دراسة حديثة لـ «تريندز» تقرأ تداعيات الاعتراف الفرنسي بالسيادة المغربية على الصحراء
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
أبوظبي – الوطن:
تقدم دراسة تحليلية حديثة، أصدرها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، قراءة معمقة في التداعيات المترتبة على الاعتراف الفرنسي بالسيادة المغربية على الصحراء، حيث أدى الاعتراف إلى توتر العلاقات مع الجزائر، التي قرّرت سحب سفيرها في باريس، وذلك على الرغم من تواتر تقارير إعلامية عن إعلام باريس للجزائر بشكلٍ مسبق بمضمون قرارها.
وذكرت الدراسة، التي جاءت تحت عنوان «الاعتراف الفرنسي بالصحراء كمغربية قراءة في الأسباب والتداعيات»، وأعدها محمد سالم السالمي، الباحث الرئيسي، ورئيس قطاع البحوث في «تريندز»، أن التطور الأخير قد وصل بالعلاقات الجزائرية الفرنسية إلى توتر واسع، في مقابل أفق غير محدود لتوثيق العلاقات مع المغرب، أمّا على مستوى ما يُعرف بـ«الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية»، فقد أعلنت البوليساريو استبعاد فرنسا من أي مبادرة لغرض وضع حدٍ للاستعمار في الصحراء.
مصالح استراتيجية
وفي المقابل، ترى الدراسة، أن العلاقات الفرنسية المغربية استراتيجية ومتعددة الأبعاد، كما أن الإقدام الفرنسي الأخير على الاعتراف بالسيادة المغربية قد انتقل بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق غير محدودة للتعاون، الذي سيكون مفيداً لفرنسا في إعادة ترتيب مصالحها الاستراتيجية، وتفكيك العديد من التحديات الفرنسية في المنطقة، خاصة في ملفات مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، مع فرص مُكلفة فرنسياً لرأب الصدع الحاصل في العلاقات مع الجزائر بفعل الاعتراف الأخير، لكنها لا تزال قائمة.
مكاسب فرنسية
وحول الدوافع الفرنسية للاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، ترجع الدراسة هذه الدوافع إلى إعادة تقييم الاستراتيجيات في اتجاه تعزيز العلاقات الثنائية مع المغرب، الذي يُعد حليفاً استراتيجياً في مجال الأمن والتعاون الاقتصادي، مما قد ينعكس بمكاسب محتملة لفرنسا في مجالات الاستثمار والطاقة والأمن في المنطقة.
وأضافت، أن فرنسا ترى في الاعتراف بالسيادة المغربية خطوة نحو تحقيق الاستقرار في منطقة الصحراء الغربية، التي تشهد نزاعاً طويل الأمد، وأن دعم السيادة المغربية يمكن أن يساعد في تعزيز الاستقرار والنمو الاقتصادي في المنطقة، وانعكاسات ذلك على مكافحة الإرهاب، حيث يؤدي المغرب دوراً مهماً في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية في شمال أفريقيا.
مصالح اقتصادية
وبينت الدراسة، أن الاعتراف الفرنسي قد يكون مدفوعاً بالمصالح الاقتصادية؛ حيث يُعد المغرب شريكاً اقتصادياً محورياً لفرنسا في شمال أفريقيا، والاعتراف بالسيادة المغربية يمكن أن يعزّز فرص التعاون في مجالات مثل التجارة، والطاقة، والاستثمارات، ويمنحها مزايا محتملة وحصرية ومبكرة في المنطقة، كما أن لفرنسا استثمارات كبيرة في المغرب، وقد يمثل الاعتراف بالسيادة المغربية جزءاً من جهود حماية وتعزيز هذه الاستثمارات.
علاقات معقدة
وعلى عكس العلاقات الفرنسية المغربية، توضح الدراسة أن تتسم العلاقات الفرنسية-الجزائرية بالتعقيد والتقلب، فعلى الرغم من التعاون الثنائي بين البلدين، فإن الإرث الاستعماري والتباين حول القضايا السياسية يمثّل دائماً تحدياً مستمراً أمام العلاقات الاقتصادية والتجارية الوثيقة بين البلدين، ففرنسا تُعد واحدةً من أكبر المستثمرين في الجزائر، والتجارة بين البلدين واسعة، ولكن التغيرات في السياسات الاقتصادية والأزمات المالية قد تؤثر على استقرار العلاقات الاقتصادية.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
دراسة: أقراص الملح تحسّن أداء الرياضات في الأجواء الحارة
أميرة خالد
كشفت دراسة حديثة عن طريقة فعالة لتحسين أداء النساء في الرياضات طويلة المدى، خصوصاً في الأجواء الحارة، عبر تناول أقراص الملح مع السوائل قبل بدء التمارين.
وبحسب الدراسة التي أجرتها جامعة ديكين الأسترالية والتي نُشرت تفاصيلها في موقع “ميديكال إكسبريس”، فإن النساء اللواتي تناولن أقراص الملح مع السوائل قبل ممارسة التمارين تمكنّ من قطع مسافات محددة بسرعة أكبر بنحو دقيقة ونصف مقارنة بمن تناولن علاجاً وهمياً.
ولاحظ الباحثون تحسنًا واضحًا في الأداء خصوصاً خلال فترة ما بعد الإباضة، وهي مرحلة ضمن الدورة الشهرية يُعتقد أن النساء يكنّ فيها أكثر عرضة للإجهاد الحراري.
وقالت الدكتورة ليليا كونفيت، الباحثة المشاركة في الدراسة، إن النتائج تمثل تحولاً مهماً في فهم العلاقة بين الدورة الشهرية والأداء الرياضي، مضيفة: “لطالما ساد الاعتقاد بأن الأداء البدني يتأثر سلباً خلال مراحل معينة من الدورة الشهرية.
وتابعت أن ما توصلوا إليه يشير إلى إمكانية التعامل مع هذه التغيرات من خلال استراتيجيات بسيطة مثل تعزيز الترطيب بالصوديوم”.
وأوضحت كونفيت أن الدراسة شملت اختبار الرياضيات خلال مرحلتين مختلفتين من الدورة الشهرية: فترة الحيض (اليوم 1 إلى 5) ومرحلة ما بعد الإباضة (اليوم 19 إلى 25)، حيث تبين أن الترطيب المحسن ساعد المشاركات على بذل مجهود أكبر دون زيادة في معدل ضربات القلب أو درجة حرارة الجسم.
وأضافت: “هذا يعني أن الرياضيات تمكنّ من الحفاظ على وتيرة عالية من الأداء دون الشعور بإرهاق إضافي، وهو ما قد يشكل فارقًا حاسمًا في البطولات والمنافسات”.
وترى كونفيت أن هذه النتائج تفتح آفاقًا جديدة أمام تحسين أداء النساء في الرياضة، خاصة في البيئات الحارة أو عندما يكون من الصعب الوصول إلى مصادر كافية للسوائل.
كما أكدت أن اعتماد استراتيجيات وقائية مثل تناول أقراص الملح قد يضمن للرياضيات التفوق دون التأثر الكبير بالتغيرات الهرمونية الطبيعية.
إقرأ أيضًا
أخصائي: ممارسة الرياضة تعزز من جودة النوم ..فيديو