في حفل لتأبينه.. شخصيات عربية: حياة هنية كانت ملحمة بطولية نادرة
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
قالت شخصيات عربية وإسلامية إن "حياة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، كانت ملحمة بطولية نادرة"، داعين لضرورة "هزيمة المشروع الصهيوني الذي يريد أن يلتهم القضية الفلسطينية، ويلتهم معها كل عناصر حيوية ونهضة أمتنا العربية والإسلامية".
جاء ذلك في مؤتمر عقده مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية (مقره إسطنبول)، مساء السبت، بعنوان "اغتيال الشهيد إسماعيل هنية.
وطالبوا بـ "بلّور الأهداف الجامعة لأمتنا، وأن نسعى جميعا من شتى مواقعنا وقناعاتنا نحو تحقيقها"، منددين بـ "حرب الإبادة على شعبنا في غزة، والتي يجب العمل على وقفها بكل السبل المتاحة".
وشدّدوا على ضرورة "العمل من أجل رفع الحصار الظالم فورا عن غزة، ولا ينبغي أن يتمدد الحصار بعد ذلك بأي حال"، داعين إلى "مقاومة مشاريع التهجير، التي لازالت في قلب وعقل المخطط الصهيوني، وأن نعبأ شعوبَنا لرفضِها وممانعِتها، وخاصة في مصر والأردن".
وأضافوا: "يجب ألا نسمح للكيان الصهيوني بهزيمة حركة حماس أو أي من فصائل المقاومة الفلسطينية، مهما امتدت حربه الوحشية، وعدوانه الهمجي، ويجب أن نرفض مشروع التطبيع، الذي أتخذ خطوات خطيرة في السنوات القليلة الأخيرة، وأن نقاومه بكل السبل المشروعة، وألا نسمح للعدو أن يظفر بأكثر مما ظِفر، بل نعمل على حرمانه من كل نقاط تمركزه، داخل بلادنا ومجتمعاتنا".
وأكدوا أهمية العمل على "توحيد أو تنسيق سياسات الحكومات المخلصة لقضية الأمة، ولا سيما الدول الكبرى في منطقتنا، وذلك لأن التنسيق الاستراتيجي بينها على تنوع مواقفها، يكفل محاصرة الغطرسة الإسرائيلية، كما يعمل على الحيلولة دون الاستفراد بها، أو تقزيم دورها، وتبديد قدراتها".
وحذّروا من "مخططات الفتنة الداخلية، ومؤامرات الوقيعة بين شعوب أمتنا، لأنها لن تفضي إلا لحرب عدمية، تدمر الأخضر واليابس، ولن يستفيد منها سوى المشروع الأمريكي الصهيوني، المتربص بنا جميعا".
وتابعوا: "كما يجب أن نطور رؤية استراتيجية، لاستيعاب كل أشكال الخلاف داخل مجتمعاتنا، وكل أشكال التناقض بين السياسات المتبعة في بلادنا، وذلك في إطار إدراك مدى عمق وتنوع حضارتنا على مدى التاريخ، ومدى قدرتها على إدارة الخلاف بين مكوناتها، في إطار تعظيم قدراتها، وتراكم قوتها، وتعزيز مناعتها، في مواجهة كل خصومها ومناوئيها".
وقالوا: "يجب أن نستعد لأهم مراحل الانتقال التي تنتظرها أمتنا على مدى قرن كامل. يجب أن ننبه كل مراكز الوعي داخل مجتمعاتنا، ونوقظ كل مراكز الحيوية والفاعلية داخل بلادنا؛ فنحن اليوم أمام معركة مصير، كما أن احتمالات الحرب المفتوحة لم تعد بعيدة، واحتمالات الحرب الإقليمية صارت وشيكة، واحتمالات تبدل موازين القوى في النظام الدولي، الذي أضر بأمتنا، لم تعد بعيدة".
مرحلة تاريخية
بدأ المؤتمر بكلمة رئيس "مركز حريات"، طارق الزمر، الذي أكد أن "الشهيد إسماعيل هنية لم ينزل من فوق جواده طوال حياته، مرابطا من أجل فلسطين، ومدافعا عن القدس، ومنافحا عن الأقصى، وظل يلهج بالدعوة لتحرير فلسطين دون التنازل عن شبر أو سنتيمتر واحد من الأرض".
