لهذه الأسباب فشل تسليح الإسرائيليين في وقف عمليات المقاومة
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
رام الله- مجددا يتفاخر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بتوزيع الأسلحة النارية، ويدعو الإسرائيليين إلى مزيد من التسلح، معلنا أنه تم بالفعل تزويد الإسرائيليين بـ150 ألف قطعة سلاح.
وأضاف بعد حادثة الطعن التي وقعت في بلدة "حولون" القريبة من تل أبيب وأدت إلى مقتل إسرائيليين اثنين، بحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية "أنشأنا مزيدا من الفرق المعنية بالاستجابة للطوارئ المجتمعية، ونعمل أيضا في السجون لإنشاء قوة ردع".
ورغم أن دعوة بن غفير وتوجهه للعنف ليس أمرا جديدا، فإن الجديد هو المزيد من الدلائل على فشل خطته ليس في إحباط العمليات فحسب، إنما بتوفير الشعور بالأمن لدى الإسرائيليين، وفق تقدير كل من محلل وخبير عسكري تحدثا للجزيرة نت.
ويلفت المتحدثان إلى نقطتين: الأولى أن الجيش الإسرائيلي بدأ يلجأ للقصف بالطيران، دليلا على تنامي العمل المقاوم وأدواته في الضفة من جهة، وفشل نهج التسليح في منع عمليات قبل وقوعها، لا سيما أن المنفذين غالبا لا يخشون السلاح ولا يقلقون بالبقاء على قيد الحياة من جهة أخرى.
عنف متولدمنذ النكبة الفلسطينية عام 1948، لم يتمكن الاحتلال الإسرائيلي بكل قوته وسلاحه من إسكات الصوت الفلسطيني والعمل المقاوم، إنما زاد من ألم ومعاناة ومآسي وعذابات الشعب وتضحياته، وفق الخبير العسكري واصف عريقات.
ويضيف أنه منذ ذلك الحين يواجه الشعب الفلسطيني قيادات صهيونية متطرفة، ارتكبت مجازر إبان النكبة وما زالت ترتكبها، "لأن العقلية المغذية للحقد والكراهية موجودة، وعليه فإن الفلسطيني يزداد إصرارا على المقاومة، ويندفع للبحث عن كل خيارات المواجهة"، مضيفا أن "الذي يأخذ قرار المواجهة لديه إرادة ومعنويات تدفعه للموت من أجل الحياة، وليس من أجل الموت".
وبالتالي، يقول الخبير العسكري إن "ما تقوم به القيادة الإسرائيلية من تعبئة حاقدة وتصرف مجرم لا يمكنه منع أي عمل مقاوم يدفع إليه الاحتلال نفسه"، وأشار إلى أن ظروف وحياة الفلسطينيين تعد عامل انفجار، "حيث إن الفلسطيني سواء كان من الضفة أو غزة، يعيش في معسكر مليء بالسلاح وأدوات القتل والحقد والكراهية".
وتابع أن الضفة الغربية "باتت ثكنة عسكرية من جيش ومستوطنين حاقدين، وأجهزة أمن واستخبارات تتبع الفلسطيني على مدار الساعة، فضلا عن 700 حاجز عسكري، وعقاب جماعي وحصار اقتصادي، وتنكيل بالأسرى داخل السجون، حتى أصبح لا يخلو بيت من جريح أو معتقل أو شهيد، وهذه كلها تشكل عوامل تفجر في وجه الاحتلال".
ولا يستبعد عريقات انعكاسا لتوزيع الأسلحة على المجتمع الإسرائيلي نفسه، مشيرا إلى "تمرد" الجيش في قاعدة "بيت ليد" العسكرية، قبل نحو أسبوع على خلفية التحقيق في انتهاكات بحق الأسرى، وقال "الجيش تمرد على بعضه، وكانت المواجهة بين الجيش والشرطة والمستوطنين".
وأوضح الخبير العسكري "بالتأكيد هذه نتيجة ثقافة الحقد والكراهية وعملية الثأر والانتقام الموجهة نحو الفلسطيني، وحينما تكون المواجهة داخلية بالتأكيد سيكون الأسلوب نفسه بين مليشيات حاقدة ستنقسم على بعضها".
