بينما يشوه الاحتلال الإسرائيلي ويدمِّر كل ما له علاقة بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من قصف منزله وهدم نصبه التذكاري، يحيي العالم في اليوم الرابع من أغسطس، ذكرى ميلاده الـ95، القائد الذي خاض نضالا طويلا في سبيل القضية الفلسطينية، وشارك في صد العدوان الثلاثي على مصر.

من هو ياسر عرفات؟

اسمه بالكامل محمد ياسر عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني وكُنيته «أبو عمار»، وهو مناضل وسياسي وعسكري فلسطيني، وأول رئيس لدولة فلسطين المحتلة، ولد في مدينة القدس المحتلة عام 1929، وبعد وفاة والدته وهو بعمر الـ5 السنوات، انتقل للعيش مع والده في القاهرة.

انصبت اهتمامته على السياسة والشؤون العسكرية والقضية الفلسطينية، ثم التحق بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وتخرج فيها عام 1955، ليؤسس بعدها رابطة الخريجين الفلسطينيين، والتي نالت اهتماما كبيرا من الدولة المصرية.

وخدم ياسر عرفات كضابط احتياط في وحدة الهندسة بالجيش المصري في بورسعيد خلال صد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.

وفي أواخر عام 1957، سافر عرفات إلى الكويت للعمل مهندسا، وبقي هناك لسنوات أسس خلالها حركة ثورية أطلق عليها حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، وافتتح أول مكتب للحركة عام 1963، ثم توالت الاعترافات بالحركة ودعمها من قبل القيادات العربية.

عرفات في الأردن

بدأ ياسر عرفات الكفاح المسلح ضد الاحتلال عام 1964 من خلال تنفيذ أول عملية عسكرية والتي عرفت بـ«عملية نفق عيلبون»، حيث تمكن من دخول الأرض المحتلة 1967 عبر نهر الأردن، ليشرف بنفسه على عمليات العسكرية ضد الاحتلال.

وقاد الثورة الفلسطينية التي تصدت لقوات الاحتلال في معركة الكرامة التي دارت في بلدة الكرامة الأردنية عام 1968.

وفي 3 فبراير عام 1969 انتخب رئيسا للجنة منظمة التحرير الفلسطينية، وأصبح له مقعد في الصف الأول مع رؤساء وقادة الدول العربية، في القمة العربية الخامسة في المغرب نفس العام، وأصبح له حق التصويت.

نال كفاح عرفات الاعتراف من معظم دول العالم، حيث شارك في مؤتمر القمة الرابع لحركة عدم الانحياز التي عُقدت في الجزائر عام 1973، حينها قرر المؤتمر الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد عن الشعب الفلسطيني، ثم اتجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974 وألقى خطابا تاريخيا باسم الشعب الفلسطيني، وقال عبارته التاريخية في ختام الخطاب: «جئتكم حاملا بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي».

العدوان الإسرائيلي على لبنان

بعد انتقال عرفات إلى لبنان في ثمانينيات القرن الماضي، فرض الاحتلال حصارا كاملا حول العاصمة اللبنانية بيروت لمدة 80 يوما للضغط على المقاومة للخروج من البلاد، وتعرض خلالها عرفات إلى عدة محاولات اغتيال.

وبعد صمود ومقاومة ووساطات عربية ودولية، وافق على اتفاق دولي، وخرج هو وجماعته إلى تونس كمنفى وافتتح مقرا جديدا لقيادة منظمة التحرير، ثم تزوج ورزق بابنته الوحيدة «زهوة».

عرفات كرئيس للدولة الفلسطينية

في عام 1989، انتخب المجلس المركزي الفلسطيني ياسر عرفات كرئيس لدولة فلسطين، ما شكَّل خطوة بارزة في مسيرته السياسية، وبعد 27 عاما من المنفى، عاد عرفات إلى أرض وطنه فلسطين ليبدأ مرحلة جديدة من قيادته.

وانتخب عام 1996 مجددا رئيسا للسلطة الفلسطينية مرة أخرى بعد حصوله على نحو 88% من أصوات ناخبي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة.

