4 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة: في ظل التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، أعلنت الولايات المتحدة عن نشر قدرات عسكرية إضافية في المنطقة كإجراء دفاعي بهدف تهدئة الأوضاع. وفي هذا السياق، تلقى رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، حيث تم بحث دور العراق في تدعيم السلم والاستقرار الدوليين ومنع التصعيد.

وأكد السوداني لبلينكن أن تهدئة الوضع مرهونة بوقف العدوان على غزة ومنع توسعه إلى لبنان، ولجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته.

ويشير هذا إلى أن العراق يسعى لأن يكون وسيطًا محايدًا يمكنه التحدث مع جميع الأطراف المعنية عدا اسرائيل.

يعكس تصريح السوداني أن العراق يؤمن بأن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الأمثل لمنع التصعيد، وهو ما يتماشى مع رغبة الولايات المتحدة في تجنب صراع إقليمي واسع، لكن العراق يرى ان اسرائيل تمادت كثيرا في العدوان.

ويتزامن هذا الدور مع اغتيال إسماعيل هنية في طهران وغارة إسرائيلية في بيروت أسفرت عن مقتل فؤاد شكر من حزب الله.

والعراق، بفضل موقعه الجغرافي والسياسي، يمتلك القدرة على أن يكون جسر تواصل بين الأطراف المتناحرة، وتاريخه القريب في مقاومة الإرهاب والتطرف يمنحه مصداقية في الدعوة للسلام والاستقرار.
ومع ذلك، يواجه العراق تحديات داخلية كبيرة تتعلق بالاستقرار السياسي والاقتصادي.

 مخاوف التصعيد 

المخاوف من أن الحرب بين إسرائيل والمقاتلين الفلسطينيين قد تتسع لتشمل مناطق أخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك العراق، تجعل من دور بغداد في تهدئة الأوضاع أكثر أهمية.

وإذا تمكن العراق من لعب دور فعال في هذا السياق، فقد يعزز من مكانته الإقليمية والدولية.
و الدعم الأمريكي لرؤية العراق في التوسط والحيلولة دون التصعيد  يعزز من قدرته على التأثير في مجريات الأحداث في المنطقة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

التوازن على حبال الأزمة السورية: العراق بين الحذر والحسم

19 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: في خضم التحولات الكبرى التي تعصف بسوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، تبدو المواقف العراقية متباينة بين انتظار حذر وتحركات خجولة، فيما تعكس التصريحات والأنشطة السياسية في الداخل العراقي نوعاً من الترقب لأحداث قد تعيد تشكيل خريطة النفوذ في المنطقة.

الموقف الرسمي: صمت ومشاركة دبلوماسية محدودة

الحكومة العراقية لم تعلن حتى الآن عن أي تواصل مباشر مع الأطراف العسكرية الفاعلة في سوريا، رغم إعادة فتح السفارة العراقية في دمشق والمشاركة في مؤتمر مجموعة الاتصال العربية الذي عُقد مؤخراً في العقبة. هذا التحرك يحمل إشارات إلى محاولة العراق الحفاظ على خيط من العلاقات الدبلوماسية مع القيادة السورية الجديدة، دون الانحياز الصريح لأي طرف.

وبين السطور، يظهر أن العراق الرسمي يسعى للتوازن في مواقفه، خاصة في ظل تعقيدات المشهد السوري التي تشمل قوى إقليمية ودولية. إلا أن هذه الحيادية قد تواجه انتقادات داخلية مع تصاعد المخاوف من تأثيرات سقوط النظام السوري على الحدود الغربية للعراق، واستمرار نشاط الجماعات المسلحة.

السنة: دعم مشروط ومرحلة جديدة

على الصعيد السني، عبَّر عدد من القادة البارزين، ومنهم رئيس البرلمان الحالي محمود المشهداني وعدد من رؤساء البرلمان السابقين باستثناء محمد الحلبوسي، عن ترحيبهم بالتغيرات في سوريا. البيان الصادر عنهم دعا إلى انتقال سياسي يعكس واقعاً جديداً أكثر استقراراً للمنطقة.

