلاء الأطفال بهذه المبادرة، لافتاً إلى أنه لاحظ التطور الكبير للمنتسبين الذين بات لهم حضور لافت على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يقدمون أنفسهم بكل ثقة وبطريقة صحيحة، مؤكداً أهمية تدريب وتمكين الأطفال في مجال الإعلام وتوعيتهم بالاستعمال الهادف لهذه الوسائل منذ الصغر، وتوجيههم بالطريقة المثلى كي يكونوا مؤثرين إيجابيين، وقدوة لأقرانهم وحاملي رسائل اجتماعية. 
أهداف
هناك أهداف تدريبية تسعى المبادرة إلى تحقيقها، منها تعزيز الثقة بالنفس، تنمية مهارات التأثير والإقناع، تمارين عملية تعزز مهارات الإلقاء والتقديم، كيفية اختيار الإضاءة المناسبة، التعرف على أحدث التقنيات، التعرف على أهم زوايا التصوير وأكثرها جاذبية، أساسيات كتابة السيناريو، سيناريو العمل المسرحي، كيفية تحويل القصة إلى مشهد تمثيلي، مفردات المسرح الاستعراضي، الكلمات المغناة وتأثيرها على العرض، الصوت وتأثيره على المسرح الاستعراضي، تطبيقات عملية، التعرف عن قرب على قنوات الإعلام المحلية وآلية العمل، تصوير فيديو عدد (2) للترويج عن المؤسسة، تعلم مهارات حياتية مثل: القيادة، الصبر، الإدارة وحسن التصرف، ترجمة ما تم تعلمه خلال البرامج التدريبية الخاصة بمبادرة «إعلامي المستقبل»، وتقديم مسرحيات استعراضية ذات أثر على المجتمع. كما يستفيد الأطفال من عدة فعاليات أخرى، منها: رحلة إلى صحيفة «الاتحاد»، رحلة تصوير مع المصور منصور المنصوري، رحلة إلى نادي الفروسية، مشاركة أعضاء المبادرة في إدارة مسرح ملتقى تعزيز جودة حياة الأسرة، وفي فعاليات مكتبة زايد الإنسانية.
حفل تخرُّج
أشارت فاطمة الظنحاني إلى أنه سيتم تنظيم حفل تخرُّج للأطفال المشاركين وعرض إنجازاتهم نهاية العام، أو خلال الإجازة الصيفية، ضمن «ملتقى إعلامي المستقبل»، وهذا الحفل يتولى إخراجه مجموعة من الأطفال المتمكنين إعلامياً في مختلف المجالات، لنقل رسالتهم واحتياجاتهم وتطلعاتهم المستقبلية للمجتمع، وتعريف الجمهور بهم كمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الأطفال مؤسسة التنمية الأسرية أبوظبي الإعلام إعلامی المستقبل تنمیة مهارات

إقرأ أيضاً:

من خان الخليلي إلى آفاق المستقبل.. دلالات زيارة ماكرون لمصر

يقول الساسة "إن الدولة هي أرض لها حدود، يعيش عليها شعب"، لكن سدنة مصر يرونها - كما كانت منذ فجر التاريخ، وكما ستظل حتى آخر الزمان - أرضا مقدسة، يملؤها قلب نابض بالحياة، وتسكنها روح تضئ لكل أبنائها.

وإلى قلب مصر النابض، وإلى روح شعبها الوضاءة، تظل فرنسا، ويظل الفرنسيون يحملون شغفا عميقا بزيارة مصر؛ أرضا وشعبا، قلبا وروحا.

وهناك، في قلب العاصمة، في حي الجمالية العتيق، وتحديدا في درة الجمالية، خان الخليلي، جاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زائرا، برفقة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أحب مصر، وتشرب عشقها من نبض روحها.

وكان السيسي وماكرون يسيران جنبا إلى جنب وسط المصريين البسطاء، ولكن الحضارة كانت هي من تخطو.. خطوة من باريس، وخطوة من الفسطاط، ولقاء بين زعيمين عند مفترق التاريخ.. عند بوابةٍ لا تغلق، اسمها: خان الخليلي.

