تحت رعاية الدكتور علاء عبد الهادى رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.

أقامت لجنة التنمية الثقافية المستدامة بالنقابة ندوة بعنوان « ماذا بعد ٩ أشهر من طوفان الأقصى، وتطورات القضية الفلسطينية وأوضاع غزة»، واستضافت اللجنة برئاسة الدكتور جمال زهران، د. أحمد يوسف أحمد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ود.

أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، وبحضور عضوى اللجنة الكاتب اللواء أحمد فهمى عبد الوهاب، والشاعر محمد رمضان.

بدأت الندوة بالوقوف دقيقة حدادًا على أرواح الشهداء، ثم تحدث د. زهران عن اهتمام اللجنة بتطورات الوضع الراهن بغزة، خاصة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس «إسماعيل هنية» فى ٣١ من يوليو الماضي، وفؤاد شكر الرجل الثانى بحزب الله، واصفًا الأمر بالنقلة الخطيرة؛ إثر استهداف قادة الصفوف الأولى فى حركات سياسية وعسكرية مقاومة، مضيفًا أن هذا لا يعنى مواجهة الكيان الصهيونى وحده، بل ربما يشير إلى ضلوع جهات أخرى فى هذه الاغتيالات؛ عن طريق تقديم الدعم اللوچستى أو التنفيذ على أرض الواقع.

كما تحدث عن انحياز شعوب العالم إلى عدالة القضية الفلسطينية، حتى أن الشعب الأمريكى قد أظهر مساندته للقضية، وفى كلمته قدم أ. د أيمن الرقب، توضيحًا وافيًا لما حدث منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن، من قِبل المقاومة واصفًا إياه بالأمر غير المتوقع.

وعن الأوضاع فى غزة، والتى وصفها الرقب بشديدة التدهور والسوء؛ نظرًا لما يتعرض له أهل القطاع من عمليات إبادة جماعية، وانتهاج الكيان سياسة التجويع والتنكيل بما يخالف كافة المواثيق الأممية بل والأعراف الإنسانية.

بيد أننا لا يمكننا إنكار تأثير ما أحدثه طوفان الأقصى على الكيان؛ حيث تم إغلاق العديد من المصانع فى إيلات، ولجوء بعض السكان إلى الاحتماء بالمخيمات تحسبًا لهجمات من المقاومة؛ للرد على ما يحدث من مجازر إسرائيلية، كما أشار القب إلى انهيار العملة الإسرائيلية وأن دولة الكيان دفعت ب ١٥٠ ألف مقاتل إلى غزة، متمنيًا خلال كلمته أن تعود جسور الثقة بين الفصائل الفلسطينية وتوحدها تحت قيادة واحدة لاسيما بعد تأزم الأوضاع بشكل بات من العسير الصمت حياله.

ذاكرا الجهود المصرية المبذولة، ولا عجب فى هذا؛ إذ أن القضية الفلسطينية لها الاهتمام الأكبر لدى مصر سواء على المستوى الرسمى أو الشعبي، كما أشار إلى تأثير حرب غزة على العالم، والتى من نتائجها عودة تيار اليسار فى فرنسا، أو عودة حزب العمال فى بريطانيا، وأنه وإن كان يستبعد قيام حروب إقليمية أو عالمية؛ غير أن استئناف المفاوضات، وخاصة عقب اغتيال هنية بات أشد صعوبة من أى وقت مضى.

وفى كلمته تحدث أ.د أحمد يوسف عن الخسائر المادية والبشرية وأنها ظاهرة تتكرر فى حركات التحرر الوطنى كلها على مر التاريخ، كما حدث فى الجزائر وليبيا وغيرهما من مقاومة استتبعت دفع الثمن غاليًا، وعارض يوسف وصف البعض للمقاومة بأنها أعطت ذريعة لإسرائيل كى تنفذ جرائمها فى غزة؛ مضيفًا أن المقاومة ضد الاحتلال هى حق مشروع للشعوب، وقد اعترف الجيش الإسرائيلى باستهداف مدرعاته وتكبده خسائر كبيرة.

