أحبطت السلطات المحلية والأمنية في العاصمة عدن، محاولات إخوانية - حوثية لاستغلال قضية اختطاف المقدم علي عشال الجعدني، لإسقاط المدينة بالفوضى.

واستطاعت الأجهزة الأمنية في عدن احتواء الاضطرابات التي رافقت المليونية التي أعلن عن تنظيمها السبت للمطالبة بالكشف عن مصير عشال، وأدت إلى مقتل جندي برصاص مسلحين مجهولين.

وقبيل الفعالية بأيام عمدت وسائل إعلام تابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية وتنظيم الإخوان إلى تأجيج الشارع الجنوبي وتحريضهم على الفوضى والعنف بزعم المطالبة بالكشف عن مصير عشال، وهو ما دفع عشرات النشطاء إلى رفض المشاركة في هذه الفعالية مع مطالبتهم للسلطات الأمنية بالسماح للمتظاهرين بإقامتها في ساحة العروض بمديرية خور مكسر وتوفير الحماية اللازمة لهم.

وخلال سير الفعالية نشرت ذات الوسائل الإعلامية شائعات حول سقوط قتلى وجرحى من المتظاهرين وعن وقوع مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين.

وكشفت اللجنة الأمنية بالعاصمة عدن، في بيان لها، عن محاولات لإثارة الشغب والفوضى، واستهداف رجال الأمن، رافقت التظاهرة التي شهدتها مديرية خور مكسر، من قبل بعض العناصر المندسة والمدفوعة والتي اخترقت جموع المتظاهرين السلميين.

وأشارت إلى أن هذه المحاولات أدت إلى استشهد الجندي في شرطة العريش محمد صالح الورد، بطلق ناري في الصدر بجولة الرحاب، والمواطن محمد سالم الكازمي، الذي توفي متأثراً بضيق تنفس، إضافة إلى إصابة المواطن خضر أحمد خضر بطلق ناري في الرجل اليسرى.

وأكدت اللجنة وقوفها إلى جانب كل القضايا الإنسانية العادلة وفي مقدمتها قضية المقدم علي عشال الجعدني، ومع حق التظاهر السلمي لأي مواطن وفق الأطر القانونية والرسمية، ولكنها حذّرت في الوقت نفسه من محاولات استغلال تلك التظاهرات لإثارة الفوضى واستهداف رجال الأمن وإقلاق السكينة العامة.

كما أكدت اللجنة أن الأجهزة الأمنية، لن تتوانى عن القيام بدورها وواجبها في حماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة، وستتعامل بحزم مع أي محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار، من قبل بعض العناصر المندسة التي حاولت ركوب الموجة على مدى الأيام الماضية، وعمدت إلى التحريض والتعبئة للإخلال بالأمن والنظام، عبر بث حملات التضليل والإشاعات والأخبار المزيفة، مؤكدة رصد كاميرات المراقبة لهذه العناصر وستتم ملاحقتهم قانونياً وإحالتهم للجهات القضائية المختصة لينالوا جزاءهم الرادع.

وفي الشأن نفسه، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً وفيديوهات لمسلحين أطلقوا الرصاص الحي على المتظاهرين والأمن خلال الفعالية، وأكدوا أن هذه المحاولات تندرج ضمن مخططات ممنهجة من قبل مطابخ الإخوان المسلمين والحوثيين لتأجيج الوضع في الجنوب وتفتيت الصف الجنوبي، مشيرين إلى أن قضية اختطاف المقدم عشال قد تم تسييسها بشكل واضح من خلال هذه الجهات المعادية للجنوب.

وأشاد النشطاء بالتلاحم الجنوبي والوعي السياسي لدى أبناء الجنوب الذي كشف هذا المخطط الإرهابي الرامي إلى زعزعة الأمن في عدن عبر إثارة الفوضى. وقالوا إن خلايا مندسة قامت بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في مليونية عشال، في محاولة لتصادم المواطنين مع قوات الأمن.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

بلد بلا قيادة وطنية

 

ليس هناك أسوأ من أن يجد الإنسان نفسه في وطن بلا دولة، حتى في الحد الأدنى من مسؤولياتها الأساسية، وهذا هو الواقع الذي يعيشه اليمنيون اليوم، فهم يخسرون حاضرهم ومستقبلهم يوما بعد يوم، بينما تستأثر قيادات سلطات الأمر الواقع بالموارد، دون أي رقابة أو محاسبة.

تفتقر جميع سلطات الأمر الواقع إلى الشرعية، فالحوثيون، الذين وصلوا إلى السلطة عبر انقلاب، يحكمون بالحديد والنار دون أي شرعية دستورية أو قانونية أو حتى شعبية. وعلى الجانب الآخر، لا يتمتع “المجلس الرئاسي” بشرعية حقيقية، باستثناء الاعتراف الدولي الذي يعتمد على إرادة الحلفاء الذين شكلوه، وقد يتلاشى هذا الاعتراف في أي لحظة إذا تخلى عنه داعموه.