تجول ماكرون بأريحية وأمان وسعادة في خان الخليلي وأزقته، واختزل مشاعره الجياشة لهذا اليوم التاريخي بكلمات شكر للرئيس السيسي وللشعب المصري على ترحيبهم الحار، قائلا:
"هذه الحماسة، وهذه الأعلام، وهذه الطاقة تليق بخان الخليلي: تحية نابضة بالحياة للصداقة التي تجمع بين مصر وفرنسا".

كلمات ماكرون لم تكن مجاملة، بل اعتراف بحضارة خطت أول حروفها على ضفاف النيل، ونسجت معاني التحضر منذ فجر التاريخ.
ربما سمع ماكرون عن خان الخليلي من روايات نجيب محفوظ، أو قرأ عنه في "وصف مصر"، أو في آلاف الكتب الفرنسية التي تناولت تاريخ مصر وفنونها.. وربما من المقررات المدرسية التي تدرس الحضارة المصرية في مراحل التعليم الأولى بفرنسا.

لكن هذه المرة لم يكن الأمر سمعا فقط. لقد رأى وشعر مثلما سمع.. رأى الجمال، وسمع المحبة.. رأى الحفاوة الصادقة من شعب بسيط وعميق، يحتشد خلف قائده بثقة في رؤيته ونبل مقاصده.. رأى كيف يرحب المصريون بضيف رئيسهم، وكيف يحملون مودة لزعيم دولة صديقة تشاركهم حمل مشعل الحضارة والثقافة والجمال.

لم تكن الزيارة مجرد مرور في الأزقة القديمة، كان ماكرون يسير برفقة زعيم مصر يرى ويسمع صخب حفاوة الترحيب بينما ينصت بروحه للحجارة التي تحفظ الذاكرة، ويصغى للضوء المتسلل عبر مشربيات تحكي عن زمن لا يشيخ.

ماكرون رأى مصر.. ليس فقط بتاريخها، بل بروحها، بثقتها، وبقدرتها على قراءة الحاضر واستشراف المستقبل، تماما كما وصف يوما العلاقة بين البلدين بأنها "خيوط سرية تربط مصر بفرنسا عبر البحر المتوسط".
وإذا كانت زيارة ماكرون لمصر تحمل دلالات متعددة، فإن توقيت الزيارة يزيدها عمقا.

وجاءت في لحظة يشهد فيها العالم غموضا في ملامح النظام الدولي، مع أفول وانصهار نظام عالمي صيغت نسخته الأخيرة مع نهايات الحرب العالمية الثانية، وبزوغ نظام آخر جديد لا تزال معالمه قيد التبلور.
نظام يحمل في ملامحه تنافسا محتدما حتى بين شركاء الأمس، خاصة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وفي القلب منه فرنسا.. وفي خضم هذا التحول، تدرك كل الأطراف، أن مصر - بثقلها الجيوسياسي، وإرثها الحضاري، وإمكاناتها البشرية والاقتصادية والعلمية - لا غنى عنها في صياغة معادلات الاستقرار.

فالشرق الأوسط، هذا الإقليم الذي يمس أوروبا وآسيا وأفريقيا، لا يستقر إلا بمصر، ولا يزدهر إلا بحكمتها.

وبين السياسة والتاريخ، بين الاقتصاد والفن، وبين القوة الناعمة والعسكرية، تحركت محطات الرئيس الفرنسي في مصر.. ومن هذا المنطلق، يأتي انعقاد لقاء القمة الثلاثي بين السيسي وماكرون والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ليؤكد توافق الرؤى إزاء قضايا الإقليم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وفي السياق ذاته، يزور ماكرون مدينة العريش، تأكيدا على موقف فرنسا الداعي لوقف إطلاق النار في غزة، واحتراما لمكانة مصر المحورية في هذا الملف.

