لجريدة عمان:
2025-04-10@16:43:33 GMT

الحل في الخطاب الديني الصحيح والنصوص الفلسفية

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

الحل في الخطاب الديني الصحيح والنصوص الفلسفية

تقف المجتمعات في العالم الإسلامي عند مفترق طرق، تنشط فيه عمليات الاستقطاب ونشر الكراهية، وأسوأ مراحل التاريخ من حيث تآكل القيم الإنسانية وضياع المبادئ التي راكمتها البشرية طوال قرونها الماضية.. فينتشر الانحلال الأخلاقي وتنشط الصراعات الأيديولوجية. وفي هذا المشهد المضطرب تبدو الحاجة ملحة جدا إلى الاعتدال والبحث عن المشتركات الإنسانية التي يمكن أن تجتمع حولها البشرية بحثا عن الخلاص من كل العبث والضياع الذي يعيشه العالم.

كانت هذه الأفكار حاضرة بقوة، وتشغل جميع من حضر المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية.

وطرحت سلطنة عمان في كلمتها أمام المؤتمر الكثير من القضايا الملحة في المشهد الإسلامي والعالمي وبشكل خاص تلك المتعلقة بالقيم الإنسانية المشتركة، والتي يدور حولها مشروع سلطنة عمان الذي أطلقته في عام 2019 وهو مشروع «المؤتلف الإنساني»، حاملًا شعار «نحو قيم إنسانية مشتركة»، ويقوم على ثلاثة مرتكزات: هي العقل والعدل والأخلاق، ويقترح من خلاله منهج عمل يُقدَّم للعالم ليعينه على النهوض من جديد واستشراف حياة متوازنة، يعيش فيها الناس على أساس من الكرامة والحقوق الأساسية والأمان النفسي. كما طرحت سلطنة عُمان تجربتها في مشروع «رسالة الإسلام» والذي يهدف إلى نشر مبادئ التسامح والتعايش والتفاهم، ومجابهة الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين، والمساهمة في الحد من خطابات الكراهية ورهاب الإسلام.

وهي مشروعات جديرة بالقراءة الدقيقة في ضوء ما يشهده العالم من استقطابات وخلافات وتآكل للقيم والمبادئ، وإن لم تكن تلك القراءة من أجل تبني هذه المشروعات على مستوى العالم الإسلامي فليس أقل من العمل الجاد بمضامينها ولو في مشروعات وطنية مشابهة في دول العالم الإسلامي.

إن العالم الإسلامي في أمس الحاجة اليوم إلى تعزيز قيم التماسك الاجتماعي والتربية على القيم المشتركة، وهي أفكار ليست ابنة اللحظة التي نعيشها ولكنها أطروحات للفلاسفة العرب منذ قرون طويلة مضت.. وابن خلدون في مقدمته كان كثير التأكيد على دور التماسك الاجتماعي في ازدهار الحضارات، معتبرا أن قوة المجتمعات تكمن في وحدتها وفي البحث عن القيم المشتركة التي تجمع الناس.

ولا جدال في أن التحديات التي تواجهها البشرية اليوم تتطلب فهما متجددا للمبادئ الدينية والأخلاقية بما يتناسب مع العصر الذي نعيشه ومع معطياته الجديدة. ولا شك أن الفهم الحقيقي للمبادئ الدينية وكذلك الأخلاقية من شأنه أن يوصل الإنسان إلى حقيقة أن العنف والتطرف ما هما إلا انحراف واضح عن الجوهر الحقيقي للدين، الدين الذي يقدر الكرامة الإنسانية، وهذه مسؤولية جماعية لا يمكن أن تحصر فقط لعلماء الدين، فخطر التطرف من شأنه أن يطال الجميع في لحظة من اللحظات.

وكما أكدت كلمة سلطنة عمان أمام المؤتمر، فإنه من المهم أن نعيد التأكيد على أهمية دور الأسرة في التربية والتنشئة المعتدلة. على أن دور الأسرة الأساسي يتمثل في البناء الأخلاقي، وهذا البناء متى ما كان صلبا سيقف حائطا ضد التطرف وضد تشظي المبادئ وتبعثرها في عالم اليوم.

