رئيس مصنع «قادر» لـ«الوطن»: مصر تنتج المدرعات منذ 62 عاماً.. وطوّرناها لتوازى أحدث الإمكانيات العالمية
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
كشف اللواء دكتور عمرو عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة مصنع «قادر» للصناعات المتطورة، أحد مصانع الهيئة العربية للتصنيع، عن امتلاك الدولة المصرية خبرة متواصلة تمتد لنحو 62 عاماً فى صناعة العربات المدرعة، موضحاً أن التطوير والتحديث فى تلك المدرعات هى عملية شبه يومية، حتى وصلت مصر لأحدث معايير الجودة العالمية فى تلك السيارات، ما دفع دولة مثل فرنسا لشراء 16 مدرعة مصرية الصنع مؤخراً، فضلاً عن عدد من الدول الأفريقية، ويجرى التفاوض مع دول أخرى لشراء كميات من المدرعات فى الفترة المقبلة، وإلى نص الحوار:
يعتبر مصنع «قادر» من أقدم المصانع العاملة بمجال الصناعات العسكرية بمصر.
- للحديث عن الحاضر، لا بد أن نعود لنشأة المصنع؛ حيث تم إنشاؤه فى عام 1948، كمصنع متخصص فى صناعة الطائرات، وبالفعل أنتج 8 طائرات، والتى سُميت «الطائرة الجمهورية»، ثم افتتح الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، مصنع المحركات، التابع للهيئة العربية للتصنيع، ثم مصنع الطائرات بحلوان، التابع لـ«الهيئة» أيضاً، ليتم نقل اختصاص صناعة الطائرات إليه.
اللواء دكتور عمرو عبدالعزيز: فرنسا اشترت 16 مدرعة «فهد 300» من مصر.. ومفاوضات لتصدير كميات لدول أخرى الفترة المقبلةوفى هذا التوقيت، تم افتتاح عدة مصانع وطنية قائمة على صناعة مستلزمات إنتاج السيارات، ليتم الاستقرار على عمل المصنع على إنتاج المدرعات، لينتج أول مدرعة مصرية عام 1962، وهى المدرعة «الوليد»، بالإضافة لبعض أجزاء الطائرات حينها، وقذائف، وغيرها من المنتجات العسكرية.
وبعد حرب أكتوبر المجيدة، رأت الدول العربية فضل العمل الجماعى المشترك، لتنشئ الهيئة العربية للتصنيع، وتشارك مصر فيها بمصانع، من بينها مصنع «قادر».
وما الذى حدث بعدها للمنتجات العسكرية لمصنع «قادر»؟
- عملنا على تطوير منتجاتنا؛ فبعدما كنا نصنع المدرعة «الوليد»، بدأنا فى عام 1984 فى إنتاج المدرعة «فهد»، وزدنا من مستوى حماية المدرعات، وزيادة كفاءة وقدرة المدرعة، واستمر العمل على هذا الملف حتى عام 2011، وحينها واجهنا أزمة فى استيراد بعض قطع غيار ومستلزمات إنتاج تلك المدرعة من الخارج، لنعمل على تنويع مصادر مستلزمات الإنتاج، واستقدمنا شاسيه جديداً للمدرعة، وطورناه، وعملنا على تصنيع منتجات دفاعية وأمنية أخرى مثل عربة فض الشغب بدلاً من استيرادها من الخارج، مع رفع كفاءة عدد من المنتجات العسكرية مثل «الهاوتزر 122 ملى»، و«الهاوتزر 155 ملى»، فضلاً عن التوسع فى إنتاج قطع غيار المنتجات العسكرية.
ماذا عن المدرعة الجديدة التى تستعدون لإنتاجها كمياً لتلبية الاحتياجات المحلية والتصدير للخارج؟
- بالفعل، عملنا على تصميمها وإنتاجها، وتسويقها، ونتفاوض على عقود بشأنها، للعمل على بدء إنتاجها كمياً فى الأيام المقبلة.
ماذا عن تصدير المنتجات العسكرية لمصنع «قادر»؟
- منتجنا الرئيسى هى العربة المدرعة «فهد»، وهى عربة عسكرية اعتمادية، نمتلك حقوق تصميمها وإنتاجها بالكامل، وتجهيزها وفق متطلبات العميل، وهى مدرعة تم تصديرها لدول كثيرة حول العالم، وهناك طلب عليها نظراً لكفاءتها فى العمل مع القوات المسلحة المصرية والشرطة المدنية، وقوات حفظ السلام الأممية، كما أثبتت كفاءتها فى فرض الأمن فى سيناء، وفى الجبهة الداخلية للدولة.