وأضاف الزمر أن "حياة هنية كانت ملحمة بطولية نادرة، ملأها بالعمل والاجتهاد، وتوجها بالمقاومة والجهاد، دفاعا عن أشرف بقعة، وأنبل قضية، واقفا في جانب أقدس المقدسات، في مواجهة أشد الناس عداوة للذين آمنوا".
وزاد: "لقد عاش وتربى بين الأبطال والقمم الشامخة؛ فلم يرض إلا أن يموت مثلهم، في ميدان الشرف والبطولة والكرامة؛ فليس غريبا أن تكون خاتمته الشهادة، وقد عاش طوال حياته طالبا لها".
وطالب بضرورة "الإسناد والدعم الشعبي، العربي والإسلامي، والذي يمكنه أن يغير بالقليل منه خرائط فلسطين، بل خرائط المنطقة كلها، ولا سيما وأن الأيام القادمة تحمل نذر حرب مفتوحة، كما تتزايد بشكل كبير احتمالات الحرب الإقليمية، وهو ما قد يؤهل العالم لاستقبال نظام دولي جديد، على أنقاض نظام الهيمنة الأمريكي الذي عانت أمتنا منه الأمرّين".
وشدّد الزمر على أن "الانتصارات الكبرى التي حققتها المقاومة، يجب أن تحفز نحو المزيد من الجهد والعرق، للحفاظ على هذا النصر، والعمل على تراكم المزيد، وإذا كنّا قد خسرنا إسماعيل هنية؛ فقد خسروا منظومة الردع التي بنوها على مدى أكثر من سبعين عاما".
واستطرد قائلا: "إذا كنّا قد خسرنا أكثر من 40 ألف من الشهداء، فإن المقاومة قد نجحت في بناء ميزان قوى جديد، ونظام ردع جديد، يسمح برسم خرائط جديدة، وإذا كان أبناؤنا في غزة قد أصبحوا نازحين فالمصير الأسوأ قد لحق بالإسرائيليين الذين أصبح غالبيتهم بين نازحين من الشمال أو مهاجرين خارج فلسطين، لا يدرون متى يعودوا، أو يسكنون الملاجئ".
وواصل حديثه بالقول: "كم نحن بحاجة ماسة في هذه المرحلة التاريخية من حياة أمتنا، أن نكثف من تواصلنا، وأن نوحد صفوفَنا، ونبذل قصارى جهدنا وجهادنا، كي نكون عند مستوى تضحيات الشهيد هنية رحمه الله تعالى، وكل شهداء فلسطين، وما أحوجنا اليوم إلى أن نعيد النظر في كل مشاريعنا العامة والخاصة، كي يكون استهداف المشروع الصهيوني وجهتها جميعا".
نظام عربي جديد
من جهته، أكد الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي، أن "ما يجري في غزة يشبه البراكين التي أصابت بلدان الربيع العربي؛ فهي تسهم في مسيرة تدمير النظام العربي، الذي لا بد وأن ينهار، ليحل محله نظام جديد، يُعبّر عن الشعوب العربية وتطلعاتها، كما دمرت الحربين العالميتين أوربا ليخرج من رحمها الاتحاد الأوروبي".
ولفت المرزوقي إلى أن "ما يجري من خذلان لغزة، هو نتيجة طبيعية للتآمر على الديمقراطية بالعالم العربي، وخاصة مصر، متابعا "غباء الكيان الصهيوني هو الذي يجعله يتمادى في الاغتيالات، التي تشعل جذوة المقاومة؛ فهنية حيّا هو أخطر منه ميتا بالنسبة إسرائيل وكل حلفائها، ومن هنا يجب أن نقسم بعده على أن نواصل الطريق رافعين شعار: (ننتصر أو نموت)".