فتعرض لحملات ممنهجة من الاحتلال حيث وصفوه بالإرهابي، وبدأت فرض الحصار عليه، حيث حاصرت منزله في الضفة، وأطلق الجنود القذائف والرصاص التي وصلت إلى غرفته الشخصية، ولم ينسحبوا إلا بعد تفجير المبنى، ثم عادوا لمهاجمة مقره مرات عديدة وشددوا القصف عليه، ودعت حكومة الاحتلال إلى التخلص منه بالقتل أو بالسجن.

وفاته

في عام 2004، تدهورت الحالة الصحية لعرفات، حيث اشتد عليه المرض وبناء على قرار الأطباء، انتقل إلى فرنسا لتلقي العلاج الطبي اللازم، وظل هناك حتى وفاته، عن عمر ناهز 75 عاما.

أثارت وفاته جدلا واسعا، فقد ظهرت الأقاويل التي تشير إلى أنها سبب وفاته قد لا يكون النزيف الدماغي كما هو معلن، بل هناك احتمالات بأن الاحتلال قام بتسميمه، وهو ما لم يتم إثباته حتى اليوم.

ورغم غيابه الجسدي عن فلسطين، فإن إرث الشهيد ياسر عرفات النضالي لا يزال متجذرا في القلوب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ياسر عرفات فلسطين القاهرة الاحتلال الإسرائيلي یاسر عرفات عرفات إلى

إقرأ أيضاً:

الرئاسة الفلسطينية تحذّر من انفجار يحرق المنطقة

قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، اليوم الأحد، إن "السيوف التي تحدث عنها رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو لن تحقق الأمن والاستقرار"، مؤكدًا أن السبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو الاعتراف بالشرعية الدولية، وحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن أبو ردينة قوله إن "استمرار العدوان على شعبنا الفلسطيني من رفح حتى جنين، وارتكاب الاحتلال جرائم الإبادة الجماعية، بدعم أمريكي، سيزيد اشتعال المنطقة، ولن تنجح أي جهود إقليمية أو دولية في احتواء هذا الانفجار، الذي سيحرق المنطقة".

وأشار أبو ردينة إلى أن "الهدف الحقيقي للاحتلال هو المس بالقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وبالهوية الوطنية لهذه الأرض، ولكن عليهم أن يدركوا جيدًا، ومن وراءهم، بأن القدس هي بوابة السلام والأمن والاستقرار".
وقال إن "كل ما يجري من محاولات لاحتواء الانفجار قبل وقف العدوان هي نوع من الجدل العقيم، والمنطقة تدفع ثمن سياسات إسرائيل المدعومة أمريكيًا، التي لن تنجح بالمساس بالمشروع الوطني الفلسطيني الذي أساسه القدس والمقدسات، التي ستبقى الجامع لنضالات شعبنا الفلسطيني وشعوب الأمة العربية وأحرار العالم".

مقالات مشابهة

  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 40988 وإصابة 94825 آخرين
  • حركة المجاهدين الفلسطينية تدين العدوان الصهيوني على سوريا
  • وزارة الموارد المائية : العدوان الإسرائيلي على منطقة مصياف أدى إلى أضرار بمشاريع المياه في المنطقة تمثلت في تخريب خطوط الضخ و الإسالة الرئيسية بأقطار (315مم-180مم-160مم) باتجاه خزان مصياف الأرضي و انقطاع خط التغذية الكهربائية لآبار الجريفات التي تغذي مدين
  • لجان المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الصهيوني على مصياف السورية
  • الرئيس الفلسطيني: الجهود مستمرة لتنفيذ توجه القيادة إلى قطاع غزة
  • سفير مصر برام الله لـ رئيس الوزراء الفلسطيني: نواصل جهودنا لـ وقف العدوان على غزة
  • أبو ردينة: الأمن والاستقرار لن يتحققا بسيوف نتنياهو بل بإقامة الدولة الفلسطينية
  • الرئاسة الفلسطينية تحذّر من انفجار يحرق المنطقة
  • منذ بدء العدوان الإسرائيلي الهمجي على القطاع.. “الصحة الفلسطينية”: استشهاد وإصابة 135733 فلسطينيًا بـ”غزة”
  • «الصحة الفلسطينية»: ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 40972 وإصابة 94761 آخرين