مشاهدات ممثل حماس بطهران تعزز فرضية اغتيال هنية بمقذوف أرضي
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
طهران – بعد مرور أيام على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران، كشف الحرس الثوري نتائج التحقيقات التقنية في العملية التي قال عنها إنها "تمت بتخطيط وتنفيذ من جانب إسرائيل ودعم أميركي".
وفي بيان نشره أمس السبت، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن اغتيال هنية نفذ بمقذوف قصير المدى يزن رأسه نحو 7 كيلوغرامات، أطلق من خارج مكان إقامة هنية الخاضع لكافة البروتوكولات الأمنية، مما أثار تساؤلات عن طريقة إدخال المقذوف إلى البلاد وتجهيزه وتنفيذ الاغتيال.
في هذا السياق، كشف ممثل حركة حماس في طهران خالد القدومي، الذي كان مرافقا لهنية وكان موجودا ليلة الاغتيال في الطابق الثاني من المبنى ذاته، أنه كان من أول الأفراد الذين تمكنوا من دخول غرفة الشهيد، مؤكدا تدمير أجزاء من سقف الغرفة وجداريها الخارجيين المطلين على الشارع جراء العملية.
مشاهداتوفي حديث للجزيرة نت، أوضح القدومي أنه وجد أنقاض الجداريْن والسقف متراكمة داخل الغرفة الواقعة في الطابق الرابع، ولم تتطاير الأحجار باتجاه الخارج، مما يؤكد أن جسما خارجيا اصطدم بالمبنی واندفع نحو الداخل، وأضاف أن مشاهداته عقب الاغتيال ترجح نتائج التحقيقات الإيرانية، واصفا ما ورد في بيان الحرس الثوري بأنه "أقرب إلى المنطق".
وكشف القدومي أن الحادث وقع نحو الساعة 1:37 بعد منتصف الليل بتوقيت طهران، حيث هرع إلى خارج الغرفة بعد سماعه صوتا مدويا، وشعر باهتزاز المبنى، وظن للوهلة الأولى أنه ناتج عن زلزال خفيف أو صوت رعد، مضيفا أنه شاهد دخانا كثيفا جراء انفجار المقذوف مصحوبا بوميض.
ويؤكد ممثل الحركة أنه لم يتمكن من مشاهدة شظايا أو بقايا المقذوف عقب الانفجار بسبب انقطاع الكهرباء جراء الحادث، وأنه لا يستطيع كذلك تأكيد ما إذا كان الجسم الخارجي -الذي كان سريعا ويتمتع بقدرة تخريبية كبيرة- قد اخترق الغرفة من السقف أو من الجدران والنوافذ.
من جانبه، يرجح القيادي السابق بالحرس الثوري العميد المتقاعد حسين كنعاني مقدم أن إطلاق المقذوف تم من منصة صغيرة متحركة نحو مقر إقامة هنية، مؤكدا أن دلالة لفظة "المقذوف" المستخدمة في بيان الحرس الثوري تتراوح بين القذائف والصواريخ الصغيرة القابلة للإطلاق من على الكتف أو عبر المنصات الأرضية المتحركة.
وبرأي الباحث العسكري الإيراني، فإن المقذوف المستخدم لاغتيال هنية يبدو صغيرا، موضحا أن شدة انفجاره كانت محدودة لم تؤد إلى تدمير المبنى، وأضاف -في حديثه للجزيرة نت- أن مثل هذه المقذوفات متوفرة لدى العديد من الجهات المصنعة للأسلحة، ولا تحتاج إلى تكنولوجيا معقدة ولا حصرية.
وأوضح أنه على الرغم من إمكانية إطلاق المقذوفات الصغيرة عبر الطائرات المسيرة، فإنه يرجح فرضية إطلاق المقذوف المستخدم في اغتيال هنية من على الأرض، أو المرتفعات الجبلية المطلة علی المبنی، مؤكدا أن عدم تفعيل المضادات الجوية الإيرانية يدحض فرضية إطلاق المقذوف عبر مقاتلة أو طائرة مسيّرة.
وتابع كنعاني مقدم أنه من غير المعروف ما إذا كان المقذوف صُنع أو تم تركيبه داخل إيران أو هُرّب من الخارج، موضحا أن "تجهيزه وإطلاقه لم يعد مهمة عصية على العناصر المدربة علی يد الأجهزة الأمنية الصهيونية".
رصد التحركاتوأشار الباحث العسكري إلى أن هنية قدم إلى إيران بجواز سفر دبلوماسي، وقد مدت إيران له السجاد الأحمر كونه زعيما فلسطينيا ورئيس وزراء سابقا، بل حظي وصوله إلى العاصمة طهران ولقاءاته الرسمية بتغطية إعلامية واسعة، وبذلك لا يعد اغتياله إنجازا استخباراتيا.