صممنا وأنتجنا مدرعة مصرية خفيفة جديدة.. ونتفاوض على عقودها.. وبدء إنتاجها كمياً خلال أيامذكرت أن مصنع «قادر» بدأ تصنيع «المدرعة فهد» منذ ثمانينات القرن الماضى.. هل ما زالت المدرعة تعمل وفق تقنيات وتكنولوجيا الثمانينات؟
- لا.. فعملية التحديث والتطوير فى المدرعة هى عملية شبه يومية ومستمرة؛ فالمدرعة «فهد 300» توازى أحدث ما وصل إليه العلم فى مجال التصنيع العسكرى، وتتميز حالياً بمستوى حماية عالٍ جداً ضد التفجيرات الأرضية، والطلقات النارية، وهو ما دفع دولة فرنسا لتشترى منا 16 عربة من المدرعة فهد مؤخراً، كما اشترتها منا مؤخراً عدة دول مثل بوركينا فاسو، وبوروندى، ونتفاوض على تعاقدات أخرى مع عدد من الدول الصديقة والشقيقة، فضلاً عن المدرعة الخفيفة الجديدة.
وما أبرز ملامح التطوير الأخير للمدرعة «فهد 300»؟
- التدريع الجانبى للمدرعة لزيادة قدرتها على احتمال المتفجرات بكميات كبيرة جداً، وتزويد المدرعة بآلية تسمح برفعها عن الأرض حتى 40 سنتيمتراً لمواجهة العبور من المناطق الصخرية والجبلية الصعبة، فضلاً عن تطوير الأبواب الجانبية للمدرعة.
وما الذى يجعل المنتجات العسكرية المصرية جاذبة للاستيراد من باقى الدول؟
- أنها منتجات وفق أعلى مستوى الجودة العالمية، وبسعر منافس، وأثبتت نفسها فى مختلف المجالات، كما أن هناك دعماً فنياً مستمراً حال الحاجة للعميل.
منتجات مدنيةلدينا عدد من المنتجات المدنية، وافتتحنا مؤخراً مركز تسويق لها داخل مصنع «قادر» للصناعات المتطورة، وننتج منتجات خشبية مثل الأثاث المنزلى، والاسكوتر الكهربائى، وسيارات الجولف كار، وسيارات الإطفاء، وغيرها من المنتجات المهمة
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المناطق الوعرة مصنع قادر المنتجات العسکریة من المنتجات عدد من
إقرأ أيضاً:
رئيس منتدى الشراكة الجنوبية: فساد ومحاصصة وازدواجية قرار.. معوقات تهدد حلم بناء الدولة
شمسان بوست / عدن:
صرّح المناضل أديب العيسي، رئيس منتدى الشراكة الوطنية الجنوبية، بأن ازدواجية القرار والفساد والمحاصصة تمثل أبرز التحديات التي تواجه الوطن، وتُعدّ من الأسباب الرئيسية لعرقلة المسار السياسي والاقتصادي والتنموي.
وأوضح العيسي أن تضارب السياسات وتعدد الجهات ذات القرار أدى إلى تناقض الأولويات، وتنفيذ مشاريع متعارضة تفتقر للتكامل، مما ينعكس سلبًا على سرعة الإنجاز ويؤدي إلى تعثر التنفيذ، في ظل غياب قيادة موحدة تملك قرارًا حاسمًا.
وأكد أن ازدواجية القرار تُفضي بشكل مباشر إلى هدر الموارد والفرص، وتُسهم في تأجيل المشاريع وتوقفها نتيجة تغيّر القيادات والتوجهات، ما يؤدي إلى تشظي الخطط الوطنية وإضعاف مؤسسات الدولة.
وأشار العيسي إلى أن الوطن يعاني من “تسرب الوقت والمال”، وهو ما ينعكس في تدني نتائج التنمية وضعف ثقة المواطن في المؤسسات، مؤكدًا أن النهوض بالبلاد لا يمكن أن يتحقق في ظل التردد والانقسام.
وشدد رئيس المنتدى على ضرورة توحيد القرار وتحديد الصلاحيات وتعزيز الشفافية والمساءلة، مشيرًا إلى أن غياب هذه العناصر سيُبقي الوطن في دوامة أزمات متواصلة، ويُعيق أي تقدم حقيقي في الملفات السياسية أو الاقتصادية أو الخدمية.
وتساءل العيسي: “من هو المسؤول؟”، مؤكدًا أن الوقت قد حان لتحمّل المسؤولية الجماعية، بعيدًا عن التراشق الإعلامي أو تبادل الاتهامات، داعيًا إلى اتخاذ موقف وطني موحد في مواجهة الأزمات.
وفي ختام تصريحه، أكد أن معالجة الواقع الراهن تبدأ بمواجهة الازدواجية والفساد والمحاصصة من خلال آليات وطنية جادة تستند إلى المصلحة العليا للوطن والشعب.
وأشار إلى أن الحلول موجودة، ولكنها تتطلب قيادة فعالة تمتلك الإرادة والقدرة على إدارة الأزمات لا صناعتها، من أجل بناء مستقبل أفضل للوطن.