نشر السلاح في المجتمع الإسرائيلي يعد بمثابة قنبلة موقوتة ستنفجر فور توقف حرب غزة حسب ما يرى محللون (الفرنسية) آثار متعددةمن جهته، يقول المحلل المتابع للشأن الإسرائيلي محمد أبو علان، إن بن غفير هو نفسه صاحب نظرية تسليح أكبر قدر ممكن من الإسرائيليين، وتسهيل منح رخص السلاح لهم، وذكر أن من نتائج ذلك على الأرض ارتفاع جرائم المستوطنين خاصة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتعزيز ما تسمى وحدات الاستنفار وتسليحها، "وهذا كله يلمسه ويعاني منه فلسطينيو الضفة".
وأضاف أن مزاعم بن غفير بأن التسليح يمنع وقوع المزيد من القتلى والإصابات "قد ثبت فشله"، لأن معظم من أطلقوا النار على منفذي العمليات هم عناصر أمن مسلحون أصلا، ومنهم جنود أو أفراد شرطة خلال أو خارج ساعات الخدمة، ولم يكونوا مدنيين ممن سلحهم بن غفير.
ويرى المحلل الفلسطيني أن القصد من تسليح المستوطنين وعسكرة المجتمع الإسرائيلي هو "توفير بنية تحتية مسلحة لارتكاب الجرائم بحق فلسطينيي الضفة بالدرجة الأولى".
وردا على سؤال: هل تحقق الأمن لحاملي السلاح؟ يجيب أبو علان أن الوضع الميداني في الضفة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول وبدء توزيع السلاح ليس أكثر استقرارا من ذي قبل، بل إن الجيش الإسرائيلي يلجأ لاستخدام الطيران وقصف المناطق الفلسطينية، وهذا لم يحدث منذ سنوات طويلة.
وأضاف "لم يتحقق الأمن، وعملية واحدة كعملية حولون التي قتل فيها مستوطنان طعنا، تعني فشل كل مشروع بن غفير"، وبالتالي فإن "التجربة أثبتت أن كثرة السلاح لا تحد من المقاومة وخاصة العمليات الفدائية، التي لا تستطيع حتى مخابرات الاحتلال معرفة توقيتها وفاعلها، للقيام بعمليات اعتقال وقائية".
وفي كل العمليات التي وقعت بعد عمليات توزيع السلاح، بحسب أبو علان، "لم نشهد منع أي عملية قبل تنفيذها بواسطة أحد الحاصلين على سلاح بن غفير، كما أن نوعية المنفذين عادة لا يخيفهم السلاح".
انعكاسات داخليةويلفت أبو علان إلى انعكاسات داخلية في المجتمع الإسرائيلي لتوزيع السلاح، أقل ما يقال عن نتائجها "انقلاب السحر على الساحر" حسب قوله.
وأوضح أن أكثر من يعاني من انتشار السلاح داخل إسرائيل هم فلسطينيو الداخل، وما ينتج عن ذلك من جرائم قتل وإرهاب لم تحل الشرطة الإسرائيلية 20% من ألغازها، وقال إن ظاهرة العنف منتشرة في المجتمع الإسرائيلي، وإن خفت قليلا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، أو ربما لا يتم تسليط الضوء عليها، لأن انتشار السلاح عادة يؤدي لمزيد من العنف والقتل.
وذكر المحلل الفلسطيني أنه قبيل 7 أكتوبر/تشرين الأول وللحد من الجريمة نتيجة انتشار السلاح، كانت الشركات التي تشغّل حراسا أمنيين قد طلبت منهم عدم حمل أسلحتهم إلى بيوتهم وتركها في أماكن العمل، خشية ارتكاب جرائم واستخدامها ضد عائلاتهم.
ويصف أبو علان نشر السلاح في المجتمع الإسرائيلي بأنه "قنبلة موقوتة ستنفجر فور توقف حرب غزة، وسيقع العنف ويؤدي إلى جرائم قتل، والتجربة تقول هذا الكلام".
كما يشير إلى نتيجة أخرى محتملة لتوزيع السلاح، وهي وصوله إلى فلسطينيي الضفة الغربية، مشيرا إلى حالات ضبط جنود ومجندات يهرّبون عمالا فلسطينيين من الضفة إلى إسرائيل عبر الحواجز في ذروة الحرب، وقال "هؤلاء يمكنهم أيضا بيع السلاح".