بدلا من العمل على كسب تأييد المواطنين عبر تحسين الخدمات، وإرساء الأمن، وصرف المرتبات، انخرطت هذه السلطات في سباق محموم نحو الفشل والفساد، منشغلة بتبادل الاتهامات للهروب من الحد الأدنى من المسؤولية الوطنية.

أبرز مظاهر هذا الفساد يتجلى في النهب المنظم لموارد الدولة لصالح الممسكين بزمام السلطة هنا وهناك، بينما يعاني المواطن من انهيار الخدمات الأساسية، وغياب الرواتب، وتلاشي فرص العيش الكريم.

لقد أسهمت عوامل عدة في تدجين الرأي العام وتجريده من الأمل في التغيير، فقد كرّست الأحزاب السياسية الولاءات الأيديولوجية العمياء، ما دفع أنصارها إلى تبرير فساد قياداتهم، فيما أنتجت الحرب كيانات جديدة لا تختلف في نهجها عن القوى التقليدية، مما عمّق الإحباط في المجتمع وأفقده الثقة بأي مسار للتغيير رغم عدم وجود مبادرات جادة من هذا النوع لدى أي طرف.

وازدادت الأزمة تعقيدا مع غياب قيادات وطنية نزيهة تمتلك رؤية واضحة لمستقبل البلاد، إذ أن معظم الشخصيات البارزة إما متورطة في الفساد أو عاجزة عن تقديم حلول عملية.

في ظل هذا الفراغ القيادي ، ترّسخت النكسات السياسية والأمنية والاقتصادية، ولم تكن أي مرحلة جديدة سوى امتداد لمأساة مستمرة منذ 2011، حيث لم يتحقق أي من وعود الذين جاءوا للحكم في التغيير، بل تصاعدت موجات الفساد والاضطراب.

وعلى الرغم من تعاقب جهات مختلفة على الحكم بصرف النظر عن مشروعيتها، إلا أن القاسم المشترك بينها هو الفشل في إدارة الدولة وانعدام الرؤية للخروج من الأزمة، ما عزز القناعة بأن أي بديل قادم لن يكون سوى امتداد لمنظومة الفساد ذاتها. ونتيجة لذلك، أصبحت الدولة شبه غائبة عن أداء أبسط وظائفها، فيما ترزح المؤسسات الحكومية تحت وطأة الشلل، ويواجه المواطنون أزمات معيشية خانقة، وسط انهيار اقتصادي متسارع.

في ظل هذا الواقع، بات من الصعب إقناع اليمنيين بإمكانية حدوث تغيير إيجابي قريب، إذ فقدوا الثقة في النخب السياسية والأحزاب، فيما يكتفي المجتمع الدولي بإدارة الأزمة بدلا من البحث عن حلول جذرية. وبينما تزداد الأوضاع سوءا، تتعاظم التساؤلات حول مستقبل البلاد، وما إذا كان بالإمكان ظهور قوى وطنية جديدة قادرة على كسر هذه الحلقة المفرغة من الفساد والصراع.

نحن أمام مفترق طرق خطير؛ حيث يجد المواطن نفسه عالقا بين سلطات أمر واقع لا تمثله، ونخب سياسية عاجزة، وأوضاع معيشية تزداد قسوة، في ظل غياب أي بوادر للتغيير. ومع ذلك، فإن عجلة الزمن لا تتوقف، ولا يمكن لهذا الوضع أن يستمر إلى الأبد، ففي لحظة ما، خارج كل الحسابات، قد تنقلب الموازين رأسا على عقب، وحينها سيدرك أولئك الذين أغرتهم نشوة السلطة أن سُنن الحياة لا تستثني أحدا.

مقالات مشابهة

  • إدارة الأمن العام بدرعا لـ سانا: نتقدم بخالص العزاء لذوي الشهداء من أهلنا الذين ارتقوا برصاص المجموعات الخارجة عن القانون التي أرادت زعزعة الأمن في مدينة الصنمين،ونعدهم بأننا مستمرون بتأدية واجبنا حمايةً لهم وصوناً لممتلكاتهم
  • الخميس .. تصاعد تأثير الحالة الجوية وزيادة الفعالية
  • بلد بلا قيادة وطنية
  • الحوثيون يبثون مشاهد لإسقاط طائرة استطلاع أميركية
  • قوات حرس الحدود تحبط محاولات تهريب مخدرات وأسلحة وذخيرة ومشغولات فضية - صور
  • هيئة البث: نتنياهو أجل انشاء "اللجنة" التي أجرت تحقيقات الشاباك
  • ملتقى الأزهر: الدعوة لاستبدال الزواج بـ‏‎«المصاحبة»‏ محاولات لضرب القيم وإفساد الشباب
  • بعد شاب الغربية.. 7 شروط لإسقاط الجنسية المصرية وفقًا للقانون
  • صنعاء تكشف عن خيارها الوحيد لإسقاط القرار الأمريكي الأخير
  • «الرئيس السيسي»: مصر تعكف على تدريب الكوادر الفلسطينية الأمنية التي ستتولى الأمن في غزة