د. محمد كمال الجيزاوى يكتب: فخ الكيانات الوهمية
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
فى السنوات الأخيرة، شهدت مصر تزايداً ملحوظاً فى عدد الكيانات الوهمية التى تدعى منح شهادات جامعية معتمدة من الدولة المصرية، تنشر إعلاناتها بكثافة، خاصة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى، بعيداً عن وسائل الإعلام الرسمية حتى لا يتم اكتشافها، وتلجأ هذه الكيانات عادةً لإطلاق أسماء مبهرة لافتة للانتباه حتى تجذب الطلاب لها، بل وتدعى عادةً أنها فرع من جهة تعليمية أجنبية قوية على خلاف الحقيقة.
وفى المقابل، حدث تصاعد ملحوظ فى مكافحة هذه الكيانات التى تشكل خطراً كبيراً على التعليم العالى، حيث تقوم وزارة التعليم العالى، خاصةً فى العامين الأخيرين، بحملات مكثفة لإغلاق هذه المؤسسات غير الشرعية. تتضمن هذه الحملات مراجعة دقيقة للتراخيص الممنوحة للمؤسسات التعليمية، والتأكد من مطابقتها للمعايير الأكاديمية المعترف بها. كما يتم نشر قوائم دورية بالمؤسسات المعتمدة رسمياً لتحذير الطلاب وأولياء الأمور من الوقوع فى فخ الكيانات الوهمية، ويبلغ عدد الكيانات الوهمية فيها بالمئات، خاصة فى المواعيد السنوية للتقديم للتنسيق بعد إعلان نتائج الثانوية العامة. وكل ذلك لتحقيق مجموعة من الأهداف؛ أهمها حماية الطلاب من الوقوع فى فخ الاستغلال المادى والمعنوى وضياع مستقبلهم وسنوات عمرهم فى السعى للحصول على شهادة تفتح لهم سوق العمل ثم يكتشفون فى النهاية أنها شهادات غير معترف بها. كما أن إغلاق هذه الكيانات يعزز الثقة فى النظام التعليمى ويحمى سمعة الشهادات الصادرة عن المؤسسات المعترف بها من قبَل الدولة، ويسهم فى تحسين جودة التعليم العالى، حيث تشوه هذه الكيانات سمعة التعليم العالى المصرى بالبرامج التعليمية الضعيفة التى تقدمها، ما يؤثر سلباً على مستوى التعليم والتدريب الذى يتلقاه الطلاب. وكذلك يؤدى القضاء على هذه الكيانات إلى توفير بيئة تعليمية صحية تدعم تطور الطلاب أكاديمياً ومهنياً. ويجب ألا تكون محاربة هذه الكيانات مقصورة فقط على «التعليم العالى»، بل يجب أن تقوم المحليات بدورها فى غلق أى كيان غير مرخص فى دائرة عملها، وهو ما نشاهد فيه تراخياً شديداً، كما يجب على الطلاب وأولياء أمورهم القيام بدورهم بالتأكد من مدى قانونية الكيان التعليمى الذى يقدمون للالتحاق به، خاصةً أن ذلك لا يعد أمراً صعباً؛ فما عليهم سوى مراجعة القوائم التى تصدرها وزارة التعليم العالى بشكل دورى، وعدم التقدم للدراسة إلا فى الجامعات والأكاديميات والمعاهد الموجودة بملف مكتب التنسيق فقط.
إن ما تقوم به الدولة المصرية من جهود بناءة ومكثفة لتطوير التعليم الجامعى وما قبل الجامعى يؤكد عزمها وريادتها ودورها الفعال لتطوير التعليم بشقيه من أجل إخراج كوادر متميزة من الخريجين يتماشون مع متطلبات سوق العمل إقليمياً ودولياً ويلبون وظائف المستقبل، لذا يجب على جميع الطلاب الحذر والحيطة فى التعامل مع مروجى الإعلانات المزيفة للكيانات الوهمية التى تدعى انتسابها لوزارة التعليم العالى والمجلس الأعلى للجامعات.
وأقولها بصدق، هناك رجال يعملون فى صمت من قيادات وزارة التعليم العالى، أوجه لهم كل تحية واحترام وتقدير لما يقومون به من دور فعال ومتميز فى القضاء على الكيانات الوهمية التى تقوم بدس السم فى العسل للعملية التعليمية فى مصر ويؤثرون سلباً على منتج وجودة الخريج المصرى.
* الأستاذ بجامعة القاهرة
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: كيانات التعليم الوهمية استقطاب الطلاب الکیانات الوهمیة هذه الکیانات
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالي: 10 محاور رئيسية يعتمد عليها تصميم البرامج الدراسية
أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن أركان مخطط تصميم البرامج الدراسية التي يتبناها الإطار المرجعي الاسترشادي للتعليم العالي، يتضمن (10) محاور رئيسية، تعمل على تلبية احتياجات سوق العمل من خلال تطوير مهارات متخصصة، وزيادة فرص التوظيف وتعزيز القدرة التنافسية للخريجين.
وأشار الوزير إلى أنه يأتي في مقدمتها النظام القائم على "الوحدة الأكاديمية"(block based)، وفيه يمكن تناول المقرر الواحد من خلال تنوع وتكامل طرق التعليم والتعلم بما يضمن تفاعل الطلاب، وبما يتماشى مع فكر الجيل الرابع للجامعات، لتعزيز اندماج الطلاب وتفاعلهم ليس فقط في حيز الحرم الجامعي، بل يمتد ليشمل المستوى المحلي، وأيضًا العلاقات الإقليمية والدولية.