ونوّه الأكاديمي التركي ونائب رئيس الشؤون الخارجية لحزب العدالة والتنمية، ياسين أقطاي، إلى أن "الاغتيالات هي نهج الحركة الصهيونية منذ تأسيسها؛ فقد نفذوا الكثير من عمليات الاغتيال"، مؤكدا أن "مجازر غزة كشفت أن العالم كله تحت الاحتلال".
وقال إن "صلاة الجنازة على الشهيد هنية بقطر، حضرتها كل شعوب العالم العربي والإسلامي، بينما غاب عنها حكام العرب، وكأن القضية الفلسطينية قد هجرها العرب واستقبلها المسلمون".
معركة فاصلة
وأوضح الأمين العام للحركة الإسلامية بالسودان ووزير الخارجية السوداني الأسبق، علي الكرتي، أن "المشروع الصهيوني هو امتداد للمشروع الغربي بالمنطقة، وأن ما جرى للسودان منذ 2019 وما يجري لبعض البلدان العربية حتى اليوم، إنما لدعمها للقضية الفلسطينية ورفضها للتطبيع ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني".
وأشار إلى أن "الكيان الصهيوني هو رأس حربة المشروع الغربي بالمنطقة، لهذا فهم يقفون خلفه بشكل حاشد، فضلا عن أن معركة فلسطين هي المعركة الفاصلة بين الحق والباطل، كما أكد أن اجتماع الأمة سيكون قريبا؛ فهو الطريق لتحقيق أهدافها الجامعة".
كما ذكر الباحث السياسي والاستراتيجي الجزائري، نبيل كحلوش، أن "الجرأة التي وصل إليها الكيان الصهيوني في عمليات الاغتيال تُمثل في أحد أبعادها استهانة بأمتنا، ومدى قدرتها على نصرة إخواننا في فلسطين"، مضيفا: "لو أدركنا أسس الكيان الصهيوني الثلاثة (التضليل الإعلامي ـ التحالفات السياسية ـ قدرته المالية) لأمكن ضربه بسهولة".
ونوّه كحلوش، في كلمته بالمؤتمر الذي حضرته "عربي21"، إلى أن "التغيرات في النظام الدولي، تلزمنا بالصبر حتى تبلغ مداها، ويومها ستكون كلمة قضيتنا، وكل قضايانا في وضع أفضل كثيرا".
بدوره، قال رئيس رابطة "برلمانيون من أجل القدس"، الشيخ حميد الأحمر، إن "المشروع الصهيوني الذي يتغول بدعم غربي، يحتاج منا أن نعترف أن المعركة أوسع من حماس بكثير؛ فهي معركتنا جميعا، كما يجب أن يلتف الجميع حول هذه القضية، فضلا عن رفض استباحة دماء إخواننا في فلسطين، وانتهاك القانون الدولي بكافة الأشكال".
وتابع الأحمر: "يجب على تركيا وقطر وإيران، لما لهم من موقع متميز في القضية الفلسطينية، أن يقوموا بالدور الأكبر"، منددا بالمتخاذلين من العرب الذين أبدوا ارتياحهم لاغتيال الشهيد المجاهد إسماعيل هنية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية حماس إسماعيل هنية المشروع الصهيوني غزة الإسرائيلية إسرائيل حماس غزة إسماعيل هنية المشروع الصهيوني المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المشروع الصهیونی الکیان الصهیونی إسماعیل هنیة یجب أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
والعالم يحتفل بيوم الطفل .. أطفال اليمن وغزة ولبنان نموذج لأبشع الجرائم الإنسانية التي ارتكبتها أمريكا والعدو الصهيوني في ظل صمت دولي (تفاصيل)
يمانيون /
في ظل احتفال العالم باليوم العالمي لحقوق الطفل الذي يصادف الـ 20 نوفمبر، ما يزال الأطفال في اليمن وغزة ولبنان يتعرضون لأبشع عدوان أمريكي، صهيوني، بريطاني، سعودي.
مظلومية اليمنيين والفلسطينيين واللبنانيين، تشابّهت في الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها قوى الهيمنة والطغيان العالمي، وإن اختلفت مسمياتها وعناوينها ومبرراتها، مع فارق الزمن بمرور أكثر من سبعة عقود على القضية الفلسطينية التي ستظل قضية الشعب اليمني واللبناني المركزية والأولى.