كما أن المقاومة قد أحدثت انقسامات بين الشعب الإسرائيلى وحكومته؛ مما تسبب فى أزمات حقيقية فى الداخل الإسرائيلي، والرأى العام العالمى فى غالبيته أصبح ضد ما تقوم به إسرائيل؛ وأن ما حدث فى الكونجرس أثناء وجود نتنياهو لا يعكس حقيقة الأوضاع؛ وليس أدل على ذلك من مقاطعة نائبة الرئيس وأكثر من مائة من أعضاء الحزب الديمقراطى لتلك الجلسة، كذا ثمن يوسف موقف الدول التى اعترفت بالدولة الفلسطينية، كايرلندا، وإسبانيا، والنرويج، وأرمينيا، وذكر أن ثمة تحولات حدثت على أرض الواقع عقب السابع من أكتوبر، وأن شرارة المقاومة قد انتقلت إلى الضفة الغربية، وأكد خلال حديثه أن أمريكا هى السند الحقيقى لإسرائيل.

كما ذكر أنه يجب التفريق بين التناقض الرئيس مع إسرائيل، وبين التناقض الثانوى مع حماس، ويجب التفريق بين الاتجاه العام والاتجاه الخاص، وعن السيناريوهات المتوقعة أن تسير الأحداث فى اتجاهها أكد يوسف:

أن هناك ثلاثة سيناريوهات أولها : استمرار صمود المقاومة، وهذا يعد واقعا بالفعل وقد يؤدى إلى تسوية الصراع؛ لكن ذلك يتطلب وحدة الصف الفلسطيني، وعودة الدور العربى القوى والداعم للمقاومة.

والسيناريو الثاني: يتطلب استمرار صمود المقاومة دون وحدة ولا ظهير عربي، وهنا الحرب قد تتوقف ولكن مع خسائر كبيرة، أما عن السيناريو الثالث، وهو الأسوأ على الإطلاق فيتمثل فى انكسار المقاومة فى المعركة، ورغم صعوبته؛ إلا أننا يجب وضعه فى الحسبان، وفى تلك الحالة سيظل الصراع مستمرًا.

وعقب د. جمال زهران على كلمة د. أحمد يوسف مؤكدًا أن الشعوب العربية حية نابضة، وذكر أن صفحات التواصل الاجتماعى تمثل ورقة ضغط لا يستهان بها فى التعبير عن الإرادة العامة، وذكر أنه رغم المساندة الكبيرة من النظام الأمريكي، لكن المقاومة أحدثت تحولات مهمة فيما يخص الرأى العام الدولي، كما حدث من تأييد بعض الجامعات الأمريكية والأوروبية وتعاطفهم مع القضية، وأيد وجهة نظر د. أحمد يوسف بأنه فى حالات التحرر الوطنى لابد من وجود الثمن.

ولدينا تاريخ وتجارب شعوب حتى فى أوروبا نفسها دفعت ثمن التحول من المرحلة الإقطاعية إلى المرحلة الصناعية، كما أشار زهران إلى أن هذه هى (الدولة الإسرائيلية الثالثة) وأن احتمال انهيارها وارد، وتوقع أن نتنياهو سيكون آخر رئيس وزراء إسرائيلي؛ لتطرفه وعنف حكومته الشديد.