وأضاف الوزير أن محور التكامل بين الجانب الأكاديمي وسوق العمل والمجتمع، يعزز العلاقة بين قطاع الأعمال واحتياجات المجتمع والتعليم الجامعي، لتحقيق الأهداف التعليمية وتوفير فرص ناجحة للطلاب، كما يتيح هذا التفاعل تحديث المناهج وتوجيه الطلاب نحو مجالات العمل الملحة، وتوفير تجارب عملية تطبيقية لما سيقابله الطالب بعد التخرج، مما يعزز فهم الطلاب لاحتياجات قطاع الأعمال ويعزز استعدادهم للتوظيف، ويساهم في تطوير مهارات الاتصال والعمل الجماعي.
وفيما يخص محور ربط البرامج والمقررات الدراسية بأهداف التنمية المستدامة، أكد عاشور أن ربط البرامج الجامعية بأهداف التنمية المستدامة يعزز من تحقيق الاستدامة عبر تعزيز الوعي وتطوير مهارات الطلاب، كما يساهم في تشجيع التفكير النقدي والمسئولية الاجتماعية، مع تعزيز الابتكار والبحث في مجالات تسهم في التنمية المستدامة.
وأضاف عاشور، أن محور تصميم البرامج الدراسية في شكل مراحل متكاملة يعتمد على معايير واضحة تضمن تكامل المراحل التعليمية وتتابعها، حيث تُقسم إلى مستويات مترابطة تُبنى تدريجيًا وفق نموذج من (6) مراحل، ولا يُنتقل من مرحلة لأخرى إلا بعد إتمام السابقة بنجاح، وبشروط تضعها المؤسسة التعليمية، كما تُحدد لكل مرحلة مقررات ومتطلبات نجاح، ويمكن تعديل المعايير حسب طبيعة البرنامج ولوائح المؤسسة.
كما أشار الوزير إلى محور مقرر البحث العلمي، الذي يهدف إلى تعليم الطلاب كيفية إعداد بحث علمي في المرحلة الدراسية المتقدمة، وتبني فكرة فلسفة "التعلم مدى الحياة"، وتطوير مهارات البحث، وتعزيز التفكير النقدي، وتنمية الاستقلالية والتخضير للحياة المهنية، وتعزيز مساهمة الطلاب في المعرفة.
ومن جانبه أشار الدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات، إلى محور "التخصصات الفرعية (Minors) "، وهو الركن السادس من أركان مخطط تصميم البرامج الدراسية والذي يشير إلى مجالات أكاديمية يمكن للطالب دراستها بجانب تخصصه الرئيسي ويطلق عليها فرعية، من خلال عدد محدد من الساعات الدراسية، موضحًا أن الجامعات تحدد شروط الالتحاق بها وفق لوائحها الأكاديمية، لافتًا إلى أن هذا الخيار يتيح للطلاب توسيع معارفهم في مجالات خارج نطاق تخصصهم الرئيسي، بما يعزز من فرصهم الأكاديمية والمهنية.
وحول محور اعتماد التدريب العملي كجزء تكاملي عند بناء البرامج الدراسية، أكد الدكتور مصطفى رفعت، دمج التدريب العملي في المقررات الجامعية، من خلال تصميم برامج تعليمية تشمل فترات تدريب عملي، بالتعاون المباشر مع قطاع الأعمال، مما يتيح للطلاب فرصة للممارسة المهنية قبل التخرج، ومن ثم تحسين تحصيلهم الأكاديمي، موضحًا أن تنوع التدريب ما بين تدريب داخلي يتم من خلال مراكز ووحدات المؤسسة التعليمية ذاتها، وخارجي حيث يتم من خلال جهات محلية حكومية أو قطاع خاص، أو دولية وفقا لشراكات وبروتوكولات تعاون تسير وفقًا للمهارات ومخرجات التعلم المطلوبة في البرنامج الدراسي.
كما أشار أمين المجلس الأعلى للجامعات، إلى محور الاهتمام بإتاحة مقررات "الموضوعات المختارة ((Selected Topics Courses"، ضمن الخطط الدراسية بهدف تمكين الطلاب من استكشاف قضايا معاصرة واتجاهات ناشئة لا تغطى عادة في المقررات الأساسية، وهو ما تتبناه جامعات الجيل الرابع، بما يسمح بتخصيص رحلة تعلم فردية تتماشى مع أهداف الطالب المهنية أو الأكاديمية
ويتضمن المحور الخاص بلائحة البرامج الدراسية خطة دراسية مرنة ومحددة، موضحًا أن البرامج الأكاديمية تعتمد على خطط دراسية تجمع بين الثبات والمرونة، حيث تشمل مقررات أساسية تُطرح بشكل ثابت، وأخرى اختيارية تُتاح بحسب الإمكانات والموارد المتوفرة.
كما أن محور برامج تحويل المسار الأكاديمي يهدف بشكل عام إلى تسهيل الانتقالات المهنية، وتقليص فجوات المهارات، ودعم التعلم مدى الحياة، من خلال توفير فرص تعليمية جديدة تُعزز من التطور المهني والتنافسية في سوق العمل.
اقرأ أيضاًالتعليم العالي: انطلاق الموسم الثاني من ملتقى «رمضان يجمعنا» للإنشاد الديني والترانيم مساء اليوم
التعليم العالي: السياسة الوطنية للابتكار المستدام تتماشي مع رؤية الدولة لدعم ريادة الأعمال