أطفال اليمن وفلسطين ولبنان، أنموذج لمأساة إنسانية صنعتها دول الاستكبار بقيادة أمريكا والدول الغربية وأدواتها في المنطقة، بممارسة القتل والاستهداف المباشر ظلماً وعدواناً إلى جانب استخدام سياسة التجويع كوسيلة حرب لإهلاك المدنيين، بما فيهم الأطفال والنساء في جرائم حرب مكتملة الأركان وفقاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية الخاصة بحالة الحرب التي تحظر قتل المدنيين وتعمد استهداف الأعيان المدنية وتجرّم الحصار.
جرائم الكيان الصهيوني في غزة ولبنان، والتحالف الأمريكي السعودي الإماراتي في اليمن، ستظل شواهد حيّة تتذكرها الأجيال عبر التاريخ على فظاعة ما تم ارتكابه من مجازر وحرب إبادة جماعية يندى لها جبين الإنسانية.
منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل أصدرت تقريراً حقوقياً بعنوان “أطفال بين جبروت العدوان وصمت العالم” يوّثق آثار وتداعيات الحصار والعدوان على الأطفال في اليمن وغزة ولبنان وآليات الدعم النفسي، بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الطفل الذي يصادف الـ20 من نوفمبر من كل عام.
تناول التقرير الأوضاع الكارثية والمأساوية التي يعيشها الأطفال في اليمن منذ ما يقارب عشر سنوات جراء العدوان والحصار، وكذلك الوضع الكارثي الذي يعيشه أطفال فلسطين ولبنان جراء العدوان الصهيوني الأمريكي على قطاع غزة.
وأشار إلى أن تحالف العدوان على اليمن والعدوان الصهيوني على غزة ولبنان ارتكبا أبشع المجازر والانتهاكات الست الجسيمة بحق الطفولة والقوانين والمواثيق الدولية، حيث استهدف المنازل والمدارس والمساجد والأعيان المدنية وفرض حصاراً مطبقاً على المدنيين مما أدى إلى تفاقم الأوضاع وتدهورها.
وأفاد التقرير بأنه منذ بدء العدوان على اليمن في 26 مارس 2015م وحتى 19 نوفمبر 2024م بلغ عدد القتلى الأطفال 4 آلاف و136 شهيدا، والجرحى 5 آلاف و110 أطفال، بينما بلغ عدد الأطفال ضحايا الاحتلال الصهيوني في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023م أكثر من 17 ألفاً و492 طفلاً، كما ارتفع عدد جرحى غارات الاحتلال الصهيوني إلى 104 آلاف وثمانية جرحى غالبيتهم نساء وأطفال، بينما تجاوز عدد المفقودين أكثر من 11 ألف شخص بينهم عدد كبير من الأطفال ما زالوا تحت الأنقاض.
وفي لبنان بلغ عدد الضحايا من المدنيين جراء الاستهداف الصهيوني 3 آلاف و544 شهيدا و15 ألفا و35 جريحا غالبيتهم نساء وأطفال منذ 8 أكتوبر 2023، حيث أن هناك مزيداً من الأطفال مدفونين تحت أنقاض المباني المدمرة في جميع أنحاء البلاد.
وذكر التقرير أن طائرات العدوان على اليمن شنت ألفين و932 غارة بقنابل عنقودية خلال التسع السنوات الماضية، وبلغ إجمالي عدد الضحايا المدنيين جراء استخدام تلك القنابل قرابة تسعة آلاف ضحية معظمهم من النساء والأطفال.
وحسب التقرير، دمّر العدوان على اليمن 572 مستشفى ومرفقاً ومنشأة صحية واستهدف 100 سيارة إسعاف مع طواقمها ومنع دخول المستلزمات الطبية الخاصة بالأمراض المزمنة، وتوقف أكثر من 60 بالمائة من القطاع الصحي، بينما يعاني أربعة ملايين و521 ألفاً و727 طفلاً وامرأة من سوء التغذية الحاد والعام والوخيم، بما في ذلك 313 ألفاً و790 طفلا دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.
