ديوكوفيتش ونادال وموراي.. الوداع الأولمبي لملوك التنس
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
بعد صولات وجولات، سيكون عام 2024 هو الحدث الأولمبي الأخير الذي يمكن فيه سماع أسماء أساطير رياضة التنس أمثال آندي موراي ورافائيل نادال ونوفاك ديوكوفيتش المتوج بذهبية أولمبياد باريس 2024.
ومثلت أولمبياد باريس الرقصة الأخيرة لنجم التنس البريطاني آندي موراي (37 عاما) الذي يمتلك رقما قياسيا في التتويج بالذهب الأولمبي، فهو أول لاعب تنس يحصد الميدالية الذهبية في منافسات الفردي بدورتين أولمبيتين متتاليتين، هما لندن 2012 وريو 2016.
وانتهت مسيرة البريطاني بعد خروجه من ربع نهائي منافسات الزوجي في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024.
وودع موراي (20 لقبا في البطولات الأربع الكبرى غراند سلام) الجماهير في جميع أرجاء ملعب سوزان لينغلين باكيا ومتأثرا، بعد خسارته مع دان إيفانز في دور الثمانية بمنافسات زوجي الرجال الخميس الماضي، في المباراة الأخيرة بمسيرته الرياضية.
Sir Andy Murray pierde en dobles en los juegos olímpicos y dice adiós a su carrera como tenista profesional, es un grande entre los grandes, el cuarto mosquetero, ganador de 3 GS, 2 oros olímpicos y ex número 1 del mundo. La época del big three siempre fue mejor gracias a Andy ???? pic.twitter.com/XxmDknM6lY
— Jaminson Sarmiento (@Jaminson00) August 1, 2024
نوفاك ديوكوفيتشتحققت أمنية ديوكوفيتش بتوديع الأولمبياد موشحا بالذهب الذي استعصى عليه في كل دورات الألعاب السابقة رغم أنه يمتلك الرقم القياسي في التتويج ببطولات الغراند سلام (24 مرة).
ونجح النجم الصربي في الظفر بذهبية أولمبياد باريس على حساب الإسباني الشاب كارلوس ألكاراز.
خرج الإسباني المخضرم نادال خالي الوفاض في مشاركته الأخيرة على الأرجح في الأولمبياد، بعد خروجه رفقة مواطنه كارلوس ألكاراز من منافسات الزوجي الأربعاء الماضي.
وكان نادال (38 عاما) خرج من الدور الثاني بالفردي بعد هزيمته أمام غريمه الصربي نوفاك ديوكوفيتش، ليوجه تركيزه إلى الزوجي.
وبذلك اكتفى نادال بذهبيتين أولمبيتين في الفردي (بكين 2008) والزوجي (ريو 2016) خلال مسيرته.
روجيه فيدرر.. الغياب الكبير عن أولمبياد باريسالعضو الوحيد في "الثلاثة الكبار" الذي لم يحضر هذه الألعاب الأولمبية في باريس هو روجر فيدرر.
واعتزل السويسري عام 2022 وكانت آخر مرة شارك فيها في لندن 2012، حيث فاز بالميدالية الذهبية في الفردي، وكذلك فضية الزوجي في بكين 2008 مع ستانيسلاس فافرينكا.
وعرقلت الإصابات خلال السنوات الأخيرة مسيرة فيدرر الذي هيمن على تنس الرجال عقب فوزه بلقبه الكبير الأول في ويمبلدون 2003.
Will miss the Roger Federer Era ????
A career of 24 years
A Legend of the game
Farewell Fed!#RogerFederer#GrandSlamKing #Tennis #Roger #Farwell pic.twitter.com/rSqfmoYRDX
— IamKevinThomas (@kevinthomas818) September 15, 2022
وبنهاية أولمبياد باريس يفسح الجيل الذهبي للتنس -الذي يتصدر قائمة لاعبي التنس الحاصلين على البطولات الأربع الكبرى- المجال لجيل جديد بقيادة الإسباني كارلوس ألكاراز وجانيك سينر.
وحصل ألكاراز على الميدالية الفضية في باريس ووضع قدمه على بداية طريق أساطير هذه الرياضة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أولمبیاد باریس
إقرأ أيضاً:
التحدي الوجودي الذي يواجه العرب!
د. محمد بن عوض المشيخي **
يجب الاعتراف بأننا نعيش في عالم غريب لا يعرف إلّا لغة القوة والسيطرة على الآخرين، وقوة الدول الاستعمارية غير المسؤولة والتي تفتقد إلى المنطق وتكرس قانون الغاب، تجعلُ العرب والمسلمين في أنحاء العالم على المحك، وتفرض عليهم خيارًا وحيدًا هو الجهاد في سبيل الله، وتدفعهم للمقاومة ورد الظُلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني طوال سبعة عقود من الزمن.
