عندما اقترح بعض زملاء المهنة، أن أجسد مقالاتي وما أطرحه في صحيفة مرموقة، تجلى أمامي العديد من أسماء الصحف؛ غير أنني وجدت البلاد” الصحيفة التي تعد باكورة الصحافة السعودية” أفضل مكان ترتع فيه أفكاري وأطروحاتي؛ لأنها المرجع الأول، التي أنجبت العديد من القيادات في العمل الصحفي والإعلامي، وعبر زهاء القرن من عمرها الزمني تنقلت الأم” البلاد” من مرحلة إلى أخرى.
وشهدت فترات صعود وشارفت على الانهيار أحيانًا. ولكنها تجاوزت أزماتها؛ لأنها مبنية على أساس قوي متين. وتبقى” البلاد” شاهدة على تاريخ الصحافة في بلادنا، ومرجعًا مهمًا للمؤرخين الذين يجدون بين دفات ملفاتها القديمة كنوزًا من الأسرار لا تقدر بثمن، وأمام تلك الحقيقة فضلت أن أضع كل ما أملك من الحرف والكلمة والذكريات والمقترحات في العمود، الذي سيحمل كل مكنون بداخلي. البلاد جميلة في كل تفاصيلها وتاريخها وتوازنها الصحفي، لا مكان فيها للانحياز، وديدنها السعي للوصول لرغبات أكبر فئة،
واللافت أن كل الشرائح تقف احترامًا أمام تاريخ” البلاد” التليد. حقًا إنها البلاد الجميلة داخل بلادنا العظيمة، وتستحق الريادة في كل تفاصيلها، من الطرح الإعلامي المتوازن، حيث كانت- وما زالت- منبرًا للآراء الهادفة، ومنارة لنشر الوعي، وعونًا وسندًا للوطن، وحروف حرير تجف منه أرباب الأخطاء. والأكيد أنه بالنقد الهادف والموضوعي والطرح المتزن والتشخيص الدقيق تحيا الأمم وتتطور وتتقدم بخطوات سريعة إلى الأمام. تقوم من سباتها على أنغام الطرح والرأي السديد، وقرع الأبواب المتواصل والإيقاظ المتكرر، حتى لو كان نومها من النوع” الثقيل”.. وآذانها مصابة “بالصمم”.. ودرجة التطنيش لديها قد تجاوزت أعلى المؤشر. نحتاج في هذا الوقت لنقد بناء بعيدًا عن الانفعال لجانب معين على حساب الآخر، ومتى ما وصلنا لذلك، أوقدنا الفكر ووصلنا للهدف المنشود في زمن لا مكان فيه الا لمن يمتك القدرة على الإقناع بالكلمة، ويجسدها بالعمل.
والنقد المرغوب المؤسس المبني على أرضية علمية ومعايير موضوعية لا تخالطها المصالح الشخصية والأهواء.. وحينما يكون النقد موجهًا للمجتمع وسلوكياته، فلابد أن يقدم بأسلوب مقبول، لا يخدش الصورة الجمالية، ولا يطمس كل مميزاته ومكتسباته، ويقدمه على أنه مجتمع غير إيجابي غير قابل للتغيير، أو التجديد. فما أحوجنا للكلمة الهادفة؛ لبناء مجتمع رؤية 2030.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
الخيار الإجتماعي/الحفاظ على التوازنات الإقتصادية/الإنفتاح الدولي/ رئيس الحكومة يحدد معالم التحول التنموي بالمغرب
زنقة 20 ا الرباط
أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الثلاثاء، أن الحكومة تسعى للمساهمة في بناء مغرب المستقبل وتهييء الأرضية المناسبة لاحتضان خياراتنا الكبرى”، مشددا على أن “هذه الطموحات المشروعة نابعة من صلب التصور الملكي السامي الذي يبتغيه جلالة الملك محمد السادس نصره الله.. إطارا تنمويا لمستقبل بلادنا.
وأضاف أخنوش، في جلسة الأسئلة الشهرية المخصصة لمسائلة رئيس الحكومة، بمجلس المسشتارين، حول المؤشرات الاقتصادية والمالية وتعزيز المكانة الدولية للمغرب، أن “هذه الرؤية الملكية الفريدة كانت حافزا مباشرا نحو بلوغ نموذج اقتصادي صاعد وبناء علاقة وطيدة بالعالم تُركس مكانة المغرب القارية والإقليمية”.
ومضى قائلا “فمنذ بداية الألفية الثالثة قاد جلالة الملك محمد السادس ملحمة وطنية من البناء والتقدم حقق خلالها المغرب العديد من المنجزات الهامة ووضع مساره التنموي في سكته الصحيحة”.
وأشار إلى أن “هذه الدينامية الانتقالية التي قادها جلالة الملك ساهمت في تحديد معالم التحول التنموي في بلادنا وفق ثلاثة دعامات أساسية أولها تتمثل في نجاح بلادنا في توطيد الخيار الاجتماعي من خلال مراجعة نموذج سياساته الإجتماعية باعتبارها آلية لترسيخ الثقة وتكريس مناخ اجتماعي سليم.. وهو ما جعل القطاعات الإجتماعية أكثر مسؤولية وفعالية ومواكبة لتطورات المجتمع”.
أما الدعامة الثانية يؤكد أخنوش، تتجسد في رفع التحديات للحفاظ على التوازنات الإقتصادية عبر تعبئة مسلسل من المبادرات الهيكلية التي كان لها وقع مباشر في تحسين مردودية الإقتصاد الوطني وتعزيز صموده في مواجهة المخاطر الظرفية “.
وبخصوص الدعامة الثالثة، يضيف رئيس الحكومة، تتمثل في تعميق الإندماج الدولي للمغرب وانفتاحه المتزايد على محيطه الإقليمي وهو مايعكسه الوضع المتقدم الذي تشهده مكانة المملكة”.
وشدد رئيس الحكومة على أن “هذه المكتسبات التي راكمتها المملكة تعطينا الثقة في الذات والأمل في المستقبل كما أكد على ذلك جلالته بمناسبة عيد العرض المجيد للسنة الماضية، مبرزا في خطابه السامي أن “التحديات التي تواجهها بلادنا تحتاج إلى الزيد من الجهد واليقظة وإباداع الحلول والحكامة في التدبير”.