معاناة الأطفال والنساء كانت حاضرة في التقرير الذي رصد بالأرقام والإحصائيات الأعداد التي أُصيبت بمرض سوء التغذية من الأطفال والنساء “الحوامل، والمرضعات”.
ووفقًا للتقرير، يعاني مليون و777 ألفاً و423 طفلاً من سوء التغذية العام، ومليون و463 ألفاً و633 طفلاً من سوء التغذية الحاد الوخيم، وتصارع 966 ألفاً و881 امرأة حامل ومرضع سوء التغذية لأجل البقاء على قيد الحياة في ظل كارثة إنسانية سببها العدوان.
وبين أن أكثر من 8.5 ملايين طفل يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية ويواجهون التهديد اليومي المتمثل في نقص الغذاء والنزوح، واستمرار تقليص المساعدات، وإيقاف برامج وتدخلات الوقاية من سوء التغذية، كما يحتاج ما يقرب من 80 في المائة من السكان – أي أكثر من 24 مليون شخص – إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية المختلفة.
ووفق الإحصائيات الواردة في التقرير فإن أكثر من 80 مولوداً من حديثي الولادة يتوفون يوميًّا بسبب تداعيات استخدام الأسلحة المحرمة دوليًّا، ويقدر الاحتياج الفعلي للقطاع الصحي قرابة ألفي حضانة بينما يمتلك 600 حضانة فقط ونتيجة لذلك يتوفى 50 بالمائة من الأطفال الخدج، كما ارتفعت نسبة الإصابة بأمراض السرطان إلى 35 ألف شخص، بينهم أكثر من ألف طفل.
ولفت إلى ارتفاع عدد الأشخاص ذوي الإعاقة من ثلاثة ملايين قبل العدوان على اليمن إلى 4.5 ملايين شخص حالياً، بينما أصيب أكثر من ستة آلاف مدني بإعاقة نتيجة الأعمال العدائية المسلحة منذ بدء العدوان، منهم أكثر من خمسة آلاف و559 طفلاً، كما أن 16 ألف حالة من النساء والأطفال يحتاجون إلى تأهيل حركي.
وتطرق التقرير إلى أوضاع التعليم حيث استهدف تحالف العدوان المنشآت التعليمية ما أدى إلى تدمير وتضرر نحو 28 ألف منشأة تعليمية وتربوية وأكثر من 45 جامعة وكلية حكومية وأهلية و74 معهداً فنياً وتقنياً.
وأوضح أن غارات تحالف العدوان استهدفت المدارس وتضررت نتيجة لذلك ثلاثة آلاف و676 مدرسة منها 419 دمرت كلياً وألف و506 مدارس تضررت جزئياً، وأُغلقت 756 مدرسة، كما استخدمت 995 مدرسة لإيواء النازحين، وتسرب ما يزيد عن مليون طالب وطالبة من التعليم، فيما 8.1 ملايين طفل بحاجة إلى مساعدات تعليمية طارئة في جميع أنحاء البلاد، ومليونين و400 ألف طفل خارج المدارس من أصل عشرة ملايين و600 ألف طفل في سن الدراسة.
ونوه التقرير إلى أن 1.6 مليون طفل يعملون في اليمن محرومون من أبسط حقوقهم، وبلغ عدد الأطفال العاملين 7.7 ملايين أي حوالى 34.3 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و17 عاماً، مبيناً أن العدوان والحصار هما السبب في زيادة نسبة العمالة بين الأطفال في اليمن.
وارتفع عدد النازحين إلى خمسة ملايين و159 ألفاً و560 نازحاً في 15 محافظة يمنية واقعة تحت سيطرة حكومة الإنقاذ، منهم مليون و168 الفاً و664 فرداً لا يحصلون على مساعدات حتى اليوم.