وفي إدراك عميق لقيمة العلم، تأتي زيارة ماكرون اليوم لجامعة القاهرة، منارة المعرفة في المنطقة، إيمانا بإمكانيات الشباب المصري وثقل مؤسسات مصر التعليمية.

يأتي حضور ماكرون كذلك فعالية هامة لمنتدى الأعمال المصري الفرنسي وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين ترسيخا لمدى حرص فرنسا على تعزيز الروابط الاقتصادية والتعاون التجاري والاستثمارات بين البلدين.

ولم يكن مفاجئا في ظل شغف فرنسا وشعبها وزعمائها بتاريخ قدماء المصريين ومصر الفرعونية أن يزور ماكرون المتحف المصري الكبير.. لم تكن زيارة سياحية بقدر ما كانت تأملا، رؤيا للمستقبل مستمدة من حضارة نقشتها أيدي أجدادنا على الجرانيت ورسمتها على أوراق البردي، ربما يجد العالم فيها اليوم نبراسا في لحظة يبدو فيها البشر تائهين عن أبسط قيم التحضر.

وفي ترحيب مصر بضيف زعيمها، استقبله شعبها بالسلام، ورفرفت أعلام فرنسا إلى جوار أعلامنا المصرية.. ورد ماكرون السلام بكلمات قليلة لكنها عميقة:

"تحية نابضة للصداقة التي توحد بين مصر وفرنسا".
هذه الصداقة القوية تستند إلى التاريخ، وتبنى على الحاضر، وتتسلح بالقوة الناعمة كما تتكامل مع التعاون العسكري، حيث عبر ماكرون فور وصوله إلى مصر عن اعتزازه بطائرات الرافال التي تمثل رمزا لقوة التعاون العسكري بين البلدين.

وفي تغريدته على تويتر، كتب ماكرون: "وصلنا إلى مصر برفقة طائرات رافال المصرية، فخورون بهذا لأنه يعد رمزا قويا للتعاون الاستراتيجي بيننا".

ومن خان الخليلي إلى آفاق المستقبل، تبقى هذه الصداقة الممتدة عبر الزمان والمكان شاهدا على قدرة الدولتين على تعزيز التعاون المثمر، وخلق حلول واقعية للتحديات الإقليمية والدولية.

وبينما ترفرف أعلام فرنسا إلى جانب أعلام مصر، تظل زيارة ماكرون ومحادثاته مع الرئيس السيسي نقطة انطلاق نحو غد أكثر إشراقا، حيث تلتقي الحضارات وتنسج رؤى الأمل والازدهار لشعبينا.. ومن هنا أيضا.. من خان الخليلي تبدأ خطوة جديدة نحو بناء عالم أكثر توازنا وتعاونا.. نحو عالم تستعيد معه الإنسانية مفردات التحضر والحضارة.

مقالات مشابهة

  • افتتاح "ملتقى المجالس الاستشارية الطلابية" في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصور
  • محافظ الأقصر يفتتح مركز تنمية صحة الأسرة بقرية سطيح بمركز إسنا
  • بالتعاون مع “اليونيسف” دورة تدريبية حول مهارات الدعم النفسي للأطفال في المدارس
  • من خان الخليلي إلى آفاق المستقبل.. دلالات زيارة ماكرون لمصر
  • الابتكار الثقافي.. تصميم المستقبل بمقاييس إماراتية
  • اجتماع مشترك بين جامعة سرت وصندوق تنمية وإعمار ليبيا
  • محافظ الغربية: تنسيق كامل بين النواب والتنفيذيين لتحقيق تنمية حقيقية
  • الصناعات الثقافية الإبداعية في الأردن .. خطوات متسارعة نحو تحقيق تنمية اقتصادية بمنظور اجتماعي
  • «مصحف مسيدنا» باقة جديدة ضمن باقات «مساجد الفريج»
  • «تنمية المجتمع»: 3481 قرضاً ومنحة سكنية لأصحاب الهمم