في خلفية هذه التحركات، تثار تساؤلات حول اللقاء المزعوم بين رئيس حزب السيادة خميس الخنجر وأبو محمد الجولاني، زعيم “هيئة تحرير الشام”. هذا اللقاء، إن صح، يعكس امتدادات لعلاقات قديمة تعود لسنوات دعم العمليات المسلحة في العراق. هنا قد يكون الموقف السني جزءاً من محاولات ترتيب أوراق جديدة في التعامل مع الملف السوري، ولكن بخطوات محسوبة.

الكرد: دعم للقيادة الجديدة وحذر استراتيجي

الكرد، من جانبهم، بدوا أكثر وضوحاً في موقفهم. الزعيم الكردي مسعود بارزاني أشاد بموقف القيادة السورية الجديدة تجاه أكراد سوريا. هذه الإشادة تشير إلى رغبة كردية في بناء علاقة إيجابية مع القيادة الجديدة، بما يضمن مصالح الأكراد في سوريا ويجنبهم أي تصعيد مستقبلي.

رؤية الكرد تبدو مدفوعة بتجربة مريرة مع تهميش الأكراد في العراق وسوريا على حد سواء. لذا، فإنهم ينظرون لهذه التحولات كفرصة لإعادة تعريف أدوارهم في المعادلة السياسية الإقليمية.

الشيعة: انقسام داخلي ومخاوف مشروعة

أما المواقف الشيعية، فتعكس انقسامات عميقة بين قياداتها.

نوري المالكي، زعيم ائتلاف دولة القانون، أعرب عن قلقه من تداعيات سقوط النظام السوري، خاصة في ظل احتمال تصاعد النفوذ الإسرائيلي في المنطقة. من جهة أخرى، وجه هادي العامري انتقاداته للحكومة العراقية بسبب موقفها “المتردد” حيال الأزمة السورية، داعياً إلى دور أكثر وضوحاً وحسماً.

في هذا السياق، يبدو الموقف الشيعي محكوماً بثنائية المصلحة والخوف؛ إذ تخشى القوى الشيعية من تصاعد نفوذ جماعات معادية لها على الساحة السورية بعد سقوط الأسد، لكنها تدرك في الوقت ذاته تعقيدات الانخراط المباشر في هذا الملف.

المواقف المتباينة تعكس رغبة عراقية في تفادي أي صدام مباشر مع القوى المتصارعة في سوريا، لكن هذا الحذر قد يحد من قدرة العراق على التأثير في مسار الأحداث الإقليمية. مع ذلك، يبدو أن العراق يدرك أن مرحلة ما بعد سقوط الأسد ستتطلب ترتيباً جديداً للأوراق داخلياً وخارجياً.

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • التوازن على حبال الأزمة السورية: العراق بين الحذر والحسم
  • مسيرات مسلحة في صنعاء تؤكد الجهوزية لنصرة فلسطين ومواجهة التصعيد الصهيوني
  • السوداني يوجه المستشارين بعدم الاجتهاد في التصريحات الصحفية
  • شيخ الأزهر والرئيس الإندونيسي يتفقان على مواصلة الضغط لوقف العدوان على غزة
  • هرب ولم يعتذر
  • بين الطموح والواقع: قراءة نقدية لمبادرة الحزب الشيوعي السوداني لوقف الحرب واسترداد الثورة
  • السوداني يشكل لجنة لإعداد آليات إقراض المشاريع الصناعية في العراق
  • قائد الأسطول الأمريكي يقول إن وقف تدفق الأسلحة للحوثيين مفتاح لوقف الهجمات التجارية
  • خبير سياسات دولية: نحتاج إلى موقف عربي موحد لوقف التصعيد الإسرائيلي بالمنطقة
  • هل يستطيع ( السوداني ) الخروج من عباءة إيران ؟