الشعور بالأسف عند تسريح الموظفين
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
أستمتع أحياناً بدور المرشد الشخصي، خاصة في قطاعي الأعمال والصحة، وأحب مدّ يد العون عندما يطلب الآخرون النصيحة، رغم أنني لا أدّعي الخبرة، بل أعتمد على تجاربي الشخصية.
صديقي يعمل مديراً في إحدى الشركات، وكان يعاني من مشاعر الذنب ومواجهة قرار صعب لاضطراره لتسريح بعض الموظفين. ويعمل في قطاع يشهد تباطؤاً كبيراً، ومعضلته أنه لا يريد تحمل مسؤولية ما يصفه ب “إنهاء حياة الناس”.
ومن واقع خبرتي في عالم الأعمال، المدير في موقع يتطلب اتخاذ قرارات صعبة، حتى على حساب المقربين منه، ففي أحد الأفلام، يُضطر قائد الغواصة لإغلاق جزء منها إذا تسرب إليها الماء، حتى لو كان هناك أفراد من الطاقم عالقين بالداخل. اتُخذ القرار لإنقاذ الغواصة بأكملها وحياة باقي الرجال. لو انتظر لإخراجهم أولاً، لكان الوضع قد تفاقم.
قد يضطر الطبيب لبتر أحد أطراف المريض لإنقاذ الجسد كله. لو انتظر، لكانت حياة ذلك الشخص في خطر، وربما مات.
عالم الشركات بيئة قاسية تتطلب غالباً قرارات صارمة لضمان البقاء. بالنسبة للمديرين، هذا يترجم عادة إلى إجراءات خفض التكاليف، مثل المهمة غير السارة المتمثلة في تسريح الموظفين. في حين أن هذه الخطوات غالباً ما تكون ضرورية لإنقاذ الشركة وحماية حياة موظفيها الباقين، إلا أنها قد تترك المديرين التنفيذيين يشعرون بالذنب. هل هذا الشعور بالذنب مبرر، أم أنه يقوض القيادة الفعالة؟
الحقيقة هي أن المديرين هم أمناء على الشركة، مسؤولون عن صحتها وبقائها. خلال فترات الركود الاقتصادي أو المنافسة الشديدة، قد تكون الإجراءات القاسية الخيار الوحيد الممكن لتجنُّب الانهيار الكارثي. وفي حين أن عمليات التسريح مؤلمة بلا شك، إلا أنها قد تكون خياراً أفضل من البطالة الهائلة الناجمة عن فشل الشركة.
كان الشعور بالذنب ،سيكون أكبر لو انهارت الشركة بأكملها. فبدلاً من الشعور بالذنب لتسريح القليلين، عليه أن يشعر بالذنب تجاه مسؤولية تسريح جميع الموظفين وخيانة ثقة المالكين والمساهمين في الشركة.
قال الله تعالى في محكم كتابه، “وفي السماء رزقكم وما توعدون”، وقال تعالى، “إن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، إنه كان بعباده خبيرا بصيرا”. الله عزّ وجلّ تكفَّل برزق البشر، ولا دخل للبشر في تقدير هذه الأمور. فلا يجب لصديقي هذا أن يشعر بالذنب أوفى حقوق العاملين كاملة، عندها لا يكون عليه شيء. وما أُغلق باب ، إلا وفتح الله أبواباً كثيرة للرزق.
jebadr@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
هذه العطلة هي البديل لمن لا يستطيع الشعور ببهجة موسم الأعياد
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— هنالك بعض الأشخاص الذين يجدون صعوبة في الإحساس ببهجة موسم العطل، وترى الكاتبة أليسون هوب، أنّ ثمة بديل لذلك.
وقالت هوب، وهي من نيويورك: "هناك خيار متاح للاحتفال بالعيد والحفاظ على جرعة صحية من الغضب".
ويمكن القيام بذلك عبر "فيستيفوس" (Festivus) على حدّ قولها.
ويصادف "فيستيفوس" الـ23 من ديسمبر/ كانون الأول، وهو يوم مخصّص لكل من يشعر أنّ تقاليد العطل العادية لا تناسبه.
وظهرت فكرة " فيستيفوس" في مسلسل كوميدي قبل عقود.
ووُلدت العطلة الهزلية في مسلسل "ساينفيلد" (Seinfeld) التلفزيوني في 18 ديسمبر/ كانون الأول من عام 1997، عندما كشف جورج كونستانزا الذي لعب دوره جيسون ألكسندر، أنّ والده (الذي لعب دوره الراحل جيري ستيلر) ابتكر هذا اليوم للمقارنة بين الجوانب الدينية والتجارية لأعياد ديسمبر/ كانون الأول التقليدية.
وأثارت الطقوس الغريبة لهذه العطلة اهتمام جيري سينفيلد، وهو بطل المسلسل الذي عُرِض على قناة "NBC" بين عامي 1989 و1998، والذي يتمتع بتسع مواسم و180 حلقة.
عُرِضت عطلة "فيستيفوس" (Festivus) في المسلسل الكوميدي التلفزيوني "Seinfeld" كاحتفال يتجنب الروابط الدينية والتجارية بموسم الأعياد. Credit: NBCويتمتع هذا اليوم بمجموعة من التقاليد، تشمل إحضار عمود باهت بدلاً من شجرة مضاءة بشكلٍ ساطع.
ولعل أكثر ما يثير الدهشة يتمثّل بأنّ تقليد "فيستيفوس" يشمل حفلًا خاصًا يُعرف باسم "الإعلان عن المظالم"، حيث يمكنك إخبار الأشخاص في حياتك كيف خذلوك.
عندما يتعلق الأمر بالاحتفال بعيد "فيستيفوس"، قال جاي وينش، اختصاصي نفسي سريري مقيم في نيويورك ومعروف بـ"Dear Guy" عبر منصة "TED": "الحيلة للقيام بذلك بطريقة صحية عاطفيًا هي التمييز بين نوعين من المظالم: تلك التي لا نستطيع فعل أي شيء حيالها، وتلك التي نود حلّها بالفعل".
وإذا كانت مظالمك تتعلق بأشياء خارجة عن سيطرتك، مثل عدم القدرة على رؤية أحبائك، أو مشاهدة أحدث فيلم، أو تناول العشاء في الخارج، فعندئذٍ "بكل تأكيد، قف حول العمود وعبّر عن استيائك"، كما قال وينش، وهو مضيف مشارك لبودكاست "Dear Therapists" أيضًا.