لجريدة عمان:
2024-09-09@14:31:10 GMT

الحل في الخطاب الديني الصحيح والنصوص الفلسفية

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

الحل في الخطاب الديني الصحيح والنصوص الفلسفية

تقف المجتمعات في العالم الإسلامي عند مفترق طرق، تنشط فيه عمليات الاستقطاب ونشر الكراهية، وأسوأ مراحل التاريخ من حيث تآكل القيم الإنسانية وضياع المبادئ التي راكمتها البشرية طوال قرونها الماضية.. فينتشر الانحلال الأخلاقي وتنشط الصراعات الأيديولوجية. وفي هذا المشهد المضطرب تبدو الحاجة ملحة جدا إلى الاعتدال والبحث عن المشتركات الإنسانية التي يمكن أن تجتمع حولها البشرية بحثا عن الخلاص من كل العبث والضياع الذي يعيشه العالم.

كانت هذه الأفكار حاضرة بقوة، وتشغل جميع من حضر المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية.

وطرحت سلطنة عمان في كلمتها أمام المؤتمر الكثير من القضايا الملحة في المشهد الإسلامي والعالمي وبشكل خاص تلك المتعلقة بالقيم الإنسانية المشتركة، والتي يدور حولها مشروع سلطنة عمان الذي أطلقته في عام 2019 وهو مشروع «المؤتلف الإنساني»، حاملًا شعار «نحو قيم إنسانية مشتركة»، ويقوم على ثلاثة مرتكزات: هي العقل والعدل والأخلاق، ويقترح من خلاله منهج عمل يُقدَّم للعالم ليعينه على النهوض من جديد واستشراف حياة متوازنة، يعيش فيها الناس على أساس من الكرامة والحقوق الأساسية والأمان النفسي. كما طرحت سلطنة عُمان تجربتها في مشروع «رسالة الإسلام» والذي يهدف إلى نشر مبادئ التسامح والتعايش والتفاهم، ومجابهة الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين، والمساهمة في الحد من خطابات الكراهية ورهاب الإسلام.

وهي مشروعات جديرة بالقراءة الدقيقة في ضوء ما يشهده العالم من استقطابات وخلافات وتآكل للقيم والمبادئ، وإن لم تكن تلك القراءة من أجل تبني هذه المشروعات على مستوى العالم الإسلامي فليس أقل من العمل الجاد بمضامينها ولو في مشروعات وطنية مشابهة في دول العالم الإسلامي.

إن العالم الإسلامي في أمس الحاجة اليوم إلى تعزيز قيم التماسك الاجتماعي والتربية على القيم المشتركة، وهي أفكار ليست ابنة اللحظة التي نعيشها ولكنها أطروحات للفلاسفة العرب منذ قرون طويلة مضت.. وابن خلدون في مقدمته كان كثير التأكيد على دور التماسك الاجتماعي في ازدهار الحضارات، معتبرا أن قوة المجتمعات تكمن في وحدتها وفي البحث عن القيم المشتركة التي تجمع الناس.

ولا جدال في أن التحديات التي تواجهها البشرية اليوم تتطلب فهما متجددا للمبادئ الدينية والأخلاقية بما يتناسب مع العصر الذي نعيشه ومع معطياته الجديدة. ولا شك أن الفهم الحقيقي للمبادئ الدينية وكذلك الأخلاقية من شأنه أن يوصل الإنسان إلى حقيقة أن العنف والتطرف ما هما إلا انحراف واضح عن الجوهر الحقيقي للدين، الدين الذي يقدر الكرامة الإنسانية، وهذه مسؤولية جماعية لا يمكن أن تحصر فقط لعلماء الدين، فخطر التطرف من شأنه أن يطال الجميع في لحظة من اللحظات.

وكما أكدت كلمة سلطنة عمان أمام المؤتمر، فإنه من المهم أن نعيد التأكيد على أهمية دور الأسرة في التربية والتنشئة المعتدلة. على أن دور الأسرة الأساسي يتمثل في البناء الأخلاقي، وهذا البناء متى ما كان صلبا سيقف حائطا ضد التطرف وضد تشظي المبادئ وتبعثرها في عالم اليوم.

لا يمكن أن نتحدث عن خطابات الكراهية والعداء التي تغزو العالم وعن التفكك الإنساني دون أن نعي أهمية بناء القيم الأخلاقية وتعزيز المشتركات بين البشر واحترام إنسانية الإنسان. وكل هذا يمكن أن نستلهمه بسهولة من فهمنا الصحيح للدين الإسلامي وفهم نصوصه وقيمه ومبادئه، كما يمكن أن نستخلصها من التراث الفلسفي الإسلامي الغني بالدعوة إلى الوحدة والرحمة والعقلانية. وفي كل هذا يكمن الخلاص الحقيقي من هذا المشهد العالمي المضطرب والمليء بالضياع والكراهية والحقد.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العالم الإسلامی یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الجهاد الإسلامي: قتل الناشطة الأمريكية هي جريمة حرب يرتكبها العدو أمام العالم

الثورة نت/..

اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن “إقدام جنود العدو على إطلاق النار وقتل الناشطة الأمريكية ايسينور إزجي إيجي هو جريمة حرب جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني أمام العالم أجمع”.

ونقلت وكالة “فلسطين اليوم” الإخبارية عن الحركة في تصريح صحفي الليلة الماضية، قولها: إن صمت الإدارة الأمريكية على جرائم كيان الاحتلال يضعها في شراكة كاملة معه.

كما أعتبرت الحركة أن تمييز الإدارة الأمريكية بين مواطنيها الذين يحملون جنسيتها، على أساس سياسي، هو ازدراء لكل القيم التي تدعيها.

وأضافت: “لا فرق بين من يقتل على أيدي جنود الاحتلال سواء كان في الأسر أم يشارك في التضامن مع أبناء شعبنا، وما اغتيال الإعلامية شيرين أبو عاقلة ببعيد”.

مقالات مشابهة

  • مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية: لا يمكن المساومة على سلامة المنشآت النووية حول العالم
  • "العالم الإسلامي" تدعو لوقف الوحشية المُمنهجة ضد المدنيين الفلسطينيين
  • ما الدور الذي يمكن أن تلعبه أمعاء الأسماك في منتجات العناية بالبشرة في المستقبل؟
  • الأستاذ الصحفي فتحـي الضـو عن الحرب العبثية الدائرة ومآلاتها والسيناريوهات التي يمكن أن تحدث حال إستمرارها
  • سلطنة عُمان تشارك دول العالم الاحتفال باليوم الدولي لنقاوة الهواء
  • "الشعبية": تقرير الأمم المتحدة حول مجاعة غزة يكشف خطورة الأوضاع الإنسانية التي يسببها الاحتلال
  • "الشعبية": تقرير الأمم المتحدة حوة مجاعة غزة يكشف خطورة الأوضاع الإنسانية الي يسببها الاحتلال
  • الجهاد الإسلامي: قتل الناشطة الأمريكية هي جريمة حرب يرتكبها العدو أمام العالم
  • رابطة العالم الإسلامي تُدين قصف حكومة الاحتلال الإسرائيلي على حي الزيتون جنوب مدينة غزة
  • رابطة العالم الإسلامي تدين قصف حي الزيتون جنوب غزة