ورجح أن يكون الاغتيال تم نتيجة "تعقب ورصد استخباري مشترك بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة عبر الأقمار الفضائية، أو الترددات والإشعاعات الصادرة عن الهواتف المحمولة"، مضيفا أن إسماعيل هنية تردد خلال العقود الماضية على العديد من الدول الإقليمية، "لكن اغتياله في طهران جاء بضوء أخضر وتعاون استخباري أميركي مع العدو الصهيوني".
ورغم صمت إسرائيل المطبق حيال اغتيال هنية، فإن بيان الحرس الثوري يؤكد أنه لا يوجد أي شك في أن تل أبيب تقف وراء تنفيذ العملية والتخطيط لها، وتوعد "بمعاقبة الكيان الصهيوني على هذه الجريمة"، في حين ذهب طيف من الأوساط الإيرانية إلى أن جميع إشارات المصادر المحسوبة على الولايات المتحدة وإسرائيل تتبنى العملية.
ففضلا عن تغريدة ريتشارد غولدبرغ، كبير مستشاري مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأميركية المعروفة بتبنيها مواقف حزب الليكود الإسرائيلي، والتي سبقت اغتيال هنية بساعات، وكتب فيها على منصة إكس أن "سلاح الجو الإسرائيلي سيستعرض قدراته الليلة"، تبنت بعض الأصوات العبرية العملية كذلك.
من ناحيته، حمّل وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب إسرائيل مسؤولية الاغتيال، وقال في رسالة تعزية وجهها إلى عائلة هنية وحركة حماس إن "العملية تمت بضوء أخضر من الولايات المتحدة الأميركية".
وفي السياق، نشرت كل من صحيفة نيويورك تايمز وموقع أكسيوس الأميركيين رواية تؤكد مسؤولية إسرائيل عن اغتيال هنية، لكنهما يزعمان أن الاغتيال تم بعبوة ناسفة زرعها عملاء للموساد في غرفته، وتم تفجيرها عن بُعد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحرس الثوری اغتیال هنیة
إقرأ أيضاً:
تضارب الأنباء بشأن اغتيال مسؤول في الاستخبارات الإيرانية
بغداد اليوم- ترجمة
تضاربت المعلومات بشأن اغتيال مسؤول أمني في جهاز الاستخباراتي الإيراني بمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيران.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الأحد، (9 آذار 2025)، بأن نائب رئيس الاستخبارات الأمنية في مدينة "سيب وسوران" الحدودية مع باكستان تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة، مساء اليوم.
وقالت وكالة أنباء "تسنيم" التابعة للحرس الثوري في تقرير لها ترجمته "بغداد اليوم"، إن "مسلحين من تنظيم جيش العدل البلوشي هاجموا منزل رئيس جهاز الاستخبارات بمدينة سيب وسوران".
وأضافت أن "المسلحين لاذوا بالفرار بعد فشلهم في تنفيذ العملية"، مشيرة إلى أن السلطات الأمنية فتحت تحقيقاً عاجلاً لكشف ملابسات الحادث وتعقب الجناة.
فيما أفادت مواقع إخبارية إن أحد قوات الشرطة أصيب بجروح خطيرة جراء الهجوم الذي أعلنت جماعة "جيش العدل" الإرهابية تعلن مسؤوليتها عنه والذي استهدف "جلالي" نائب رئيس استخبارات الشرطة.
من جانبها، أعلنت جماعة جيش العدل عن اغتيال المسؤول في جهاز الاستخبارات، مضيفة أن "العملية كانت ناجحة".
وبحسب التقرير السنوي لعام 2024 لحملة النشطاء البلوش، قُتل ما لا يقل عن 106 عسكرياً وأصيب 29 آخرون، ومن بين هذه الإحصائيات أيضًا مقتل 11 من الباسيج البلوش وإصابة اثنين من الباسيج الأصليين، وكان من بين القتلى أيضا 6 مجندين بلوش.
وفي حادث آخر، نقلت وكالة إيرنا الرسمية عن الشرطة في سيستان وبلوشستان أن ضابط الشرطة الملازم رضا دريني قُتل في اشتباك مسلح مع لصوص في مدينة إيرانشهر، كما أصيب شرطي آخر خلال الهجوم.
وأعلنت الجهات الأمنية الإيرانية عن تفكيك خلية إرهابية تابعة لتنظيم "جيش الظلم" في مدينة تشابهار جنوب شرق، حيث تم اعتقال 6 عناصر من المجموعة، بينما قُتل أحد أفرادها خلال العملية.
كما تمكنت القوات من مصادرة كميات من الأسلحة والذخائر التي كانت بحوزة أعضاء التنظيم، والذين كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية في المنطقة.
وتشهد محافظة سيستان وبلوشستان تصاعداً في المواجهات بين الجماعات المسلحة، مثل جيش العدل، والقوات الأمنية، حيث أصبحت الهجمات المسلحة والاشتباكات أمراً متكرراً في هذه المحافظة الحدودية.