وتحدث عن حالات سابقة لاعتقال جنود يبيعون السلاح لفلسطينيين، وحالات سرقة أسلحة من معسكرات الجيش وصلت إلى الضفة، وليس بالضرورة ليد المقاومة، وهذا ينطبق على المدنيين، حسب قوله.
وفي خلاصة قراءته لمشهد توزيع الأسلحة وانعكاساتها، يعتبر أبو علان أن ما يجري مؤشر على أن الحكومة الإسرائيلية وبن غفير "بلا رؤية أو إستراتيجية، إنما فوضى في كل شيء، فبن غفير يفهم عقلية المجتمع الإسرائيلي كمجتمع يميني ويوفر له الأدوات لممارسة يمينيته في الشارع ضد الفلسطينيين".
ويدعم هذا الرأي تصريح زعيم المعارضة يائير لبيد، بعد عملية حولون، حيث قال إنه "منذ أن تولى بن غفير منصبة امتلأت شوارع إسرائيل بجرائم القتل والهجمات، وليس هناك وزير أكثر فشلا وبؤسا منه"، مضيفا أن "أمن الإسرائيليين في انهيار، والشرطة في أدنى مستوياتها على الإطلاق".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی المجتمع الإسرائیلی أکتوبر تشرین الأول بن غفیر
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 25 فلسطينيًا من الضفة
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، 25 فلسطينيًا على الأقل من الضفة، بينهم أسرى سابقون، وذلك منذ مساء أمس، وحتى صباح اليوم الأربعاء.
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 16 فلسطينيا على الأقل من الضفة الغربيةونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، أن عمليات الاعتقال توزعت على محافظات: الخليل، وبيت لحم، ورام الله، وجنين، وطولكرم.
وتواصل قوات الاحتلال تنفيذ عمليات تحقيق ميداني في عدة بلدات، بالإضافة إلى عمليات التنكيل الواسعة، والاعتداءات والتهديدات بحق المواطنين، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير في منازل المواطنين.
ومن الجدير ذكره أن قوات الاحتلال تنفذ حملات الاعتقال الممنهجة، كإحدى أبرز السياسات الثابتة، والتي تصاعدت بشكل غير مسبوق بعد السابع من أكتوبر، ليس فقط من حيث مستوى أعداد المعتقلين، وإنما من حيث مستوى الجرائم التي يرتكبها الاحتلال.
رئيس المجلس الوطني الفلسطيني يطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف عدوان الاحتلال على جنين
طالب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والعمل الجاد على كبح جنون حكومة الاحتلال الإسرائيلي وتطرفها، ووقف عدوانها وجرائمها المستمرة بحق شهبنا خاصة في مدينة جنين ومخيمها.
وحذر فتوح في بيان صادر عن المجلس الوطني، اليوم الأربعاء، أوردته وكالة الانباء الفلسطينية "وفا"، من المخططات الخطيرة التي يسعى إلى تنفيذها ائتلاف اليمين العنصري، والمتمثلة في شن عدوان واسع يشمل جميع محافظات الضفة الغربية المحتلة، وارتكاب عمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي، إلى جانب الطرد الجماعي للفلسطينيين بهدف تنفيذ مشاريع الضم الاستعمارية.
وأشار إلى أن حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة قد حولت مدن الضفة الغربية وقراها إلى كنتونات وسجون عنصرية منفصلة، ما يزيد من خنق الفلسطينيين وتعميق معاناتهم اليومية، في انتهاك واضح لكل القوانين والأعراف الدولية.
وأكد فتوح، أن الممارسات الإسرائيلية العدوانية تستهدف تكريس نظام الفصل العنصري وفرض سياسات الأمر الواقع التي تتنافى مع الحق الفلسطيني المشروع في الحرية والاستقلال.
ولفت إلى أن تهاون المجتمع الدولي وصمته عن تنفيذ القانون الدولي الإنساني والقرارات الدولية، وفشله في إيقاف حرب الإبادة والتطهير العرقي في قطاع غزة، فتح شهية القتل والمجازر لجيش الاحتلال لارتكاب المزيد في الضفة الغربية المحتلة.
ودعا، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، والضغط على الاحتلال لوقف عدوانه ومحاسبته على جرائمه بحق شعبنا، والعمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل القائم على إنهاء الاحتلال وضمان حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.