تعيلب لـ الطلاب الوافدين: الاتجاه الأشعري صمام الأمان ضد الغلو والتشدد
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
قال الدكتور جميل إبراهيم تعيلب - أستاذ العقيدة والفلسفة ووكيل كلية أصول الدين بالقاهرة: إن الحكم بالتكفير نبتة خبيثة ظهرت في المجتمع الإسلامي مع وجود فرقة الخوارج الذين خرجوا على المجتمع عام 36 هـ وكفروه، وظل هذا الفكر المتطرف في صور متعددة حتى عصرنا الحالي وظهر هذا في جماعة داعش وأنصار بيت المقدس وبيت النصرة وبوكو حرام بشكل أكثر عنفا وشراسة، ومن صفاتهم التي أخبر عنها الرسول الكريم وهذا من دلائل نبوته أنه اخبر بالغيبيات المستقبلية، وقد حدث على وفق ما أخبر به أن هؤلاء التكفيريين "حدثاء الأسنان" أي صغيرى السن، "سفهاء الأحلام" أي لا عقل ولا تمييز عندهم، يخرجون من الدين سريعا كما دخلوا فيه سريعا، وأنهم باقون حتى آخر الزمان.
جاء ذلك خلال محاضرته حول "فكر الخوارج قديما وحديثا" لـ37 طالب من الطلاب الوافدين من جنسيات بنين، بوركينا فاسو، نيبال، تشاد، نيجيريا، تركمانستان، جيبوتي، ضمن برنامج تفنيد الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم المغلوطة.
وأشار إلى أن هناك ضوابط في الحكم بالتكفير، فلا ينبغى لأي شخص أن يحكم على أي إنسان بالكفر، يقول الإمام تاج الدين السبكي: اعلم أيها السائل أن كل من خاف الله عزوجل استعظم القول بالتكفير ، لأنه من كفر شخصا بعينه فكأنما أخبر أن مصيره في الآخرة جهنم خالدا فيها.
كما أوضح أن الحكم بالكفر من سلطة ولي الأمر فقط وبضوابط وشروط من أهمها: أنه لابد على من يحكم عليه بالكفر أن تتوافر فيه هذه الشروط، أن يكون على علم مع العمل بالعمد، مختارا وكلامه على جهة واحدة، أما شروط انتفاء مانع الحكم بالتكفير هي التوبة والاستغفار ومناقشة هذا الشخص لإزالة أي شبهة فكرية تعلق في ذهنه لتوضيح الرؤية الصحيحة للأمر وذلك يكون على يد علماء الأمة العدول الجيدين المستنيرين، ثم يرفع أمره إلى القاضي، ويجب أن يكون هذا القاضي متجردا من أي خصومة مع هذا الشخص سواء كانت خصومة فكرية أو مذهبية أو عرقية، وإذا ظهرت أيا منها على القاضي فعليه التنحي فورا وذلك حتى لا يظلم أو يتأثر الشخص بحكم قضائي خاطئ في هذا الأمر، ثم يستتاب عن فكره، ومن سماحة الإسلام أن يستتاب العمر كله، ثم يرفع أمره للحاكم، ومن هنا لا يترك أبدا إطلاق أحكام التكفير على الناس لأهواء عامة الناس من غير المتخصصين.
وفي ختام المحاضرة، أكد الدكتور تعيلب على أن النجاة من هذا الشطط الفكري التمسك بالمنهج الأزهري الذي يعتمد اتجاه الأشاعرة والماتريدية طريقا لفهم قواعد الإسلام على اسس سليمة وهو الضمانة من الوقوع في الشطط الفكري والغلو، كما أنه يمثل الأمن الفكري للأشخاص والمجتمعات.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
بمشاركة 36 دولة.. انطلاق احتفالية تخريج دفعة جديدة من الطلاب الوافدين بالأزهر باسم «شهداء غزة 2»
انطلقت منذ قليل فعالية احتفالية الأزهر لتخريج دفعة جديدة من الطلاب الوافدين في الأزهر الشريف لعام 2024، وتحمل اسم «شهداء غزة 2»، التي ينظمها مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر الشريف، برئاسة الدكتور نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر، وذلك بمركز الأزهر للمؤتمرات.
وقد انطلقت الاحتفالية برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وحضور الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وفضيلة الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر.
تخريج دفعة جديدة من الطلاب الوافدين بالأزهر تخريج دفعة جديدة من الطلاب الوافدين بالأزهركما حضر الاحتفالية الدكتور شفر الدين كامبو، الوزير السابق للتنمية البشرية في إندونيسيا ورئيس مؤسسة السلام في العالمين، وفضيلة الدكتور علي عمر الفاروق، رئيس القطاع الشرعي بدار الإفتاء المصرية نائبًا عن فضيلة مفتي الديار المصرية، وفضيلة الدكتور أحمد الشرقاوي، وكيل قطاع المعاهد الأزهرية، ولفيف من قيادات الأزهر وعلمائه، وعدد من السفراء وممثلي السفارات الأجنبية في مصر، وطلاب يمثلون 36 دولة حول العالم.
وكان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قد قرر العام الماضي إطلاق اسم «دفعة شهداء غزة»، على دفعة الخريجين من الطلاب الوافدين، ليظل شهداء فلسطين في ذاكرة الطلاب وذاكرة ذريتهم إلى يوم الدين، وهذا في إطار دور الأزهر ومواقفه تجاه القضية الفلسطينية والدفاع عنها.
اقرأ أيضاًشيخ الأزهر يستقبل محافظ أسيوط لبحث سبل التعاون المشترك
الأزهر يطلق قافلة دعوية بشمال سيناء بالتعاون مع الأوقاف ودار الإفتاء المصرية
شهاب الأزهري: «معروف الكرخي» يعد واحدًا من أعلام الصالحين في التاريخ الإسلامي «فيديو»