وقال التقرير إن تسعة من كل عشرة أطفال في مخيمات النازحين باليمن لا تتوفر لهم فرص كافية للحصول على أهم احتياجاتهم الأساسية مثل التعليم والغذاء والمياه الصالحة للشرب، ولا يزال حوالي 1.71 مليون طفل نازح في البلاد محرومين من الخدمات الأساسية ونصف مليون منهم لا يحصلون على التعليم الرسمي.
وفيما يتعلق بقطاع غزة في فلسطين، دمّر الاحتلال الصهيوني 815 مسجدًا تدميراً كلياً، و151 مسجدًا تدميراً جزئيًا، إضافة إلى استهداف ثلاث كنائس، كما خرجت عن الخدمة 477 مدرسة و276 مؤسسة صحية ومستشفى و مركزاً صحياً.
وبخصوص لبنان، استهدف الاحتلال الصهيوني 88 مركزا طبيا وإسعافيا، و40 مستشفى، و244 من الآليات التابعة للقطاع الصحي، ونفذ اعتداءات على 65 مستشفى، و218 جمعية إسعافية
ووفق التقرير يعيش أطفال غزة أوضاعاً متردية بسبب نفاد الوقود والغذاء وانقطاع المياه والكهرباء، ويمنع الاحتلال الصهيوني دخول المساعدات عبر معبر رفح، وإن سمح بإدخالها فلا يدخل سوى الجزء اليسير منها والذي لا يكفي لتغطية احتياجات سكان القطاع.
وأفاد بأن عدد النازحين في غزة بلغ مليوني شخص بينهم عدد كبير من الأطفال، وفي لبنان اضطر حوالي مليون و400 ألف شخص إلى مغادرة المناطق المستهدفة بقصف الاحتلال الصهيوني.
وعرج التقرير على القوانين والمعاهدات الدولية التي دعت إلى حماية الأطفال أثناء الحروب والنزاعات ومدى تطبيقها من قبل الأمم المتحدة ومنظماتها خلال العدوان على اليمن وغزة، مشدداً على أن تلك المنظمات كانت متواطئة مع كل ما يحدث بحق الشعب اليمني والفلسطيني واللبناني ووقفت موقفاً مخزياً أمام كل الجرائم المرتكبة في اليمن وغزة ولبنان.
واستعرض الآثار النفسية والاجتماعية للعدوان على الأطفال وسبل الدعم النفسي لهم في الأزمات، مطالباً بإيقاف العدوان والحصار على اليمن وفلسطين ولبنان وتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة للتحقيق في جميع الجرائم والمجازر المُرتكبة هناك.
وأوضحت رئيسة منظمة انتصاف سمية الطائفي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن إطلاق التقرير يأتي بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الطفل الذي يصادف الـ 20 من نوفمبر وتذكير العالم بمجازر أمريكا وإسرائيل والدول الغربية وأدواتها في المنطقة باليمن وفلسطين ولبنان.
وأشارت إلى أن التقرير وثّق جرائم العدوان بحق الطفولة في اليمن وفلسطين ولبنان، إلى جانب المعاناة الإنسانية التي أوجدها تحالف العدوان على اليمن جراء ممارساته الإجرامية، فضلاً عن المأساة الإنسانية لأطفال لبنان وفلسطين وتحديداً في قطاع غزة.
ودعت الطائفي المجتمع الدولي والأمم المتحدة والهيئات والمنظمات الدولية والإنسانية إلى الاضطلاع بالمسؤولية في إيقاف جرائم العدوان الأمريكي الصهيوني على غزة ولبنان ورفع الحصار والسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود لتخفيف معاناة أبناء الشعب اليمني والفلسطيني واللبناني.
ورغم المأساة والمعاناة الإنسانية منذ ما يقارب عشر سنوات في اليمن، تمكن اليمنيون من تجاوز تحديات العدوان والحصار، ونهضوا من بين الركام واستطاعوا تحقيق النجاحات على مختلف المسارات، وصنعوا بطولات لم تكن في الحسبان، فيما تمضي المقاومة الفلسطينية واللبنانية اليوم قدماً بمواجهة العدو الصهيوني وتمريغ أنفه والتنكيل به في قطاع غزة والأراضي المحتلة منذ 410 أيام.