ولعل التهديدات التي صدرت خلال الفترة الماضية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإبادة سكان غزة ثم التهجير القسري لمن تبقى منهم إلى مصر والأردن، قد شكَّلت صدمة غير مسبوقة للعالم وللضمير الإنساني في الشرق والغرب، باستثناء الصهاينة والأحزاب اليمينية المتطرفة فقط التي ترقص على أنغام هذيان ترامب ووعده الذي لا يُمكن أن يتحقق، لكونها أقرب لأحلام اليقظة منها إلى الحقيقة؛ لأن من خطَّط ونفَّذ "طوفان الأقصى" كفيل بإفشال كل المؤامرات والأطماع الغربية والصهيونية على حد سواء بعون الله. وبينما يقف قادة العرب هذه الأيام في حيرة من أمرهم، فهذه المرة لا مجال للمراوغة أو إصدار بيانات جوفاء لا تُساوي قيمة الحبر المكتوب بها، كما جرت العادة طوال عقود الصراع العربي الإسرائيلي المُسانَد بقوة والمزروع في الأساس من أوروبا وأمريكا في قلب الوطن العربي مثل الشوكة في الحلق؛ ذلك لكونهم يدركون أن شعوبهم لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن تقف متفرجة على هذه المهزلة من شخص لا يعرف سوى سلب ونهب أموال الغير، وزاد على ذلك السطو على الأوطان وتحويلها إلى صفقات عقارية إذا ما تمكن من ذلك، على الرغم من توليه رئاسة أكبر دولة في العالم. وإذا كانت نكبة 1948 التي تم فيها قتل وحرق الشعب الفلسطيني أحياءً ثم تهجير من بقي منهم على قيد الحياة إلى الضفة الغربية والأردن وقطاع غزة، فإنَّ الأمر في الألفية الثالثة مُختلف تمامًا، ومن الصعب تمريره أو ابتلاعه من المواطن العربي من المحيط إلى الخليج.
المَشَاهِد التي تأتي من غزة عبر الشاشات والقنوات التلفزيونية، العربية منها والعالمية، تكشف عن أكبر محرقة في التاريخ الإنساني على أرض فلسطين المستباحة بالسلاح الأمريكي والألماني، وهي الأرض التي استبسل عليها المجاهدون وضحُّوا بأنفسهم للدفاع عن الأقصى والعرض الفلسطيني، من خلال مواجهة الجيش الصهيوني والمُرتزقة الذين أتوا من بعض البلدان بهدف الحصول على المال؛ بل والقوات الأمريكية والبريطانية التي اشتركت في القتال إلى جانب الكيان الغاصب، تحت مُبرر البحث عن الأسرى الإسرائيليين في أنفاق غزة الصامدة.
لا شك أنه كانت هناك خيانات في الشرق الأوسط في ذلك الوقت؛ بل وحتى يومنا هذا؛ لأن الخوف على الكراسي يجعل البعض يطلب الحماية الوهمية من الأعداء، وقد سجَّل لنا التاريخ أن هناك من أخذ الأثمان البخسة وباع المقدسات وتراب فلسطين الغالي للمعتدين الصهاينة الذين قدموا من كل حدب وصوب بهدف السيطرة على أرض الرباط فلسطين المباركة، بزعم بأنها أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وهي عبارة تمثل أكبر أكذوبة في التاريخ المعاصر.
والسؤال المطروح الآن: هل طرأ جديد على مؤتمرات القمة العربية لتكون مختلفة عن سابقاتها؟
نعم، الجديد هو صحوة الشعوب العربية والإسلامية ووصولها إلى مرحلة الغليان؛ كرد فعل طبيعي على طرد الشعب الفلسطيني من أرضه وتحويلها إلى منتجعات للشركات التي يملكها اللوبي الصهيوني وترامب. لذا يجب التأكيد هنا على أهمية اتخاذ قرارات شجاعة وقوية من الزعماء العرب في قمتهم المرتقبة في القاهرة، بما يمنع وقوع أي تصرفات ظالمة من الإدارة الأمريكية الراهنة والتي تتسم بالتهوُّر، وكذلك من نتنياهو الذي تلاحقه تهم خيانة الأمانة وممارسة الفساد. لقد ظهر الرئيس الأمريكي الجديد بأسلوب عدائي غير مسبوق ضد شعوب العالم في جميع القارات الخمس، بدون أي مبرر، ولعل العقوبات التي فرضها على جنوب أفريقيا بسبب ملاحقتها لإسرائيل في محكمة العدل الدولية قد قُوبلت برد فعل أكثر مما توقعه البيت الأبيض، إذ هددت جنوب أفريقيا بتعليق تصدير المعادن النفيسة إلى أمريكا.
وأخيرًا.. ماذا سيفعل العرب تجاه غطرسة النظام العنصري في واشنطن الذي لا يعرف إلّا لغة القوة؟ وهل النُظُم العربية سترفع الراية البيضاء أمام ترامب ومطالبه الجنونية؟
لا شك أن الأيام المقبلة ستكشف ما يملكه العرب من قوة وكرامة تجاه الأشقاء في فلسطين المحتلة.
** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري
رابط مختصر