وقد تم فتح باب المداخلات أمام الحضور، وسأل اللواء أحمد فهمى عبد الوهاب عن رقم ٧٠٠ مليون صهيونى على مستوى العالم من أين أتوا، وعن أهم مبادئهم؟ وما سر دعم ذلك الكيان؟، كما أبدى مخاوفه من إبادة غزة، وتساءل الشاعر محمد رمضان عن سبل رأب الصدع الفلسطينى الفلسطينى ولماذا لم تحدث المقاومة من الضفة؟

وفى مداخلة لـ د. صلاح غلاب ذكر فيها أن أمريكا خاضعة لضغط مما يعرف باللوبى الصهيونى وأن ذلك من الصعب إنكاره أو تغييره، وأشار إلى ما فعلته ثورات الربيع العربى من تدمير للدول العربية، كما أشار إلى أن مصر هى الهدف الأكبر بالنسبة إلى إسرائيل، بينما سأل الشاعر أحمد النحاس عن طبيعة الدور الإيراني، وهل يصب اِنحياز إيران لطوفان الأقصى فى مسألة المد الشيعى الإيراني؟، وذكر د. خالد بدر فى مداخلته، بأن حروب التحرر الوطنى لا تضع حسابات المكسب أو الخسارة أمام أعينها، وذكر أن أمريكا تدعم إسرائيل الآن فى حرب تعتبرها حرب وجود.

ورأى الشاعر محمد الملوانى أننا أمام دولة تحتضر قاصدًا إسرائيل، وذكر أ. محمد أيمن من بورسعيد أن المقاومة حق مشروع وهى من زلزلت الأرض تحت أقدام العدو.

وتحدثت الشاعرة آيات عبد المنعم عن القضية كحق إنساني، وتحدثت الكاتبة عزة أبو العز أنه يجب علينا التفكير فى القادم وما يستوجب علينا فعله تجاه القضية، فالمقاومة حدثت بالفعل ولدينا الآن معطيات على الأرض ولدينا تحولات فى الرأى العام الدولي؛ بالتالى يجب أن نفكر فى آليات جديدة تساند المقاومة، ونستغل هذا السلاح الفعال المتمثل فى التكنولوجيا الحديثة للتعريف بما يجرى على أرض الواقع، وقد قام ضيوف المنصة بالتجاوب مع مداخلات الحضور.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية عبد الوهاب أحمد یوسف کما أشار وذکر أن ما حدث

إقرأ أيضاً:

أبو عبيدة: عملية معبر الكرامة كابوس يقلق الكيان الصهيوني

بارك الناطق العسكري باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس”أبو عبيدة”، مساء يوم الأحد، العملية البطولية والنوعية على معبر الكرامة التي نفذها الشهيد الأردني ماهر الجازي أحد أبطال “طوفان الأقصى”. وقال أبو عبيدة عبر قناته على تيليجرام، إن “مسدس البطل الأردني في نصرة أقصانا وشعبنا كان أكثر فاعلية من جيوش جرارة وترسانة عسكرية مكدسة”. وأكد أبو عبيدة أن “العملية تعبر عن ضمير أمتنا وعن مآلات طوفان الأقصى والكابوس الذي ينتظر الكيان الصهيوني من أبطال أمتنا”. وأضاف: “أدّى مجاهدونا في عقدهم القتالية وكمائنهم وثغورهم في قطاع غزة صلاة الغائب على الشهيد بطل العملية”.

مقالات مشابهة

  • أبو عبيدة: عملية معبر الكرامة كابوس يقلق الكيان الصهيوني
  • ماهر الجازي.. رصاصة من القرن العشرين شاركت في طوفان الأقصى
  • تطورات اليوم الـ339 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • ابوعبيدة: مسدس الجازي اكثر فاعلية من جيوش جرارة
  • من أبطال طوفان الأقصى.. أبو عبيدة يبارك للشهيد الأردني على عملية معبر الكرامة
  • أبو عبيدة: منفذ عملية معبر الكرامة أحد أبطال طوفان الأقصى
  • "أبو عبيدة" يعلق على عملية "معبر الكرامة"
  • استشهاد 83 من عناصر الدفاع المدني منذ بدء "طوفان الأقصى"
  • تطورات اليوم الـ338 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • تطورات اليوم الـ337 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة