ساعات حاسمة
يُكثف المجتمع الدولي التحذير من مغبة وقوع انفجار آخر في منطقة الشرق الأوسط وذلك جراء التصعيد والتهديدات الحاصلة والاحتقان المتزايد، بالإضافة إلى إعلان عدد من الدول عن توقيف الرحلات الجوية إلى لبنان وإسرائيل، وتأكيد بعضها على ضرورة مغادرة رعاياها من لبنان وتجنب السفر إليه، وذلك في الوقت الذي يؤكد فيه المجتمع الدولي أهمية تغليب الحكمة والالتزام بالقانون الدولي ونزع الفتيل الذي ينذر بتوسع وتدحرج كرة النار، وذلك بهدف تجنب مأساة إنسانية جديدة على غرار تلك التي يعاني منها أكثر من 2.
الشعوب تريد السلام والاستقرار وتأمل في تركيز الجهود على التنمية، ولا ترى بالحروب إلا كوارث تهدد حياة أفرادها وآمالها بالتقدم، كما أن الخيار العسكري لن يسبب إلا المزيد من الويلات والنكبات والتهجير والتدمير، وهو ما تُجمع عليه أغلب دول العالم التي أصبحت تدرك أكثر من أي وقت مضى أن السلام العادل والشامل وفق المرجعيات المعتمدة وقرارات الأمم المتحدة هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يؤسس لحقبة جديدة تستند إلى أسس قوية من التعايش والانفتاح والتنعم بالأمن والاستقرار، وهو توجه يمكن أن تقوم به الدول المؤثرة لتغليب خيار التهدئة ومنع اشتعال صراع آخر يصعب التكهن بحجمه ومدته وما سيتسبب به من كوارث ومآس، فالجهود يجب أن تتركز على إنجاز حلول جذرية للأزمات لتنهي عقوداً من الصراع وتمهد لعدم تكرارها مجدداَ.
ساعات ترقب ثقيلة يعيشها العالم، ولكن الأمل يبقى دائماً موجوداً من خلال التعويل على العقلاء والجهود البناءة والاتصالات التي تجري لتجنب الدخول في متاهة جديدة، وهو ما ستكشفه الساعات وربما الأيام القليلة القادمة التي ستعطي انطباعاً وتصوراً عن التوجه الذي ستسلكه التطورات والجميع يتمنى أن تكون نحو التهدئة وليس العكس.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
بعد دعوة ترامب لشرائها.. إجراءات حاسمة من الدنمارك للدفاع عن جرينلاند
أعلنت حكومة الدنمارك عن زيادة ضخمة في الإنفاق الدفاعي على جزيرة جرينلاند، بعد ساعات من تجديد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب دعوته إلى شراء المنطقة من كوبنهاجن.
وقال وزير الدفاع الدنماركي ترويلس لوند بولسن إن المبلغ الذي تم زيادته يصل إلى 1.5 مليار دولار (1.2 مليار جنيه إسترليني)، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
ووصف توقيت الإعلان بأنه “مفارقة القدر”، إذ قال ترامب، أمس الاثنين، إن ملكية الجزيرة الضخمة والسيطرة عليها "ضرورة مطلقة" للولايات المتحدة.
الحزمة التمويليةوتابع بولسن قوله إن حزمة الإنفاق الدافعي ستسمح بشراء سفينتي تفتيش جديدتين وطائرتين بدون طيار جديدتين بعيدتي المدى وفريقين إضافيين للزلاجات التي تجرها الكلاب.
كما سيشمل التمويل زيادة عدد الموظفين في القيادة القطبية الشمالية في العاصمة نوك وترقية أحد المطارات المدنية الرئيسية الثلاثة في جرينلاند للتعامل مع طائرات مقاتلة تفوق سرعة الصوت من طراز إف-35.
وقال "لم نستثمر ما يكفي في القطب الشمالي لسنوات عديدة، والآن نخطط لوجود أقوى".
ولم يقدم وزير الدفاع رقمًا دقيقًا للحزمة، لكن وسائل الإعلام الدنماركية قدرت أنها ستكون حوالي 12-15 مليار كرونة.
جاء الإعلان بعد يوم من قول ترامب على منصته الاجتماعية Truth Social: "لأغراض الأمن القومي والحرية في جميع أنحاء العالم، تشعر الولايات المتحدة الأمريكية أن ملكية جرينلاند والسيطرة عليها ضرورة مطلقة".
ورد رئيس وزراء جرينلاند موت إيجيدي على تعليقات ترامب قائلاً "نحن لسنا للبيع".
لكنه أضاف أن سكان جرينلاند يجب أن يظلوا منفتحين على التعاون والتجارة، وخاصة مع جيرانهم.
أهمية الجزيرة الاستراتيجيةوتتمتع جرينلاند، التي يبلغ عدد سكانها نحو 56 ألف نسمة، بالحكم الذاتي إلى حد كبير.
وتعتبر الجزيرة ذات أهمية استراتيجية كبيرة بسبب موقعها في القطب الشمالي، وقربها من روسيا، وثرواتها المعدنية.
وتقع جرينلاند، أكبر جزيرة في العالم، بين المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي.
وتغطي طبقة جليدية 80 في المئة من مساحتها، كما تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة.
وحصلت جرينلاند على الحكم الذاتي من الدنمارك في عام 1979.