لا يمكن أن نتحدث عن خطابات الكراهية والعداء التي تغزو العالم وعن التفكك الإنساني دون أن نعي أهمية بناء القيم الأخلاقية وتعزيز المشتركات بين البشر واحترام إنسانية الإنسان. وكل هذا يمكن أن نستلهمه بسهولة من فهمنا الصحيح للدين الإسلامي وفهم نصوصه وقيمه ومبادئه، كما يمكن أن نستخلصها من التراث الفلسفي الإسلامي الغني بالدعوة إلى الوحدة والرحمة والعقلانية. وفي كل هذا يكمن الخلاص الحقيقي من هذا المشهد العالمي المضطرب والمليء بالضياع والكراهية والحقد.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العالم الإسلامی یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الملياردير الوحيد الذي لم يخسر بسبب رسوم ترامب الجمركية

في خضم التقلبات العنيفة التي شهدتها الأسواق العالمية نتيجة للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، برز اسم واحد فقط من بين قائمة أغنى 500 ملياردير في العالم تمكّن من الحفاظ على ثروته بل وتحقيق مكاسب، ألا وهو المستثمر الشهير وارن بافيت، رئيس مجلس إدارة شركة بيركشاير هاثاوي.

ووفقاً لمؤشر “بلومبيرغ للمليارديرات”، فإن 499 من أغنى رجال العالم تكبّدوا خسائر فادحة منذ بدء الحرب التجارية التي أشعلها ترامب، حيث تسبّبت الرسوم الجمركية في هزات كبيرة داخل الأسواق المالية العالمية، فيما كان بافيت، البالغ من العمر 94 عاماً، استثناءً نادراً.

وبينما سجّل إيلون ماسك خسائر بلغت 130 مليار دولار منذ بداية العام، وشهد كل من جيف بيزوس ومارك زوكربيرغ تراجعاً في ثرواتهما بـ45.2 مليار و28.1 مليار دولار على التوالي، اختار بافيت نهجاً مختلفاً، فقد قام ببيع عدد من أسهمه في شركات كبرى مثل “آبل” و”سيتي غروب” و”بنك أوف أمريكا”، بل وتخلص حتى من صناديق الاستثمار المتداولة التي طالما أثنى عليها.

وقد أدت هذه التحركات إلى تعزيز السيولة النقدية لدى “بيركشاير هاثاوي” لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 325 مليار دولار.

 

وبحسب صحيفة “دايلي ميل”، فإن هذا التموضع الاستثماري الذكي، وسط الاضطرابات العالمية، مكّن بافيت من تحقيق مكاسب تجاوزت 12.7 مليار دولار منذ بداية العام.

وإلى جانب بيع أصوله في شركات أمريكية، اتجه بافيت للاستثمار في السوق اليابانية، معلناً عزمه على زيادة حصصه في خمس شركات تجارية يابانية كبرى.

وعلى غير عادته في البقاء بعيداً عن السجالات السياسية، صرّح بافيت في مقابلة مع شبكة CBS أن “الرسوم الجمركية هي نوع من أنواع الحرب الاقتصادية”، في إشارة إلى رؤيته السلبية لإجراءات ترامب.

 

يُذكر أنه في يوم واحد فقط، خسر أغنى 499 شخصاً في العالم ما يقارب 32.9 مليار دولار، في أكبر خسارة يومية منذ جائحة كورونا، لا سيما إيلون ماسك، حيث تراجع صافي ثروته هذا العام وحده بـ130 مليار دولار، وسط انخفاض كبير في مبيعات “تسلا” واحتجاجات على سياساته في الشركة.

ورغم هذه التداعيات الخطيرة على الأسواق، أصر ترامب على المضي في خطته، وهدد في منشور على منصة “تروث سوشال” بفرض رسوم إضافية على الصين بنسبة 50% ما لم تتراجع عن رسومها الانتقامية. كما أكد أنه لن يوقف سياسته الجمركية حتى “تحقق الولايات المتحدة صفقة عادلة”، بحسب تعبيره.

مقالات مشابهة

  • السيد القائد: ما يقوم به إخوتنا المجاهدون في قطاع غزة والضفة من تصدٍ للعدو وعمليات بطولية جهادية هو الموقف الصحيح الذي لا بد منه
  • رابطة العالم الإسلامي تدين قرار إغلاق 6 مدارس "للأونروا" في القدس
  • لو سمعوا من ديفيد هيل... ما الذي كان يمكن تجنّبه؟
  • الملياردير الوحيد الذي لم يخسر بسبب رسوم ترامب الجمركية
  • الماتشا: المشروب الأخضر الذي يجتاح العالم ... ما السر وراء شعبيته؟
  • محمد بن زايد يؤكد أهمية ترسيخ القيم الإنسانية وتعزيز ثقافة التضامن
  • رئيس البرلمان العربي: الحل العادل للقضية الفلسطينية المدخل الوحيد لتحقيق الاستقرار بالمنطقة
  • حركة الجهاد الإسلامي تدين ما صدر عن ترامب ونتنياهو وتعتبره “تجرداً تاماً من الإنسانية”
  • هل يمكن أن تتحول المظاهرات إلى قوة ضغط حقيقية تجبر الحكومات على كسر الصمت؟
  • الهلال الأحمر المصري: العريش أصبحت مدينة الإنسانية الأولى في العالم